"التعليم" تحذف دروس "الثقافة الجنسية" من المناهج..وتلغى أجزاء من كتاب "العلوم" المقرر على الشهادة الإعدادية..ومسئول بالوزارة : إلغاؤها لن يضر الطلاب وسنحوِّلها لأنشطة
حذف وزارة التربية والتعليم لأجزاء من الدروس المتعلقة بـ "الثقافة الجنسية والصحة الإنجابية" فى المناهج التعليمية لم يقتصر على كتاب مادة الأحياء المقرر على طلاب الثانوية العامة، وإنما امتد ليصل إلى كتاب مادة "العلوم"، المقرر على طلاب الصف الثالث الإعدادى، والذى خلت نسخته "المطورة"، والتى تُطبَّق لأول مرة خلال العام الدراسى الجديد، من الرسوم البيانية التوضيحية للأجهزة التناسلية للذكر والأنثى، كما خلت من درس "الأمراض الناجمة عن الممارسات الجنسية" كالسيلان والزهرى باستثناء "الإيدز"، وكانت هذه الأجزاء مقررة على طلاب الشهادة الإعدادية حتى العام الدراسى الماضى.
كما خلا درس "الغدد الصماء"، بمقرر النصف الدراسى الثانى من المادة، من شرح لـ "الخصيتين" و"المبيض"، حيث اكتفى الكتاب بالإشارة إليهما فى رسم بيانى لجميع الغدد الصماء فى جسم الإنسان، ثم استفاض فى شرح كيفية عمل غدد أخرى كـ "البنكرياس" دون تطرق إليهما.
من جانبه برر مصدر رسمى بوزارة التربية والتعليم حذف أجزاء من كتاب مادة الأحياء المقرر على طلاب الثانوية العامة، تتعلق بالثقافة الجنسية والصحة الإنجابية، باتجاه الوزارة إلى تحويل هذه الدروس إلى أنشطة يتناقش فيها المعلم مع الطالب داخل الفصل ويجمع الأخير معلومات عنها من مصادر أخرى غير الكتاب المدرسى.
واعتبر المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أن حذف دروس عن "الصحة الجنسية والتكاثر" ليس مرتبطاً بأى قضية أخرى كـ "الانفجار السكانى" و"ازدياد معدلات حوادث الجنس"، وأكد أن المحذوفات من الأحياء لا تؤثر سلباً على استيعاب الطلاب للأهداف العلمية للمنهج.
فيما حذر الدكتور ممدوح وهبة، رئيس الجمعية المصرية لصحة الأسرة، مما سماه خطورة حذف أى أجزاء من المناهج التعليمية تتعلق بـ "الصحة الإنجابية والجنس"، مشيراً إلى أن الطلاب سيضطرون إلى الحصول عليها من مصادر أخرى قد تكون غير سليمة علمياً.
وقال "وهبة"، لليوم السابع، إن الجمعية المصرية لصحة الأسرة أجرت استطلاعات رأى ميدانية بين الشباب على مستوى الجمهورية فاكتشفت معاناتهم من نقص "هائل" فى المعلومات المتعلقة بـ "الحياة الجنسية"، مشدداً على ما سماه ضرورة التزام واضعى المناهج الدراسية بتوصيات المؤتمر العالمى للسكان، والذى انعقد فى القاهرة قبل 16 سنة، وأوصى بإتاحة قدر أكبر من المعلومات عن الصحة الإنجابية فى الكتب التعليمية.
من جهته طالب الدكتور محمد سكران، رئيس رابطة التربية الحديثة، وزارة التربية والتعليم برد الأجزاء المحذوفة من منهج الأحياء إلى الكتاب وإقرارها على الطلاب، وقال "نحن كخبراء تربويين نرفض هذه الخطوة"، فيما دعا الدكتور حسنى السيد، الخبير بمركز البحوث التربوية، وزير التعليم إلى الكشف عن أسماء الخبراء القائمين بهذا الحذف.