وتستعد كثير من الشركات المنتجة للحواسب طرح موديلات منافسة لجهاز iPad. وعلى الرغم من أن معرض (IFA) لم يشهد عرض الكثير من الموديلات من أجهزة الحاسب اللوحي الحديثة، غير أنه تم الإعلان عن طرح العديد من الموديلات بأحجام وتصميمات مختلفة خلال الأشهر القادمة. فمايكروسوفت تتعاون حالياً مع شركاء عدة على تطوير حاسوب لوحي صغير يعمل بنظام التشغيل ويندوز 7. ويضرب رئيس مجلس الإدارة، ستيف بالمر، أمثلة على الشركاء الذين تتعاون معهم مايكروسوفت في هذا المجال بأسوس وديل وسوني وهيوليت باكارد ولينوفو. ويُشار إلى أن هذه المحاولة ليست الأولى من نوعها بالنسبة لمايكروسوفت لتطوير حاسوب لوحي؛ حيث طرحت الشركة في عام 2001 موديلات تخاطب العملاء من رجال الأعمال في المقام الأول.
ورداً على سؤال حول الاختيار ما بين الحاسوب اللوحي والنت بوك يقول فلوريان موسيغ، خبير الهاردوير بمجلة الكمبيوتر الألمانية «c’t» :”يتوقف الأمر تماماً على طبيعة الاستخدام”، موضحاً أن التحكم بالأصابع في ألعاب الكمبيوتر مثلاً يتم مع الحاسوب اللوحي iPad بصورة أفضل من جهاز نت بوك، كما أن الحاسوب اللوحي يصلح كقارىء للكتب الإلكترونية (E-Books) أكثر من النت بوك. ويرى موسيغ أن الميزة الرئيسية التي يتفوق بها الحاسوب اللوحي على النت بوك تتمثل في سرعة التشغيل، حيث يقول :”يعمل الجهاز بمجرد على زر التشغيل”.
ولقد تطورت أجهزة النت بوك خلال السنوات الماضية ولم تعد قاصرة فقط على أغراض استخدامها الأصلية المحدودة. ونظير أسعار تبدأ من 250 دولار أمريكي – وبذلك تكون أرخص بكثير من جهاز iPad (تبدأ أسعاره من 640 دولار أمريكي) – يمكن اقتناء جهاز نت بوك يقدم كل إمكانيات الحاسوب الشخصي تقريباً، مع بعض الاستثناءات مثل انخفاض القدرة الحوسبية ودرجة وضوح الشاشة. ومن المحتمل أن تأتي أجهزة النت بوك التي تنتمي إلى فئة القدرة الأعلى مُزودة بمعالجات إنتل ثنائية النواة من فئة Atom، ويقول موسيغ :”لا أتوقع طرح هذه الموديلات خلال الأشهر المتبقية من هذا العام”.
ويمتاز جهاز iPad بطول مدة تشغيل بطاريته، حيث تصل إلى 10 ساعات، في حين تصل مدة تشغيل بطارية أجهزة النت بوك الحالية إلى سبع ساعات في الغالب. ولكن بعض الموديلات الحديثة تَعد مقتنيها بأن تصل مدة تشغيل البطارية إلى 10 ساعات وأكثر. ويقول ديرك نويناير مدير شركة سامسونغ :”تُعد مدة تشغيل البطارية عاملاً حاسماً بالنسبة لأجهزة النت بوك تحديداً”.
وتُعد سعة الذاكرة المتوفرة على متن الجهاز من الفروق الواضحة بين النت بوك والحاسوب اللوحي. فبينما تبلغ سعة تخزين القرص الصلب بأجهزة النت بوك 160 أو 250 غيغابايت في الغالب، تتراوح سعة الذاكرة بجهاز iPad من 16 إلى 64 غيغابايت فقط. ويمثل التخزين على الإنترنت الإمكانية الوحيدة لتوسعة ذاكرة iPad. ونظراً لأن جهاز iPad لا يشتمل على منفذ USB، فلا يتسنى توصيل وسائط تخزين خارجية به. وترغب الشركات المنافسة لآبل في طرح موديلات تسد هذه الفجوة.
وأوضح يورغ فيسينغ، مدير إنتاج شركة أسوس الرائدة في صناعة أجهزة النت بوك، فرقاً آخر بين الحاسوب اللوحي والنت بوك، ويقول :”يتم استخدام الحاسوب اللوحي لعرض المحتويات على وجه السرعة، أما من يريد العمل بشكل منتج، فسيجد بالطبع غايته في النت بوك”. وتعتزم شركة أسوس التايوانية إنتاج أجهزة في كلتا الفئتين وتخطط لطرح حواسب لوحية بأحجام مختلفة. وعن هذه الخطط يقول فيسينغ :”مازلنا في مرحلة التطوير ونراقب عن كثب كل ما يحتاج إليه المستخدمون”، وأضاف :”بالطبع تُعد سرعة التشغيل والإيقاف من الموضوعات التي نعكف على تطويرها. ومن المخطط له تزويد الأجهزة بمنفذ USB، ولم يتم بعد حسم موضوع نظام التشغيل الذي سيتم الاعتماد عليه”.
وتزداد أهمية البرمجيات (سوفت وير) يوماً بعد يوم، فالفضل في النجاح الذي حققه جهاز iPad يُنسب لنظام تشغيل ماك المتوائم تماماً مع الهاردوير، وتُعرف النسخة المستخدمة من هذا النظام مع الهواتف الجوالة باسم iOS. أما أجهزة النت بوك فتعمل بنظام التشغيل ويندوز. وكنظام ثالث كبير يخطو أندرويد الذي طورته غوغل، خطوات إلى الأمام. وحتى الآن لا يزال أندرويد قاصراً على مقاسات شاشات الهواتف الجوالة، غير أنه من المقرر أن تدعم الإصدارات المستقبلية منه الشاشات الأكبر حجماً. لذا فمن المتوقع طرح حواسب لوحية وأجهزة نت بوك تعمل بنظام التشغيل أندرويد بحلول نهاية هذا العام.