شاهد حديث حسن شحاتة و الذي يرأس الادارة الفنية للمنتخب القومي مع احدي الصحف الرياضية الجزائرية الهداف حيث استطاع صحفي من الجريدة اقناع شحاتة باخذ حوار معه اثناء تواجده مع المنتخب في ليبيا في طريقهم الي النيجر في مباراة المنتخب الثانية في التصفيات الافريقية بعد التعادل الذي حدث في المباراة الاولي مع المنتخب السيراليوني الضعيف الذي ظهر بشدة في مباراته مع مصر و كأنه في مستوي الفريق المصري الذي لم يقدم الاداء المنتظر منه في استاد القاهرة و سط انصاره الذين اغضبهم اضاعة الثلاث نقاط
و لم يصدق الصحفي نفسه عندما وافق المدرب صاحب اكبر عدد من الالقاب
الافريقية علي مستوي المنتخبات علي اجراء حديث معه و خصوصاً لما شهدته العلاقات بين البلدين في الآونة الاخيرة
الحوار الكامل
عندما صادفنا المدرب الأسطوري للمنتخب المصري حسن شحاتة بمطار طرابلس الدولي لم تكن المسافة بيننا طويلة حتى تصعّب مهمة الحديث معه،
لكن المشكل الذي زاد المأمورية صعوبة هي الحراسة الأمنية المشددة في عين المكان، لكن العقلية الجزائرية التي لا تعرف المستحيل ويميزها التحدي والفضول جعلتنا لا نبالي بكل ما يحيط بنا من أجل الاقتراب من حسن شحاتة ونتوغل في وسط المنتخب المصري ونحقق أول خطوة ناجحة، ليفاجئنا الرجل وهو يوافق على الحديث معنا عن طلبنا منا أن نجلس إلى الطاولة التي كان يجلس إليها في قاعة الانتظار قبل امتطاء الطائرة المتجهة نحو النيجر حيث سيلعب المنتخب المصري لقاءه الثاني في المجموعة، ولا يمكن أن نخفي أن تصرّف شحاتة جعلنا نبقى مندهشين للحظة خاصة مع موافقة الرجل على الحديث معنا.
السيد حسن شحاتة ما تزال في منصبك مدربا للمنتخب المصري مقارنة بـ رابح سعدان مدرب المنتخب
الجزائري الذي اقتطع تأشيرة التأهل للمونديال على حسابك والذي أقيل من منصبه، فماذا يمثل لك ذلك؟
صراحة عندما سمعت بأن الجزائر تخلّت عن المدرب رابح سعدان من على رأس المنتخب لم أصدق الخبر لدرجة أني قلت كيف لمدرب كسب تأشيرة التأهل لكأس العالم مع منتخب بعد 24 سنة من الغياب وبلغ الدور نصف النهائي في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة أن يكون مصيره بهذا الشكل؟ صراحة هذا لا يُصدّق ولا يستحقه الرجل، فـ سعدان يبقى مدربا كبيرا وأحترمه كثيرا فهو بالنسبة لي بمثابة الأخ ونحن نحترم بعضنا كثيرا، ولا أخفي أني لحد الساعة لم أستوعب القرار وكيف يمكن التخلّي عن مدرب بهذا الشكل؟ ويبدو أن الجزائريين تناسوا ما حقّقه الرجل من إنجازات ومتأسف لهذا رغم أني لا أريد التدخل في شؤون الإتحاد الجزائري لكرة القدم.
في الجزائر الناس لـم تتقبل التعادل الذي سجله “الخضر“ أمام منتخب تانزانيا بملعب البليدة مؤخرا.
وماذا يمكن أن يقولوا عن المنتخب المصري؟ فمصر تعثرت فوق ميدانها أمام منتخب سيراليون لكن ذلك لم يؤد إلى المطالبة برأس شحاتة، الأمور ليست هكذا فرغم أننا أبطال إفريقيا ثلاث مرات متتالية إلا أننا تعثرنا أمام سيراليون، فهل يوجد أصعب من ذلك؟ لا أعتقد ذلك مثلما كان عليه الحال بالنسبة للجزائر التي تعادلت فوق ميدانها، فنحن في الوضعية نفسها لكن القرارات مختلفة وليس ذلك سببا لتغيير كل شيء في لحظة واحدة.
وهل تعرف عبد الحق بن شيخة المدرب الجديد للمنتخب الجزائري؟
لا، لم يحصل لي الشرف من أجل لقائه بعد، لكني أرى أنه مادام الإتحاد الجزائري منحه منصبا مهما بهذا الشكل فهذا يعود حتما للمؤهلات التي يملكها، وعلى العموم وحتى إن كنت لا أعرفه فأتمنّى له حظا موفقا في عمله وللمنتخب الجزائري في بقية مشواره.
باعتباركـ لن تواجه المنتخب الجزائري هذه المرة، كيف ترى مواجهته مع منتخب إفريقيا الوسطى؟
أعتقد أن الجميع أدرك في الوقت الحالي أنه لا توجد منتخبات ضعيفة وأخرى قوية، وأظن أن اللقاء لن يكون سهلا ولديه خصوصياته ومن يملك إرادة قوية ويكون محضرا جيدا سيخرج منتصرا في النهاية، والمنتخب الجزائري سيتنقل إلى إفريقيا الوسطى وفي سجله المشاركة في كأس العالم الأخيرة وهذا من الممكن أن يخدمه أو ينعكس عليه سلبا ويمكن أن يكون عاملا ضده، لأن المنتخبات كلها التي ستواجهه ستحاول الإطاحة به والبرهنة على قردتها على مجاراة مستوى منتخب شارك في كأس العالم، لهذا يتوجّب على لاعبي المنتخب الجزائري فرض منطقهم وتقديم كل ما لديهم للخروج منتصرين.
لا يمكن أن نفارقك دون العودة للمواجهة التي جمعتك بالجزائر، فبماذا تحتفظ من ذلك؟
أحتفظ بشيء مهم وهو أن الأمور هدأت في الوقت الحالي بين الطرفين بفضل الله، وأريد أن أقول إن العلاقات بين الجزائر ومصر كانت دائما جيدة ونحن إخوة وأشقاء وسنبقى كذلك بفضل قدرة المولى عزّ وجل وليس لقاء كرة قدم ينسينا هذه الأخوة ويفسد كل شيء بيننا، والشيء الوحيد الذي يشحن الأجواء بين المنتخبين تلك الرغبة في الفوز والتحدي بين الفريقين، وصحيح في أم درمان الأمور تجاوزت حدودها مما جعلها تنفجر بذلك الشكل، وشخصيا أتأسّف على كل ما حدث وقتها لأنها أحدثت شرخا كبيرا وخسائر كبيرة في العلاقات بين مصر والجزائر، ويمكن تبرير ذلك برغبة كل منتخب في اقتطاع تأشيرة التأهل للمونديال إلى جانب ذلك وسائل الإعلام كانت سببا كذلك في ذلك الوضع.
كلمة أخيرة قبل أن نفترق؟
أريد العودة لاستقالة رابح سعدان وأقول إنه في كرة القدم هناك الانتصار والخسارة والتعادل كذلك ولا يوجد أي فريق في العالم يفوز دائما، والجمهور الجزائري تعوّد على رؤية منتخبه يفوز ويحقق الانتصارات مثلما هو الحال بالنسبة لنا، لكن على الأنصار أن يعلموا بأن الهزيمة تدخل في إطار قواعد اللعبة في كرة القدم وفي حالة ما كان الجمهور يبالغ في مطالبه فإن ذلك سيعقّد الأمور ويعود بالسلب على المنتخب.