قالت وكالات أمنية إن تنظيم القاعدة يخطط لشن عدة هجمات إرهابية على أوربا في آن واحد، لكن تفاصيل الهجمات لم تعرف بعد، وأكد جهادي سابق يدعى نومان بينوتمان وهو مدرب سابق بمعسكرات الإرهاب أن هذه الهجمات التي تسمى''Euro Plot'' أو '' مؤامرة اليورو '' تأتي بهدف خطف رهائن أوربيين لمبادلتهم بالعقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 خالد شيخ محمد
المعتقل في السجون الأمريكية منذ أن تم اعتقاله في مارس 2003 في باكستان.
وأوضحت مجلة دير شبيجل الألمانية يوم الأربعاء أن هذه النظرية تأخذ من عملية سابقة قام بها الجيش الأحمر الياباني في 17 سبتمبر من سنة 1974 منهاجاً لها، عندما احتجز ثلاثة إرهابين على علاقة بالجيش الياباني موظفي السفارة الفرنسية لاهاي لأربعة أيام، حتى تستجيب الحكومة الفرنسية لمطالبهم بإطلاق سراح ضابط بالجيش الأحمر الياباني يدعى ياكوتا فارويا الذي كان محتجزاً وقتها بأحد السجون الفرنسية؛ في مقابل تحرير الرهائن الفرنسيين.
وقال بينوتمان، الذي يحمل الجنسية الليبية وكان واحد من قادة وحدة جهادية تابعة للقاعدة ودرب العديد من الجهاديين في معسكرات في افغانستان، إنه بعد أكثر من 30 سنة من العملية التي قام بها الجيش الأحمر الياباني يبدو الأمر حاضراً بقوة الآن، مؤكداً على أن ''بحوذته معلومات موثقة تفيد بأن عناصر من تنظيم القاعدة في وزير ستان تتدرب على تنفيذ عمليات إرهابية بهدف خطف رهائن بهدف تحرير معتقلين ن تنظيم القاعدة''.
ويعتقد الجهادي السابق بأن خطط الهجمات المزعومة على أهداف أوربية والتي حذرت السلطات الأوربية منها خلال الأسابيع الأخيرة، حقيقة، مؤكداً أن الخطط تتضمن تدمير مباني في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في نفس الوقت، واحتجاز اشخاص داخل هذ1ه المباني كرهائن بهدف إطلاق سراح خالد شيخ محمد المسجون في أحد السجون الأمريكية في انتظار محاكمته عن هجمات 11 سبتمبر 2001.
ويؤكد بينوتمان الذي يعيش حالياً في لندن أن فكرة لجوء القاعدة لهذا السيناريو باتت أكثر من كونها مجرد تكهنات، مشيراً إلى أنه لم يفصح عن هوية مصادره لحمايتهم، لكنه بثق في مصداقيتهم، ويرى الخبير في شؤون الإرهاب لدى المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية جيدو شتاين برج أنه لا توجد سوى أسباب قليلة للتشكيك في هذه المعلومات، ويقول إن '' بينوتمان على دراية بالمشهد الجهادي، وقيادته أفضل من كثيرين، ومن الممكن تماماً أن يكون قد حصل على معلومات عن مؤامرات إرهابية، فجميع معلوماته التي أفاد بها في السابق كانت صحيحة''.
ولفت الجهادي الليبي السابق إلى حادثتين يؤكدان إدعاءه، فالخريف الماضي سمت القاعدة ألمانيا كهدف لهجوم إرهابي قادم، وهو تهديد ما يزال قائماً، وأشار أيضا إلى رسالة صوتية لبن لان في يونيو 2010 يحذر فيها الولايات المتحدة من أن القاعدة ستقتل السجناء الأمريكيين لديها إذا أقدمت على إعدام خالد شيخ محمد، وقال بن لادن ''اليوم الذي تتخذ فيه أمريكا ذلك القرار (إعدام شيخ محمد) هو اليوم الذي تصدر فيه حكم الاعدام بحق أي شخص (أمريكي) يقع في الأسر''.
ويقول بينوتمان ''أعرف بن لادن شخصياً، فالأمر هام جداً له أن يزعم بعد كل عملية: لماذا تفاجأ؟ لقد كان بالضبط ما أعلنت عنه''. ويجيب على تساءل: هل تستطيع القاعدة حقاً لأن تخطط لإحتجاز رهائن في أوربا لإجبار الولايات المتحدة على إطلاق سراح خالد شيخ محمد؟، بأن الإجابة بسيطة، فحتى لو لم تذعن الولايات المتحدة لمطلب القاعدة، وهو السيناريو الأقرب، فالإرهابيين سيمكنهم إنجاز هدفين؛ حيث الإعلام الدولي سيقضي أياماً مركزاً على القاعدة وطلباتها، ويمكنهم دق إسفين بين الولايات المتحدة وأوربا حال موت مدنيين جراء رفض الولايات المتحدة الإفراج عن خالد شيخ محمد''.
وتقول دير شبيجل أنها أجرت مقابلات مع العديد من مسؤوليين استخباريين، وخبراء في الإرهاب وموظفين في الاستخبارات الأوربية، وأكدوا جميعهم على إمكانية تصديق السيناريو الذي وصفه بينوتمان.
وانتشرت في ظل تحذيرات الوكالات الأمنية من مخاوف تكرار ''سيناريو مومباي'' على الأراضي الأوربية، مشابهاً للهجمات التي وقعت في المدينة الهندية في 2008 حينما استهدف فريق من الإرهابيين أماكن عامة، بقنابل يدوية واسلحة، مما اسفر عن مقتل 174 شخصاً، وهذه الهجمات استمرت لأيام وبثت أجزاء منها مباشرة على التليفزيون.
ووفقاً لمستند داخلي وضعته السلطات الألمانية، فإن الهجمات كان يمكن أن تسمل أخذ رهائن، ولكن هذا المستند لا يفترض أن يكون احتجاز رهائن متصلاً بمطالب محددة.
واستندت التحذيرات على معلومات استخباراتية متنوعة؛ أهمها دليل من الجهادي أحمد صديقي، والذي اعتقلته القوات الأمريكية هذا الصيف في أفغانستان، وزعم خلال استجوابه أنه التقى بعنصر بارز من تنظيم القاعدة اسمه يونس الموريتاني الذي أخبره عن خطط لهجمات في عديد من البلدان الأوربية، وأن أسامة بن لادن اطلع على الهجمات، وأن العديد من فرق القاعدة انتشوا في أوربا، واعتبرت السلطات الأمنية الألمانية الني سمح لها بلقاء صديقي، أن البيانات التي أدلى بها الأخير سارية المفعول، وتعتقد أيضا أن الموريتناني عميل سريي حقيقي للقاعدة.
وتقول دير شبيجل أنه في بداية أكتوبر، قتلت طائرات بدون طيار تابعة لوكالة الإستخبارات الأمريكية (CIA) ثلاثة من الجهاديين الألمانيين، وكانت الوكالات الأمريكية تأمل في التعامل مع التخطيط لشن ضربات على أوربا ''مؤامرة اليورو''.
وربما كان صديقي والجهاديين الثلاثة أعضاء في حركة إسلامية في أوزبكستان، والتي لديها علاقة شائكة مع القاعدة، وتساءلت دير شبيجل: هل القاعدة وحركة أوزبكستان الإسلامية ومنظمات إرهابية أخرى تعمل سوياً على ''مؤامرة اليورو''؟، ويؤكد موقع المجلة الألمانية الإلكتروني أنه حصل على معلومات الأسبوع الماضي تدعم نظرية احتجاز القاعدة لرهائن من أجل مطالب معينة، ووفقاً لجهاديي وزير ستان، فعلى الأقل واحد من الثلاثة الذين قتلتهم طائرات الـ CIA كان مرتبطاً بتنظيم القاعدة.
وبحسب مصادر بينوتمان، فإن إلياس كشميري الذي لديه خبرة في التعاون بين المجموعات الأخرى، كان متهماً بالتخطيط لعمليات خارجية، وكان على اتصال بمعدي هجمات مومباي الإرهابية، وإرهابيين آخرين دارت حولهم مزاعم بالتخطيط لشن هجمات في الولايات المتحدة وأوربا.
وقالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن صديقي كان على علاقة بكشميري، لكن الإستخبارات الألمانية لم تستطع تأكيد ذلك.
وتأتي العودة الأخيرة للإرهابي الكبير المصري سيف العدل لوزير ستان، هو والمشتبه بأن يكون المدير الجديد للجناح العسكري للقاعدة، كدعم لـ''مؤامرة اليورو'' نظراً لأن العادل المصري الجنسية لديه الكثير من الخبرة في العمل مع الجماعات الأخرى.
لكن بينتومان يقول إن هناك جانباً آخر يجب أخذه بعين الاعتبار، أن هذه العملية يمكن أن تنجح أو تفشل بناءاً على كفاءة التدريب، الذي يأخذ شهوراً أكثر من تفجير القنابل''، وفقاً لقول الجهادي الليبي.
ويعتقد الجهادي الليبي السابق أنه ما يزال هناك وقتاً لإحباط المؤامرة، حتى أنه يرى أن القاعدة من الممكن أن تلغي خططتها حال تسرب تفاصيل كثيرة عن ''مؤامرة اليورو''.