ذات الرداء الأحمر
هناااك ... بعيييد ... فى غابة بعيدة ... وسط ظلمة الليل .. و حفيف أوراق الأشجار .. و صوت سيارة مسرعة يخترق سكون هذا المكان ... و على مقربة جيدة من هذه السيارة نرى رجل يقودها و على ملامحه الغضب الشديد .. و فى المقعد الخلفى للسيارة هناك امرأة يبدو الغضب على ملامحها هى أيضاْ .... انها تنهر طفلاْ صغيراْ .. تنهره بشدة ..!!!
: ألم نحذرك من الذهاب الى هذا القصر ؟؟!!!
فيرد الطفل و هو يبكى : امى .. إن ديما صديقتى ... و هى تحبنى .. و ...
فتصرخ الام : لكنها ليست مثلنا ... ليست مثلنا يا فارس ...
و فجأة تلتفت مصدومة : انتبه يا محمد ...!!! صرخت اكثر رعباء فى زوجها عندما لمحوا شيخا كبيراْ يمر امام السيارة التى كادت ان تدهسه .. لكن الزوج انحرف بعيدا عنه .. لتنقلب السيارة و تتدحرج بقوة .. و الام تتكور بجسدها على صغيرها لتحميه ..!!!
و من بعيد .. تلمع عيون حمراء فى ظلام الليل المخيف و ترتسم ابتسامة مخيفة على وجه مسخ بشع المنظر ثم ... يختفى كل شىء !!!!
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
اننا الأن نقترب من منزل غريب فى هذه الغابة الواسعة المخيفة .. منزل يقف وحيدا ... نقترب منه .. و نفتح الباب ببطء شديد .. احذروا ... ببطء شديد !!! .. هناك شابا يجلس وحيداْ يستمع الى التلفاز امامه ... نقترب قليلاْ لنتبين ملامحه ... ذو عينان عسليتان و وجه وسيم حاد الملامح ... يبدو من جسده الرياضى المتناسق انه يبلغ اللرابعة او الخامسة و العشرون من عمره ...
يقف ببطء مستقيماْ و يفرد زراعيه بهدوء ... ثم يخطو .. يخطو على سلالم تهبط به الى مكان سفلى .. قبو واسع .. به مكتبة ضخمة .. تحمل كتباْ عديدة .. كتب تناثر عليها التراب ...
يتناول كتاباْ و يجلس على طاولة امامه ثم يشعل شمعة الى جواره ليقرأ بهدوء ما كتب فى هذا الكتابا لغريب ... " لعنة أكاروس "
يفتح الكتاب و فجاة تسقط صفحة من صفحاته .. ما هذا ؟؟؟؟؟ انها صفحة قديمة .. لا تشبه صفحات الكتاب أبداْ
أخذ يقرأ ما كتب فى هذه الصفحة المطوية بعناية ...
كانت الكلمات غريبة تبدو كتعويذة سحرية ....
" أيتها الساكنة فى قبر الظلام ..... انا قادم اليكِ...... لأزيل عن عينيكِ السواد و نرحل معا الى عالم النور .... فإن قدرنا واحد !!!! "
و ما أن انتهى من كلماته حتى لمح طيفاْ مر بسرعة أمامه على شاشة التلفاز , نظر أمامه الى الشاشة ....... إنها مطفأة .!!! لابد أنه يتخيل ... أعاد النظر الى الكتاب لكن صورة غريبة على الشاشة المطفأة جذبته مرة اخرى ....... نظر بسرعة ليرى انعكاساْ لصورة شخص ما يقف خلفه!!!!!!! , انها صورة لفتاة ..... استدار بسرعة لينظر خلفه فلم يرى شيئا !!! يبدو أنه متعب و قد بدأ يهلوس , يجب أن يذهب للنوم الآن و غداْ سيكمل قراءة الكتاب .
أطفأ الأنوار و كان على وشك الدخول لغرفة نومه عندما سمع طرقاْ خفيفاْ جداْ على باب المنزل , توقف مكانه كالتمثال وتجمد الدم فى عروقه ذلك أن ما من أحد فى هذه الغابة المعزولة و لم يأتِ اليه أحد منذ زمن و لم يرَ أى انسان سوى جده الذى رباه فى هذا المكان البعيد عن أعين الناس .
ثم إن الوقت متاخر جداْ , كيف يأتِ بشرى الى هذا المكان فى هذا الوقت من الليل ؟
لم يسمع طرقاْ فظن أنها مجرد تهيآت , استدار ليدخل غرفته ,
فسمع الطرق من جديد , كان طرقا خفيفا و كأن صاحبه يخشى ازعاج من فى البيت , كان الطرق يتكرر بهدوء , قصيرا ناعما ....
فما كان امامه سوى ان يتحرك بخطوات مثقلة نحو الباب ليرى من هذا الزائر الغريب فى هذا الوقت من الليل !!!
فتح الباب ببطء شديد .... لكنه لم يجد شيئا و لم ير أى أثر يدل على ان هناك من ....
لحظة !!! ....... من اتى بهذه الزهرة الى هنا ؟؟؟؟؟؟ !!! .... انها وردة حمراء تبللها قطرات كانها قطرات ندى ....... لم تكن وردة عادية بل كان لونها غريبا .... احمرا بلون الدم لامعا ... و قطرات الندى تتجمع فوقها فتأسر الناظر اليها
حمل الزهرة بين اصابعه و اغلق الباب و دخل غرفة نومه متسائلا عن سر هذه الزهرة الغريبة؟؟؟ من وضعها هنا ؟؟؟ و من هذا الزائر الغريب الذى ......تك ... تك ... تك
قطع أفكاره صوت طرقات خفيفة على نافذة غرفته الزجاجية , نظر بسرعة الى حيث يأتى الطرق , ليرى أجمل وجه رآه فى حياته .... فتاة ... بل حورية ... ملامحها ملائكية بريئة ... شعرها الأسود مسترسل فى نعومة طويلا كثيفا على ظهرها و عيناها ... واسعتان ... رماديتان تلمعان ببريق عجيب و كانهما شفافتان .... اما وجهها فقد كان كالبدر الساطع , على حمرة خفيفة ... و شفتاها .. آه لو ترونها ... لا توصف ... رقيقتان و حمراوتان كادم ... كانت جميلة ... جميلة جدا
قام من على سريره و اتجه نحو تلك الحسناء الغريبة .... و فتح النافذة كالمسحور ... كانت ترتدى ثوبا ناعما أحمر اللون لامعا ... يكاد يظهر أكثر مما يخفى ,, كان الثوب يصل الى ما فوق ركبتيها بقليل و يعلق على كتفيها بخيطان رفيعان جدا ... كان ثوبها مغريا لأبعد حدود
وقف فارس امامها مذهولا من هذا الجمال الخارق , لا يعرف ماذا يقول ... فقد توقفت الكلمات على لسانه عندما رأى تلك الحورية ... حاول ان ينطق ... ان يحرك يده ... ليلمس جسدها البلورى المغرى .. أو ...
" اعتنى بزهرتى يا أميرى , اياك ان تدعها تذبل , فمع ذبولها سيتبدد النور و يحل الظلام الى الأبد ..!!! "
انتبه من شروده على صوت هذا الملاك الساحر ... كان صوتها ناعما أفقده عقله ... كان همسا يسرى بين أوصاله ... تذكر الزهرة ... استدار ليلتقطها من فوق سريره ..ثم عاد بسرعة الى الفتاة ليخبرها انه سـ.......
أين هى ؟؟؟؟ لقد اختفت .!!!! هكذا ؟؟؟؟؟ بهذه السرعة ؟؟؟؟ و بدون اى صوت ؟؟؟ و كأنها تبخرت او ذابت مع ذرات الهواء البارد الذى يحرك شعره ؟؟؟ أين ذهبت ؟؟!!! و لكن ... السؤال الحقيقى الذى أثار دهشته ؟؟؟ من هى ؟؟؟ و كيف اختفت بتلك السرعه ؟؟!!!!!!!!!!!!!
لم يكن فارس شابا عاديا فقد كان يعيش معزولا عن الناس فى هذه الغابة الموحشة ...
هو شاب أتم الخامسة و العشرون من عمره ... وحيد والديه ... توفيا أبواه فى حادث سيارة غامض ... كان فارس أنذاك يبلغ العاشرة من عمره عندما وجد فى الحادث و قد تكورت امه فوق لتحميه بجسدها فكتب له ان يعيش يتيما لياخذه جده و يربيه لكن الجد رأى فى حفيده شيئا غريبا ,,, وشم غريب على صدره ... رسما يعرفه تماما ... فقد كان الجد مهووسا بقراءة كتب السحر و الاساطير القديمة فعرف هذا الرسم الغريب فورا و علم ان حفيده هو الفارس المنتظر .... فأخذه الى تلك الغابة البعيدة بعيدا عن اعين الناس ... ورباه فى هذا المنزل الغريب وقد انتقل حب قراءة تلك الكتب الغريبة الى الطفل ... وكان الجد قد كون منها مكتبة ثرية و غنية بكل ما هو غريب فى عالم لخوارق و ما فوق الطبيعة .... و قد وصاه جده أن لا يخالط أى انسان حتى يتم عامه الخامس و العشرون و بعد وفاة جده عاش فارس وحيدا فى بيته المنعزل عن بقية البشر تحيط به زكرياته مع جده و والديه
- جدى .. ما هذا الشىء الغريب على صدر
- انه قدرك يا حبيبى
رد الطفل ببراء : - قدرى ؟ كيف يا جدى ؟؟؟
- غدا ستعرف يا فارس
- حسنا سانام الان لأعرف غدا ...
ضحك الجد على براءة الطفل و قال : - لن تعرف الا بعد ان تتم عامك الخامس و العشرون من عمرك يا فارس
- لماذا يا جدى ؟ لماذا لا أعرف الآن ؟؟
- لأنه قدرك يا فارس ...!!!!
نام فارس على سريره و هو يفكر ... ما سر تلك الحسناء الغريبة التى ظهرت امام نافذته ؟؟؟ و ما سر تلك الزهرة العجيبة ؟؟؟ و لماذا ظهرت فقط عندما قلت تلك الكلمات التى خطت على الورقة القديمة ؟؟؟؟ و ما المغزى من كلماتها التى لازالت تتردد فى أذنى حتى الآن ؟؟؟؟ أسئلة غريبة و عجيبة ليتنى أجد لها اجابة ....
يبدو ان فارس لم يشعر بنفسه عندما تزاحمت تلك الافكار فى رأسه و لم يقوى على مقاومتها ولا مقاومة النوم الذى تسلل بخفة الى عينيه فغط فى نوم عميق ....................
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أيتها الساكنة فى قبر الظلام ..... انا قادم اليكِ...... لأزيل عن عينيكِ السواد و نرحل معا الى عالم النور .... فإن قدرنا واحد !!!!
******************
مكان غريب يشبه الكهف المهجور ...فى مدخل هذا الكهف توجد كلمات بلغة غريبة ... تتألق و تلمع ببريق عجيب ... اما الكهف من الداخل فهو شديد البرودة .. مظلم الا من نور خفيف مسلط على شىء ما ..!!!
ما هذا ؟؟؟؟ انها امراة ... جميلة جدا ... شعرها أسود طويل ينسدل على وجهها ... كان وجهها يميل للاسفل كان صاحبته نائمة او متعبه بشدة ... نعم ... و لما لا ... فهى مقيدة بسلاسل من ذهب كثيرة ... تقف فى اخر الكهف و قد فردت زراعيها كوضعية النسر المحلق و قيدتها السلاسل العظيمة الى جدا الكهف ... كانت تتمتم بكلمات غريبة و بلغة غريبة ... و فجأة دخل احد الأشخاص ... رجلا يرتدى ثيابا بيضاء ... لحيته طويلة و عيناه و ملامحه تحملان الكثير من الطيبة ... وقف امامها بخشوع و قال :
- لقد حان الوقت
رفعت رأسها المرهق و نظرت له باحترام و قالت بضعف :
- هل سينجح ؟؟
- لا نعرف ........... ربما !!!
أين انا ؟ !!! ما هذا المكان الغريب ؟؟؟؟ صحراء واسعة ... مظلمة ... يتسلل اليها ضوء القمر ... ولكن ... هناك شجرة تقف وحيدة ... هل توجد أشجار بالصحراء ... ربما .... و هناك كهف غريب ,,, و صخور و جبال ... الجو هنا يبعث الرعب فى قلبى ... ولكن لحظة ... ما هذا الذى اسمعه ... صوت غناء ... صوت رقيق جدا و جميل جدا ... يتردد فى انحاء المكان كالصدى .... انى اسمعه جيدا ... صوت فتاة ... بل اكاد اجزم انه صوت ملاك ... يتغنى بهمس أنعم من النسيم ...
الهواء يداعب شعرى .. و يحرك ملابسى ... اما انا أكاد افقد وعيى من سحر هذا الصوت الملائكى
انها هى !!! نعم ... ظهرت امامى و حولها هالة من نور ... و كأن القمر يحيطها بنوره , نظرت لى بعيناها التى سلبتا منى عقلى
كانت تغنى تتمايل فى نعومة حول الشجرة تحرك شعرها ... تحرك زراعيها ... تحرك عيناها ... جسدها يتراقص بنعومة و كانها تراقص نور القمر ... تغنى بلغة غريبة لا افهمها ... لغة لا تشبه أى من لغات البشر ... لكنها بالغة الجمال و الرقة ... نغماتها حزينة هادئة و صوتها ناعم ينساب بسحر فيتغلغل بين شرايينى و يجرى فيهما مجرى الدم ليصل الى قلبى !!!
اقتربت منى فى دلال ... تخطو بهدوء و شعرها الاسود الطويل يتطاير خلفها مع النسيم ... كانت تقترب و دقات قلبى تزداد مع كل خطوة تخطوها ... اقتربت ... حتى أصبحت قريبة منى جدا ... أنفاسها باردة !!! غريب امرها ... حتى انفاسها لا تشبه البشر ...من اين اتت ؟ من القمر ؟؟؟ هل تسكن القمر مخلوقات بهذا الجمال الخارق ؟؟؟
انظر فى عيناها كالمسحور ... أشعر بانى اغوص فى أعماق البحار ... اشعر بانى اغرق ... ارفع يدى ببطء ...أريد ان المسها ... ان اشعر بها ... ما هذا ؟؟؟ يدها ... باردة كالثلج !!! كمن لا حياة فيها ..!!! انها لا تشبه البشر أبدا ...
- من انت ِ ؟
أخيرا نطقت !!!...
ابتسمت و أسبلت عيناها فاهتز قلبى ... قالت بهمس : انا قدرك يا فارس !!!
يا الهى !!! همساتها تسحرنى !!! و اسمى يخرج عذبا من بين شفتيها الحمراوتان ... قوليه ... قوليه مرة أخرى ارجوكِ
ابتسمت و هى تنظر لى باغراء .... و تبتعد ... خطوة وراء الاخرى ...
اسرعت بلهفة أقول : انتظرى !!!
: ستجدنى فى الغابة المظلمة !!!
قالت تلك الكلمات الغامضة ثم اختفت فجاة و فى اقل من الثانية وجد فارس نفسه على سريره فى حجرة نومه و فى منزله ...يبدوا انه كان يحلم !!! لكنه أروع حلم حدث له !!!
*******
عندما تشعر به قادم من خلفك
و تسمع الصراخ و الانين
فاعلم أنه قادم من أجلك
ولا وقت للهروب أو العويل
*******
هناااك ... بعيييد ... فى غابة بعيدة ... وسط ظلمة الليل .. و حفيف أوراق الأشجار .. و صوت سيارة مسرعة يخترق سكون هذا المكان ... و على مقربة جيدة من هذه السيارة نرى رجل يقودها و على ملامحه الغضب الشديد .. و فى المقعد الخلفى للسيارة هناك امرأة يبدو الغضب على ملامحها هى أيضاْ .... انها تنهر طفلاْ صغيراْ .. تنهره بشدة ..!!!
: ألم نحذرك من الذهاب الى هذا القصر ؟؟!!!
فيرد الطفل و هو يبكى : امى .. إن ديما صديقتى ... و هى تحبنى .. و ...
فتصرخ الام : لكنها ليست مثلنا ... ليست مثلنا يا فارس ...
و فجأة تلتفت مصدومة : انتبه يا محمد ...!!! صرخت اكثر رعباء فى زوجها عندما لمحوا شيخا كبيراْ يمر امام السيارة التى كادت ان تدهسه .. لكن الزوج انحرف بعيدا عنه .. لتنقلب السيارة و تتدحرج بقوة .. و الام تتكور بجسدها على صغيرها لتحميه ..!!!
و من بعيد .. تلمع عيون حمراء فى ظلام الليل المخيف و ترتسم ابتسامة مخيفة على وجه مسخ بشع المنظر ثم ... يختفى كل شىء !!!!
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
اننا الأن نقترب من منزل غريب فى هذه الغابة الواسعة المخيفة .. منزل يقف وحيدا ... نقترب منه .. و نفتح الباب ببطء شديد .. احذروا ... ببطء شديد !!! .. هناك شابا يجلس وحيداْ يستمع الى التلفاز امامه ... نقترب قليلاْ لنتبين ملامحه ... ذو عينان عسليتان و وجه وسيم حاد الملامح ... يبدو من جسده الرياضى المتناسق انه يبلغ اللرابعة او الخامسة و العشرون من عمره ...
يقف ببطء مستقيماْ و يفرد زراعيه بهدوء ... ثم يخطو .. يخطو على سلالم تهبط به الى مكان سفلى .. قبو واسع .. به مكتبة ضخمة .. تحمل كتباْ عديدة .. كتب تناثر عليها التراب ...
يتناول كتاباْ و يجلس على طاولة امامه ثم يشعل شمعة الى جواره ليقرأ بهدوء ما كتب فى هذا الكتابا لغريب ... " لعنة أكاروس "
يفتح الكتاب و فجاة تسقط صفحة من صفحاته .. ما هذا ؟؟؟؟؟ انها صفحة قديمة .. لا تشبه صفحات الكتاب أبداْ
أخذ يقرأ ما كتب فى هذه الصفحة المطوية بعناية ...
كانت الكلمات غريبة تبدو كتعويذة سحرية ....
" أيتها الساكنة فى قبر الظلام ..... انا قادم اليكِ...... لأزيل عن عينيكِ السواد و نرحل معا الى عالم النور .... فإن قدرنا واحد !!!! "
و ما أن انتهى من كلماته حتى لمح طيفاْ مر بسرعة أمامه على شاشة التلفاز , نظر أمامه الى الشاشة ....... إنها مطفأة .!!! لابد أنه يتخيل ... أعاد النظر الى الكتاب لكن صورة غريبة على الشاشة المطفأة جذبته مرة اخرى ....... نظر بسرعة ليرى انعكاساْ لصورة شخص ما يقف خلفه!!!!!!! , انها صورة لفتاة ..... استدار بسرعة لينظر خلفه فلم يرى شيئا !!! يبدو أنه متعب و قد بدأ يهلوس , يجب أن يذهب للنوم الآن و غداْ سيكمل قراءة الكتاب .
أطفأ الأنوار و كان على وشك الدخول لغرفة نومه عندما سمع طرقاْ خفيفاْ جداْ على باب المنزل , توقف مكانه كالتمثال وتجمد الدم فى عروقه ذلك أن ما من أحد فى هذه الغابة المعزولة و لم يأتِ اليه أحد منذ زمن و لم يرَ أى انسان سوى جده الذى رباه فى هذا المكان البعيد عن أعين الناس .
ثم إن الوقت متاخر جداْ , كيف يأتِ بشرى الى هذا المكان فى هذا الوقت من الليل ؟
لم يسمع طرقاْ فظن أنها مجرد تهيآت , استدار ليدخل غرفته ,
فسمع الطرق من جديد , كان طرقا خفيفا و كأن صاحبه يخشى ازعاج من فى البيت , كان الطرق يتكرر بهدوء , قصيرا ناعما ....
فما كان امامه سوى ان يتحرك بخطوات مثقلة نحو الباب ليرى من هذا الزائر الغريب فى هذا الوقت من الليل !!!
فتح الباب ببطء شديد .... لكنه لم يجد شيئا و لم ير أى أثر يدل على ان هناك من ....
لحظة !!! ....... من اتى بهذه الزهرة الى هنا ؟؟؟؟؟؟ !!! .... انها وردة حمراء تبللها قطرات كانها قطرات ندى ....... لم تكن وردة عادية بل كان لونها غريبا .... احمرا بلون الدم لامعا ... و قطرات الندى تتجمع فوقها فتأسر الناظر اليها
حمل الزهرة بين اصابعه و اغلق الباب و دخل غرفة نومه متسائلا عن سر هذه الزهرة الغريبة؟؟؟ من وضعها هنا ؟؟؟ و من هذا الزائر الغريب الذى ......تك ... تك ... تك
قطع أفكاره صوت طرقات خفيفة على نافذة غرفته الزجاجية , نظر بسرعة الى حيث يأتى الطرق , ليرى أجمل وجه رآه فى حياته .... فتاة ... بل حورية ... ملامحها ملائكية بريئة ... شعرها الأسود مسترسل فى نعومة طويلا كثيفا على ظهرها و عيناها ... واسعتان ... رماديتان تلمعان ببريق عجيب و كانهما شفافتان .... اما وجهها فقد كان كالبدر الساطع , على حمرة خفيفة ... و شفتاها .. آه لو ترونها ... لا توصف ... رقيقتان و حمراوتان كادم ... كانت جميلة ... جميلة جدا
قام من على سريره و اتجه نحو تلك الحسناء الغريبة .... و فتح النافذة كالمسحور ... كانت ترتدى ثوبا ناعما أحمر اللون لامعا ... يكاد يظهر أكثر مما يخفى ,, كان الثوب يصل الى ما فوق ركبتيها بقليل و يعلق على كتفيها بخيطان رفيعان جدا ... كان ثوبها مغريا لأبعد حدود
وقف فارس امامها مذهولا من هذا الجمال الخارق , لا يعرف ماذا يقول ... فقد توقفت الكلمات على لسانه عندما رأى تلك الحورية ... حاول ان ينطق ... ان يحرك يده ... ليلمس جسدها البلورى المغرى .. أو ...
" اعتنى بزهرتى يا أميرى , اياك ان تدعها تذبل , فمع ذبولها سيتبدد النور و يحل الظلام الى الأبد ..!!! "
انتبه من شروده على صوت هذا الملاك الساحر ... كان صوتها ناعما أفقده عقله ... كان همسا يسرى بين أوصاله ... تذكر الزهرة ... استدار ليلتقطها من فوق سريره ..ثم عاد بسرعة الى الفتاة ليخبرها انه سـ.......
أين هى ؟؟؟؟ لقد اختفت .!!!! هكذا ؟؟؟؟؟ بهذه السرعة ؟؟؟؟ و بدون اى صوت ؟؟؟ و كأنها تبخرت او ذابت مع ذرات الهواء البارد الذى يحرك شعره ؟؟؟ أين ذهبت ؟؟!!! و لكن ... السؤال الحقيقى الذى أثار دهشته ؟؟؟ من هى ؟؟؟ و كيف اختفت بتلك السرعه ؟؟!!!!!!!!!!!!!
لم يكن فارس شابا عاديا فقد كان يعيش معزولا عن الناس فى هذه الغابة الموحشة ...
هو شاب أتم الخامسة و العشرون من عمره ... وحيد والديه ... توفيا أبواه فى حادث سيارة غامض ... كان فارس أنذاك يبلغ العاشرة من عمره عندما وجد فى الحادث و قد تكورت امه فوق لتحميه بجسدها فكتب له ان يعيش يتيما لياخذه جده و يربيه لكن الجد رأى فى حفيده شيئا غريبا ,,, وشم غريب على صدره ... رسما يعرفه تماما ... فقد كان الجد مهووسا بقراءة كتب السحر و الاساطير القديمة فعرف هذا الرسم الغريب فورا و علم ان حفيده هو الفارس المنتظر .... فأخذه الى تلك الغابة البعيدة بعيدا عن اعين الناس ... ورباه فى هذا المنزل الغريب وقد انتقل حب قراءة تلك الكتب الغريبة الى الطفل ... وكان الجد قد كون منها مكتبة ثرية و غنية بكل ما هو غريب فى عالم لخوارق و ما فوق الطبيعة .... و قد وصاه جده أن لا يخالط أى انسان حتى يتم عامه الخامس و العشرون و بعد وفاة جده عاش فارس وحيدا فى بيته المنعزل عن بقية البشر تحيط به زكرياته مع جده و والديه
- جدى .. ما هذا الشىء الغريب على صدر
- انه قدرك يا حبيبى
رد الطفل ببراء : - قدرى ؟ كيف يا جدى ؟؟؟
- غدا ستعرف يا فارس
- حسنا سانام الان لأعرف غدا ...
ضحك الجد على براءة الطفل و قال : - لن تعرف الا بعد ان تتم عامك الخامس و العشرون من عمرك يا فارس
- لماذا يا جدى ؟ لماذا لا أعرف الآن ؟؟
- لأنه قدرك يا فارس ...!!!!
نام فارس على سريره و هو يفكر ... ما سر تلك الحسناء الغريبة التى ظهرت امام نافذته ؟؟؟ و ما سر تلك الزهرة العجيبة ؟؟؟ و لماذا ظهرت فقط عندما قلت تلك الكلمات التى خطت على الورقة القديمة ؟؟؟؟ و ما المغزى من كلماتها التى لازالت تتردد فى أذنى حتى الآن ؟؟؟؟ أسئلة غريبة و عجيبة ليتنى أجد لها اجابة ....
يبدو ان فارس لم يشعر بنفسه عندما تزاحمت تلك الافكار فى رأسه و لم يقوى على مقاومتها ولا مقاومة النوم الذى تسلل بخفة الى عينيه فغط فى نوم عميق ....................
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أيتها الساكنة فى قبر الظلام ..... انا قادم اليكِ...... لأزيل عن عينيكِ السواد و نرحل معا الى عالم النور .... فإن قدرنا واحد !!!!
******************
مكان غريب يشبه الكهف المهجور ...فى مدخل هذا الكهف توجد كلمات بلغة غريبة ... تتألق و تلمع ببريق عجيب ... اما الكهف من الداخل فهو شديد البرودة .. مظلم الا من نور خفيف مسلط على شىء ما ..!!!
ما هذا ؟؟؟؟ انها امراة ... جميلة جدا ... شعرها أسود طويل ينسدل على وجهها ... كان وجهها يميل للاسفل كان صاحبته نائمة او متعبه بشدة ... نعم ... و لما لا ... فهى مقيدة بسلاسل من ذهب كثيرة ... تقف فى اخر الكهف و قد فردت زراعيها كوضعية النسر المحلق و قيدتها السلاسل العظيمة الى جدا الكهف ... كانت تتمتم بكلمات غريبة و بلغة غريبة ... و فجأة دخل احد الأشخاص ... رجلا يرتدى ثيابا بيضاء ... لحيته طويلة و عيناه و ملامحه تحملان الكثير من الطيبة ... وقف امامها بخشوع و قال :
- لقد حان الوقت
رفعت رأسها المرهق و نظرت له باحترام و قالت بضعف :
- هل سينجح ؟؟
- لا نعرف ........... ربما !!!
أين انا ؟ !!! ما هذا المكان الغريب ؟؟؟؟ صحراء واسعة ... مظلمة ... يتسلل اليها ضوء القمر ... ولكن ... هناك شجرة تقف وحيدة ... هل توجد أشجار بالصحراء ... ربما .... و هناك كهف غريب ,,, و صخور و جبال ... الجو هنا يبعث الرعب فى قلبى ... ولكن لحظة ... ما هذا الذى اسمعه ... صوت غناء ... صوت رقيق جدا و جميل جدا ... يتردد فى انحاء المكان كالصدى .... انى اسمعه جيدا ... صوت فتاة ... بل اكاد اجزم انه صوت ملاك ... يتغنى بهمس أنعم من النسيم ...
الهواء يداعب شعرى .. و يحرك ملابسى ... اما انا أكاد افقد وعيى من سحر هذا الصوت الملائكى
انها هى !!! نعم ... ظهرت امامى و حولها هالة من نور ... و كأن القمر يحيطها بنوره , نظرت لى بعيناها التى سلبتا منى عقلى
كانت تغنى تتمايل فى نعومة حول الشجرة تحرك شعرها ... تحرك زراعيها ... تحرك عيناها ... جسدها يتراقص بنعومة و كانها تراقص نور القمر ... تغنى بلغة غريبة لا افهمها ... لغة لا تشبه أى من لغات البشر ... لكنها بالغة الجمال و الرقة ... نغماتها حزينة هادئة و صوتها ناعم ينساب بسحر فيتغلغل بين شرايينى و يجرى فيهما مجرى الدم ليصل الى قلبى !!!
اقتربت منى فى دلال ... تخطو بهدوء و شعرها الاسود الطويل يتطاير خلفها مع النسيم ... كانت تقترب و دقات قلبى تزداد مع كل خطوة تخطوها ... اقتربت ... حتى أصبحت قريبة منى جدا ... أنفاسها باردة !!! غريب امرها ... حتى انفاسها لا تشبه البشر ...من اين اتت ؟ من القمر ؟؟؟ هل تسكن القمر مخلوقات بهذا الجمال الخارق ؟؟؟
انظر فى عيناها كالمسحور ... أشعر بانى اغوص فى أعماق البحار ... اشعر بانى اغرق ... ارفع يدى ببطء ...أريد ان المسها ... ان اشعر بها ... ما هذا ؟؟؟ يدها ... باردة كالثلج !!! كمن لا حياة فيها ..!!! انها لا تشبه البشر أبدا ...
- من انت ِ ؟
أخيرا نطقت !!!...
ابتسمت و أسبلت عيناها فاهتز قلبى ... قالت بهمس : انا قدرك يا فارس !!!
يا الهى !!! همساتها تسحرنى !!! و اسمى يخرج عذبا من بين شفتيها الحمراوتان ... قوليه ... قوليه مرة أخرى ارجوكِ
ابتسمت و هى تنظر لى باغراء .... و تبتعد ... خطوة وراء الاخرى ...
اسرعت بلهفة أقول : انتظرى !!!
: ستجدنى فى الغابة المظلمة !!!
قالت تلك الكلمات الغامضة ثم اختفت فجاة و فى اقل من الثانية وجد فارس نفسه على سريره فى حجرة نومه و فى منزله ...يبدوا انه كان يحلم !!! لكنه أروع حلم حدث له !!!
*******
عندما تشعر به قادم من خلفك
و تسمع الصراخ و الانين
فاعلم أنه قادم من أجلك
ولا وقت للهروب أو العويل
*******