القاهرة: وسط حضور إعلامي وجماهيري كبير وفى أولى جلسات نظر القضية التى هزت الرأى العام، قررت محكمة الجنايات بمحافظة الجيزة المصرية برئاسة المستشار رشدي عمار رئيس المحكمة وعضوية المستشارين محمد مصطفي سالم وإبراهيم لملوم تأجيل محاكمة مذيع التليفزيون المصرى إيهاب صلاح السيد سالم "45 سنة" المتهم بقتل زوجته ماجدة كمال كامل حسن "35سنة- حاصلة على دبلوم تجارة"، إثر إطلاقه عيارا ناريا من مسدسه على رأسها أدى إلى انفجار جمجمتها وأرداها قتيلة في الحال، وذلك إثر مشاجرة بينهما أثناء معاتبتها له على تأخره عن العودة إلى المنزل وإقامة علاقة عاطفية مع أخرى ومعايرتها له بالانفاق على المنزل من عائد محل البن الذى تمتلكه، وذلك إلى جلسة 8 نوفمبر المقبل، مع إيداع المتهم مستشفى الأمراض النفسية للتأكد من سلامة قواه العقلية ومدى مسئوليته عن أفعاله ؛ وذلك بناءا على طلب الدفاع.
وكان بهاء الدين أبو شقة محامي المتهم قد قدم تقريراً طبياً أفاد أن المتهم أصيب بجنون لحظي تسبب في ارتكابه الجريمة.
وقال أبو شقة:" إن التقرير صادر عن استشاري معروف أعلن فيه أن الجنون اللحظي سببه الضغوط التي تعرض لها المذيع وكذلك صفع زوجته له على وجهه وسبه بألفاظ خادشة للحياء".
وكان النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قد أمر فى 22 يوليو 2010 بإحالة المتهم محبوسا إلى محاكمة عاجلة أمام محكمة جنايات الجيزة وذلك بعد أن وجه له تهمتى قتل زوجته عمداً وإحراز مواد مخدرة بقصد التعاطي .
وجاء قرار إحالة المذيع المتهم إلى المحاكمة بعد أن تسلمت نيابة حوادث جنوب الجيزة تقرير الطب الشرعى الذى جاء فيه أن المجنى عليها تلقت طلقة نارية فى الرأس تسببت فى انفجار الجمجمة ونزيف حاد أدى إلى الوفاة .
وجاء في قرار الاتهام ان المذيع قتل زوجته بأن اطلق عليها عياراً نارياً من مسدسه أصاب رأسها وأودي بحياتها، وأن هذه الجناية اقترنت بأنه حاز وأحرز بقصد التعاطي جوهرين مخدرين لنباتي الحشيش والبانجو.
وأشار قرار الاتهام إلي ان وقائع القضية تعود إلي فجر الاثنين 19 يوليو 2010 عندما عاد المتهم إلي منزله بعد انتهائه من عمله بالتليفزيون في وقت متأخر من الليل وحدثت مشادة بينه وبين زوجته قام علي اثرها بالتعدي عليها باليد وتعدت هي الأخري عليه باليد .
وأوضح قرار الاتهام ان المجني عليها قامت بإخراج ملابسه وإلقائها في الأرض واستمرت في سبِّه مما دفعه إلي استخدام سلاحه الناري المرخص وأطلق عياراً نارياً في رأسها قاصداً قتلها فأودي بحياتها علي الفور .
وأشار قرار الاتهام إلي ان نيابة جنوب الجيزة باشرت تحقيقاتها في الحادث فور تلقيها اخطاراً بذلك، وانتقلت إلي مسرح الحادث ووجدت جثة المجني عليها علي الأرض تنزف دما، وان الشرطة قامت بالقبض علي المتهم وضبط السلاح المستخدم في الجريمة .
وجاء في قرار الاتهام أيضا ان المتهم اعترف تفصيلياً بارتكاب الجريمة وانه كان يقصد قتل المجني عليها، كما أشار قرار الاتهام إلي ان النيابة قامت باجراء معاينة تصويرية لمكان الحادث، وان المتهم قام خلال المعاينة بتمثيل كيفية ارتكابه للجريمة .
وذكر قرار الاتهام ان النيابة قامت بسؤال شقيقة المجني عليها التي كانت متواجدة داخل المنزل وقت ارتكاب الجريمة، وأنها قررت بأنها شاهدت المتهم يقوم باشعال سيجارة "ملفوفة" يدوياً وشهدت المشاجرة بين المتهم وشقيقتها وحال تواجدها لاعداد كوب ينسون في المطبخ سمعت صوت طلق ناري فأسرعت إلي شقيقتها ووجدتها ملقاة علي الأرض تنزف من رأسها والمتهم ممسكاً بسلاحه، وأنه عقب ذلك قام بنفسه بإبلاغ الشرطة عن الجريمة التي ارتكبها .
وجاء في قرار الاتهام ان النيابة قامت بسؤال الطفلة يارا أشرف البالغة من العمر" 8 سنوات - ابنة شقيقة المجني عليها" حيث قررت في أقوالها مضمون ما جاء في أقوال والدتها .
وأرفقت النيابة بالتحقيقات الأدلة الفنية منها تقرير الصفة التشريحية الذي جاء فيه ان إصابة المجني عليها إصابة نارية حيوية حدثت من مثل السلاح الناري المضبوط وان الوفاة نتجت بسبب الاصابة النارية في رأسها.
وأشار قرار الاتهام إلي ان الطب الشرعي قام بتوقيع الكشف علي المتهم وتبين ان به "اصابات ظفرية" من أظافر المجني عليها، كما أشار تقرير المعمل الكيماوي إلي ان اللفافة الورقية التي تم ضبطها بمسرح الحادث تحتوي علي نبات البانجو وان بقايا السيجارة المضبوطة والملفوفة يدوياً تحوي مادة الحشيش .
وكان المذيع قد قام الثلاثاء 20 يوليو 2010 بتمثيل جريمته بالصوت و أمام النيابة العامة، وأكد خلال التمثيل أنه فى يوم الجريمة كان عائداً من العمل فى الثانية عشر ليلاً، وفوجئ بزوجته تسعى لإثارة مشادة كلامية ومشاجرة بينهما بسبب تأخره، وشكها فى علاقته بأخرى سوف يتزوجها ويتركها، كما اشتمت رائحة ملابسه للتعرف على رائحة "بارفان" حريمى .
المذيع ايهاب صلاح خلف القضبان اثناء المحاكمة
وأضاف المتهم أثناء التمثيل "دخلت علشان أنام وتركتها تصيح"، إلا أننى فوجئت بالأمر يتطور حيث سبتنى بوالدى، ما دفعنى للرد عليها بالقول "لو ما سكتيش حقتلك" بقصد إرهابها، وفى تمام الثانية ونصف صباحاً توجهت إلى شقة جارنا العجوز المقيم فى الطابق الأسفل، وأجرت مكالمة من هاتفه الأرضى لتعود بعدها مرددة "أنا ها وريك مين اللى ها يقتل مين".
وأضاف نشبت بيننا مشاجرة بدأت بمعايرتى بأنها من تنفق على احتياجات المنزل من خلال عائد المحل الخاص بها أسفل العقار الذى نقطنه، وأنها من ساعدتنى فى شراء ملابسى التى جعلتنى أظهر بشكل أنيق فى عملى، ونتيجة ذلك ضربتها، وفوجئت بأنها ترد لى الضربات بصفعة قوية على وجهى تسببت فى كسر نظارتى، ثم قامت بإخراج ملابسى من الدولاب وألقت بها على الأرض، وقامت بسب أمى وشقيقتى بألفاظ وعبارات نابية وبصوت مرتفع، الأمرالذى أثار حفيظتى ودفعنى للإسراع باستخراج الطبنجة من غرفة النوم وإطلاق عيار نارى على رأسها أدى لوفاتها.
وأوضح المذيع أثناء التمثيل الذى استغرق ساعة ونصف الساعة، أنه سقط أرضاً بعد ذلك ولم يتمالك أعصابه، وتمكن من الإمساك بهاتفه المحمول والاتصال بالنجدة وإبلاغها بارتكابه جريمة قتل وأعطى عنوان منزلهما وبياناته الكاملة، فحضر رجال الشرطة وتم القبض عليهّ أثناء جلوسه بجوار جثة زوجته.
وقامت مصلحة الطب الشرعي بأخذ عينة من دم المذيع لتحليلها في ضوء اعترافه أمام النيابة بأن زوجته أحضرت له بنفسها قطعة من مخدر الحشيش لتعاطيها، وأنه قام بوضعها داخل لفافة سيجارة، وأيضا تمت معاينة السحجات الموجودة بذراعه أثناء مقاومة زوجته له خلال تشاجرهما معا قبيل إقدامه على قتلها .
وكان المذيع المتهم قد قام بقتل زوجته صباح الإثنين الموافق 19 يوليو 2010 عبر إطلاقه عيارا ناريا من مسدسه على رأسها أدى إلى انفجار جمجمتها وأرداها قتيلة في الحال وسط دموع وصراخات شقيقتها "نجاح" التى كانت قد استدعتها للتدخل من أجل فض خلافاتها مع زوجها واقناعه بالحفاظ على بيته وأسرته، وذلك إثر مشاجرة بينهما أثناء معاتبتها له على تأخره عن العودة إلى المنزل وإقامة علاقة عاطفية مع أخرى ومعايرتها له بالانفاق على المنزل .
وتبين من التحقيقات الأولية أنهما متزوجان منذ ما يقرب من 8 اعوام وأن خلافات أسرية نشأت بينهما منذ ما يقرب من 7 أشهر كادت أن تنتهى بانفصالهما إلا أن أهل الخير تدخلوا وأصلحوا بينهما منذ حوالى أسبوع تقريبا، وذلك بعد أن ضاقت المجنى عليها من سهر زوجها المتكرر خارج المنزل بعد أن وصلتها شائعة عن وجود علاقة نسائية للزوج .
وأضافت التحقيقات أن السلاح الناري المضبوط والمستخدم في الجريمة مرخص للمتهم وأنه ورثه عن والده المتوفي والذي كان يعمل لواء شرطة.