الحمد لله الذى شرف عباده بالنطق بالحكم , و الصلاه و السلام على اشرف من نطق بالفم .
الاخوه و الاخوات الافاضل و الفضليات , السلام عليكم و رحمه الله و بركاته .
العبادات , هى الاشياء التى يفعلها الانسان تعبدا لله , طمعا و خوفا , رغبا و رهبا , منها ما هو فرض و منها ما هو نفل .
هذه العبادات هى مظاهر التعبد و لذلك سميت بالعبادات , و مظاهر التعبد هى الافعال التى يفعلها العبد تقربا من الاله الذى يعبد . لان الرب هو الخالق و الاله هو الامر الناهى , فالتعبد يكون لله لذلك كانت العبادات مبنيه على اوامر و ليس من اجتهاد شخص مهما كان , هذه الاوامر قد تكون قرانيه او تكون نبويه و كلاهما ملزم للانسان .
فالايمان يكون جزئين , الاول قلبى اعتقادى و الذى يطلع عليه هو الله عز و جل .
و هناك الجزء الاخر و هو الممارسه العمليه لهذا الايمان القلبى , الا و هو العبادات التى يقوم بها الجسم كله .
و لذلك فان الله عز و جل خلق الناس كلهم ليعبدوه , فلا يكفى الايمان القلبى من دون التعبد العملى و الا كان ذنبا كالمسلم الذى لا يصلى مثلا , و لا يكفى التعبد الجسدى من دون الايمان القلبى و الا كان كفرا مثل الذى يصلى و هو غير مؤمن بالله او غير مؤمن بالصلاه .
و العبادات فى القران اخذت تقريبا ثلث عدد ايات القران . و كما قلنا انها وردت على سبيل الحصر , اذ لا يجوز لاحد الزياده فيها لان الذى يزيد فى دين الله كالذى ينقص منه تماما و لا فرق كما قال الامام مالك رضى الله عنه .
نعم العبادات وردت محصوره و لكن هناك بعض العبادات وردت بصوره مجمله لا حصر فيها مثل فعل الخير , فهذه فريضه على المسلمين ان يفعلوا ما استطاعوا من الخير , و لكن ما هو هذا الخير ؟
و ما نوعه ؟ و ما المقدار المطلوب منه ؟
و هناك مثال اخر و هو ذكر الله , فاننا مامورين بذكر الله يقول تعالى ( و اذكر اسم ربك ) و لكن ما هذا الذكر ؟ و متى وقته ؟ و ما مقدار المطلوب منه ؟ و هكذا .
و بسبب ورود بعض العبادات على سبيل العموم , نسيها بعض الناس بل كثير من الناس , و اصبحوا لا يهتمون بها بل فى بعض الاحيان لا يذكرونها . و سنحاول ان نضرب لها امثله .
من هذه العبادات الاسلاميه الجميله المنسيه ( جبر الخواطر ) بان يتوقع او يريد انسان منك شيئا و انت لا ترفض له هذا الطلب و لا تخيب ظنه فيك مادام شيئا حلال و فى مقدورك .
جبر الخواطر لم يرد فيه نص و لكن من الممكن ان نستنبطه من بعض القرائن الاخرى مثل, عندما تكون انت ضيف عند اخ لك , لا يباح لك الصوم التطوعى الا بعد اخذ اذن صاحب الدار الذى انت ضيف عليه . لماذا ؟ لانه اراد ان يكرمك و ان يحسن ضيافتك ثم تاتى انت بعد ذلك لتصوم و تفسد عليه هذه الامنيه . فمنع الشارع ذلك لان جبر الخواطر فرض و الصوم التطوعى نفل و الفرض مقدم على النفل .
و هناك مثلا تقبيل يد الاب و الام من باب البر لهما . فبر الوالدين فرض عينى على كل مسلم و مسلمه و هناك البر فى هذا البر اى الزياده فى هذا البر , من عطف و حب و تقدير , فان الله اورد لفظ الرحمه مقيده بخلق اخر مرتين فى القران الاولى ( اخفض لهما جناح الذل من الرحمه ) و الثانيه ( و جعلنا بينكم موده و رحمه ) فالله قد امر برحمه الوالدين من باب الذل لهما , و رحمه الازواج من باب الموده التى اودعها الله فيهم . فتقبيل اليد للوالدين زياده فى البر يثاب فاعله ان شاء الله .
و هناك حديث و ان كان ضعيف لكن يقويه المعنى السابق و هو ( ثلاثه النظر فيهما عباده , القران و الكعبه و وجه احد الوالدين ).
و هناك مثلا قراءه الفاتحه عند المرض لكى يرقى بها الانسان نفسه او غيره . فقد ورد هذا فى السنه المطهره فى كثير من الاحيان , لا اقول ان يقرا المريض مرض خطير مثل النزيف او غيره الفاتحه ثم يركن اليها فقط . لا بل يجب عليه ان يذهب للطبيب المتخصص و قبل هذا و مع هذا و بعد هذا يحاول ان يرقى نفسه و يعالج نفسه بالقران .
من العبادات المنسيه ايضا الاسراع الى العباده نفسها , فان هناك اختلاف فقهى حول ان الامر بالشيئ فى القران او السنه يفيد السرعه ام التراخى , و ارجح الاقوال فيه ان الامر لا يفيد اى شيئ الا اذا دل على هذا الشيئ . فهناك اوامر تكون السرعه الى ادائها مطلوبه كالصلاه و التوبه .
و هناك اشياء يمكن ادائها على التراخى مثل الحج فى ارجح الاقوال .
و يروى ان احد الصحابه كان يعمل حدادا , و فى احد المرات التى كان يدق فيها على الحديد اذن سيدنا بلال للصلاه و فى نفس الوقت الذى قال فيه الله اكبر كان هذا الصحابى الحداد قد رفع يده و هم ان ينزلها على الحديد ليكمل عمله , و ما ان سمع المؤذن حتى نحى قطعه الحديد و المطرقه من يده و ذهب الى المسجد , فساله احد الناس و قال له لم لم تكمل الطرقه الاخيره تلك ثم تذهب الى الصلاه ؟
فقال له - لا خير فى طرقه الهت عن ذكر الله و عن الصلاه - .
و هناك عباده اخرى مامور بها و لكن لا يفعلها احد الا من رحم ربى و هى الصبر عند الصدمه الاولى .
الله لم يكتب الموت لكى يعذبنا بالم الفراق , و لكنه كتب الموت قبل ان يكتب الحياه و حدد ساعه موتك قبل حتى ان يهبك النفخه التى فى روحك .
يروى ان الحسن البصرى رضى الله عنه كان فى مجلسه بين تلاميذه فدخل عليه رجل و همس فى اذنه و انصرف . فاكمل الحسن البصرى مجلسه و درسه , و بعد الانتهاء من الدرس قال للجالسين لا يذهب منكم احد حتى نصلى صلاه الجنازه على ولدى فقد مات . فقالوا له كيف عرفت ؟ فقال من الرجل الذى جائنى و همس فى اذنى .
انظروا ,,, اكمل الدرس و لم ينهه و لم يغير حتى مجلسه . و قديما قال بعض العلماء ان العاقل يستقبل قدر الله فى اول لحظه و الجاهل يستقبل القدر بعد عشره ايام .
و قال شيخنا الشيخ الشعراوى رحمه الله ان الله عندما ينظر الى العبد بعد وقوع القضاء على احد احبائه فيجده حزينا دائما جازعا غير صابر زاده من الحزن فى قلبه لانه قد استمرء هذا الحزن .
و اخيرا و ليس اخرا هناك عباده هامه جدا و هى مداومه العبادات من النوافل و عدم الانقطاع عنها .
و لذلك قال سيد الخلق محمد صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم ان افضل الاعمال ادومها و ان قلت , او كما قال .
و قال فى ذلك الشيخ الشعراوى ان العبد عندما يتقرب الى الله بالنوافل ثم ينقطع عنها فكانه يقول لله انه قد جرب القرب و لم يجده اهلا للقرب , او انه قد تقرب و لم يعجبه حال هذا القرب و العياذ بالله .
اخوانى ,,,,,, افتح لحضراتكم المجال لكى تكتبوا فى هذا الموضوع - العبادات المنسيه - ما ترون ان هناك عباده هامه انقطع عنها اغلب الناس .
اللهم عاملنا بالفضل و لا تعاملنا بالعدل , و عاملنا بالاحسان و لا تعاملنا بالميزان , انك على كل شيئ قدير .
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته .
انسان(احمد).