حيث صرحت مصادر مسؤولة بوزارة الكهرباء والطاقة إن الدكتور حسن يونس أعطى تعليمات مشددة لمعاونيه والمسؤولين بالشركة القابضة لكهرباء مصر لسرعة مواجهة عجز متوقع فى الطاقة خلال عام ٢٠١١ إلى ٤ آلاف ميجاوات، ما يعادل ضعف العجز فى العام الجارى. وأوضحت المصادر أن قطاع التخطيط بالشركة القابضة يبحث حالياً سبل إنقاذ البلاد من ظلام متوقع يفوق حجم الانقطاعات هذا الصيف.
أضافت أن المشكلة الأساسية أن حجم القدرات المخططة التى ستدخل الشبكة عام ٢٠١١ هو ٦٠٠ ميجاوات من محطة غرب القاهرة البخارية، بعد أن فقدت الوزارة نحو ٧٥٠ ميجاوات من محطة نويبع بعد توقف تنفيذها على إثر ضغوط من مستثمرين سياحيين على بنك الاستثمار الأوروبى، وشن حملة مضادة على المشروع فى ألمانيا.
وكشفت أن الدكتور محمد عوض. رئيس الشركة القابضة، أرسل خطابات إلى ٦ شركات عالمية موردة للوحدات الغازية تشمل هيتاشى وميتسوبيشى وجنرال إليكتريك وسمينس والستوم، يطلب عروض أسعار لإنتاج ٥٦٠ ميجاوات فى المرحلة الأولى من خلال ٤ وحدات كل منها تصل قدرتها إلى ١٤٠ ميجاوات للوحدة، وعرض ثان لنفس القدرات يتم فى مرحلة لاحقة قد ينفذ فى الإسماعيلية أو دمياط بمنطقة كفر البطيخ وبنظام تسليم مفتاح.
وأوضحت المصادر أن الدكتور محمد عوض طلب من الشركات العالمية تقديم مظروفين أحدهما فنى والآخر مالى للمحطة التى ستبنى فى محطة الشباب القديمة بالإسماعيلية وذلك يوم ٥ من سبتمبر المقبل لبدء فتح المظاريف بعد مد مهلة تقديم العروض ١٦ يوما. وحدد الدكتور عوض موعد الانتهاء من تنفيذ الوحدات وتسليم المحطة خلال مايو ٢٠١١.
وقالت إن الخطاب أرسل إلى مجموعة الخرافى الكويتية أيضا للمساهمة فى العروض المقدمة، على اعتبار أن لديها وحدات جاهزة للتركيب تصل قدرة كل وحدة إلى نحو ١٢٥ ميجاوات وقالت المصادر إن الشركة القابضة ستبت سريعا فى المناقصة وستفتح المظروفين معا خلاف كل القواعد المتبعة فى المناقصات العادية، وهو فتح العرض الفنى أولا ثم المالى بعده بنحو شهرين أو ثلاثة.
وأشارت إلى أن أكبر مشكلة حالياً هى عدم قدرة أى شركة عالمية على تنفيذ الوحدات خلال المدة التى حددتها الشركة القابضة لافتة إلى أنه حال ترسية المناقصة على إحدى الشركات يمكن الانتهاء من المحطة فى نوفمبر ٢٠١١ أى بعد الموعد الذى حددته الشركة القابضة بنحو ٦ أشهر بعد انتهاء موسم الصيف.
وقالت المصادر إن ذلك سيمثل تحديا رهيباً على المستوى الاجتماعى والسياسى لقطاع الكهرباء بأكمله ويستدعى البحث عن حلول غير تقليدية، خاصة أن الصيف سيدخل البلاد قبل انتخابات الرئاسة، وهو ما سيشكل أمراً بالغ السوء وسيتسبب فى حرج لوزارة الكهرباء إذا حدثت أزمة فى امدادات الكهرباء كالتى ظهرت هذا الصيف.
من ناحية أخرى اتهم مسؤول رسمى، قطاع التخطيط بالشركة القابضة لكهرباء مصر بالمساهمة جزئيا فى ازمة الانقطاعات الحالية والعجز الذى ستعانيه البلاد العام المقبل وقال: للأسف المخططون كان لديهم قصور شديد فى التنبؤ بالأزمة وجمود فى اتخاذ قرارات سريعة بطرح مناقصة محطة الشباب فى موعد مبكر من هذا العام لاستغلال الوقت ويجب إجراء تغيير شامل للمخططين بالشركة القابضة لإنقاذ البلاد من ظلام دامس.