الفنانة شادية بلغت الثانية والسبعين من عمرها منذ أيام (8 فبراير) لم يتوقف أحد أمام الخبر, لان " البعيد عن العين, بعيد عن القلب" .
" فاطمة أحمد كمال " ابنة حى " الحلمية الجديدة " وليس " حلمية الزيتون " كان دخولها الفن دخولا قدريا, فقد كان أبوها " المهندس الزراعى" المتزوج من أمها التركية , يرفض فكرة دخول بناته دنيا الفن, غنت الطفلة " فاطمة " فى حضور مطرب تركى شهير, فاقترح على أبيها أن يسمح لها بالغناء .
دخلت " فاطمة " السينما بمشهد واحد فى فيلم أزهار وأشواك عام 1947 ثم توالت الافلام التى شاركت فيها, حتى بلغت المائة فيلم, موزعة بين " الغنائى " و " الدرامى " العادى ولعل من أشهر أفلامها التى أظهرت قدراتها التمثيلية من دون غناء فيلم " الطريق" وفيلم " ميرامار " وهما مأخوذان عن روايتين للكاتب الرائد " نجيب محفوظ " وفيلم " شئ من الخوف " المأخوذ عن قصة للكاتب الراحل " ثروت اباظة" , ولولا عبد الرحمن الابنودى ومجهوده فى السيناريو والحوار, ما اشتهر الفيلم وحقق هذا النجاح.
" شادية " من شريحة المبدعين الذين يمتلكون أكثر من موهبة بنفس القوة ، أى أن موهبة الغناء عندها لا تقل عن التمثيل, والعكس صحيح , وموقعها فى السينما, أو الشخصية التى ادتها على الشاشة, تبدأ من " أبنة الموظف الكبير, بما تعنى الكلمة من ذوق والتزام واستنارة , فذلك الزمن وزمن الموظفين ظل قائما الى أن جاء العام 1974 , عام الانفتاح الاستهلاكى قبل ذلك العام كان " الموظفون " موضوعا للأدب والسينما والتليفزيون والإذاعة , لأن الدولة " الناصرية" ورثت اصلاحات " مصطفى النحاس " التى خلقت شريحة من أصحاب " الرواتب" بعد عام 1945.
شادية هى البنت الدلوعة الشعبية المؤدبة , نجدها فى فيلم " شباب امرأة " مع شكرى سرحان , طالبة تنتمى الى بيت موظف كبير ( سراج منير ) تحلم بالزواج من قريبها " امام " الذى جرفه تيار الرغبة المحرمة مع تحية كاريوكا صاحبة السرجة , تصنع الزيوت وتعيش حياتها الموزعة بين البحث عن الاشباع والتطلع للبقاء فى حالة اقتصادية مستقرة و " البغل داير والحجر داير "!
في فيلم " مراتى مدير عام " قدمت شادية صورة المرأة الموظفة " المديرة " التى ترأس زوجها " صلاح ذو الفقار " من الساعة الثامنة صباحا الى الثانية بعد الظهر, وصورة المرأة ست البيت من الثانية والنصف الى صباح اليوم التالى.
وفى " ميرامار" أبدعت فى تقديم شخصية " الفلاحة المصرية " القادمة من ريف البحيرة , وهى التى لم تعش يوما واحدا فى الريف!.
أما الغناء فان شادية يمكن أن نلخصها فى عبارة واحدة هى الانثى اذا غنت صوت انثوى وحضور أمومى دافئ بلا ابتذال, أنوثة تجعل المستمع يتمتع بنبرات صوت فريد, دون أن يذهب دماغه الى أبعد من الفن, وفى عز الحروب التى خاضتها مصر " الناصرية" جاء صوت شادية أكثر وطنية, وأكثر انحيازا للأرض وليس للسلطة فى أغنية " أمانة عليك أمانة يا مسافر بور سعيد " غنت لشعب بور سعيد , الذى قاوم العدوان الثلاثى 1956 وعندما ضربت اسرائيل مدرسة بحر البقر الابتدائية فى الشرقية غنت " الدرس انتهى لموا الكراريس " فلخصت بشاعة الحرب الاستعمارية بصدق واحساس ووعى مضبوط على موجة الناس بلا " شحتفة " وبلا تزيد, وبلا تسول , هذا تلخيص سريع لمشوار شادية , لكن يبقى القول انها اعتزلت الغناء والفن عموما فى الثمانينيات من القرن الماضى , اعتزالا طيبا راقيا, لم تتحول الى داعية, ولم تحرم الفن, ولم تلعن تاريخها, اختفت والتزمت الصمت , فاحترمناها لانها احترمت مشاعرنا واحترمت فنها.
" فاطمة أحمد كمال " ابنة حى " الحلمية الجديدة " وليس " حلمية الزيتون " كان دخولها الفن دخولا قدريا, فقد كان أبوها " المهندس الزراعى" المتزوج من أمها التركية , يرفض فكرة دخول بناته دنيا الفن, غنت الطفلة " فاطمة " فى حضور مطرب تركى شهير, فاقترح على أبيها أن يسمح لها بالغناء .
دخلت " فاطمة " السينما بمشهد واحد فى فيلم أزهار وأشواك عام 1947 ثم توالت الافلام التى شاركت فيها, حتى بلغت المائة فيلم, موزعة بين " الغنائى " و " الدرامى " العادى ولعل من أشهر أفلامها التى أظهرت قدراتها التمثيلية من دون غناء فيلم " الطريق" وفيلم " ميرامار " وهما مأخوذان عن روايتين للكاتب الرائد " نجيب محفوظ " وفيلم " شئ من الخوف " المأخوذ عن قصة للكاتب الراحل " ثروت اباظة" , ولولا عبد الرحمن الابنودى ومجهوده فى السيناريو والحوار, ما اشتهر الفيلم وحقق هذا النجاح.
" شادية " من شريحة المبدعين الذين يمتلكون أكثر من موهبة بنفس القوة ، أى أن موهبة الغناء عندها لا تقل عن التمثيل, والعكس صحيح , وموقعها فى السينما, أو الشخصية التى ادتها على الشاشة, تبدأ من " أبنة الموظف الكبير, بما تعنى الكلمة من ذوق والتزام واستنارة , فذلك الزمن وزمن الموظفين ظل قائما الى أن جاء العام 1974 , عام الانفتاح الاستهلاكى قبل ذلك العام كان " الموظفون " موضوعا للأدب والسينما والتليفزيون والإذاعة , لأن الدولة " الناصرية" ورثت اصلاحات " مصطفى النحاس " التى خلقت شريحة من أصحاب " الرواتب" بعد عام 1945.
شادية هى البنت الدلوعة الشعبية المؤدبة , نجدها فى فيلم " شباب امرأة " مع شكرى سرحان , طالبة تنتمى الى بيت موظف كبير ( سراج منير ) تحلم بالزواج من قريبها " امام " الذى جرفه تيار الرغبة المحرمة مع تحية كاريوكا صاحبة السرجة , تصنع الزيوت وتعيش حياتها الموزعة بين البحث عن الاشباع والتطلع للبقاء فى حالة اقتصادية مستقرة و " البغل داير والحجر داير "!
في فيلم " مراتى مدير عام " قدمت شادية صورة المرأة الموظفة " المديرة " التى ترأس زوجها " صلاح ذو الفقار " من الساعة الثامنة صباحا الى الثانية بعد الظهر, وصورة المرأة ست البيت من الثانية والنصف الى صباح اليوم التالى.
وفى " ميرامار" أبدعت فى تقديم شخصية " الفلاحة المصرية " القادمة من ريف البحيرة , وهى التى لم تعش يوما واحدا فى الريف!.
أما الغناء فان شادية يمكن أن نلخصها فى عبارة واحدة هى الانثى اذا غنت صوت انثوى وحضور أمومى دافئ بلا ابتذال, أنوثة تجعل المستمع يتمتع بنبرات صوت فريد, دون أن يذهب دماغه الى أبعد من الفن, وفى عز الحروب التى خاضتها مصر " الناصرية" جاء صوت شادية أكثر وطنية, وأكثر انحيازا للأرض وليس للسلطة فى أغنية " أمانة عليك أمانة يا مسافر بور سعيد " غنت لشعب بور سعيد , الذى قاوم العدوان الثلاثى 1956 وعندما ضربت اسرائيل مدرسة بحر البقر الابتدائية فى الشرقية غنت " الدرس انتهى لموا الكراريس " فلخصت بشاعة الحرب الاستعمارية بصدق واحساس ووعى مضبوط على موجة الناس بلا " شحتفة " وبلا تزيد, وبلا تسول , هذا تلخيص سريع لمشوار شادية , لكن يبقى القول انها اعتزلت الغناء والفن عموما فى الثمانينيات من القرن الماضى , اعتزالا طيبا راقيا, لم تتحول الى داعية, ولم تحرم الفن, ولم تلعن تاريخها, اختفت والتزمت الصمت , فاحترمناها لانها احترمت مشاعرنا واحترمت فنها.