...أيها الناعم في دُنـْيـَا الخيال...إسأل روحك...إسأل قلبك..
عضويتك ... ولادةٌ ... موتٌ ... وما بينهما حياة...
إنها فعلا حياة بمعنى الكلمة وإن كانت افتراضية...
لقد سِيق بك وبنفسيتك إلى امتحان عجيب وفريد من نوعه...
يا ليتك تستسقي العبرة من هذا الإمتحان لحياتك الواقعية...
تأمل أنك أ ُقحمتَ في هذه الحياة الإفتراضية وأنت لا تعلم شيئا...
فتـََّـَحْتَ عيْنيكَ لأول مرة عليها فانبهرتَ بعدة أشياء، وتمَنـَّتـْهـَا نفسيتـُك...
(وفرة نقاط التمييز، وفرة المشاركات، الأوصاف، الشهرة، العطاءات... إلخ...)
جُلتَ في هذه الحياة الإفتراضية عبر منتديات عديدة لتـُفتشَ لقلمِكَ عن مكان، ولِنفسيتكَ عن موطن من خلالهما تـُحققُ أهدافا أ ُُغريَتْ بها نفسيتـُك...
ابتـُليتَ بعدة أشياء صادفتـْكَ طوال مدتك المستغرقة بالمنتدى، منها من أسعدتـْكَ وأدخلتِ السرور إلى قلبكَ وأفرحتـْكَ وزادتـْكَ نشاطا، ومنها من أقلقتْكَ وكابدتـْكَ الحزن في نفسيتِكَ وأحبطت عزيمتك...
وتعرضتَ طول فترة وجودك إلى نبضاتٍ مُختلفة من غـَيْرَةٍ، حسد، طمع، أنانية، انتهازية، سرقة، خداع، مكر، احتيال، كره، حب، تضامن، صداقة، غضب، انفعال، توتر، سلطة، سيطرة، هيمنة، تحكم، إعجاب بالنفس، غرور بالنجاح أحيانا، انبهار في العطاء أحيانا،...إلخ...
هل فكرتَ لحظة أن تـُعيدَ حساباتِكَ في أفعالكَ سواء في حياتِك الإفتراضية أو حياتك الواقعية؟؟؟...
هل فكرتَ لحظة في هذه المقارنة العجيبةِ التي أعطيتْ لكَ من خلال تواجدكَ بالمنتدى فرصةً لتـُعالج من خلالها حياتـَكَ الواقعية؟؟؟...
هنا ميزانك الحقيقي لمشاعرك وحواسك من خلال تدبركَ لنفسك ولتصرفاتك لوحدك...
هنا اكتشافاتـُكَ من خلال هذه الحياة الإفتراضية عن آفات خبيثة تتسلل إلى عُمقك قصد مقاومتها وعلاجها وطردها من أعماقك...
احذر أن تظل مُنغمسا...
وراء كسب الشهرة،
وراء حصد نقاط التمييز بأي طريقة كانت،
وراء كسب المزيد من المشاركات،
وراء وضع كثرة الأعمال غير أعمالِك،
وراء الإنبهار بوصف من الأوصاف،
وراء كسب المزيد من الأوصاف،
وراء وضع المواضيع ولو مواضيعك وبقلمك،
وراء التماس التقارب من الجنس الآخر لغرض ما تـُسولـُه لك نفسيتك،
وراء غرورك بوصف من الأوصاف الذي لا يُشبع ولا يُغني من جوع،
وراء التنازل عن مبدئك لأجل المجاملة والمداعبة واللهو وكسب نبض ٍ جميل وحلو لقلبك،
وراء إرضاءِ ضمائر ِ الغير على حساب شخصية ضميرك...إلخ...
؟
؟
من غير أن تسأل ولو سؤالا بسيطا لنفسك...
لماذا أفعل كل هذا؟؟؟؟؟؟....
لأجل أي غرض وهدف أنا هنا؟؟؟....
تـَدبَّرْ نفسيتك واكتشف من خلال وجودك بهذه الحياة الإفتراضية عن الآفات التي لم تستطع إدراكها في حياتك الواقعية أو تشعرها، وحاول بثرها من جدورها...
فرصة ثمينة بين يديك لتدرُس حالك، وتعمل على استقامة نفسيتك...
افـْهَمْ على أن تظل تعمل على أساس السمو بفكرك بعيدا عن أي إغراءات أخرى تـُسقِطـُك في الغرور، وتودعك في وهم المناصب الخيالية، وتأسر وجودك لأجل شيء لا فائدة منه سوى جلب شهوة النفس...
تأكد أن وجودك لا معنى له سوى لأجل إصلاح نفسيتك في الدرجة الأولى،
ولا تـُوهم نفسك أنك هنا لأجل الإفادة قبل الإستفاذة...
كلما شَدَّكَ الغضب فـَكِّرْ،
كلما سولت لك نفسيتُك في نقاط التمييز فـَكِّرْ،
كلما دفعتك إلى كثرة المشاركات فـَكِّرْ،
كلما نظرتَ إلى وصفك أو وصف غيرك وسولت لك نفسك بشيء فـَكِّرْ،
كلما وجدتَ ردا جميلا في إحدى مواضيعك وراودك من خلاله إحساس في نفسيتك فـَكِّرْ،
كلما وجدتَ ردا ناقذا في إحدى مواضيعك وراودك من خلاله إحساس في نفسيتك فـَكِّرْ،
كلما وجدتَ ردودا قليلة في إحدى مواضيعك أو منعدمة فـَكِّرْ،
كلما تقاطرت عليك مجاملات كثيرة وأنت تحمل وصفا فـَكِّرْ،
إذا راودتك نفسيتك للتحدث إلى الجنس الآخر فـَكِّرْ،
كلما وجدتَ في لحظة نفسكَ مُحبطا فـَكِّرْ،
كلما وكلما وكلما ..... فـَكِّرْ،
ففي التفكير إفادة لك...
من هنا سوف تدخل إلى دراسةِ نفسيتكَ وستقف من خلال اكتشافاتك لبعض الخصال في حياتك الإفتراضية هذه على مدى خطورتها في حياتك الواقعية...
هذه فرصتـُك للتصحيح وليس لأجل حصد الأوهام والتفاهات...
هذه فـُرصتـُك لأجل نقاء الروح وصفاء القلب، فلا تجري وراء الفراغ في فراغ....
هيأ نفسك على الإستقامة من خلال محاسبتها في كل شيء...
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).