تظاهر مئات النشطاء، أمس الأحد، للمطالبة بعودة كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس، التي ترددت أنباء عن إسلامها واحتجازها داخل الكنيسة، عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح خلف الشيخ محمد جبريل الملقب بإمام التراويح في مصر.
ومظاهرة أمس تعد الأولى من نوعها التي تشهدها ساحة مسجد "عمرو بن العاص " الخارجية في ليلة السابع والعشرين من رمضان، والتي يحتفل فيها عادة المسلمون بليلة القدر، ويحضرها مئات الآلاف من المصلين.
وفي مواجهة الأمن الذي تواجد بكثافة بعد دقائق من بدء المظاهرة، رفع المحتجون المصاحف، كما رددوا شعارات للتنديد بالموقف الحكومي الرسمي، وشيخ الأزهر، وقالوا: "شيخ الأزهر ساكت ليه قول الحق وموت عليه"، و"ولو رجالة لو صادقين وروا كاميليا للملايين"، و"مش عاوزين فتنة طائفية عاوزين بس يسيبوا كامليا"، كما هتفوا "ياكاميليا فينك فينك.. أمن الدولة بينا وبينك"، و"إسلامية إسلامية.. بالدستور إسلامية"، و"اشهد إشهد يازمان خطفوا كاميليا في رمضان".
وخلال المظاهرة التي دعا لها نشطاء على المنتديات الحوارية ومجموعات "فيس بوك" واستمرت نصف ساعة، تم توزيع بيان مجهول المصدر يتضمن قصة إسلام كامليا وقيام الكنيسة باحتجازها. كما شارك منتقبات في الوقفة الاحتجاجية رافعين لافتة كبيرة كتب عليها: "نداء للسيدة سوزان مبارك.. تدخلي لإنقاذ أختنا كاميليا.. أغيثوا المسلمات الجدد من الكنيسة"، ورفع آخرون لافتة كتب عليها: "نداء للسيد رئيس الجمهورية بالتدخل، فلن نسكت على خطف كاميليا، تدخل لمعرفة مصيرها.. تدخل لمعرفة مصير المسلمات الجدد".
وقال حاتم، أحد الناشطين المشاركين في المظاهرة: "لن نسكت على خطف كاميليا، وصوتنا سيصل لعوام الناس، وسوف تستمر المظاهرات حتى تسليم كاميليا"، وحذر بلهجة حادة قائلا: "الفتنة لا نهاية لها، والتطرف لم يحدث إلا بسبب هذه الممارسات".
هذا ودعا النشطاء إلى مظاهرة أخرى تنطلق من مسجد مصطفى محمود عقب صلاة العيد، وقالوا إنها المظاهرة الأخيرة قبل تنظيم مسيرة ضخمة إلى الكاتدرائية الكبرى بالعباسية، وشهدت القاهرة مظاهرتين سابقتين في مسجدي النور بالعباسية، والفتح برمسيس، تحمل نفس المطالب، بظهور كاميليا لوسائل الإعلام، وهو المطلب الذي رفض الكنيسة التعليق عليه.
وقبل أجواء المظاهرة الغاضبة استقطب جامع عمرو بن العاص أمواجا بشرية قدرت بأكثر من نصف مليون شخص وفدوا، ليس فقط من القاهرة، بل من جميع محافظات مصر، لقيام ليلة القدر خلف الشيخ محمد جبريل.
و لمدة تزيد عن الساعتين حلق الشيخ جبريل بالمصلين في أجواء إيمانية خاشعة لتأدية صلاتي العشاء والتراويح بقراءة سورتي سبأ وغافر، وبعد أن فرغ من الصلاة، وعلى مدار ساعة غالبته فيها الدموع، دعا جبريل بعذوبة صوته دعاء شاملا بدأه بالثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، والدعاء بوحدة صف الأمة الإسلامية وإصلاح أحوال الشباب وهدايتهم، وإصلاح أيضا الراعي والرعية، كما خص جانبا كبيرا من الدعاء للنصر على أعداء الإسلام وتحرير الأقصى.