معكم سأبدأ حلقات
( لتروا الجنة بقلوبكم و تعيشونها بخيالكم)
و رحلتنا هذه من جزئين
جزء عن رحلتنا للجنة و حياتنا بها
و جزء عن صفات أهل الجنة فى الدنيا
و كل جزء متعدد الحلقات
فالله المستعــــان
|
معكم سأبدأ حلقات ( لتروا الجنة بقلوبكم و تعيشونها بخيالكم)
و رحلتنا هذه من جزئين جزء عن رحلتنا للجنة و حياتنا بها و جزء عن صفات أهل الجنة فى الدنيا و كل جزء متعدد الحلقات فالله المستعــــان |
|
حلقـــات الجـــــــــــزء الأول
رحلـــــتنا للجنـــــــــة وحيـــاتنــا بهــا  1.مشهد دخول الجنة 2.التعرف على الجنة و مشاهدة ما بها 3.حالنا مع من نحب بالجنة 4.الشفاعتين و الثلاث قبضات 5.يوم المزيد و رؤية الله عز و جل  |
 1. مشهد دخــــول الجنــــة   قبل بدأ الحساب سيدخل الجنة ثلاثة افواج دوان عذاب ولا سابقة عذاب اول فوج نورهم مثل نور الشمس ثانى فوج فهم على صورة جمال القمر ليلة البدر ثالث فوج على اشد كوكب درى(نجم) يضىء فى السماء عن أبي أمامة قال رسول الله (اللهم صلى و سلم عليه): تخرج يوم القيامة ثلة غر محجلون فتسد الأفق نورهم مثل نور الشمس فينادي مناد النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي أمي فيقال محمد وأمته فيدخلون الجنة ليس عليهم حساب ولا عذاب ثم تخرج ثلة أخرى غرا محجلين نورهم مثل نور القمر ليلة البدر فتسد الأفق فينادي مناد النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي أمي فيقال محمد وأمته فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم تخرج ثلة أخرى نورهم مثل أعظم كوكب في السماء يسد الأفق نورهم فينادي مناد النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي أمي فيقال محمد وأمته فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم يجيء ربك عز وجل ثم يوضع الميزان والحساب اما مع بداية الحسابو بعد مرورنا على الصراط و كان الرسول واقف عنده منتظر مرور امته ليطمئن عليها نقف منتظرين قدومه ليفتح لنا الجنة فهى لن تفتح الا به فيأتى و يخترق الصفوف و نور وجهه يسبقه فالصفوف كثير و ابواب الجنة كلها مزدحمة فيأتى الرسول و يمسك بحلق باب الجنة فهى مثل الدائرة الموجودة التى نستخدمها حاليا و نضعها على ابواب شققنا و باب الجنة الواحد كبير جدا يبلغ مسيرة من عدن للشام فينادى حارس الجنة و هو الملك رضوان عليه السلام من انت فيقول الرسول انا محمد بن عبدالله فيقول الملك بك امرت ان افتح قال رسول الله (اللهم صلى عليه):آتي باب الجنة يوم القيامة . فأستفتح . فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد . فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك فالان تنفتح امامنا ابواب الجنة  فنرى انوارها و رائحتا الجميلة و شكلها الجميل من خضرة و قصور مثل الالىء على ضفاف انهار و طيور و اصوات الطيور و نسيمها نشعر به و درجة حرارتها التى لا مثيل لها فترابها مسك و حشائشها زعفران و رائحتها نجدها من مسيرة 500 عام من قوة و جمال رائحتها فندخل جميعنا مع بعض و نقول الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن و الحمد لله الذى هدانا لهذا فنؤمر بأن نشرب منها فعين من احدهما ستذهب الاذى من بطوننا فلن نشعر بألم بعد ذلك او مرض و العين الثانية تضفى علينا نضرة النعيم و عز الجنة و شعرنا سيكون كأن عليه الدهن صورتنا و شكلنا بالجنةفلذلك سنكون اجمل مما كنا بالدنيا فجمالنا فى الدنيا لن يساوى شيئا فى ذلك الوقتو سندخل الجنة على هيئة أبينا آدم طولنا 60 ذراع تقريبا اربعين متر و عمرنا فى عمر 33 عام حيث النضج العقلى و قوة الشباب ثم يأتى إلينا اطفال صغار مخلدون على هيئتهم هذه من كثرة جمالهم نراهم مثل الآلىء يأخذوننا من ايدينا ليذهبوا بنا الى قصورنا و معنا ملك يبدأ يفرجنا على ملكنا بالجنة فيفتح لنا الملك باب القصر فنرى نور جميل جدا فنسجد فيسألنا ماذا تفعل فنقول له انه ربى فاسجد شكرا له فيقول له هذا ليس بربك فانه احد خدامك  انتظروا الحلقة القادمة و ملكنا بالجنة |
|
2.التعرف على الجنة و مشاهدة ما بها  نبدأ سويا رحلة التعرف و مشاهدة الجنة قال الله تعالى:"هم فى شغل فاكهون" فمن أحد تفسيرات هذه الآية أننا سننشغل بجمالها كثيرا جدا فكلما نمشى خطوة سنرى ما يدهشنا من روعته و نتأمله ثم نمشى فنرى غيره فنقف و نتأمله و هكذا كلما خطونا خطوة فما بالكم بقصر بل جنة و ليس ملكنا بجنة واحدة بل هى جنات فالمشاهدة فقط ستأخذ مننا الكثير من الوقت أما عن القصر فهو لؤلؤة خضراء مجوفة مبطنة من الداخل بلؤلؤ احمر و هناك تنوع فى القصور فكما نعلم هناك قصور من ذهب و غيرها و كل يوم تفتح ابواب القصر فتدخل الملائكة تبارك لنا و تهنئنا على ذلك الفوز العظيم أما ثيابنا قال الرسول صلى الله عليه و سلم: "طوبى لمن آمن بى ..." و طوبى هى شجرة فى الجنة يمشى فيها الراكب مسيرة 100 عام و لا يقطع ظلها ثمار تلك الشجرة تنشق فتخرج منها ثيابنا فكلما اردنا ان نبدل ثيابنا نذهب لتلك الشجرة و نختار أحد ثمارها و نفتحها و بها شعور من المفاجئة لأننا لا نعرف بما سنجده فى داخل الثمرة ومهما تخيلنا فلن نتخيل جمال الثياب الذى سيكون بالداخل و كل يوم فى الجنة جهز الله لنا فيه مفاجئة و أمشاطنا من الذهب اما عن طعام اهل الجنةعندما نريد أن نأكل يأتى إلينا الاطفال بصوانى من ذهب نأكل من أولها كما نأكل من آخرها فلذة الطعام فى الجنة غير لذته فى الدنيا فى الدنيا نشعر بلذة الطعام طول وقت المضغ فقط و بمجرد ان نبتلعه تذهب لذته لكن فى الجنة نشتهى الطعام و نأكل منه و نصل إلى نهاية الطعام و نكون مازلنا نأكل منه بنفس الاستمتاع فى البداية أما فى الدنيا نكون فى البداية فى منتهى الجوع فنأكل باستمتاع و إقبال على الطعام لكن عندما يبدأشعور الجوع يزول معه الاقبال على الطعام و الطيور نراها تطير فنشتهيها فتسقط إلينا جاهزة لتناولها دون أى مجهود أو تعب فى تجهيزها فنأكلها و هناك أقوال تقول ان بعد تناولها تنجمع عظامها و تعود لتطير مره اخرى و الفاكهة عندما نشتهيها و نحن ننظر إليها فتميل إلينا الشجرة بفرعها فنقطف الفاكهة و نحن بمكاننا دون عناء منا ثم يعود كما كان فى مكانه شراب أهل الجنةبها انهار من ماء جميل لن يتغير طعمه او لونه و انهار من لبن و ليس بطعم لبن الدنيا فمن لا يحبه بالدنيا فلن يستطيع أن يقول لا احبه فى الجنة فقط هو لون لبن الدنيا و له نفس الاسم لكن الطعم غيره تماما و هناك انهار من عسل و انهار من خمر لكن لن يسكر مثل خمر الدنيا فلا يليق ان يكون حالنا السكر كسكر الدنيا فى الجنة أما عندما نشتهى للشراب فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال :" إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الشراب من شراب الجنة فيجيء الإبريق ، فيقع في يده فيشرب ، ثم يعود إلى مكانه " و كل شىء فى الجنة ليس فيه شىء من الدنيا سوى اسمه و شكله لمـــــــــــاذا؟  لان الانسان يتردد فى ان يجرب و يأكل شىء لم يتعود على شكله غنحن فى الدنيا العرب مثلا كثير منهم يترددوا فى تناول الاطعمة الشرق اسيوية لانها غريبة عليهم فحتى مثل هذه الاشياء الصغيرة ربنا عز و جل راعاها لنا فى الجنة فالله لا يريد أى شىء يذهب سعادتنا فيها فسبحان الله العليم الحكيم و ما نأكله و نشربه يخرج على هيئة عرق من المسك و ليس كالدنيا عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن أهل الجنة لا يتغوطون ولايمتخطون ولا يمنون إنما نعيمهم الذي هم فيه مسك يتحدر من جلودهم كالجمان وعلى أبوابهم كثبان من مسك ..."  فلا يوجد أى شىء من النجاسة فى الجنة فإنه مطهرة و أهلها طاهرون و أزواجهم طاهرون حتى مما يفسد القلوب قال تعالى:( و لهم فيها أزواج مطهرة) و هذا هو ما سنكمله فى الحلقة القادمة حيث حالنا مع من نحب فى الجنة  |
|
3.حالنا مع من نحب بالجنة   قلب واحد فقلوبنا على قلب رجل واحد فعندما يشتاق أحد منا لشخص ما فى نفس الوقت سيشتاق ذلك الشخص الاخر له و عندما نكون جالسين سويا سنحب ذلك عكس الدنياففى الدنيا هناك من نتعامل معه و نضحك فى وجهه و نحن لا نحبه او نريد ان ننهى مجلسنا معه و عندما نريد ان نذهب كل منا لقصره ستكون لدينا تلك الرغبة فى نفس الوقت و نضحك مع بعض و نتكلم مع بعض و نخرج مع بعض فلن نختلف ابدا مع بعضنافقلوبنا ستكون متوافقة الهوى و الرغبات و نحن مع من أحببنا هكذا قال الرسول صلوات ربى و سلامه عليه "أنت مع من أحببت" الأزواج لأن الله سيغير حتى كلامنا فيعسله و يجعله اجمل من شعر شعراء الدنيا قال الله تعالى:" و لهم فيها أزواج مطهرة و هم فيها خالدون" فهم أزواج مطهرون ليس بهم ما يعيبهم أو ما نكرهه منهم فكل الصفات سنحبها و تذهب كل الصفات التى لا نحبها أزواج مطهرون حتى فى كلامهم و اذا رأى الرجال الحور العين فى هذه الدنيا فلن يتزوجوا نساء الدنيا بل سيطلقون الدنيا بأكملها  لكن اين الزوجة الصالحة من ذلك؟! فانت اجمل من حور العين و الحور العين هم خدامك الجنة مختلفة عما نتصورسنتقابل و سنتعازم و سنتزاور و سنرى جنة من نزوره و نتفسح فى ملكه معه و سنذهب الى الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام فنجلس معه و يحكى لنا و نرى الصحابة و قولبنا سيُنزع منها الحقد و الغل و الغيرة و كل هذه الاشياء فستكون قلوب طاهرة كأصحابها و كالجنة الطاهرة قلوب ليس بها سوى حب و فرح لكانت حلوة جدا الجنة اجمل اضعاف الاضعاف نرى جمالها و نسمع اصوات اهل الجنة و نشم رائحتها و نستمتع بدرجة حرارتها لكان خير من الدنيا و ما فيها و ليس بكلام بل هذا كلام النبى و ما ينطق عن الهوى "لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها" ... السوط هو الكرباج فما هو إلا حبل طوله متر تقريبا تذكروا عندما رأت النساء سيدنا يوسف و جماله و هو بشر فى الدنيا قطعن ايدهن من جماله دون ان يشعروا فما بالكم بجنة الخلد التى أعدها الله لنا و بجمالها و جمال أهلها فملكها ملك كبير و نعيمها فوز عظيم و الفرحة التى ستكون بنا عندما نراها و فرحتنا بوجودنا مع حبيبنا و رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فرحة لا توصف و لم يشعر بها قلب من قبل  |
|
4.الشفاعتين و الثلاث قبضات   شفاعة النـبى الان دخل المؤمنون الجنة برحمة من الله و بإذنه تعالى لكن هناك من كانت ذنوبهم اكثر من حسناتهم فدخلوا النار لكن قلوب أهل الجنة كما تعلمون طيبة رقيقة محبة و اكثر هذه القلوب رقة و رحمة قلب حبيبنا محمد اللهم صلى و سلم عليه فلا يرغب ان يمكث فى الجنة و هناك بقية من امته ليست معه فيخرج من الجنة و ينادى ربه بان امته مازال منها جزء فى النار فيسمح له رب العزة الرحمن فيدخل الرسول النار و قد اظهر الله له من امته من يُخرجهم فيخرجون من النار و يلقون فى نهر الحياة فيعود الرسول الى الله عز و جل فيأذن له الله مرة اخرى و هكذا أربع مرات إلى أن يستحى الرسول فى الخامسة فتنتهى شفاعة الحبيب شفاعة المؤمنيـن و تأتى شفاعة المؤمنين المحبين لاهلهم و اخوانهم و من كانوا معهم فى الدنيا فينادون الله و يدعونه بأن اخوانهم فى النار كانوا معهم فى الدنيا كانوا يصلون و يصومون و يحجون و يفعلون كما كانوا هم يفعلون فيسمح الله لهم بالدخول إلى النار و يأمرهم بأن يخرجوا من كان فى قلبه مثقال دينار من إيمان فيخرجونهم ثم يدعون الله مره اخرى فيأذن الله لهم بأن يخرجوا من كان فى قلبه مثقال نصف دينار ثم يعودون فيدعون الله فيأذن لهم فيخرجوا من كان فى قلبه مثقال ذرة من الايمان فيستحى المؤمنون من الله و تنتهى بذلك شفاعتهم شفاعة أرحـم الراحميـن فينادى الله عز و جل و يقول: شفع النبيون و المؤمنون و بقيت شفاعة أرحم الراحمين فيدخل الله قبضته فى النار و يخرج منها ثلاث حثيات (قبضات) فيُخرج قوم لم يفعلوا خيرا قط الا انهم قالوا لا اله الا الله لمـاذا نهـر الحيـاة؟ و كل من خرجوا من النار لُقوا فى نهر الحياة فهو نهر على أبواب الجنة لانهم قد حرقوا و تشوهوا من نار الجحيم و إذا دخلوا بشكلهم و هيئتهم هذه سيكون فى قلوبهم حزن لان اهل الجنة ذو هيئة رائعة و انوار ساطعة و جمال لا مثيل له و هم محرقون مشوهون و الله من حبه لعباده و لطفه بخلقه انه جعل ذلك النهر لهم فيلقون فيه فيخرجون و كأن لم يكن بهم شىء ذو شكل جميل مثل اهل الجنة و لكنهم مميزون يلبسون طوق يكتب عليه هؤلاء عتقاء الرحمن و هذا فخر لهم اما ملكهم فهو ملك ادنى من دخل الجنة و قد تم ذكره سابقا فكل ما يروه فى الجنة فيعجبهم فهو لهم قال الرسول صلى الله عليه و سلم: "ما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق ، قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار ، وإذا رأوا أنهم قد نجوا ، في إخوانهم ، يقولون : ربنا إخواننا ، كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويعملون معنا ، فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ، ويحرم الله صورهم على النار ، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه ، وإلى أنصاف ساقيه ، فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا . ( فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون )، فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ، فيقبض قبضة من النار ، فيخرج أقواما قد امتحشوا ، فليقون في نهر بأفواه الجنة يقال له : ماء الحياة ، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل ، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة ، إلى جانب الشجرة ، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر ، وما كان منها إلى الظل كان أبيض ، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ ، فيجعل في رقابهم الخواتيم ، فيدخلون الجنة ، فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن ، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ، فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه "  و اصبحت أمة النبى الأمى محمد صلى الله و سلم عليه كلها فى الجنة برحمة من رب العالمين فلننظر المرة القادمة يومهم المنتظر يوم المزيد |
|
الله تسلم الأيادى بجد وربنا يجعلنا من أهل الجنة ونتجمع بالرسول عليه أفضل اللاة والسلام يـــــــــــــــــــــــارب |
|
اللهم امين
و الاجمل اننا نثبت على الطريق و نترك كل شىء بعيد و يبعدنا عن الطريق بارك الله فيك و رزقنا جميعا الهداية |