شحاتة:اللاعبون لعبوا على مزاجهم-وعقوبات مالية علي المنتخب-فرانسيس ينجو من مقصلة يناير-النيجر تطيح بحظوظ غالي-حسام حسن يناقض نفسه
الجهاز الفنى لم يتعلم من درس سيراليون فسقط فى النيجر
خسارة منتخب مصر أمام النيجر أكبر تأكيد علي أن قصة تصنيف الفيفا لا علاقة لها بالمستويات، فالتاسع خسر من ال 154، بسبب عدم الاعداد الجيد والتعالي المعتاد، والاستهتار بالمنافس والعشوائية والارتباك المكرر وضياع التركيز.
وغياب الحماس والجماعية، واختراعات الجهاز الفني الذي لم يتعلم من تعادل سيراليون، ويبدو أننا اعتدنا ألا نلعب في أي تصفيات ونحن نشعر بالراحة.. فدائما نتعثر ثم نبدأ نحسب معنا كم نقطة ومعهم كم نقطة، وكيف يمكن أن تتعادل سيراليون مع النيجر ثم نهزم نحن جنوب أفريقيا علي أرضها كي نعود للمنافسة.. ونعيش علي الأمل والدعاء كي نحصل علي الـ12 نقطة المتبقية لنتأهل عن المجموعة .
الكل حاليا يدعو للتهدئة وتجديد الثقة في الجهاز الفني وليبقي حسن شحاتة، وهذا رد فعل طبيعي لمن يحتمون في اتحاد الكرة بانجازات الرجل، ولكن هذا لن يخفي غضب الجماهير المصرية مهما كانت محاولات الالهاء بمباراة الاهلي مع الترجي، لان خسارة بهذا الشكل لا يمكن نسيانها بسهولة رغم ان الخسارة امر وارد وطبيعي في كرة القدم، فاداء بطل افريقيا كان هزيلا وفي أسوأ حالاته علي الاطلاق خلال السنوات العشر الاخيرة!.. لدرجة انه لم يكن موجودا أصلا علي أرضية الملعب، ومهما كانت أرض الملعب سيئة، والجو حارا، والرطوبة عالية، والفريق محاطا بالساحر ذي الجلباب والمعزة .. فكل ذلك لا يجعل بطل افريقيا يظهر بتلك وهذه الدرجة التي لا يمكن معها تقبل الصفر علي الاطلاق .
ما حدث في مباراة النيجر ليس وليد الصدفة او من واقع تعثر فريق في مباراة لم يكن فيها لاعبوه موفقين او محظوظين مع الاهداف، ولكنه تواصل لمسلسل تراجع المنتخب الوطني، وهناك مقدمات واسباب أدت لخسارة مصر النقطة الخامسة في التصفيات بعد مباراتين فقط، ولابد من التوقف أمامها قبل الحديث عن مباراة لا ترتقي احداثها الي مستوي التحليل الفني الا فيما يتعلق باخطائنا كي نتعلم منها، ولنبدأ اولا مع مقدمات الخسارة :
أولا: ابتعاد الجهاز الفني عن الفريق واللاعبين لخمسة أشهر كاملة منذ مباراة انجلترا الودية في مارس الماضي وحتي مباراة الكونجو الودية في اغسطس أفقدهم الكثير من الاحساس باللاعبين وحالتهم الحقيقية، خاصة ان كل هذه الراحة قد تصيب صاحبها بنوع من البلادة، كما ان احدا في الجهاز الفني لم يكلف نفسه بمشاهدة اللاعبين في الملعب كما يفعل مثلا فابيو كابيللو مع لاعبي انجلترا أو لوف مع اللاعبين الالمان، واكتفوا بالمشاهدة التليفزيونية التي تختلف كثيرا عن الواقع الذي تفاجأ به شحاتة واعترف بذلك، ناهيك عن أمر آخر مهم وهو متابعة المنافس بشكل حقيقي بسبب الكسل أيضا حتي في سفر أحد أعضاء الجهاز الفني الي النيجر قبل البعثة بايام.
ثانيا: لم يتعلم حسن شحاتة ورفاقه من درس تعادل سيراليون، وكيف ان الوقت السابق لمثل هذه المباريات في التصفيات ليس كافيا لتجهيز اي لاعب ليس في حالته الطبيعية مع ناديه ،بعكس ما يحدث قبل كأس الامم، وب لابد من الاعتماد علي الافضل مع ناديه مهما يكن، بعيدا عن الحب والكراهية أو التفاؤل والتشاؤم بهذا اللاعب أو ذاك ..
فاذا كان حسام غالي لايلعب مع الاهلي بصفة منتظمة، فمن الطبيعي أن تظهر لياقته البدنية بعيدة عما يحتاجه الفريق، والدليل انه خرج مصابا، فكيف يتم تفضيله علي حسام عاشور، وإذا كان المحمدي يشغل موقع أحمد فتحي في الناحية اليمني فإنه ليس ضروريا أن نجد مركزا لفتحي.. وهو أفضل في الدفاع وفي الخط الخلفي، ولا يملك ملكات لاعب الوسط الذي يري الملعب، ويتسلم الكرة ويسلمها بدقة ويبني الهجمات، وكان لابد الا تستمر الاختراعات أو الافتكاسات التي حدثت من قبل في مباراة سيراليون وأثبتت فشلها لانها دون منطق.
تلك كانت باختصار المقدمات التي أدت الي ما يحدث لمنتخب مصر، ولكن ماذا حدث في مباراة النيجر ؟
1ـ لجوء شحاتة الي اللعب بالطريقة القديمة 3-5-2 كان لابد الا يأتي فجأة وبدون حسابات صحيحة، لأنه جعل الفريق مهموما بالدفاع أكثر من الهجوم، فخسر أفضل ميزاته، كما ان التخطيط لهذه الطريقة لم يكن صحيحا، فكيف يكون فتح الله ليبرو؟، ولم يمنح فتح الله دفاع مصر أي نوع من التغطية ولم يساعد وائل جمعة وشريف عبدالفضيل في الرقابة الفردية علي مهاجمي النيجر، واعترف شحاتة نفسه بأن فتح الله يتحمل مسئولية هدف الخسارة لأنه لم يقم بالتغطية السليمة لخطأ عبدالشافي، ولهذا بدا الدفاع مهلهلا ومخلخلا، وترك الفرصة أن يتلاعب به لاعب اسمه موسي ليصبح أمام جماهيره فرعون!!
2ـ خط وسط منتخب مصر كان الأسوأ في الأداء، لأن مشاركة حسام غالي عادت بالسلب علي الفريق، في حين كان أحمد فتحي تائها وكأنه يسأل نفسه: ماذا أفعل هنا؟.. الي جانب أن أبوتريكة لم يعد ذلك اللاعب القادر علي الابتكار والصانع للفرص الهائلة للمهاجمين الذين وضعهما حسن شحاتة لينتظرا منه الكرات التي يشكلون بها خطورة ويسجلان منها الأهداف، ولم نشعر بوجود أبوتريكة علي الاطلاق، وكان هناك فقدان لحلقة الوصل في خط الوسط بالفريق، وتراخي في الهجوم، ولكن أين كانت توجيهات الجهاز الفني وقراءته للمباراة بعد شوط أول تاه فيه اللاعبون لدرجة أنهم لم يعرفوا كيف يخترقون مصيدة التسلل البدائية التي نصبها المنافس والجهاز الفني يتفرج خارج الخطوط.
3ـ فقد منتخب مصر سلاحين مهمين في المباراة وهما الطرفان، فتأثره بغياب سيد معوض أشبه بتأثر عبدالشافي بخطئه الذي تسبب في هدف الخسارة، ليصبح جناحا مكسورا، وغابت قدرات المحمدي التي أشادت به الصحف الانجليزية، والتغييرات أيضا لم تمنح منتخب مصر جديدا، باستثناء خروج حسام غالي للاصابة والدفع بوليد سليمان الذي قدم عرضا طيبا، لكنه افتقد للترابط مع زملائه لأنه لا يلعب معهم دائما، وجاء لهم بالمصادفة قبل مباراة سيراليون حين ذهب شيكابالا،
ثم ان تغيير فضل بأحمد علي كان تغييرا تقليديا مدرسيا، كما أن مقومات فضل ليست الخيار الصحيح في ذلك التوقيت، والدليل ان تركه منطقة الجزاء للهروب من الرقابة جعله لا يتصرف في الكرة جيدا أو يتمركز في منطقة الجزاء بشكل صحيح، إما مشاركة أحمد حسن مكي فلم تتسبب إلا في دفع الجماهير الي طرح تساؤل يقول: لماذا لم يشارك أحمد عيد عبدالملك برغم انه سافر الي النيجر مع الفريق؟!
يري البعض ان منتخب مصر لم يسافر الي النيجر، ويري آخرون انه لعب بطريقة «أي حاجة» وب كانت نتيجته «ولا حاجة»، ولكنها في النهاية هي «سقطة البطل».. وبدء مرحلة «حسبة برما»!!