ولم يتبقى الآن سوى الانتظار حتى السابعة مساءا ، لتنتقل كل الأبصار مركزة نحو المدينة الساحلية
الأجمل فى جمهورية مصر العربية ، نحو الاسكندرية ، وتحديدا نحو ملعب كرة القدم "الراقى جدا" –
استاد المكس – حيث اللقاء الفاصل والنهائى والحاسم بين زعيم مصر الاول وكبيرها و ملك افريقيا
المتوج ( النادى الاهلى ) وبين الكرة الممتعة وزعيم الأقاليم الأكبر وصاحب أول بطولة افريقية فى تاريخ
مصر ( النادى الاسماعيلى ) وسننتظر الاجابة على سؤال حير الكثيرين " يا ترى ، من يستحق لقب
الدورى هذا الموسم " ؟!
بعيدا عن المتعصبين نتحدث ، وبعيدا عن أجواء مشحونة طوال هذا الموسم حتى صارت كرة القدم أشبه
بحرب قاسية تخلت عن الروح الرياضية المعروفة عن أى رياضة أو لعبة فى العالم بأسره ، وبعد الكثير من
الشغب والعنف ، والسب والقذف ، وهتافات لا معنى لها ولا علاقة لها برياضة كرة القدم التى تعلمناها
جميعا ... وبعد تقارير عن تفويت وتهاون ، وصراع نقطى أعلى الجدول وأسفله .. انتهى نظريا أعنف دورى
مصرى عبر التاريخ ، ولم يتبقى سوى اعلان البطل ، وسيتحدد من خلال مباراة الغد بين طرفين قويين
للغاية ..
أحدهما صال وجال طوال أكثر من أربعة سنوات محليا وافريقيا وعالميا ، حاصدا كل ما مر به من بطولات
وألقاب وأرقام قياسية .. والطرف الآخر هو صاحب البطولات التى تحمل رغم قلتها نكهة خاصة ، ومباريات
هى الامتع أمام المارد الاحمر فى أغلب الاحيان .. ولولا بعض الشوائب التى لا أصل لها فى التاريخ ،
لصارت مباريات "الاهلى والاسماعيلى" هى العلامة المضيئة فى تاريخ كرة القدم المصرية ... وبالرغم
من أن الارقام والاحصائيات التى لا تكذب أبدا تؤكد بما لا يدع مجالا لأى شك أن الاهلى هو الأقوى فى
مواجهات الفريقين وصاحب اليد الأعلى ، الا أن كثيرا ما اقتنص "الاسماعيلى" بطولاته المعدودة من فم
الأسد الاحمر ، وهو ما يجعلنى - شخصيا – أكن كل الاحترام والتقدير لهذا النادى الكبير ، الذى أتمنى من
كل قلبى أن يصل مسئولوه الى قمة النضج وانهاء حالة الاحتقان الغير مبررة بين جماهيره وجماهير
الاهلى .. لتتبقى فقط متعة الكرة ولا شئ سوى ذلك !
الأهلى ظل طوال معظم فترات هذا الموسم فوق مقعد الصدارة بعد أن أنهى مؤجلاته من الدور الاول ،
الا انه مع بداية "الدور الثانى" – والذى توقعته شخصيا أن يختلف عن أى مرة سابقة ، وليتنى ما توقعته
هكذا – فاختلف الامر تماما حيث ظل الاهلى فى المقدمة ظاهريا بينما يفقد نقاطا كثيرة طوال هذا الدور
، ويتقدم "الاسماعيلى" خطوة ثم يتراجع خطوتين .. حتى فوجئ الجميع بعد سلسلة تعادلات غريبة جدا
للمارد الأحمر أن الفريقين يقفان عند نفس النقطة ، وتفجر الصراع الثنائى فى 3 مباريات هى عمر
المنافسة المباشرة بينهما فى آخر أسابيع البطولة ، ومع مرور كليهما من نفس المدخل نحو الدرع ، لم
يكن هناك مفر من أن تتحول المبارزة الى "الفردية" ، حيث وجب عليهما أن يستل كل منهما ( سيفه
الرياضى ) ممثلا فى لاعبيه وجهازه الفنى وجماهيره ليتقارعا سويا وجها الى وجه غدا بالاسكندرية .. ولا
يوجد أشرف من المبارزة أبدا كما تعلمنا طوال عمرنا اذا ما التزم الجميع بآداب وقواعد المبارزة الشريفة !!
لن أتطرق الى تصريحات مستفزة من هنا او هناك ، ولا حتى أهتم بالحديث عن الحكام والملعب وعدد
الجماهير وهذه الأمور حتى ولو كانت مهمة ، فالأمر الآن بين أقدام لاعبى "الأهلى والاسماعيلى" –
وبالمناسبة الأهلى يذكر اسمه أولا لأنه نظريا أول الدورى بفارق الاهداف وليس كما فعل موقع يعتبر أحد
أكبر مصادر المعلومات عن الكرة المصرية حيث وضع جدول الدورى القادم 2009-2010 وعلى
رأسه "الاسماعيلى" فقط لأن المسئول عن زملكاوى النزعة – وأدعو الله أن نكف عن هذا الأسلوب
العقيم الذى يعيدنا الى الخلف آلاف السنين ، ويؤكد انه لكى نتقدم ، فعلينا أن حطم الكثير والكثير من
الاصنام الخادعة والتى تقودنا الى هاوية لا يعلم قدرها الا الله !
دعونا نتحدث عن الفريقين سريعا ، ونشاهد تاريخهما سويا مرة أخرى ، وننتظر فقط ما ستسفر عنه الاحداث الكبيرة غدا ...
"الاهلى" .. يرحل جوزيه سريعا ، يلعب آخر مبارياته المحلية ، كل هذا لم يعد مهما .. الاهم هو
ان "جوزيه" سيسعى بكل قوته لتحقيق مجد جديد يضاف الى تاريخه – الرهيب – مع النادى الاهلى فى
أقل فترة زمنية ممكنة ليحقق ما قد يعجز عنه أى مدرب للاهلى ربما خلال سنوات طويلة قادمة .. فهذا
الرجل – العبقرى كثيرا المجنون "كرويا" أحيانا – هو أفضل مدرب أجنبى فى تاريخ الكرة المصرية على
مستوى الاندية ، والأروع فى تاريخ النادى الاهلى ...
الجهاز الفنى واللاعبون يدركون جيدا ان الفصة متاحة تماما لازالة أى آثار ناجمة عن بعض التوتر والهبوط
فى الاداء خلال الأشهر الماضية ، والكل يعلم أن أجمل هدية قبل رحيل "الساحر" وأروع هدية لجمهور
الاهلى "الرائع" هى اقتناص فوزا ثمينا جدا على النادى الاسماعيلى غدا بمشيئة الله ، والحصول على
أصعب وأعجب لقب فى التاريخ الحديث للاهلى .. وهم قادرون باذن الله على ذلك ، وخاصة بعد فاصل
قصير – 3 مباريات – أكدوا فيه ان الاهلى الكبير قد يستريح قليلا أو يتدلل أحيانا ، ولكنه يعود من حيث لا
يتخيل أحد أبدا .. فهو الاهلى الكبير دوما
واسمحوا لى هذه المرة ألا أحاول الوصول الى عقل جوزيه أو تفكيره – او ربما أكون كذلك فعلا ، لا أعلم –
ولكنى اعتقد من وجهة نظرى المتواضعة أن التشكيل الأروع والأقوى حاليا للاهلى سيكون كالأتى :
وبعيدا عن المراكز التقليدية ، سأتحدث عن أربعة مراكز فى الملعب فقط أعتقد من وجهة نظرى المتواضعة
أنها ستصنع فارقا كبيرا اليوم باذن الله ،
1) سيد معوض : ظللت طوال الموسم أدافع عنه لقناعتى بانه مظلوم فى اللعب وحيدا بلا مساندة ، وهو
عائد بقوة وواحد من أكبر أسباب الفوز السابق على طلائع الجيش ، بالاضافة الى أن مستواه فى تزايد
مستمر .. ولا تنسى أبدا انه فى قمة روحه العالية عقب اختياره كجناح مصر الأيسر الأساسى باذن الله
خلال الشهر القادم كله ، فهل تتوقعه بديلا !
2) أحمد فتحى : منذ لقاء "الحدود" بالاسكندرية واللقاء الافريقى أيقنت وتأكد الجميع أن "فتحى" قد عاد
، وهاهو يمنح الاهلى الحلول غير التقليدية خلال المباريات السابقة ولا سيما الأخير ، وأنا لا اتحدث
عن "الهدف" بقدر ما اتحدث عن أداء قوى وسريع وتحرك رائع بدون كرة لخلق مساحات لم يكن قادرا
عليها سوى ( بركات ) طوال الشوط الاول وأغلب فترات الشوط الثانى ... وهو من يجب منحه الحرية فى
الحركة من خط الوسط والجانب الأيمن لأنه هو من سيقودنا الى الدرع باذن الله ..
3) محمد أبو تريكة : يجب أن يبدأ كصانع لعب خلف رأسى الحربة ، و"أبو تريكة" تحديدا يبدو أنه تأثر
بالكثير من الاحداث طوال الموسم الحالى ، وتتوالى الضغوط كثيرا عليه ، ولكنه فى الآونة الاخيرة – مع
كل الفريق – يدأ يستعيد عافيته ، وأعتقد ان رده المفحم سيكون غدا باذن الله بمهارته ولعبه وتمريراته
ومراوغاته التى لا يمكن ان أتخيل مشاهدة لقاءا للاهلى بدون أن أستمتع بها ، وأبتسم عقب كل لمسة
ساحرة منه .. فأبدع يا "أبو تريكة" يا فنان !
4) محمد طلعت : لم أتحدث عنه بمبالغة بعد مشاركته الاولى ، الا أن هدوء أعصابه ومهارته ، بالاضافة
الى الاهم فى طريقة لعبه ، حيث يختلف كثيرا عن "فلافيو" فسرعته كبيرة وصغر سنه بالاضافة الى
حساسيته الشديدة داخل منطقة الجزاء ستمنحه الفرصة للتسلل وسط مدافعى "الاسماعيلى" ،
وسيكون على "فلافيو" أن يفرغ له المساحة المطلوبة ليتحرك ويصول ويجول وخاصة مع امتلاكه لمهارة
صناعة الاهداف والتمريرات المتقنة ... وأعلم ان الكثيرين سيخرجون قائلين ( لن يبدأ أبدا به جوزيه ) ،
ولكن لم لا يكون هو مفاجأة "الملك" مع بداية اللقاء ، وربما لن يتعامل الاسماعيلى مع وجوده الا بعد
احرازه "هدف مبكر مثلا" !! ...
عموما ، أعتقد أن "جوزيه" يجب عليه ان يبدأ برأسى حربة خلفهما "أبو تريكة" ... فهل يكون ( طلعت ) هو
المفاجأة ؟!
والتشكيل من وجهة نظري ك
"الاسماعيلى" ... يبدو أن "ريكاردو" البرازيلى أدرك سبب تسمية الاسماعيلى بـ "برازيل مصر" ، فصنع
معه ( دويتو كروى جميل ) مكنه من المرور من عدة عقبات طوال مشوار الفريق فى بطولة هذا الموسم ،
وان كان "الاهلى" قد ساعد الاسماعيلى فى الاقتراب من القمة رغم ان الاخير منح "الاهلى" عدة
فرص تكررت أكثر من مرة لكى ينفرد وينهى البطولة ، الا ان القدر أبى أن تخرج البطولة بهذا الشكل ،
وأن يدفع باثنين من المدربين المميزين الى الساحة الخالية من سواهما لكى يتصارعا على لقب ربما
سيكون الأغلى فى عهد "جوزيه" ، أو الأروع والأجمل فى تاريخ "الاسماعيلى" ومعه "ريكاردو" ..
مثلما الحال فى الاهلى مع غياب "أفضل لاعب مصرى هذا الموسم" – محمد بركات – فان الاسماعيلى
يفتقد الى جهود لاعب أكثر من رائع – وأعتبره ثانى أفضل لاعب فى المسابقة هذا الموسم – وهو "عمر
جمال" ، وهو اللاعب الذى كثيرا ما صنع الفارق فى لقاءات فريقه أمام عمالقة مصر وافريقيا ... وكنت
أنتظر أن يتألق هذا اللاعب فى صفوف المنتخب المصرى الذى يحتاج اليه وبشدة .. الا أن ارادة الله هو
الأقوى ..
الا أن لاعبين مثل ( محمد محسن أبو جريشة ، عبد الله السعيد ، محمد حمص ، شريف عبد الفضيل ...
واللاعب المميز جدا والذى يعجبنى بشدة – مهاب سعيد - ) قادرون تماما على قيادة الفريق غدا فى
اللقاء الحاسم ... ويجب أن يدرك الجميع أنه أبدا لن يكون سهلا على أى من الفريقين ..
جمهور الاسماعيلى الغفير قادر على تحريك الصخر غدا ، وهو المتوقع من جمهور يعشق فريقه
ومحافظته المصرية الجميلة – الاسماعيلية - ويدرك أنه سيواجه تشجيعا لا ينقطع من جمهور كبير جدا
اعتاد على البطولات ولا يقبل سواها ، وأتمنى ان يشجع كل منهما فريقه فقط ولا يتعرض بأى حال من
الأحوال الى الفريق الآخر .. فكلاهما يحمل أسماءا رائعة وكبيرة ستتجاور قريبا فى غرف فنادق "الجزائر
وجنوب افريقيا" جنبا الى جنب ، وقد نرى "محمد أبو تريكة" وهو يمرر بينيه "سحرية" الى محسن أبو
جريشة ليحرز منها هدف الفوز المصرى على الجزائر ... أرجو الا ننسى أبدا ذلك !
النادى الاسماعيلى تأسس عام 1924 .. وفاز الاسماعيلى طوال تاريخه بــ 6 بطولات ، حيث فاز ببطولة
الدورى العام مواسم ( 1966-1991-2002 ) ، وبكأس مصر عامى ( 1997-2000 ) ، وبأول بطولة دورى
افريقيا باسم فريق مصرى عام 1969 .
الاسماعيلى هبط الى دورى الدرجة الاولى فى أربعة مواسم متتالية بدأها فى 1958-1959 وحتى
1961-1962 ، واستطاع مع بدايات الألفية الحالية أن يحقق رباعيات فى مرمى الاهلى سواء فى الدورى
العام أو البطولة العربية وقتها تكررت عدة مرات
وان كان الاهلى قد فاز بسداسيتين شهيرتين جدا الطريف انهما كانتا باستاد الاسماعيلية موسمى (
1996-1997 و 2004-2005 ) .. بالاضافة الى الهزيمة التاريخية بالثمانية موسم 1957-1958 والتى كان
بطلها الاول والاوحد هو الراحل / صالح سليم بسباعية بل وأضاع ركلة جزاء أيضا .
التقى الفريقان فى 96مباراة .. فاز الاهلى بــ 49 مباراة ، وتعادلا فى 26 ..وفاز الأسماعيلى فى 21
مباراة ، أحرز الأهلى 146 هدف ودخل مرماهم 83هدف .
تبادل الفريقان الفوز هذا الموسم كل خارج أرضه حيث فاز الاهلى بالاسماعيلية "1/0" بقدم
الساحر "بركات" .. وفاز الاسماعيلى بالقاهرة "1/0" أيضا برأس "أبو جريشة" ...
نتمنى مشاهدة لقاء ممتع بين الفريقين ، وكل التوفيق لفريق الاسماعيلى ، وننتظر فوزا باذن الله من
الاهلى وتتويج بدرع البطولة الأصعب ...
وعن حكم لقاء اليوم القاصل بين الا سماعيلي والاهلي
كارلوس فيلاسكو كاربايو Carlos Velasco Carballo
مواليد : 16 مارس 1971 ( حوالى 38 عاما )
دولى منذ : الاول من يناير 2008
محل الاقامة : مدريد
الدولة : أسبانيا
اللغات : يتحدث الأسبانية والانجليزية
الوظيفة : مهندس
** ظهر لأول مرة كحكم بدورى الدرجة الاولى الأسبانى عام 2004
** لديه معدل ( انذار واحد / 6 مباريات بالدورى الأسبانى ) .. ومعدل عام ( 5 انذارات / كل مباراة ) !!
** قام بادارة 89 مباراة ، احتسب خلالها 507 انذارا ، و 22 مرة انذارين ، و 16 طرد مباشر ... وأعتقد ان
على الجميع توخى الحذر مع هذا الحكم الحازم جدا !!
آخر 5 لقاءات دولية قام بتحكيمها كانت :
1) 26/5/2008 : ايطاليا و السويد – تحت 19 عام – والنتيجة فوز ايطاليا 2/0
احتسبت أربعة انذارات خلال هذه المباراة
2) 31/5/2008 : فرنسا و ايطاليا – تحت 19 عام – والنتيجة فوز ايطاليا 2/0
احتسب خلال هذا اللقاء 7 انذارات ، وحالة طرد على ايطاليا !
3) 30/7/2008 : أنورثوزيس و رابيد فيينا النمساوى – والنتيجة خسارة رابيد فيينا بثلاثية نظيفة
شهد هذا اللقاء أربعة انذارات ..
4) 9/9/2008 : رومانيا و ويلز - تحت 21 عام – والنتيجة فوز ويلز 3/0
وشهد هذا اللقاء 6 انذارات ، بينهم 5 ضد رومانيا !!
5) 25/10/2008 : سان مارينو و أذربيجان – تحت 19 عام – والنتيجة فوز أذربيجان 5/0
وهذا اللقاء شهد احتساب 3 انذارات وركلة جزاء لصالح أذربيجان .. وهذه أقل لقاء له من حيث الانذارات !
بالمناسبة ، قام بتحكيم لقاء ودى بين ( اسرائيل و شيلى ) وانتهى بفوز "اسرائيل" 1/0 ، وكان فى 26/
3/2008 على ملعب ( رامات جان – تل أبيب ) ..
ويبدو أن كل مباريات هذا الحكم تنتهى بقوز كبير ، وأتمنى ان تكون مصدر تفاؤل للأهلى باذن الله ..
ونحن ننتظر من جمهور الاهلى روعة التشجيع ورقيه كما عودونا دوما ..
وباذن الله التوفيق للنادي الاهلي والفوز ببطولة الدوري العام