امرأة ذات طابع خاص تستطيع ان تغير جلدها في كل عمل تدخله، فتجعلك تصدق انها بنت الاثرياء والهانم التي تعيش داخل القصور، عندما تشرب فنجان الشاي في حديقة الفيلا تشعرك بأنها سليلة عائلة أرستقراطية..لكنها بعد لحظات تأخذك الي الحارة الشعبية لتراها بجلبابها الاسود المهلهل وقد ارتسمت علي وجهها معالم الشقاء والتعب من كثرة ما تحمل من هموم الدنيا علي ظهرها فتتعاطف معها وتبكي من أجلها.
إنها الفنانة سوسن بدر التي تظهر هذا العام في رمضان بسبعة وجوه مختلفة في مسلسلات »الحارة« و»الجماعة« و»عايزة اتجوز« و»أمرأة في ورطة« و»شاهد اثبات« و»اختفاء سعيد مهران« وأخيرا مسلسل »الدالي« الذي تأجل عرضه إلي ما بعد رمضان.
كانت بداية حديثنا عن تقديمها لعدد كبير من الأعمال هذا العام وعندما بدأت سرد أعمالها. قالت: لا أنا مش فاكرة عدد المسلسلات .. فاندهشت وسألتها وما سبب دخولك كل تلك الاعمال بما يشكله من ارهاق.
أجابت: فعلا هو أمر مرهق ولكن الاعمال التي اشترك فيها كلها تعجبني وشخصيات أريد تقديمها، فلا اقبل اي عمل ولكنني اختار الادوار التي اراها جيدة وتضيف الي رصيدي الفني ، ولهذا السبب اقوم بالتصوير لمدة ٨ شهور في العام لانني أكون حريصة دائما ألا ابدأ في تصوير اي مسلسل، الا عندما اكون انتهيت من المسلسل الاخر او يكون قد أوشك علي الانتهاء ومشاهدي المتبقية فيه معدودة، وهكذا انتهي من عمل لأدخل في عمل آخر حتي حلول شهر رمضان المبارك.
ولكن ألا ترين ان مشاركتك في رمضان بأكثر من عمل يمكن ان يحرقك علي الشاشة ويجعلك تدخلين في منافسة مع نفسك؟
- لا بالعكس لانني لم اخذ البطولة المطلقة في اي عمل من الاعمال فأدواري تعتبر بطولة جماعية مثل مسلسل »الحارة« أو دورا ثانيا مثل مسلسل »الجماعة« وذلك لا اتحمل عبء العمل بمفردي ونجاحه أو فشله لا يتوقف علي انا فقط بل يقع اكثر علي بطل المسلسل مثل هند صبري في »عايزة اتجوز« وجومانا مراد في »شاهد اثبات«، والهام شاهين في »أمرأة في ورطة« وهكذا، فأدواري في المسلسلات ليست بطولة بل هي أدوار مؤثرة في الاحداث ولا يمكن حذفها من السيناريو وبدونها لا يوجد عمل من الاساس وهذا ما ابحث عنه دائما وأضمن في نفس الوقت ألا احرق نفسي وذلك بتقديم أدوار مختلفة تماما عن بعضها حتي لو لم تكن أدوار بطولة فلايمل مني الجمهور عندما يشاهدني في اكثر من عمل.
دورك في مسلسل »الجماعة« ليس مؤثرا في الاحداث الي جانب صغر الدور.. فما سبب قبولك له؟
- بالفعل الدور صغير وعادي جدا فهي شخصية أم أرستقراطية تعيش مع ابنها الوحيد وهو حسن الرداد وكل ما تتمناه في الحياة ان تراه سعيدا وأن يتزوج حتي تري احفادها، ولكنني وافقت علي تجسيد الشخصية لان الأهم من الدور في هذا العمل بالذات هو عمق المسلسل والموضوع الذي يتحدث فيه، الي جانب انه عمل كتبه المؤلف وحيد حامد واخرجه محمد ياسين، حقا كنت سأشعر بحزن شديد لو لم اشترك في هذا المسلسل.
قدمت في المسلسل مشهدا مع حسن الرداد هاجمت فيه من ترتدي النقاب، هل هو نفس موقفك في الحقيقة من المنتقبات؟
- هناك عوائق كثيرة تواجه مجتمعنا المصري في الفترة الحالية، فمن الأفضل ان نركز علي الاشياء المهمة ولا نربط انفسنا ببعض الامور التي يمكن ان نتركها مثل النقاب، فلابد ان نتمسك بصلب الشريعة والدين ولا داعي للتمسك بأشياء تعوق المجتمع وتدخله في أمور يمكن الابتعاد عنها والانتباه لقضايا اخري حتي ننهض بهذا البلد ونصل به إلي المكانة التي نريدها جميعا، واذا حدث ذلك سيكون مصلحة للشعب المصري كله وليس اطرافا معينة فقط، علينا ان ننظر إلي أمور حياتنا وديننا بنظرة اخري تدفع المجتمع المصري خطوات الي الامام.
تقدمين هذا العام ثلاث شخصيات لامهات يسعن لتزويج ابنائهن في مسلسل »عايزة اتجوز« و»الحارة« و»الجماعة« فهل اصبحت قضية الزواج هي الشغل الشاغل للام المصرية؟!
- موضوع تأخر سن الزواج أصبح قضية مهمة جدا ولابد من مناقشتها في الاعمال الدرامية، فالموضوع لا يخص البنت فقط بل انتقل للشباب ايضا، فالبنت اصبحت تعمل وتأتي بالاموال او بمعني آخر »اصبحت تحمل مسئولية نفسها، ولذلك اصبحت لا تفكر في الزواج، اما الشاب فتواجهه العديد من المشاكل في البحث عن فرصة عمل وتحسين حالته الاقتصادية وتكوين نفسه لشراء شقة وغيرها من متطلبات الزواج فأصبح هو الآخر لا يفكر في الزواج إلا في سن متأخرة والبنت لا تفكر الا عندما تجد انها كبرت في السن والقطر هيفوتها«.. فالمسألة أصبحت مشكلة
-ولكنها حتي الان لم تتحول إلي كارثة ومن وجهة نظري لابد ان تفكر البنت في التعليم والعمل وكما تفكر وترغب في تكوين أسرة لها، وايضا يجب علي الاباء حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشباب بمساعدتهم في متطلباتهم وعدم المغالاة من جانب اهالي البنات في طلبات الزواج حتي تستمر الحياة.
في مسلسل »الحارة« قدمت شخصية صفية المرأة التي تعيش تحت خط الفقر.. فهل قابلت تلك الشخصية في الواقع من قبل؟
»صفية« انسانة موجودة بكثرة في مجتمعنا ونشاهدها في الاماكن الشعبية وفي الشوارع المصرية، فقد رأيتها كثيرا وآخرها عندما كنا نقوم بتصوير المسلسل في بعض الحارات والمناطق الشعبية الحقيقية واقتربت منها حتي استطيع معرفة اوجاعها وآلامها لاخرجها في الشخصية، واتمني ان أكون قد عرضت بصفية بالفعل حالات الطبقة كما هي بالضبط، فالمسلسل يناقش حالات لشخصيات موجودة بالفعل وقضايا يتألم منها الكثيرون داخل مجتمعنا وهذه كانت الصعوبة التي واجهتنا في العمل وهي فجاجة الموضوع والدخول في عالم المهمشين والغلابة بصورة حقيقية والتقرب من حالاتهم الي أقصي حد، فهناك قضايا طرحها المسلسل قد لا يصدق البعض انها موجودة في الحقيقة ولكنها للأسف حقيقية فخمسة جنيهات قد تحل مشكلة عائلة وأم تلملم بقايا القطن من الشوارع لتزوج ابنتها به وتصاب شريحة كاملة بالفشل الكلوي بسبب مياه الشرب غير الصالحة، فهناك أناس كثيرون يعيشون تحت خط الفقر ولابد من القاء الضوء علي مشاكلهم في محاولة لحلها.
ولكن يبدو أن سوسن بدر تعاطفت كثيرا مع صفية؟
- بالتأكيد احترمتها كثيرا لانها رغم كل الظروف التي تعاني منها لم تفكر في التسول أو السرقة من أجل حل مشاكلها ولكنها حاولت التصرف بطريقة حلال وهي اخذ بقايا القطن من الشوارع، كما انني احببتها كثيرا كإنسانة تريد ان تزوج ابنتها بالحلال رغم ضيق الرزق.
فقد يتعاطف معها المشاهد ولكنني انا عشت معها ولذلك لم اتعاطف معها ولكنني اقدرها كثيرا.
في مسلسل »عايزة اتجوز« ألم تخافي من تقديم شخصية سهير في عمل يعتمد علي الكوميديا بشكل كبير؟
- طبعا كنت خائفة جدا وحتي بعد عرض العمل واعجاب الجمهور به وردود الفعل الايجابية التي أراها من المشاهدين في الشارع الا انني مازلت اعيش حالة الخوف لانني انتظر رأي النقاد واساتذتي في الدور وأنا أهتم جدا بذلك فلابد من الاستماع إلي آراء النقاد للتأكد من تحقيق النجاح خصوصا ان هذه هي المرة الاولي التي ادخل فيها مثل هذه التجربة وأقدم دورا كوميديا، ولكن المخرج رامي امام استطاع تقديم العمل بموهبة حقيقية واخراج جميع الطاقات من الممثلين المشاركين في العمل لتجد الجميع يظهر بافضل أداء علي الشاشة.
معني ذلك ان »سهير« كانت الشخصية الاصعب لدي سوسن بدر هذا العام؟
- أعتبر الشخصية الاصعب بالنسبة لي هذا العام والتي أرهقتني كثيرا اثناء تجسيدها هي شخصية صفية لانها امرأة فقيرة وكانت تحتاج مني مجهودا كبيرا حتي استطيع تقديمها بشكل مقنع من حيث طريقة الكلام والحركة والتصرفات.
هل شعرت بالحزن لعدم عرض الجزء الثالث من مسلسل »الدالي«.. في رمضان هذا العام؟
- الدالي عمل محترم وجيد جدا وانا احبه وسعيدة باشتراكي فيه خصوصا انه حقق نجاحا كبيرا عند عرض اجزائه الاولي وأصبح لديه نسبة مشاهدة عالية وأرتبط الجمهور بشخصياته وتواصل معهم، اما بالنسبة لمسألة العرض فهذا موضوع يخص جهات اخري غيري والعمل الجيد يفرض نفسه عند نزوله في اي توقيت ولا يشترط عرضه في رمضان لان معظم الاعمال الدرامية التي تعرض في رمضان تبدأ في اخذ حقها ويتابعها الجمهور بشكل أفضل بعد الشهر الكريم، ولهذا فمسألة تأجيل عرض الجزء الثالث من الدالي.لا تحزنني ولا تسعدني. المهم ان يلقي العمل استحسان الجمهور والنقاد عندما يأتي توقيت عرضه.
بعيدا عن الشاشة الصغيرة.. ما أعمالك القادمة في السينما؟
- أنتهيت من تصوير فيلم »الشوق« بطولة روبي واختها كوكي وأحمد عزمي ومحمد رمضان ومن تأليف سيد رجب واخراج خالد الحجر، وأقدم فيه شخصية امرأة ممسوسة من الجن وتري اشياء لا يشاهدها احد غيرها وتدور الاحداث حول كيفية استخدام تلك الطاقات الخارقة في اشياء نافعة وهل تنقل تلك الطاقات هذه المرأة الي الطريق الصحيح أم ستدمرها وتقضي عليها، وهناك فيلم آخر بعنوان »التحرش« ويشاركني البطولة نيللي كريم وبشري وناهد السباعي ومن اخراج محمد دياب وهو فيلم يناقش المشاكل النسائية من خلال تعرض احدي الفتيات إلي الأغتصاب الجماعي واقوم بتجسيد دور ام البنت المغتصبة ويظهر الفيلم شكل تلك الأسرة والشرخ العميق الذي حدث في كل فرد بها بعد الحادث وكيفية استمرار حياتهم بعدها بالتفصيل.