ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن ياخور الذي يؤدي شخصية جودة أبو خميس في مسلسل ضيعة ضايعة أن "هذا العمل يتميز بنوع من الكوميديا التي تبدو بسيطة لكنها عميقة جداً في المضمون والأفكار التي حملتها ولاسيما أننا حاولنا تكريس هذه المسألة في الجزء الثاني منه".
وقال ياخور عن شخصية جودة إنها "شخصية انتهازية وأنانية وحاسدة وبعيدة كل البعد عن شيء اسمه أخلاق إضافة إلى سذاجتها على نقيض شخصية أسعد التي أداها الفنان نضال سيجري التي تتميز بنقائها وبراءتها".
وأشار ياخور إلى أن "هذا التضاد بين الشخصيتين كان له دور كبير في نجاح العمل واستدراج الأحداث والأفعال العفوية والمقنعة والتي تحاشت إلغاء أي شخصية من شخصيات العمل فضلاً عن الاستعانة بشخصيات أخرى حركت هذه الأحداث كشخصية أبو شملة التي أداها الفنان محمد حداقي".
وعن أسباب نجاح المسلسل قال ياخور إنه "عمل بيئة يتمتع بمحيط خاص وضيعة ضايعة لا ينتمي لبيئة محددة فنحن لم نرصد عناصر قرية محددة لكن ما قصدناه هو العزلة التي تعيشها هذه القرية بعيداً عن مؤثرات الحضارة والتكنولوجيا والعالم الخارجي" مضيفاً أنه "حتى هذه اللحظة لم نضع الشخصيات ضمن أجواء المدينة لأنها إذا خرجت من محيط هذه العزلة فسيختلف منطق الشخصية وب تفقد منطقها وخصوصيتها".
وأضاف ياخور سمة أساسية في نجاح المسلسل وهي "البساطة وعدم التكلف ومن هنا أتت تسمية الضيعة الناجي الوحيد ولقد نجت القرية من كل عناصر التطور التقني والحالة الاجتماعية المزدحمة حتى فيما يتعلق بالمفاهيم البسيطة لأفراد القرية".
ولفت ياخور إلى "أجواء التفاهم والانسجام التي ربطت بين كل عناصر العمل بقوله.. كان هناك حرص من الجميع على العمل بروح الفريق الواحدة والابتعاد عن مثلبة الأنانية واصفاً الليث حجو الذي أخرج العمل بصاحب العين الخبيرة التي تعرف الوقوف على الحد الفاصل بين المبالغة والضحك الراقي".
وأكد ياخور أن "الجزء الثاني من ضيعة ضايعة سيحظى بفرصة عرض جيدة بعد رمضان لأن الجمهور سيشاهده بتأن واستمتاع أكثر من دون أن يكون محاطاً بعجقة الأعمال الدرامية الأخرى".
وعن إمكانية عمل جزء ثالث أشار ياخور إلى أن" فريق العمل يرفض المجازفة بجزء جديد منه ومع أن العمل يحتمل أجزاء جديدة لكنه لا أحد يضمن النتائج ومن ابتكر شخصيات ضيعة ضايعة وأجزاء عديدة من بقعة ضوء قادر على ابتكار أفكار جديدة في الكوميديا في إشارة إلى الكاتب ممدوح حمادة الذي قام بكتابة حوار وسيناريو ضيعة ضايعة".
ويكرس ياخور مبدأ تنويع أدواره الفنية في كل موسم درامي مبتعداً عن إغراءات التكرار كصيغة أساسية لحياته الفنية التي حافظ عليها في الموسم الحالي عبر أدوار محورية يؤديها في أعمال تتنوع بين التاريخي كرايات الحق والاجتماعي المعاصر كالخبز الحرام والكوميدي كضيعة ضايعة.
وينطلق ياخور في هذا القرار من ملاحظاته الشخصية على العديد من الحالات التي يظهر فيها الممثل الواحد بأدوار متشابهة في ثلاثة أعمال لدرجة أن المشاهد لا يميز هذا الدور عن غيره فيقع في حيرة ولبس وب يضطر لعدم المتابعة.
واكتفى ياخور بدور واحد في عمل مصري زهرة وأزواجها الخمسة رغم أن سبعة أعمال في مصر تم عرضها عليه "أؤدي في هذا العمل من خلال شخصية ماجد دوراً رومانسياً ناعماً يمثل شخصية نبيلة ولطيفة تجذب المشاهد".
وأكد ياخور أنه "اختار المشاركة في هذا العمل لكونه يحظى بفرصة العرض الجيدة على شاشات متنوعة ومهمة فضلاً عن الدعاية الإعلامية التي تهيأت له وأن هذا الأمر مهم بالنسبة للفنان فمهما كانت أهمية أي عمل فإنه لا يلقى الصدى الجيد إن لم تكن هناك خطة جيدة لعرضه.
من جهة أخرى اعتبر ياخور أن دوره في الخبز الحرام متناقض مئة بالمئة مع دوره في زهرة وأزواجها الخمسة حيث يؤدي شخصية مهيب وهو رجل ثري يسيء إلى أبناء قريته فيدخل معظم بيوت القرية لإحداث الخراب فيها وإلحاق الأذى بأصحابها.
ووصف ياخور هذا الدور بالسلبي جداً لأن صاحبها شخصية مجرمة تحركها دوافع الانتقام والحقد على طول الأحداث حتى نهاية العمل.
ولفت ياخور لخطورة اعتماد العمل الدرامي على أداء ممثل واحد مما ينعكس على تطور الدراما التي تتطلب حبكة وأحداثاً مرفقة بالتشويق يقوم بتحريكها عدد كبير من الممثلين.
ورفض ياخور أيضاً أن يطرح العمل مجموعة أفكار مجردة من القصة والحالة الدرامية بالاعتماد على أداء ممثل معتبراً أن مثل هذه الطروحات الفنية خاطئة ويجب عدم تكريسها.
وأبدى ياخور تفاؤله بمستوى التلقي عند المشاهد العربي الذي وصفه بالذكاء والمقدرة على اختيار الأعمال الدرامية الجيدة ومتابعتها بما أن المشاهدة خبرة مكتسبة بالمران أصبح المشاهد واعياً تماماً للمسائل الفنية والدرامية حتى إنه يلتقط الكثير من الهنات والملاحظات النقدية فمثلاً عندما يكون هناك راكور خاطئ فإن آلاف المشاهدين يلاحظونه ويتناقلونه.
ونصح ياخور القائمين على العمل الدرامي بمراجعة وتقييم ما قدمته الدراما السورية منذ انطلاقتها وحتى الآن فهناك الكثير من الأفكار والنصوص لكن الدراما السورية تعاني من أزمة النص الجيد ويجب أن تكون هناك إعادة تقييم لهذه النصوص عن طريق لجان متخصصة لدى الشركات التي عليها الاستعانة بخبراء متخصصين في الكتابة الدرامية.
يشار إلى أن الفنان باسم ياخور من مواليد 1971 تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1993 وانضم لنقابة الفنانين عام 1999 شارك في عدد كبير من الأعمال الدرامية بينها فنجان الدم وخالد بن الوليد وصقر قريش والثريا وقاع المدينة والطير وضيعة ضايعة كما شارك في بطولة فيلم سينمائي مصري بعنوان خليج نعمة.
وكان ياخور أحد مبتكري سلسلة بقعة ضوء الناقدة وأخرج عدداً من المسرحيات بينها الرجل المتفجر عام 2000 كما أخرج المسلسل الكوميدي هومي هون عام 2004.