سيبك من الصين، إيه قولك أن سويسرا صممت حماما فى وسط الشارع مصنوعا من زجاج بإتجاه واحد يعنى أشوفك ولا تشوفنى, من الأخر كل الدول المتقدمة المحترمة تتفن فى تقديم كل سبل الراحة لمواطنيها وطبعا مصر أم الدنيا هى إللى بدعت سبل الراحة بكل مستوياتها وأشكالها, خد عندك مش سويسرا إبتكرت حمام فى وسط الشارع بزجاج فاميه وإيه يعنى ما إحنا إبتكرنا حمام فى وسط الشارع برضه لكن متنقل ومصنوع من بلاستيك عليه القيمة يلم أكبر قدر من الحشرات بدون أى مساعدة ومش أى حشرات دى صراصير من الحجم الجامبو وكمان سمناه الحمام الذكى .
حمامنا الذكى حمل هذه الصفة لأنه يتميز بكذا صفة أولها إنه بيشتغل بالعملة يعنى حضرتك مش هتقدر تدخله من غير ما تضع فى الماكينة خمسين قرش الباب يفتح لمدة 20 ثانية بس يا تلحق تدخل يا إما يضيع عليك النص جنيه –منتهى الذكاء- وبمجرد خروجك لو لحقت تدخل أصلا الحمام يبدأ فى تنظيف نفسه آليا من خلال صنابير مثبتة فى أكثر من مكان فى الحمام تمر فيها مياه نظيفة مختلطة بمواد تعقيم حاجة رائعة بجد ومشروع متكلف فعلا ويستاهل ال50 ألف جنيه إللى قال عليهم المهندس علاء محمد مشرف الشركة المنفذة لمشروعات الحمامات الذكية والتى تنوى بعد نشر الحمام فى مصر الجديدة والنزهة ومدينة نصر والعباسية والتحرير إنها تغرق مصر كلها بالذكاء أقصد حمامات الذكاء.
كلام جميل وكلام مهول لكن الواقع مفيش أحسن منه هذا ما دفعنى إلى التجول فى شوارع القاهرة المحروسة بحثا عن الحمام الذكى وأخيرا عثرت على واحد أمام مبنى مجمع التحرير وفضلت واقفة منتظرة أى حد يدخل ولا حتى يشاور عقله مفيش حد بيقرب ناحيته وكأنه مريض جرب قولت مبدهاش بقى أبدأ أسأل إيه الحكاية الناس مش واخدة بالها من الحمام الذكى طب نحط فوقه لمبة دلالة على الذكاء ولا نعمل إيه , أحمد صاحب كشك سجائر جنب مبنى التحرير أعطانى نصيحة إنى لو وقفت لبكرة الصبح محدش هيدخل الحمام ده لإن بكل بساطة الحمام تحول لوكر للحشاشين والضريبة أصحاب المزاج وبالليل المكان بيحل مشكلة الشقق المفروشة وأوكار الجواز العرفى ب50 قرش بس مساهمة عظيمة من الحكومة الذكية بصراحة.
قرية ذكية وكروت تموين ذكية والمواصلة الذكية " التوك توك يعنى" وأخيرا الحمامات الذكية ..ونعم الذكاء !