المشهد الثالت
الوالد ( صارخاً ) : كام ... أربعين جنيه .... ليه
طارق : يا بابا أنا مالى ... الكلية أسعارها غالية
الوالد : و أجيبلك منين الأربعين جنيه دول ان شاء الله ؟ إحنا فى آخر الشهر
طارق : أعمل إيه يا بابا....... أسقط يعنى ؟
الوالد : لا ... العفو ... و انت وش كده؟
طارق : أيوه .... سمعنى الكلام بتاعك ده كل مرة أقولك فيها على فلوس
الوالد : يابنى أربعين جنيه فى الكتاب كتير .... صَوَّرُه ... إعمل زيى ... عمرى ما اشتريت كتاب فى الجامعة
طارق : يابابا انت دبلوم تجارة أصلاً .
الوالد : و لو ... عمرى ما اشتريت كتاب
طارق : و بعدين الدكتور منزل معاه ملزمة لازم نملاها و نرجعها له تانى ، و مانع التصوير
الوالد : الله يخرب بيتك على يخرب بيت الدكتور ... حجيبلك منين أربعين جنيه دلوقت
طارق : أمال بتصحينى ليه ؟ ... ما كنت تسيبنى نايم .... حاروح الجامعة أعمل إيه دلوقت
الأم ( تحاول أن تهدئ الموقف كالعادة ):
خلاص يا أبو طارق أنا معايا ثلاثين جنيه بتوع عدسة النظارة بتاعتى ...
أصلحها الشهر الجاى و خلاص .... إديله عليهم عشرة جنيه و خليه يشترى الكتاب
الوالد : ده كلام ؟.... بقالك أربع شهور تأجلى فى النظارة ... و انت عارفة إن مفيش كتاب و لا حاجة
طارق : و المصحف الشريف و عزة جلال الله فيه كتاب
يخرج الوالد من جيبه عشرة جنيهات و يمد له يده بها ، يقترب طارق من أبيه فيشم الأب رائحة شعره فيشمئز منها
الوالد : إيه ده ... إنت ريحتك وحشة كدة ليه ... إنت حاطط سمنة فى راسك و لا إيه؟
طارق : سمنة إيه يا بابا... ده الجل بتاع الواد وائل... بس طلع حمضان
الوالد : ( باشمئزاز ) إنسان مقرف .... أنا عارف بيدخلوك الجامعة إزاى ؟
طارق : يابابا هو انت كل ما تشوفنى تطلع فيه القطط الفطسانة
الأم : شباب يا أبو طارق ... بكره ربنا يهديهم
الوالد : مش شايفة لا بس زى الرقاصة إزاى ؟
طارق ( بضيق ): هاتى ياماما الفلوس خلينى أخلص
الوالد : اسمع .... أما تيجى تورينى الكتاب أبو أربعين جنيه ده ... فاهم ؟
طارق : يحيينا و يحيك ربنا
ينظر له الأب شذراً ، فى حين تضحك الأم و تذهب إلى حجرتها لتحضر له باقى المبلغ و هو فى إثرها
يخرج وائل و قد لبس شبيهاً بأخيه ، و يذهب إلى والده الذى أمسك بكوب الشاى و هم أن يشرب
وائل : بابا .... عاوز أربعين جنيه أشترى بيهم كتاب
مسكين وائل ............... الشاى كان ساخن اوووى
ههههههه ياترى حصل ايه لوائل لما راح هو كمان يطلب من ابوة 40 جنيه
ان شاء الله هنعرف الحلقه الجاي
المشهد الرابع
كان منزل (هيما ) صاحب
(طارق ) على بعد شارعين من بيته ، لا تستغرق المسافة بينهما أكثر من عشر
دقائق ، قطعها طارق فى ساعة إلا ربع ، لأنه قد وقف فى الطريق أكثر من مرة
. فأى فتاة يراها يقف أمامها و يرفع صوت الأغانى على الموبايل لأقصى حد ،
ليلفت إنتباهها إليه و إلى منظره المبهر الجذاب !! و لكن لم تعره واحدة
منهن أى اهتمام إلا واحدة فقط نظرت إليه بقرف شديد فظن انها وقعت فى
المصيدة فابتسم فى زهو و اقترب منها . . .
طارق : صباحه عسل
الفتاة : نعم ... ؟!
طارق : أبداً .... أنا طارق
الفتاة : ( و هى تشير إلى قدمها ) و ده شبشب ... لو ما اتلميتش حاضربك بيه فى وسط الشارع
طارق : ليه كده .... دا أنا غرضى شريف
الفتاة : أمشى ياد من قدامى أحسن أهزأك
طارق : ( يشعر بالخطر فيتراجع ) ماشى ... بكرة تندم يا جميل
و مشى فى طريقة و قد نسى ما حدث بعد ثوان ، فهذا أمر قد اعتاده
و ظل كذلك حتى وصل إلى منزل ( هيما ) ووقف تحت العمارة و اتصل به ، ففتح عليه و رد .
طارق ( فى ضيق شديد ) : بتفتح عليه ليه يا إتم ؟ عاجبك كده ؟ ... دى كانت آخر رنة
هيما : معلش غصب عنى .... حبيت أكنسل قمت رديت
طارق : طيب اخلص .... انزل بسرعة
هيما : ثوانى
بعد
ربع ساعة ينزل ( هيما ) و شكله لا يختلف عن طارق إلا أن شعره شديد الخشونه
شديد الضخامة يصنع به كرة كبيرة على رأسه و له لحية صغيرة تحيط بفمه على
شكل سكسوكة
طارق : إيه يا عم بتعمل إيه ده كله ؟
هيما : معلش ... أصلى جالى تليفون
طارق : مين ؟
هيما : البت اللى قلتلك عليها
طارق : كلمتك ؟
هيما : يا بنى دى زهتقنى تليفونات ..... دى بتكلمنى على الموبايل بالخمس ساعات كل يوم
طارق : ياه ... دى أكيد غنية
هيما : يا بنى أبوها سفير .... يعنى بيقبض فى الشهر أكثر من ستة مليون جنيه !!!
طارق : يا نهار اسود .... دا أنا أبويا لما بقوله عاوز عشرة جنيه بيعمل استبدال معاش
هيما : يا بنى دى مغرقانى هدايا .... لسة امبارح جايبالى دبدوب قدك كده
طارق : دبدوب ؟!! كانت جابتلك قميص بدل القميص الجربان اللى انت لابسه ده و مبتغيروش
هيما : يا بنى أنا اللى بحب ألبسه ... بقولك معاكش فلوس ؟!
طارق : ليه ؟ احنا متفقين ... العملية صايمة .... كل واحد شايل نفسه
هيما : متبقاش ندل .... أنا قشفور .... و بعدين إحنا رايحين مكان كله بنات.... متكسفناش
طارق : يا بنى بنات إيه ؟ .... أنا حصلى تشبع منهم
هيما : يا واد يا لورد ... إلا ما شفت معاك معزة حتى
طارق : مش مصدق ..؟! طيب دا أنا لسة معلق واحدة قبل أما جيلك و أخدت نمرتها كمان
هيما : ما أنا واخد بالى ... المهم معاك كام
طارق : معايا أربعين جنيه
هيما : قشطة ... مية مية .... يكفونا النهاردة
طارق : استنى شوية يا عم الحلو ... الفلوس دى حجيب بيهم كتاب .... و الباقى حصرف منه لآخر الشهر
هيما : كتاب ؟ كتاب إيه يا بنى .... انت حتفشل و لا إيه ؟
طارق : أبويا ياعم .... قالى لازم أشوف الكتاب اللى حتشتريه ده .
هيما : دا أبوك ده عُقر قوى
طارق : يلا بينا بقى نروح الجامعة نستقضى أى كتاب عشان أخش عليه بيه ، و الباقى نشوف حنعمل بيه إيه
هيما : جامعة إيه يا عم ... ما انت عارف أنا مطلعتش الكارنيه
طارق : أدخل بالوصل
هيما : وصل إيه يا بنى .... هو أنا دفعت حاجة ؟ ... ما انت عارف ...الربعمية جنيه بتوع المصاريف رحت بيهم الرحلة
طارق : وحتعمل إيه ؟
هيما : مش عارف ... ممكن أبيع الموبايل
طارق : موبايل إيه ؟ يا بنى .... الموبايل بتاعك ده ممكن تقايض بيه على شبشب بلاستيك
هيما : أهو يجيب حوالى 200 جنيه و الباقى أحاول اتصرف فيهم
طارق : حتتصرف ازاى يعنى ؟
هيما : ما أنا قلت لك ... الواد (كُتْلَة ) شغال أمن فى المول ، كلمته امبارح و قال لى إنه حيودينى الشركة اللى شغلته
طارق : طيب ما تكلمه عليا أنا كمان
هيما : أما أشوف نفسى الأول أبقى أشوفك
طارق : ماشى ... بس خليها فى جمجمتك ....يلا بقى نروح النيلة الكلية
هيما : يلا يا برنس
طارق : تعالى نركب الميكروباص
هيما : ما تيجى يا عم الغنى نركب الأتوبيس و نزوغ زى كل يوم .... و لا انت خلاص.....الاربعين جنيه نسوك أصلك
طارق : يلا يا صديق السوء
يذهبان إلى محطة الأتوبيس ، و ينتظران أتوبيس الجامعة حتى يأتى فيجدانه مزدحماً فيسران لذلك لسهولة التهرب من الكمسارى
فيركبان
و فعلاً يزوغان منه و يذهبان إلى وسط الأتوبيس و يقفا وراء فتاة فتلتفت
إلى (طارق) و تبتسم له ، فيكاد طارق ينبت له جناحان من الفرحة ... أخيراً
وجد فتاة تأبه له ، فيشاهد ذلك ( هيما ) فيكاد ينبت له قرنان من الغيرة
... و يحاول أن يتقدم فيقف هو إلى جوارها فيمنعه (طارق) بذراعه
طارق : إيه !!! رايح فين ؟؟؟ مفيش مكان
هيما : كده ... حتبيع أخوك من أولها
طارق : و لا أعرفك
هيما : ماشى يا عم ... و زوغنا كمان ... ماشية معاك حلاوة
يهمله طارق تماماً و يلتفت إلى الفتاة الشيك و يسأل نفسه : لماذا تركب مثلها هذا الأتوبيس المزدحم .
أخذ طارق يحاول أن يبدأ معها حوار ، فلم يستطع ، فالتفتت هى إليه
ياترى ياهل ترى حصل ايه لما البت بصت لطارق
ان شاء الرحمن هنعرف الحلقه الجايه
المشهد الخامس
تررررررررررررن ........ تررررررررررررررررررن
جرس الباب يرن بطريقة متواصلة
تخرج الأم من حجرتها لتفتح الباب فتنظر فى العين السحرية فتنتفض من الخضة
و تجرى على زوجها فى البلكونة و هو يقرأ فى الجريدة
الأم : أبو طارق
الوالد : فيه إيه .... مالك ؟
الأم : الجرس ضرب .... بصيت من العين السحرية لقيت واحد أصلع وشعره منكوش من الجنبين ، و لا بس فانلة داخلية و شكله يخوف .
الوالد : (و قد بدأ يتوجس ) : استنى ما أشوف مين
الأم ( بخوف ) : خد بالك يا أبو طارق
الوالد : ينظر من العين السحرية فيجد أن الوصف صحيح
بتوتر يفتح الباب نصف فتحة و هو يتسائل
الوالد : مين ... ؟
فيرد عليه هذا الوافد الغريب : إيه بابا أنا طارق .... مش عارفنى ؟
الوالد : طارق ؟ .... إيه ده ؟ إيه اللى عمل فيك كده ؟
كان شكل طارق عجيباً .... يرتدى فانلة داخلية ممزقة على البنطلون ، و شعره محلوق من المنتصف فبدا كالأصلع
ترى الأم هذا المنظر فتضرب صدرها و تجرى على ولدها و تسأله ملهوفة
الأم : إيه يا طارق .... إيه اللى عمل فيك كده ؟
طارق : اتخانقت يا ماما
الوالد : اتخانقت إيه ؟ قول اتبهدلت .... قول اتشبحت
طارق : بابا الله يخليك ... أنا مش ناقص
الوالد : فيه إيه يا بنى .... إنت رحت القسم ؟
يدخل طارق و يجلس على كرسى فى غرفة المعيشة
طارق : قسم إيه بس يابابا ... ؟
الوالد : أما إيه اللى حصل ؟
طارق : حاقولك بس سيبنى آخد نفسى .... أنا عمال أجرى بقالى ساعة
الأم : يا حبيبى يا بنى
طارق : هاتيلى كباية مية يا ماما
تجرى
الأم على المطبخ و يجلس الوالد على الكرسى المجاور لطارق ينظر إليه بقلق ،
و طارق مرجع رأسه و مسندها على الكرسى و مغمض عينه فى إرهاق
تأتى الأم بكوب الماء فيجرعه طارق فى لهفة
ثم يضع وجهه بين كفيه و يبكى
طارق : حلقولى شعرى يابابا .... عمال أربى فيه بقالى سنة
فتبكى الأم من منظر ولدها و يرق قلب الأب له
الوالد : إيه اللى حصل يابنى ؟
طارق : و الفلوس اتسرقت منى
الأم : ولا يهمك يا حبيبى ... المهم انت كويس
الوالد : يا بنى قولى إيه اللى حصل .... طمنى
طارق : رحت أفطر فى محل كشرى جنب الجامعة و لما جيب أحاسب لقيت الفلوس اتسرقت منى فضربونى و حلقوا شعرى
الوالد : وما اتصلتش بينا ليه ؟
طارق : حاولت معرفتش .... يا ريتهم كانوا موتونى و ما حلقوش شعرى .... حاخرج تانى إزاى كده
يبكى طارق بحرقة و هو يخفى وجهه بين يديه ، فتركع الأم أمامه و تأخذه فى حضنها و تبكى معه
الوالد يطرق و قد عقد ما بين حاجبية بشدة و بان عليه القلق الشديد
الوالد : تعالى يا طارق ... عاوزك فى حاجة
ثم ينظر إلى الأم نظرة ذات مغزى و يقول لها
الوالد : خليك انت يا فتحية
ثم يدخل الحجرة و طارق وراءه فيدخل و يغلق الباب وراءه
الوالد : هو ده اللى حصل يا طارق ؟
طارق : آه والله يا بابا
الوالد : مفيش حاجة حصلت تانى ؟
طارق : حاجة زى إيه يابابا ؟
الوالد : يعنى .... حد داس لك على طرف ؟
طارق : يا بابا دول داسوا على وشى .... إنت مش شايف ؟
الوالد :لو على وشط بسيطة
انا مش عارف هما سابوك اصلا لييييييه
يالا نصيبى وقدرى اللى مش عارف اخلص منه
بس خلاص ولا يههمك ياابنى
اللى حصل حصل
انت متاكد ان الاربعين جنيه كلهم اتسرقوا
مش سابولك حاجة كدة ولا كدة ؟
طمنى ياابنى
طارق : هو ده اللى همك يابابا
اطمن مش سابولى حاجة خالص
الوالد طيب ياحبيبى ولا يهمك
نام انت واستريح شوية عقبال ما امك تعمل ليك شوية شوربة وحتة فرخة ترم بيها عضمك
الحلقه الجايه ان شاء الله هنشوف ايه اللى هيحصل بعد ما طارق اتروق اخر روقان وشرب الشوربة وكل الفراخ
طفس مش رضى يدى اخوه ولا حتة
ههههههههههههههه
اوعى يكون حد زيه كدة