عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -- فِى جِنَازَةٍ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ جَثَا عَلَى الْقَبْرِ فَاسْتَدَرْتُ فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى ثُمَّ قَالَ :« إِخْوَانِى لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا ». وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -- إِذْ بَصُرَ بِجَمَاعَةٍ فَقَالَ « عَلاَمَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ هَؤُلاَءِ ». قِيلَ عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ. قَالَ فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ -- فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَىْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعاً حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ فَجَثَا عَلَيْهِ - قَالَ - فَاسْتَقْبَلْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ لأَنْظُرَ مَا يصْنَعُ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا قَالَ « أَىْ إِخْوَانِى لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا » (أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدُّوا) أي لمثل نزول أحدكم قبره فليعدّ، وكان واقفاً على شفير قبر وبكى حتى بلَّ الثرى وإذا كان هذا حال ذاك الجناب الأفخم فكيف حال أمثالنا؟ والعجب كل العجب من غفلة من لحظاته معدودة وأنفاسه محدودة فمطايا الليل والنهار تسرع إليه ولا يتفكر إلى أن يحمل ويسار به أعظم من سير البريد ولا يدري إلى أي الدارين ينقل فإذا نزل به الموت قلق لخراب ذاته وذهاب لذاته لما سبق من جناياته وسلف من تفريطاته حيث لم يقدم لحياته وفيه ندب تذكير الغافل خصوصاً الإخوان ومثلهم الأقارب لأن الغفلة من طبع البشر وينبغي للمرء أن يتفقد نفسه ومن يحبه بالتذكير، وللّه در حسان رضي اللّه عنه حيث يقول: تخير خليلاً من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل قَالَ أَبُو مُوسَى التَّمِيمِيُّ : تُوُفِّيَتِ النَّوَارُ امْرَأَةُ الْفَرَزْدَقِ ، فَخَرَجَ فِي جِنَازَتِهَا وُجُوهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَخَرَجَ فِيهَا الْحَسَنُ ، فَقَالَ الْحَسَنُ لِلْفَرَزْدَقِ : مَا أَعْدَدْت لِهَذَا الْيَوْمِ يَا أَبَا فِرَاسٍ ، قَالَ : شَهَادَةَ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُنْذُ ، ثَمَانِينَ سَنَةً ، قَالَ : فَلَمَّا دُفِنَتْ قَامَ عَلَى قَبْرِهَا ، فَقَالَ : أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إنْ لَمْ يُعَافِنِي ... أَشَدُّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا إذَا جَاءَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِدٌ ... عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الْفَرَزْدَقَا لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلاَدِ دارم مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مَغْلُولَ الْقِلاَدَةِ أَزْرَقَا وعَنْ أَبَانَ ؛ قَالَ : خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ النَّوَّارِ بِنْتِ أَعْيُنٍ ، وَكَانَتْ تَحْتَ الْفَرَزْدَقِ ، وَفِيهَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، فَلَمَّا كُنَّا فِي الطَّرِيقِ ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ لِلْحَسَنِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ! تَدْرِي مَا يَقُولُ النَّاسُ ؟ قَالَ : وَمَا يَقُولُونَ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : فِي هَذِهِ الْجَنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ . قَالَ : يَقُولُونَ : إِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ ، وَإِنِّي شَرُّ النَّاسِ . فَقَالَ الْحَسَنُ : لَسْتُ بِخَيْرِ النَّاسِ وَلا أَنْتَ بِشَرِّ النَّاسِ . فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْجَبَّانِ تَقَدَّمَ الْحَسَنُ ، فَصَلَّى عَلَيْهَا ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ ؛ قَامَ الْحَسَنُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا فِرَاسٍ ! مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْمَضْجَعِ . قَالَ : شَهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُذْ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً . فَقَالَ الْحَسَنُ : خُذْهَا مِنْ غَيْرِ فَقِيهٍ . ثُمَّ تَنَحَّى الْحَسَنُ وَجَلَسَ وَاحْتَبَى وَأَحْدَقَ النَّاسُ بِهِ ، فَجَاءَ الْفَرَزْدَقُ وَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ الْحَسَنِ ؛ فَأَنْشَدَهُ شِعْرًا ؛ فَقَالَ : ( أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إِنْ لَمْ يُعَافِنِي ... أَشَدَّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا ) ( إِذَا جَاءَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِدٌ ... عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الْفَرَزْدَقَا ) ( لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلادِ آدَمَ مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مُحَمَّرَ الْقِلادَةِ أَزْرَقَا ) ( يُسَاقُ إِلَى دَارِ الْجَحِيمِ مُسَرْبَلًا ... سَرَابِيلَ قَطْرَانٍ لِبَاسًا مُحْرِقَا ) ( إِذَا شَرِبُوا فِيهَا الصَّدِيدَ رَأَيْتَهُمْ ... يَذُوبُونَ مِنْ حَرِّ الصَّدِيدِ تَمَزُّقَا ) وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَدِمَ الْجَارُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ سَيِّدًا فِي قَوْمِهِ ، مُطَاعًا عَظِيمًا فِي عَشِيرَتِهِ ، مُطَاعَ الْأَمْرِ رَفِيعَ الْقَدْرِ ، عَظِيمَ الْخَطَرِ ، ظَاهِرَ الْأَدَبِ ، شَامِخَ الْحَسَبِ ، بَدِيعَ الْجَمَالِ ، حَسَنَ الْفِعَالِ ، ذَا مَنَعَةٍ وَمَالٍ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ مِنْ ذَوِي الْأَخْطَارِ وَالْأَقْدَارِ ، وَالْفَضْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَالْفَصَاحَةِ وَالْبُرْهَانِ ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ كالنَّخْلَةِ السَّحُوقِ ، عَلَى نَاقَةٍ كَالْفَحْلِ الْفَنِيقِ قَدْ جَنَّبُوا الْجِيَادَ ، وَأَعَدُّوا لِلْجِلَادِ ، مُجِدِّينَ فِي سَيْرِهِمْ ، حَازِمِينَ فِي أَمْرِهِمْ ، يَسِيرُونَ ذَمِيلًا ، وَيَقْطَعُونَ مِيلًا فَمِيلًا حَتَّى أَنَاخُوا عِنْدَ مَسْجِدِ النَّبِيِّ فَأَقْبَلَ الْجَارُودُ عَلَى قَوْمِهِ وَالْمَشَايِخِ مِنْ بَنِي عَمِّهِ ، فَقَالَ : يَا قَوْمُ ، هَذَا مُحَمَّدٌ الْأَغَرُّ ، سَيِّدُ الْعَرَبِ ، وَخَيْرُ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَإِذَا دَخَلْتُمْ عَلَيْهِ ، وَوَقَفْتُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَحْسِنُوا عَلَيْهِ السَّلَامَ ، وَأَقِلُّوا عِنْدَهُ الْكَلَامَ . فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ : أَيُّهَا الْمَلِكُ الْهُمَامُ وَالْأَسَدُ الضِّرْغَامُ ، لَنْ نَتَكَلَّمَ إِذَا حَضَرْتَ وَلَنْ نُجَاوِزَ إِذَا أَمَرْتَ ، فَقُلْ مَا شِئْتَ ، فَإِنَّا سَامِعُونَ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ ، فَإِنَّا تَابِعُونَ . فَنَهَضَ الْجَارُودُ فِي كُلِّ كَمِيٍّ صِنْدِيدٍ ، قَدْ دَوَّمُوا الْعَمَائِمَ ، وَتَرَدُّوا بِالصَّمَائِمِ ، يَجُرُّونَ أَسْيَافَهُمْ وَيَسْحَبُونَ أَذْيَالَهُمْ ، يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ ، وَيَتَذَاكَرُونَ مَنَاقِبَ الْأَخْيَارِ ، لَا يَتَكَلَّمُونَ طَوِيلًا ، وَلَا يَسْكُتُونَ عِيًّا ، إِنْ أَمَرَهَمُ ائْتَمَرُوا ، وَإِنْ زَجَرَهُمُ ازْدَجَرُوا ، كَأَنَّهُمْ أُسْدُ غِيلٍ يَقْدِمُهَا ذُو لَبُؤَةٍ مَهُولٍ حَتَّى مَثَلُوا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَوْمُ الْمَسْجِدَ ، وأَبْصَرَهُمْ أَهْلُ الْمَشْهَدِ ، دَلَفَ الْجَارُودُ أَمَامَ النَّبِيِّ وَحَسَرَ لِثَامَهُ وَأَحْسَنَ سَلَامَهُ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : يَا نَبِيَّ الْهُدَى أَتَتْكَ رِجَالٌ قَطَعَتْ فَدْفَدًا وَآلًا فَآلَا وَطَوَتْ نَحْوَكَ الصَّحَاصِحَ طُرًّا لَا تَخَالُ الْكَلَالَ فِيكَ كَلَالَا كُلُّ دَهْمَاءَ يَقْصُرُ الطَّرْفُ عَنْهَا أَرْقَلَتْهَا قِلَاصُنَا إِرْقَالَا وَطَوَتْهَا الْجِيَادُ تَجْمَحُ فِيهَا بكُمَاةٍ كَأَنْجُمٍ تَتَلَالَا تَبْتَغِي دَفْعَ بَأْسِ يَوْمٍ عَبُوسٍ أَوْجَلَ الْقَلْبَ ذِكْرُهُ ثُمَّ هَالَا فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ذَلِكَ فَرِحَ فَرَحًا شَدِيدًا ، وَقَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ ، وَرَفَعَ مَجْلِسَهُ وَحَبَاهُ وَأَكْرَمَهُ ، وَقَالَ : " يَا جَارُودُ ، لَقَدْ تَأَخَّرَ بِكَ وَبِقَوْمِكَ الْمَوْعِدُ ، وَطَالَ بِكُمُ الْأَمَدُ . قَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ أَخْطَأَ مَنْ أَخْطَأَكَ قَصْدُهُ ، وَعَدِمَ رُشْدَهُ ، وَتِلْكَ وَايْمُ اللَّهِ أَكْبَرُ خَيْبَةٍ ، وَأَعْظَمُ حَوَبَةٍ ، وَالرَّائِدُ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ ، وَلَا يَغُشُّ نَفْسَهُ . لَقَدْ جِئْتَ بِالْحَقِّ ، وَنَطَقْتُ بِالصِّدْقِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا واخْتَارَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلِيًّا ، لَقَدْ وَجَدْتُ وَصْفَكَ فِي الْإِنْجِيلِ ، وَلَقَدْ بَشَّرَ بِكَ ابْنُ الْبَتُولِ ، وَطُولُ التَّحِيَّةِ لَكَ وَالشُّكْرُ لِمَنْ أَكْرَمَكَ وَأَرْسَلَكَ ، لَا أَثَرَ بَعْدَ عَيْنٍ ، وَلَا شَكَّ بَعْدَ يَقِينٍ . مُدَّ يَدَكَ ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ : فَآمَنَ الْجَارُودُ ، وَآمَنَ مِنْ قَوْمِهِ كُلُّ سَيِّدٍ ، وَسُرَّ النَّبِيُّ بِهِمْ سُرُورًا ، وَابْتَهَجَ حُبُورًا ، وَقَالَ : " يَا جَارُودُ ، هَلْ فِي جَمَاعَةِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ مَنْ يَعْرِفُ لَنْا قُسًّا ؟ قَالَ : كُلُّنَا نَعْرِفُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَنَا مِنْ بَيْنِ قَوْمِي كُنْتُ أَقْفُو أَثَرَهُ وَأَطْلُبُ خَبَرَهُ كَانَ قُسٌّ سِبْطًا مِنْ أَسْبَاطِ الْعَرَبِ ، صَحِيحَ النَّسَبِ ، فَصِيحًا إِذَا خَطَبَ ، ذَا شَيْبَةٍ حَسَنَةٍ عُمِّرَ سَبْعَمِائَةِ سَنَةٍ ، يَتَقَفَّرُ الْقِفَارَ ، لَا تُكِنُّهُ دَارٌ ، وَلَا يُقِرُّهُ قَرَارٌ ، يَتَحَسَّى فِي تَقَفُّرِهِ بَيْضَ النَّعَامِ ، وَيَأْنَسُ بِالْوَحْشِ وَالْهَوَامِّ ، يَلْبَسُ الْمُسُوحَ وَيَتْبَعُ السُّيَّاحَ عَلَى مِنْهَاجِ الْمَسِيحِ ، لَا يَفْتُرُ مِنَ الرَّهْبَانِيَّةِ ، مُقِرٌّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، تُضْرَبُ بِحِكْمَتِهِ الْأَمْثَالُ ، وَتُكْشَفُ بِهِ الْأَهْوَالُ ، وَتَتْبَعُهُ الْأَبْدَالُ . أَدْرَكَ رَأْسَ الْحَوَارِيِّينَ سَمْعَانَ فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَأَلَّهَ مِنَ الْعَرَبِ وَأَعْبَدُ مَنْ تَعَبَّدَ فِي الْحِقَبِ ، وَأَيْقَنَ بِالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَحَذَّرَ سُوءَ الْمُنْقَلَبِ وَالْمَآبِ ، وَوَعَظَ بِذِكْرِ الْمَوْتِ ، وَأَمَرَ بِالْعَمَلِ قَبْلَ الْفَوْتِ ، الْحَسَنُ الْأَلْفَاظِ ، الْخَاطِبُ بِسُوقِ عُكَاظَ ، الْعَالِمُ بِشَرْقٍ وَغَرْبٍ ، وَيَابِسٍ وَرَطْبٍ ، وَأُجَاجٍ وَعَذْبٍ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَالْعَرَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، يُقْسِمُ بِالرَّبِ الَّذِي هُوَ لَهُ لَيَبْلُغَنَّ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ، وَلَيُوَفَّيَنَّ كُلُّ عَامَلٍ عَمَلَهُ , ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : هَاجَ لِلْقَلْبِ مِنْ جَوَاهُ ادِّكَارُ وَلَيَالٍ خِلَالَهُنَّ نَهَارُ وَنُجُومٌ يَحُثُّهَا قَمَرُ اللَّيْلِ وَشَمْسٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُدَارُ ضَوْءُهَا يَطْمِسُ الْعُيُونَ وَرِعَادٌ شَدِيدٌ فِي الْخَافِقَيْنِ مُطَارُ وَغُلَامٌ وَأَشْمَطٌ وَرَضِيعٌ كُلُّهُمْ فِي التُّرَابِ يَوْمًا يُزَارُ وَقُصُورٌ مُشَيَّدَةٌ حَوَتِ الْخَيْرَ وَأُخْرَى خَلَتْ فَهُنَّ قِفَارُ وَكَثِيرٌ مِمَّا يُقَصِّرُ عَنْهُ جَوْسَةُ النَّاظِرِ الَّذِي لَا يَحَارُ وَالَّذِي قَدْ ذَكَرْتُ دَلَّ عَلَى اللَّهِ نُفُوسًا لَهَا هُدًى وَاعْتِبَارُ فَقَالَ النَّبِيُّ : " عَلَى رِسْلِكَ يَا جَارُودُ ، فَلَسْتُ أَنْسَاهُ بِسُوقِ عُكَاظَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَوْرَقَ ، وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ مُونَقٍ ، مَا أَظُنُّ أَنِّي أَحْفَظُهُ ، فَهَلْ مِنْكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مَنْ يَحْفَظُ لَنَا مِنْهُ شَيْئًا ؟ فَوَثَبَ أَبُو بَكْرٍ قَائِمًا ، وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَحْفَظُهُ ، وَكُنْتُ حَاضِرًا ذَلِكَ الْيَوْمَ بِسُوقِ عُكَاظٍ حِينَ خَطَبَ فَأَطْنَبَ ، وَرَغَّبَ وَرَهَّبَ ، وَحَذَّرَ وَأَنْذَرَ ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، اسْمَعُوا وَعُوا ، فَإِذَا وَعَيْتُمْ فَانْتَفِعُوا إِنَّهُ مَنْ عَاشَ مَاتْ ، وَمَنْ مَاتَ فَاتْ ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتْ ، مَطَرٌ وَنَبَاتْ ، وَأَرْزَاقٌ وَأَقْوَاتْ ، وَآبَاءٌ وَأُمَّهَاتْ ، وَأَحْيَاءٌ وَأَمْوَاتْ ، جَمِيعٌ وَأَشْتَاتْ ، وَآيَاتٌ بَعْدَ آيَاتْ . إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا ، وَإِنَّ فِي الْأَرْضِ لَعِبَرًا ، لَيْلٌ دَاجْ ، وَسَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجْ وَأَرْضٌ ذَاتُ رِتَاجْ وَبِحَارٌ ذَاتُ أَمْوَاجْ . مَالِيَ أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ فَلَا يَرْجِعُونَ ؟ أَرَضُوا بِالْمُقَامِ فَأَقَامُوا ؟ أَمْ تُرِكُوا هُنَاكَ فَنَامُوا ؟ أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَمًا حَقًّا لَا حَانِثًا فِيهِ وَلَا آثِمًا إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى دِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، ونَبِيًّا قَدْ حَانَ حِينُهُ ، وَأَظَلَّكُمْ أَوَانُهُ ، وَأَدْرَكَكُمْ إِبَّانُهُ ، فَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِهِ فَهَدَاهُ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ خَالَفَهُ وَعَصَاهُ , ثُمَّ قَالَ : تَبًّا لِأَرْبَابِ الْغَفْلَةِ مِنَ الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ ، وَالْقُرُونِ الْمَاضِيَةِ . يَا مَعْشَرَ إِيَادٍ ، أَيْنَ الْآبَاءُ وَالْأَجْدَادُ ؟ وَأَيْنَ الْمَرِيضُ وَالْعُوَّادُ ؟ وَأَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ الشِّدَادُ ؟ أَيْنَ مَنْ بَنَى وَشَيَّدَ ؟ وَزَخْرَفَ وَنَجَّدَ ؟ وَغَرَّهُ الْمَالُ وَالْوَلَدُ ؟ أَيْنَ مَنْ بَغَى وَطَغَى ، وَجَمَعَ فَأَوْعَى ، وَقَالَ : أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى أَلَمْ يَكُونُوا أَكْثَرَ مِنْكُمْ أَمْوَالًا ، وَأَبْعَدَ مِنْكُمْ آمَالًا ، وَأَطْوَلَ مِنْكُمْ آجَالًا ؟ طَحَنَهُمُ الثَّرَى بِكَلْكَلِهِ ، وَمَزَّقَهُمْ بِتَطَاوُلِهِ ، فَتِلْكَ عِظَامُهُمْ بَالِيَةٌ ، وَبُيُوتُهُمْ خَالِيَةٌ ، عَمَرَتْهَا الذِّئَابُ الْعَاوِيَةُ ، كَلَّا ، بَلْ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْمَعْبُودُ ، لَيْسَ بِوَالدٍ وَلَا مَوْلُودٍ , ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : فِي الذَّاهِبينَ الْأُوَّلِينَ مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرْ لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ وَرَأَيْتُ قَوْمِيَ نَحْوَهَا يَمْضِي الْأَصَاغِرُ وَالْأَكَابِرْ لَا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ وَلَا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرْ أَيْقَنْتُ أَنِّي لَا مَحَالَةَ حَيْثُ صَارَ الْقَوْمُ صَائِرْ قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ . فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَعْدَهُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ جَبَلٍ ، ذُو هَامَةٍ عَظِيمَةٍ ، وَقَامَةٍ جَسِيمَةٍ ، قَدْ دَوَّمَ عَمَامَتَهُ ، وَأَرْخَى ذُؤَابَتَهُ ، مُنِيفٌ أَنُوفٌ أَحْدَقُ أَجَشُّ الصَّوْتِ ، فَقَالَ : يَا سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ ، وَصَفْوَةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِنَ قُسٍّ عَجَبًا ، وَشَهِدْتُ مِنْهُ مَرْغَبًا . فَقَالَ : " وَمَا الَّذِي رَأَيْتَهُ مِنْهُ وَحَفِظْتَهُ عَنْهُ " ؟ فَقَالَ : خَرَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَطْلُبُ بَعِيرًا لِي شَرَدَ مِنِّي كُنْتُ أَقْفُو أَثَرَهُ وَأَطْلُبُ خَبَرَهُ فِي نَتَائِفَ حَقَائِفَ ، ذَاتِ دَعَادِعَ وَزَعَازِعَ ، لَيْسَ بِهَا لِلرَّكْبِ مَقِيلٌ ، وَلَا لِغَيْرِ الْجِنِّ سَبِيلٌ ، وَإِذَا أَنَا بِمَوْئِلٍ مَهُولٍ فِي طَوْدٍ عَظِيمٍ لَيْسَ بِهِ إِلَّا الْبُومُ . وَأَدْرَكَنِي اللَّيْلُ فَوَلِجْتُهُ مَذْعُورًا لَا آمَنُ فِيهِ حَتْفِي ، وَلَا أَرْكَنُ إِلَى غَيْرِ سَيْفِي . فَبِتُّ بِلَيْلٍ طَوِيلٍ ، كَأَنَّهُ بِلَيْلٍ مَوْصُولٌ ، أَرْقُبُ الْكَوْكَبَ ، وَأَرْمُقُ الْغَيْهَبَ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ عَسْعَسَ ، وَكَادَ الصُّبْحُ أَنْ يَتَنَفَّسَ ، هَتَفَ بِي هَاتِفٌ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا الرَّاقِدُ فِي اللَّيْلِ الْأَحَمْ قَدْ بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا فِي الْحَرَمْ مِنْ هَاشِمٍ أَهْلِ الْوَفَاءِ وَالْكَرَمْ يَجْلُو دُجُنَّاتِ الدَّيَاجِيَ وَالْبُهَمْ قَالَ : فَأَدَرْتُ طَرْفِي فَمَا رَأَيْتُ لَهُ شَخْصًا وَلَا سَمِعْتُ لَهُ فَحْصًا ، فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ : يَا أَيُّهَا الْهَاتِفُ فِي دَاجِي الظُّلَمْ أَهْلًا وَسَهْلًا بِكَ مِنْ طَيْفٍ أَلَمْ بَيِّنْ هَدَاكَ اللَّهُ فِي لَحْنِ الْكَلِمْ مَاذَا الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ يُغْتَنَمْ ؟ قَالَ : فَإِذَا أَنَا بِنَحْنَحَةٍ ، وَقَائِلٍ يَقُولُ : ظَهَرَ النُّورُ ، وَبَطَلَ الزُّورُ ، وَبَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا بِالْحُبُورِ ، صَاحِبَ النَّجِيبِ الْأَحْمَرِ ، وَالتَّاجِ وَالْمِغْفَرِ ، ذَا الْوَجْهِ الْأَزْهَرِ ، وَالْحَاجِبِ الْأَقْمَرِ ، وَالطَّرْفِ الْأَحْوَرِ ، صَاحِبَ قَوْلِ شَهَادَةِ : أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَذَلِكَ مُحَمَّدٌ الْمَبْعُوثُ إِلَى الْأَسْوَدِ وَالْأَبْيَضِ أَهْلِ الْمَدَرِ وَالْوَبَرِ , ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَخْلُقِ الْخَلْقَ عَبَثْ لَمْ يُخْلِنَا حِينًا سُدًى مِنْ بَعْدِ عِيسَى وَاكْتَرَثْ أَرْسَلَ فِينَا أَحْمَدَ خَيْرَ نَبِيٍّ قَدْ بُعِثْ صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ مَا حَجَّ لَهُ رَكْبٌ وَحَثَّ . قَالَ : فَذُهِلْتُ عَنِ الْبَعِيرِ وَاكْتَنَفَنِي السُّرُورُ ، وَلَاحَ الصَّبَاحُ ، وَاتَّسَعَ الْإِيضَاحُ ، فَتَرَكَتُ الْمَوْرَاءَ ، وَأَخَذْتُ الْجَبَلَ ، فَإِذَا أَنَا بِالْفَنِيقِ يَسْتَنْشِقُ النُّوقَ ، فَمَلَكْتُ خِطَامَهُ ، وَعَلَوْتُ سَنَامَهُ ، فَخَرَجَ طَاعَةً وَهَزَزْتُهُ سَاعَةً حَتَّى إِذَا لَغَبَ , وَذَلَّ مِنْهُ مَا صَعُبَ ، وَحَمِيَتِ الْوِسَادَةُ ، وَبَرَدَتِ الْمَزَادَةُ ، فَإِذَا الزَّادُ قَدْ هَشَّ لَهُ الْفُؤَادُ تَرَكْتُهُ فَتُرِكَ ، وَأَذِنْتُ لَهُ فَبَرَكَ ، فِي رَوْضَةٍ خَضِرَةٍ , نَضِرَةٍ عَطِرَةٍ ، ذَاتِ حَوْذَانَ وَقُرْبَانَ وَعُنْقُرَانَ وَعَبَيْثَرَانَ وَجُلَّى وَأَقَاحٍ وَجَثْجَاثٍ وَبَرَارٍ ، وَشَقَائِقَ وَنَهَارٍ , كَأَنَّمَا قَدْ بَاتَ الْجَوُّ بِهَا مَطِيرًا ، وَبَاكَرَهَا الْمُزْنُ بُكُورًا ، فَخِلَالُهَا شَجَرْ ، وَقَرَارُهَا نَهَرْ ، فَجَعَلَ يَرْتَعُ أَبًّا ، وَأَصِيدُ ضَبًّا حَتَّى إِذَا أَكَلْتُ وَأَكَلْ وَنَهَلْتُ وَنَهَلْ ، وَعَلَلْتُ وَعَلْ , حَلَلْتُ عِقَالَهُ ، وَعَلَوْتُ جِلَالَهُ ، وَأَوْسَعْتُ مَجَالَهُ ، فَاغْتَنَمَ الْحَمْلَةَ وَمَرَّ كَالنَّبْلَةِ ، يَسْبِقُ الرِّيحْ ، وَيَقْطَعُ عَرْضَ الْفَسِيحْ حَتَّى أَشْرَفَ بِي عَلَى وَادْ وَشَجَرٍ مِنْ شَجَرِ عَادْ مُورِقَةٍ مُونِقَةٍ ، قَدْ تَهَدَّلَ أَغْصَانُهَا كَأَنَّمَا بَرِيرُهَا حَبُّ فُلْفُلٍ ، فَدَنَوْتُ فَإِذَا أَنَا بِقُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ , بِيَدِهِ قَضِيبٌ مِنْ أَرَاكٍ يَنْكُتُ بِهِ الْأَرْضَ وَهُوَ يَتَرَنَّمُ بِشِعْرٍ ، وَهُوَ : يَا نَاعِيَ الْمَوْتِ وَالْمَلْحُودِ فِي جَدَثٍ عَلَيْهِمُ مِنْ بَقَايَا بَزِّهِمْ خِرَقُ دَعْهُمْ فَإِنَّ لَهُمْ يَوْمًا يُصَاحُ بِهِمْ فَهُمْ إِذَا أُنْبِهُوَا مِنْ نَوْمِهِمْ فَرِقُوا حَتَّى يَعُودُوا لِحَالٍ غَيْرِ حَالِهِمُ خَلْقًا جَدِيدًا كَمَا مِنْ قَبْلِهِ خُلِقُوا مِنْهُمْ عُرَاةٌ وَمِنْهُمْ فِي ثِيَابِهِمُ مِنْهَا الْجَدِيدُ وَمِنْهَا الْمَنْهَجُ الْخَلَقُ قَالَ : فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ، وَإِذَا بِعَيْنٍ خَرَّارَةٍ ، فِي أَرْضٍ خَوَّارَةٍ ، وَمَسْجِدٍ بَيْنَ قَبْرَيْنِ ، وَأَسَدَيْنِ عَظِيمَيْنِ يَلُوذَانِ بِهِ ، وَيَتَمَسَّحَانِ بِأَثْوَابِهِ ، وَإِذَا أَحَدُهُمَا يَسْبِقُ صَاحِبَهُ إِلَى الْمَاءِ فَتَبِعَهُ الْآخَرُ وَطَلَبَ الْمَاءَ ، فَضَرَبَهُ بِالْقَضِيبِ الَّذِي فِي يَدِهِ ، وَقَالَ : ارْجِعْ ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ حَتَّى يَشْرَبَ الَّذِي وَرَدَ قَبْلَكَ . فَرَجَعَ , ثُمَّ وَرَدَ بَعْدَهُ . فَقُلْتُ لَهُ : مَا هَذَانِ الْقَبْرَانِ ؟ فَقَالَ : هَذَانِ قَبْرَا أَخَوَيْنِ لِي كَانَا يَعْبُدَانِ اللَّهَ تَعَالَى مَعِي فِي هَذَا الْمَكَانِ ، لَا يُشْرِكَانِ بِاللَّهِ شَيْئًا ، فَأَدْرَكَهُمَا الْمَوْتُ فَقَبَرْتُهُمَا ، وَهَأَنَا بَيْنَ قَبْرَيْهِمَا حَتَّى أَلْحَقَ بِهِمَا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِمَا ، فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنَاهُ بِالدِّمُوعِ ، فَانْكَبَّ عَلَيْهِمَا وَجَعَلَ يَقُولُ : خَلِيلَيَّ هُبَّا طَالَمَا قَدْ رَقَدْتُمَا أَجَدَّكُمَا لَا تَقْضِيَانِ كَرَاكُمَا أَلَمْ تَرَيَا أَنِّي بِسَمْعَانَ مُفْرَدٌ وَمَالِيَ فِيهَا مِنْ خَلِيلٍ سُوَاكُمَا مُقِيمٌ عَلَى قَبْرَيْكُمَا لَسْتُ بَارِحًا طَوَالَ اللَّيَالِي أَوْ يُجِيبُ صَدَاكُمَا أُبَكِّيكُمَا طُولَ الْحَيَاةِ وَمَا الَّذِي يَرُدُّ عَلَى ذِي عَوْلَةٍ إِنْ بَكَاكُمَا أَمِنْ طُولِ نَوْمٍ لَا تُجِيبَانِ دَاعِيًا كَأَنَّ الَّذِي يَسْقِي الْعَقَارَ سَقَاكُمَا كَأَنَّكُمَا وَالْمَوْتُ أَقْرَبُ غَايَةٍ بِرُوحِي فِي قَبْرَيْكُمَا قَدْ أَتَاكُمَا فَلَوْ جُعِلَتْ نَفْسٌ لِنَفْسٍ وِقَايَةً لَجُدْتُ بِنَفْسِي أَنْ تَكُونَ فِدَاكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " رَحِمَ اللَّهُ قُسًّا ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَبْعَثَهُ اللَّهُ أُمَّةً وَحْدَهُ " |
مواضيع مشابهة: | ||||
› فرص عمل بشركة lg ( ممثل مبيعات - ممثل دعاية ) | ||||
› انا لا أمثل | ||||
› هل أنت منافق أم أمين ؟ ممثل أم حذر؟ |