بسم الله الرحمن الرحيم
يقول صاحب هذه القصة التي عايشت بعضاً من فصولها:-
بداية أحمد الله تعالى أنْ منَّ عليّ بالهداية وأنقذني مما كنت فهي فلولا فضل الله عليّ ونعمته لكنت من الخاسرين في الدنيا والآخرة فالحمد لله الذي هداني لهذا وإليكم قصتي مع التوبة:-
ولدت وتربيت في أسرة محافظة بين أبوين صالحين بذلا كل ما بوسعهما تجاه أبنائهم ، وكنا ننعم وما زلنا بحياة طيبة هادئة ولله الحمد على ذلك.
توقفت عن الدراسة في مرحلة مبكرة رغم محاولات والدي ونصائحه لي بعدم فعل ذلك قبل أن يلبي لي جميع طلباتي ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل تحت إصراري على الإتجاه للمجال الوظيفي بحجة الإعتماد على النفس.
وبعد الإلتحاق بالوظيفة تعرفت من خلالها على زميل لي كان يبدو عليه أنه شخص أكثر من عادي بعكس ما كان يخفيه من أفكار شيطانية، وظل يغويني ويقنعني بهذه الأفكار شيئاً فشيئاً حتى وقعت في دوامة المخدرات، ويوماً بعد يوم كان إدماني لها وتعلقي بها يزداد حتى أصبحت أزيد على الكميات المعتادة وبدأت آثارها تظهر على صحتي ومظهري وحالتي المادية فقد كان كل ما يقع في يدي من مال يذهب بطريق المخدرات وتدهورت علاقاتي بأهلي كثيراً وأمي خصوصاً وبعد أن كنت شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط معروفاً بالإنضابط في عملي ومشهود له بالسلوك الحسن أصبحت شخصاً انطوائياً كئيباً واصبح سلوكياً شيئاً وعدوانياً حتى مع والديّ ولا حول ولا قوة إلا بالله وبدأ مسلسل الإهمال في عبادتي ووظيفتي وكل ماهو حولي وأصبحت لا أبالي بالحياة كثيراً وبالمقابل فقد كان ذلك الزميل أشد تدهوراً مني إلى أن وقع في قبضة رجال الأمن وتم تحويله بعد ذلك إلى مستشفى الأمل لعلاجه من الإدمان وخسر بذلك سمعته ونفسه وقبل كل شيء دينه وأهله.
ولأن علاقتي بذلك الزميل أصبحت مشبوهة ابتعدت عنه لفترة من الزمن ولكن لم أستطع التحمل حيث أنه هو الذي كان يحدني بالمخدرات عن طريق أحد المروجين وفكرت كيف أستطيع أن أحصل على المخدرات بدونه وخطر في بالي أن أذهب إلى ذلك المروج وحدي، وهنا بدأ مسلسل الضياع العميق..
لقد استقبلني ذلك المروج استقبالاً حافلاً.. لم أعرف سببه إلا فيما بعد، حيث إنه كان من الشاذين جنسياً وكان يطلب مني مراراً وتكراراً أن أفعل به الفاحشة.. ورفضت ذلك كثيراً.. ولكن مع مرور الأيام وضغط الحاجة حيث أنه هو الذي كان يعطيني ما أحتاجه من كميات مخدرة ومع ذلك فقد كان هذا الفاسق يغريني بالمال أيضاً وبتوفير الفتيات الساقطات وتحت هذه الظروف جميعاً وافقت لدرجة أنه كان يدفع لي أحياناً إلى حدود عشرين ألف ريال نقداً وفي مرة واحدة.. وانغمست في هذا المستنقع القذر إلى القاع.. واهماً أنني سأجد السعادة في كل هذه القذارات...
وفي ليلة من الليالي كنت في أحد أوكار السموم برفقة أحد أصدقاء السوء لنشتري كمية من المخدر وبعد أن تعاطيناه خرجنا من هناك وأخذنا ما تبقى من الكمية وكنت حريصاً على أن تكون الكمية المتبقية معي أنا بالذات.. وبعد أن خرجنا نمشي أنا ورفيق السوء شعرت أن صدري بدأ يضيق حتى فقدت القدرة على التنفس ثم بدأ سمعي وبصري لا يستجيبون لما هو حولي وفي هذه الأثناء كان كل هم رفيق السوء الذي كان معي هو أن يحصل على ما تبقى معي من هذه السموم وفقدت القدرة على التوازن ولم يكن أمامي إلا العودة إلى ذلك الوكر الخبيث كما أشار علي رفيق السوء الذي تركني لأصارع الموت وألتقط آخر أنفاسي وحيداً... وعدت إلى ذلك الوكر في حال لا يعلمه إلا الله وجميع من كان في ذلك الوكر لم يعبئوا بي ولم يلتفتوا إليّ حتى إن أحدهم رفض أن أتمدد على سريره حتى لا أوسخه عليه كما يزعم ولم أجد مكاناً أتـمدد فيه إلا بين السرير وجدار الغرفة في مكان ضيق قذر... وهناك شعرت بقيمة نفسي... في ذلك الموقف العصيب والمهين في نفس الوقت.. أحسست بعظم ذنبي وفداحة خطيئتي... هناك علمت أن الله كما يقول في كتابه العزيز ( ومن يهن الله فما له من مكرم ).
لقد استرجعت ذاكرتي في ذلك المكان الضيق وذلك الموقف المهين شريط الحياة الكالح ... ورجوت الله هناك ... نعم رجوته هناك رجوته أن يخفف عني وأن يرحمني حتى أخرج من ذلك المكان .
لقد خرجت من هناك برحمة الله فقط... خرجت بعد أن أخذت درساً استوعبت جميع فصوله أصوله.. خرجت من هناك لأعلنها توبة نصوحاً بإذن الله لأصبح شاباً ملتزماً بتعاليم ديني وقد بدلت مجالس السوء بحلقات تحفيظ القرآن في ظل الرفقة الصالحة الذين وجدت معهم السعادة الحقيقية التي كنت ألهث ورائها دوماً ولم أكن أعلم أنها يمكن أن تكون في هذا الطريق المستقيم الذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليّ بالثبات فيه حتى الممات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،