كرهت نفسي وحياتي وكل من حولي فحاولت الهروب من لقب عانس لأحصل علي لقب مطلقة.. بهذه الكلمات وبعيون مليئة بالدموع والحسرة بدأت (سهير) تشكو مأساتها لخبراء مكتب تسوية المنازعات الأسرية، فقام الخبراء بتهدئتها وطلبوا منها التحدث بصراحة وبحرية، وأنهم علي استعداد لسماعها حتي تخرج جميع ما يدور بداخلها وتريح قلبها فسكتت للحظات ثم قالت: انضممت إلي صف طويل من الفتيات اللاتي يطلق عليهن العانسات، وكانت هذه الكلمة بالنسبة لي كالسكين التي تغرس في قلبي حيث صار عمري 32 سنة وأنا مثقفة ومتدينة ولا بأس من شكلي ومظهري وينجذب الجميع لحديثي وأنتمي لأسرة طيبة لها سيرتها العطرة وكل شيء في حياتي علي ما يرام إلا مسألة الزواج، تزوجت أختي الكبري وكان عمرها 22 عاماً، وكذلك شقيقتي الأصغر مني في سن 22 عاماً، رغم أنهما حاصلتان علي مؤهل متوسط وأنا مؤهلي عال وأعمل في شركة مرموقة، وتقدم لي خطاب قليلون لم يتعدوا أصابع اليد الواحدة لكني لم أجد أي ارتياح في الارتباط بأي منهم وكان عمري ما يقرب من 25 و26 عاماً، فلم أتعجل وأتسرع في الزواج منهم.. وصبرت ولكن صار جميع من حولي يتلامذون ويتهامسون علي ويطلقون علي مسامعي أفظع الألفاظ حتي أن والدتي صارت تشك في أن أحداً من الذين تقدموا لخطبتي قام بعمل سفلي لمنعي من الزواج وبرغم عدم إيماني بأمور السحر والأعمال إلا أنني امتثلت لكلام والدتي وذهبت معها لأحد الدجالين المشهورين بالسحر وفك الأعمال ولكن بلا فائدة، وأصبحت نظرات الناس تلاحقني وألسنتهم تقطر سماً ولا أحتمل افتراءاتهم بلا شفقة أو رحمة، حتي تقدم لي عريس مطلق ولديه طفل من زوجته الأولي فرفض أهلي ارتباطي به رغم تجاوز عمري الـ 32 عاماً إلا أنني تمسكت به رغم أنه لا يناسبني في أي شيء حتي أتخلص من لقب (عانس) وبالفعل تم زفافنا ومرت الأيام الأولي لزواجنا شهر عسل حلو كأي زوجين جدد إلا أنه سرعان ما تحول إلي شخص آخر عندما قامت زوجته بالذهاب إليه في محل عمله وطلبت منه أن يردها إلي عصمته بعد أن ملأت الغيرة قلبها عندما علمت بزواجه مني، فلم يتردد وعاد إلي أحضانها، أصبح يتركني أياماً وأسابيع دون أن يطمئن علي، وبسبب مطاردتي له أخذ يتهمني بأنني أمنعه من زوجته وابنه، رغم أنني لم أمنعه بل أطلب منه عدم إهمالي، فكان جزائي الضرب والاستيلاء علي أموالي بالقوة لينفقها علي زوجته الأولي، وزادت بيننا المشاجرات حتي فاض بي الكيل وطلبت الطلاق، فقام بتطليقي ورفض إعطائي أي شيء من مستحقاتي، فحضرت إلي هنا لأطلب حقي في شقة الزوجية والنفقة، فطمأنها الخبراء وحاولوا الاتصال بالزوج إلا أنه رفض الحضور فتمت إحالة الدعوي للمحكمة للفصل فيها.