بسم الله الرحمن الرحيم .
الاخوه و الاخوات , هذه قصه واقعيه حدثت عندنا فى مصر و تحديدا فى صعيد مصر فى فتره الستينيات ذلك ان رجلا فقيرا من الصعيد كان لديه 15 ولد و بنت و طبعا لم يستطع ان يكفل لهم الراحه و الفرصه فى التعليم لذلك لم يدخل احد منهم المدرسه الا الابن الاكبر الى ان استطاع ان يقرا و يكتب و بعد هذا خرج من المدرسه منذ المرحله الابتدائيه . فاصبح لدى الاب 14 ابن و ابنه من الجهلاء و ابن واحد يستطيع بصعوبه ان يقرا و يكتب .
بمجرد ان تم هذا الابن 16 سنه سافر به ابوه الى القاهره ليعمل هناك و يساعده فى تدبير امور المعيشه . وجد الابن وظيفه تكسبه مالا جيدا حلالا و هى مهنه البواب او الحارس على العماره او المبنى او البنايه كما فى دول الخليج .
كانت مهمته ان يحرس العماره و ان يشترى طلبات السكان من السوق من خضروات و فاكهه .
استطاع ان يعمل هذا المهنه لانه يقرا و يكتب فلو كان جاهلا ما قبله صاحب العماره .
و جاء الدور على الابن الثانى ( و هو بطل قصتنا ) فبمجرد ان تم 16 سنه سافر به ابوه عند نفس الرجل صاحب العماره التى يعمل بها اخوه الكبير فراه صاحب العماره و قال له هل تستطيع ان تقرا و تكتب فاجاب الولد _ و كان اسمه عوض _ و قال لصاحب العماره لا يا سيدى لا اقرا و لا اكتب .
فقال له صاحب العماره خساره يا ولدى (( لو كنت تستطيع القراءه و الكتابه لعملت عندى بواب )) فى عماره اخرى, حزن عوض كثيرا جدا لانه لن يعمل بواب و اغتم ابوه جدا لانه كان يامل ان يعمل عوض بواب مثل اخيه حتى يساعداه فى امور المعيشه . و لكن صاحب العماره كان رجلا طيب القلب فاعطى لعوض مالا و قال له تاجر به و راس المال و الربح لك خالصا يا ولدى .
لم يعرف عوض ماذا يفعل او ماذا يشترى ليتاجر , و لكن هداه الله عز و جل الى ان يشترى بعض الحبوب الغذائيه مثل الذره و الفول و العدس و الشعير و هكذا .
اشترى البضاعه بالمال الذى اعطاه له الرجل صاحب العماره التى يعمل بها اخوه الكبير ووقف فى السوق لكى يبيع هذه البضاعه و فوجئ ان الناس تتزاحم عليه و تشترى منه حتى فرغت البضاعه منه , فحسب المبلغ الذى معه فكان قد باع البضاعه باكثر مما اشتراها به بنسبه 40% فكان مكسبا خياليا . اخذ عوض يمارس التجاره على هذا الشكل لمده عام كامل . ثم كبر راس المال الذى مع عوض و اشترى به حانوتا - دكانا- صغيرا يبيه فيه الحبوب التى اصبح ماهرا فى بيعها و الربح الحلال منها .
اخذت تجاره عوض تزدهر حتى اصبح عنده محلات كبيره للحبوب و اصبح من الموردين للحبوب من الصعيد للدلتا فى مصر .
فى خلال 20 عاما اصبح عوض من كبار تجار الحبوب فى مصر و اخذ يعلم اولاده المهنه بجانب تعليمهم فى المدرسه .
بعد مرور سنوات طويله اصبح عوض من اغنى الاغنياء و اكبر تاجر حبوب فى مصر كلها , و اصبح لديه حساب فى البنك . كان عوض قد استن سنه مع البنك و هى انه يذهب فى اول كل عام ليعرف تفاصيل حسابه السنوى و هكذا .
و فى مره من المرات ذهب عوض لكى يتابع امور حساباته فقام الموظف بعرض السجل الحسابى على عوض و بعد ان فرغ منه طلب من السيد عوض ان يوقع له فى السجل , فاعتذر عوض عن التوقيع و قال انه لا يستطيع القراءه و الكتابه و لكنه يبصم باصبعه . تعجب موظف البنك و قال لعوض يا رجل لا تقرا و لا تكتب و عندك كل هذه الاموال !!!!!! فلو كنت تقرا و تكتب ماذا كنت تفعل ؟؟
فابتسم عوض و قال له (( لو كنت استطيع القراءه و الكتابه لكنت الان بواب )) !!!!!!!!!!!!
فسبحانك يا رب يا ملك يا متصرف فى ملكك كيف تشاء , حقا و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين .
انسان (احمد )..