قبل نحو مائة يوم من تصويت أبناء جنوب السودان للوحدة أو الانفصال عن شمال السودان، والاستقلال بدولتهم الجديدة، تبدو أن عاصمة الدولة القادمة "جوبا" تسير نحو مستنقع من الفقر والأمراض، وانتشار الدعارة، بشكل بدأ يلفت الأنظار.
وتشهد هذه المدينة ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة انتشار الدعارة، وهي أقدم مهنة في تاريخ البشرية، مع تصاعد التوتر السياسي في السودان، وعدم الاستقرار الذي أوجد أرضية خصبة لمثل هذه المهن.
يذكر أن من يعملن في هذه المهنة غالباً ما يكن متزوجات، تركن منازلهن وعوائلهن، ويأتين من الدول المجاورة في شرق إفريقيا مثل الكونغو وأوغندا وكينيا واثيوبيا وتنزانيا، إلا أن بعضهن مواطنات من الجنوب ومن الشمال، حيث يكن هاربات من القوانين الإسلامية الصارمة بشمال السودان في إطار الحرية الجنسية.
وعبرت إحداهن عن رأيها في جعل تركيزها على المال بدلاً من الحب، حيث قالت لورا وليام من أوغاندا: المال فقط يمكن أن يجعلك تحلم بكل شيء تود الحصول عليه، والأقارب الذين يعملون في الحكومة هم الوحيدون القادرون على تحصيل كل ما ترغب بتحقيقه في حكومة جنوب السودان".
وعادة تتواجد ممتهنات الدعارة في واو ورمبيك وجوبا وأويل، بينما تشتكي حكومة جنوب السودان من أن الثقافات تغيرت منذ قدوم الدعارة كمهنة في البلاد.
ويمتاز جنوب السودان بعدد من الثقافات والتقاليد الخاصة به، ولكن منذ توقيع اتفاق السلام في السودان، أصبح جنوب السودان مكاناً لمزيج من الثقافات الأجنبية، وبخاصة تلك المقتبسة من الجنوبيين الذين تربوا في الغرب.
وحذرت السلطات الصحية في المنطقة من التهديد الخطير الذي يشكله المرض القاتل، فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، والذي يزرع الرعب في قلوب الناس من أن يكون قد أصيبوا به بمعدل خطير، ولا سيما أنه منتشر في الدول المجاورة ككينيا وأوغندا، والتي يأتي منها هؤلاء النسوة.
وهذا الاستفتاء، الذي سيجري في التاسع من يناير "كانون الثاني" هو أحد العناصر الرئيسية في اتفاق السلام بين الحكومة، برئاسة عمر البشير، والمتمردين الجنوبيين سابقاً في الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة سالفا كير، والذي وضع حداً في 2005 لأكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.