مقتطفات من قصة حياة هند الفاسى
فى هدوء تام وبعيدا عن الصخب الإعلامى، رحلت الأميرة هند شمس الدين الفاسى، زوجة الأمير تركى بن عبدالعزيز آل سعود، بعد حياة حافلة بالصخب الإعلامى والسياسى والاجتماعى، وسط دعاوى قضائية بين القاهرة ولندن وعواصم أخرى.
اختلف الكثيرون حول شخصيتها، فتارة صورتها وسائل الإعلام بالأميرة ذات الأصول المغربية المعروفة بحياة شديدة الترف والبذخ تشبه قصص وأساطير ألف ليلة وليلة، بسبب حفلاتها الصاخبة فى مقر إقامتها بفندق شهير بمحافظة أكتوبر أو فى فنادق وقصور أخرى كانت تدعو إليها مشاهير الفنانين المصريين والعرب. بل شهدت حفلات أولادها الأميرة سماهر والأميران عبد الرحمن وأحمد، حالة من الجدل أيضا، شبهها البعض بحفلات أسرة محمد على أو نبلاء أوروبا .
بينما رآها البعض أميرة العطاء التى تنفق على الفقراء بسخاء وخاصة أتباع الطريقة الفاسية الشاذلية، التى تنتسب إلى والدها الراحل الدكتور شمس الدين عبدالله الفاسى، الذى كان مقيما بين لندن وفلوريدا، وهى طريقة مغلقة يدور حولها أيضا لغط كبير، وفى كل عام كانت الأميرة الراحلة تقيم ذكرى والدها بمدفنه بمدينة نصر، وكانت تقوم فيها بدعوة مشاهير القراء وتنفق فيها أموالا كثيرة على الفقراء.
وقد ارتبط اسم الأميرة هند الفاسى بشخصيات سياسية واقتصادية كبيرة ومنها مسئول سورى رفيع سبق أن كتب قصيدة غزل فى الأميرة هند، التى قامت بدورها بنشر القصيدة فى مجلة الكواكب وأثارت الجدل وقتها وفيها يقول :
سمراء ..فى المغرب الأقصى ارومتها تدعى بـ"هند" وهند تعشق العربا
وقد تردد اسم المسئول السورى فى الصحف المصرية والعربية بزعم توسطه أكثر من مرة لعدم طرد الأميرة هند الفاسى من القاهرة بسبب مشاكلها وأبنائها مع الموظفين والعاملين معها وإدارات الفنادق التى تقيم بها.
تنقلت الأميرة الراحلة هند الفاسى بين فنادق القاهرة فكانت تعيش فى طابقين فى فندق شهير بوسط القاهرة على النيل قبل أن تنتقل للإقامة فى فندق بمحافظة 6 أكتوبر مع عائلتها حتى رحيلها، إضافة إلى طابق آخر مخصص للحراس الشخصيين الذين "تتراوح أعدادهم بين 40 حدا أدنى و120 حدا أقصى تبعا للظروف". وقد أثار الحراس لغطا كبيرا تحول إلى أقسام الشرطة وساحات القضاء بسبب مزاعم سوء معاملتهم للعاملين فى خدمة الأميرة الراحلة.
لكن الأميرة هند الفاسى كانت ترد على ذلك بأنها ضحية حملة إعلامية بإيعاز من الخارج وتشجيع من جهات مصرية، وعربية لتشويه صورتها وصورة زوجها كامرأة سعودية ليبرالية منفتحة ولحسابات سياسية، على حد قولها.
كانت حياة الأميرة هند الفاسى مادة خصبة وثرية لصحف النميمة وصفحات الحوداث والمجلات الاجتماعية والفنية ، بل لكتب صفراء على أرصفة شارع جامعة الدول العربية ، وكان البعض يهاجم الحكومة المصرية بسبب "تكتمها" على ما يثار من تصرفات آل الفاسى أى الأميرة وشقيقها وأولادها .
وقد سبق للأميرة الراحلة أن واجهت مشكلات مع القضاء المصرى إثر شكاوى تقدم بها عمال مصريون اتهموها باحتجازهم وعدم تسديد رواتبهم ، لكن محكمة جنح بولاق فى القاهرة قضت ببراءتها وشقيقها محمد الفاسى من تهمة "خيانة الأمانة".
يذكر أن الأميرة هند تزوجت بالأمير تركى بن عبد العزيز الذى تولى إمارة منطقة الرياض عام 1957، لبضعة أشهر، ثم نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام فى الفترة (1962 - 1983) وهو أخ غير شقيق للعاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويعيش فى القاهرة منذ عام 1980 .
|