عندما نعشق الحياة ومن فيها
ونعانق أحلامنا الوردية بشغف كبير
ونستسلم لقطار الأيام يتنقل بنا من محطة إلى أخرى
ونشعر بالسعادة حتى نكاد أن نمل منها
فنصطدم فجأة بعقبة اعترضت وسط الطريق
فيتوقف قطار أيامنا السريع أمام خطر نراه يحدق بنا
تدور بنا عجلة الذاكرة إلى الخلف
عندها نشعر بأن سذاجة عقولنا
قد صدقت خدعة الأيام الكاذبة
فجأة نرى أن من عشقنا الحياة لهم
قد أداروا ظهرهم لنا وخلفونا بعيدا
فيخذلون حبنا الطفولي لهم
ويمزقون أحلامنا بشراسة
فنصحوا من وهم السعادة
لنعيش في شقاء الفراق
تنغلق كل أبواب مدينة السعادة الوهمية
وتضيق الحياة بنا رغم اتساعها الشاسع
نجد صندوق أحزاننا المهجور يسيطر على أذهاننا
ليجعل من الليل والبحر صديقان مخلصان
نشكوا إليهما قصة حبنا الفاشل بصمت رهيب ودموع مؤلمة
فنشعر بأن نبض قلوبنا قد توقف
وأن الزمان برحيلهم قد توقف
وأن حياتنا انتهت بانتهاء مشوارهم في حياتنا
نكتشف خداع الأيام المقيتة
التي جعلناها تقلب صفحات حياتنا كيفما شاءت
إلى أن مزقتها بقسوة دون أية رحمة
فنغوص في عالم جديد من الذكرى والألم والأسى
نعاني ونبكي ونتألم ونشتاق
نشتاق لأيامنا السعيدة
ونشتاق للحبيب الذي طعن قلوبنا برحيله
نعاني ولا أحد يشعر بنا أو يشاركنا أحزاننا سوا أقلامنا
فنخط على دفاترنا قصتنا الأليمة
فقد واجهنا ظلم الأيام وظلم قلب قاسي
لا يدرك معنى الحب الصادق
فنعيش مأساة جرح قد شق طريقه في قلوبنا
ولكن لن نسمح للأيام بأن تمارس علينا خديعة أخرى
ولن نعيش على ذكرى وأطلال حب مزيف
سنعيد ترتيب أوراق دفتر حياتنا من جديد
ونعيد اكتشاف أنفسنا من خلال تجربتنا القاسية
ونقتلع خديعة حبهم المزيف من بين جدران قلوبنا
ونمضي بعيدا بحثا عن حب صادق
يملأ ساحة الفراغ التي خلفوها برحيلهم
فإن الحياة لم تنتهي ولا يزال طائر الحب يحلق في سماء القلوب الصافية
ولكن أين ذاك الحب الطاهر البريء
ترى هل سنلتقي به أم سنتهوه في دنيا من الآلام
لتمارس علينا الأيام خديعة أخرى؟؟