بسم الله الرحمن الرحيم
لمادا نزلت ليلة القدر لامة محمد صلى الله عيه وسلم
قال ابن مسعود: إن النبي صلى اللّه عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل
لبس السلاح في سبيل اللّه ألف شهر؛ فعجب المسلمون من ذلك؛ فنزلت
{إنا أنزلناهفى ليلة مبركة إنا كنا منذرين}سورة الدخان: 3الآية
قال عليّ وعروة: ذكر النبي صلى اللّه عليه وسلم أربعة من بني إسرائيل،
فقال (عبدوا اللّه ثمانين سنة، لم يعصوا طرفة عين)؛ فذكر أيوب وزكريا،
وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون؛ فعجب أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم
من ذلك. فأتاه جبريل فقال: يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين
سنة لم يعصوا اللّه طرفة عين، فقد أنزل اللّه عليك خيرا من ذلك؛ ثم قرأ
{إنا أنزلناه في ليلة القدر}. 1 سورة القدر فسر بذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
قال مالك في الموطأ من رواية ابن القاسم وغيره": سمعت من أثق به يقول:
إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أري أعمار الأمم قبله، فكأنه تقاصر أعمار
أمته ألا يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم في طول العمر؛ فأعطاه اللّه تعالى
ليلة القدر، وجعلها خيرا من ألف شهر
في الترمذي. عن الحسن بن علي رضي اللّه عنهما: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
رأي بني أمية على منبره، فساءه ذلك؛ فنزلت {إنا أعطيناك الكوثر}سورة الكوثر: 1]،
يعني نهرا في الجنة. ونزلت {إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة
القدر خير من الف شهر} يملكها بعدك بنو أمية. قال القاسم بن الفضل الحداني:
فعددناها، فإذا هي ألف شهر، لا تزيد يوما، ولا تنقص يوما
عن أنس قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم{إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في
كبكبة من الملائكة، يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر اللّه تعالى
حديث زر بن حبيش قال: قلت لأبي بن كعب: إن أخاك عبدالله بن مسعود يقول:
من يقم الحول يصب ليلة القدر. فقال: يغفر اللّه لأبي عبدالرحمن! لقد علم أنها
في العشر الأواخر من رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين؛ ولكنه أراد ألا يتكل
الناس؛ ثم حلف لا يستثني: أنها ليلة سبع وعشرين. قال قلت: بأي شيء
تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالآية التي أخبرنا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم،
أو بالعلامة أن الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها
رواه ابن عمر أن رجلا قال: يا رسول اللّه إني رأيت ليلة القدر في سابعة تبقى.
فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين،
فمن أراد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ليلة ثلاث وعشرين)
في صحيح مسلم أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إني رأيت أني أسجد
في صبيحتها في ماء وطين). قال عبدالله بن أنيس: فرأيته في صبيحة ليل
ة ثلاث وعشرين في الماء والطين، كما أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
(التمسوها في العشر. الأواخر في تاسعة تبقى، في سابعه تبقى، في خامسة تبقى)
رواه مسلم
(من كان متحريا ليلة القدر، فليتحرها ليلة سبع وعشرين .
قال أبيّ بن كعب: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول:
(ليلة القدر ليلة سبع وعشرين)
روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ليلة القدر التاسعة والعشرون -
أو السابعة والعشرون - وأن الملائكة في تلك الليلة بعدد الحصى
(إن من أماراتها: أنها ليلة سمحة بلجة، لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس
صبيحتها ليس لها شعاع)
(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه)
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إذا كان ليلة القدر، تنزل الملائكة الذين
هم سكان سدرة المنتهى، منهم جبريل، ومعهم ألوية ينصب منها لواء على
قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء على المسجد الحرام، ولواء على
طور سيناء، ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه، إلا مدمن الخمر،
وآكل الخنزير، والمتضمخ بالزعفران)
(إن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضيء فجرها، ولا يستطيع
أن يصيب فيها أحدا بخبل ولا شيء من الفساد، ولا ينفذ فيها سحر ساحر)
(من شهد العشاء من ليلة القدر، فقد أخذ بحظه منها)
روى عبيدالله بن عامر بن ربيعة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
(من صلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة من ليلة القدر في جماعة فقد
أخذ بحظه من ليلة القدر)
ذكره الثعلبي في تفسيره
قالت عائشة رضي اللّه عنها: قلت: يا رسول اللّه إن وافقت ليلة القدر فما أقول؟
قال: (قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )