الحسد منه هو ما محرم ومذموم، ومنه ما هو جائز بل ربما كان ممدوحاً في بعض الأوقات،
ومعنى هذا الكلام أن الحسد على نوعين:
النوع الأول هو النوع المحرم المذموم : الذي جاءت الشريعة بتحريمه، وهذا النوع صورته أن يكون للمسلم نعمة من النعم سواء كانت دينية أو دنيوية فيتمنى الحاسد زوالها عنه، بحيث إنه لو ذهبت هذه النعمة عنه فرح الحاسد بذلك وحصل له السرور بذلك، ومثل هذا النوع من الحسد حرام باتفاق الأمة الإسلامية،
حتى ثبت في سنن أبي داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب )،
وهذا النوع هو الذي أمر الله تعالى أن نستعيذ منه كما قال تعالى:" قل أعوذ برب الفلق" إلى قوله "ومن شر حاسد إذا حسد"، وثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً).
و هذا النوع مذموم للغاية وهو من الذنوب القبيحة السيئة
، ولذلك قال العلماء أول ذنب عصي الله به هو الحسد، حيث حسد إبليس آدم عليه الصلاة والسلام،
وأما النوع الثاني وهو النوع الجائز الذي ليس بمذموم فهو أن يكون للمسلم نعمة من النعم، فيتمنى الإنسان أن تحصل له هذه النعمة، وأن يكون له مثل الذي لهذا الرجل، ولكن مع هذا فإنه لا يتمنى أن تزول هذه النعمة عن أخيه المسلم، بل كل ما في الأمر أنه يتمنى أن ينعم الله عليه بما أنعم على فلان من الناس،
من غير أن يتمنى زوال هذه النعمة عنه،
فهذا النوع جائز لا إثم فيها ولا يذم فاعله، بل ربما صار هذا النوع من المستحبات، كمن تمنى أن يحفظ القرآن كما يحفظه فلان أو تمنى أن يكون له مال يتصدق به كما يتصدق به فلان،
فهذا النوع ممدوح وحسن كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) والحديث متفق على صحته.
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وأرض عنا ))،
وأما عن الأسباب التي تعين على التخلص من هذه الصفة المذمومة فهي مجموعة أسباب:-
1- الاستعانة بالله، والتوكل عليه في التخلص من هذا الخلق المذموم فإن الحسد مرض في النفس، وداء في القلب، ولا يشفي المريض إلا الله كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام ( وإذا مرضت فهو يشفين )
2- معرفة أن الحسد ذنب يبغضه الله، ومعصية توجب سخط الله فما كان كذلك فيجب تركه والتوبة منه، والعمل على التخلص منه.
3- أن يعلم الإنسان أن الحسد هو في الحقيقة اعتراض على الله، لأن الحاسد إنما يكره أن تصيب النعمة غيره ويتمنى زوالها عن المحسود، وهذا في الحقيقة بغض لما أراده الله ولما قدره الله، ولذلك لما ذكر الله الحاسدين أشار إلى أنه هو الذي يؤتي من فضله من شاء، كما قال تعالى {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}.
4- أن يعلم الإنسان أن الحسد ظلم شديد، فإنه ظلم للنفس وظلم للمحسود أيضاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ) الحديث.
5- ومن الأسباب أيضاً أن الإنسان إذا خاف أن يحسد مسلماً على نعمة فإنه يدعو له بالخير وبالبركة، كما ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، وهذا السبب من أعظم ما يدفع شر الحسد ومن أعظم ما يعين على التخلص من هذا المرض، فإن الإنسان متى ما عود نفسه الدعاء للمسلمين اعتادت نفسه حب الخير لهم وكراهية مضرتهم.
6- عدم الاشتغال بالنظر إلى النعم التي عند الآخرين والإعراض عن ذلك، بل إن في التفكير بما أنعم الله عليك خيراً وفائدة لك، فإن تذكر نعم الله على النفس تعين على الشكر، وفي كثرة تطلعك إلى ما عند غيرك ضرر عليك، لأنك ربما يقع لك الحسد، أو على الأقل عدم شكر نعمة الله عليك وازدراء نعمه، ولذلك قال تعالى: { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه وزرق ربك خير وأبقى }.
7- ومن الأٍسباب بذل الخير للناس وإعانتهم على تحصيل المنافع لهم، فإن هذا مضاد للحسد ومخالف له،
ونسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا هو وأن يقينا سيئ الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا هو.
ومعنى هذا الكلام أن الحسد على نوعين:
النوع الأول هو النوع المحرم المذموم : الذي جاءت الشريعة بتحريمه، وهذا النوع صورته أن يكون للمسلم نعمة من النعم سواء كانت دينية أو دنيوية فيتمنى الحاسد زوالها عنه، بحيث إنه لو ذهبت هذه النعمة عنه فرح الحاسد بذلك وحصل له السرور بذلك، ومثل هذا النوع من الحسد حرام باتفاق الأمة الإسلامية،
حتى ثبت في سنن أبي داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب )،
وهذا النوع هو الذي أمر الله تعالى أن نستعيذ منه كما قال تعالى:" قل أعوذ برب الفلق" إلى قوله "ومن شر حاسد إذا حسد"، وثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً).
و هذا النوع مذموم للغاية وهو من الذنوب القبيحة السيئة
، ولذلك قال العلماء أول ذنب عصي الله به هو الحسد، حيث حسد إبليس آدم عليه الصلاة والسلام،
وأما النوع الثاني وهو النوع الجائز الذي ليس بمذموم فهو أن يكون للمسلم نعمة من النعم، فيتمنى الإنسان أن تحصل له هذه النعمة، وأن يكون له مثل الذي لهذا الرجل، ولكن مع هذا فإنه لا يتمنى أن تزول هذه النعمة عن أخيه المسلم، بل كل ما في الأمر أنه يتمنى أن ينعم الله عليه بما أنعم على فلان من الناس،
من غير أن يتمنى زوال هذه النعمة عنه،
فهذا النوع جائز لا إثم فيها ولا يذم فاعله، بل ربما صار هذا النوع من المستحبات، كمن تمنى أن يحفظ القرآن كما يحفظه فلان أو تمنى أن يكون له مال يتصدق به كما يتصدق به فلان،
فهذا النوع ممدوح وحسن كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) والحديث متفق على صحته.
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وأرض عنا ))،
وأما عن الأسباب التي تعين على التخلص من هذه الصفة المذمومة فهي مجموعة أسباب:-
1- الاستعانة بالله، والتوكل عليه في التخلص من هذا الخلق المذموم فإن الحسد مرض في النفس، وداء في القلب، ولا يشفي المريض إلا الله كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام ( وإذا مرضت فهو يشفين )
2- معرفة أن الحسد ذنب يبغضه الله، ومعصية توجب سخط الله فما كان كذلك فيجب تركه والتوبة منه، والعمل على التخلص منه.
3- أن يعلم الإنسان أن الحسد هو في الحقيقة اعتراض على الله، لأن الحاسد إنما يكره أن تصيب النعمة غيره ويتمنى زوالها عن المحسود، وهذا في الحقيقة بغض لما أراده الله ولما قدره الله، ولذلك لما ذكر الله الحاسدين أشار إلى أنه هو الذي يؤتي من فضله من شاء، كما قال تعالى {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}.
4- أن يعلم الإنسان أن الحسد ظلم شديد، فإنه ظلم للنفس وظلم للمحسود أيضاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ) الحديث.
5- ومن الأسباب أيضاً أن الإنسان إذا خاف أن يحسد مسلماً على نعمة فإنه يدعو له بالخير وبالبركة، كما ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، وهذا السبب من أعظم ما يدفع شر الحسد ومن أعظم ما يعين على التخلص من هذا المرض، فإن الإنسان متى ما عود نفسه الدعاء للمسلمين اعتادت نفسه حب الخير لهم وكراهية مضرتهم.
6- عدم الاشتغال بالنظر إلى النعم التي عند الآخرين والإعراض عن ذلك، بل إن في التفكير بما أنعم الله عليك خيراً وفائدة لك، فإن تذكر نعم الله على النفس تعين على الشكر، وفي كثرة تطلعك إلى ما عند غيرك ضرر عليك، لأنك ربما يقع لك الحسد، أو على الأقل عدم شكر نعمة الله عليك وازدراء نعمه، ولذلك قال تعالى: { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه وزرق ربك خير وأبقى }.
7- ومن الأٍسباب بذل الخير للناس وإعانتهم على تحصيل المنافع لهم، فإن هذا مضاد للحسد ومخالف له،
ونسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا هو وأن يقينا سيئ الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا هو.