نزلات البرد.. علاجاتها الشائعة متفاوتة الجدوى
أكثر من 200 نوع من الفيروسات تسببها
ثمة أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي قد يتسبب أحدها بالإصابة بنزلة البرد common cold. وهذا يعني شيئين مهمين، الأول، تفاوت حدة الأعراض، ونوعيتها، فيما بين المُصابين بتلك النزلات. والثاني ما تشير إليه الإحصائيات الطبية من أن الشخص البالغ السليم من أي أمراض مزمنة، عُرضة لما بين 2 إلى 4 نزلات برد سنوياً. أما الأطفال الصغار، مادون سن السادسة من العمر، فقد يصل معدل إصابة الواحد منهم بنزلات البرد ما بين 6 إلى 10 مرات في العام الواحد! وعليه، لو أخذنا نموذجاً ما يحصل في المجتمع الأميركي، نجد أنه يتم رصد مليار إصابة بنزلة البرد في كل عام بين سكان تلك الدولة. ولنا أن نتخيل تقريباً مقدار عدد الإصابات السنوية على المستوى العالمي. بالرغم من معرفة الكثيرين جيداً لما يحصل معهم خلال ذلك العارض الصحي المتكرر، إلا أن الجوانب التي تحتاج إلى وضوح تتمثل في معرفة منْ هم الأكثر عُرضة للإصابة بها، ومتى تستدعي الأمور مراجعة الطبيب، وكيف نتعامل مع أعراض مثل سيلان الأنف، والمضاعفات المتوقعة لدى البعض منها، وخاصة نوبات الحساسية الربو في الصدر،وأساليب معالجتها وما المفيد أو الضار مما هو متوفر في الصيدليات لتلك الغاية، وما دور ترطيب الهواء في تخفيف معاناة المُصابين، وكيفية الوقاية منها، وأفضل وسائل ذلك.
* نزلة البرد نزلة البرد عبارة عن التهاب فيروسي يطال الجهاز التنفسي العلوي، وخاصة الحلق والأنف. وغالباً لا تسبب بمضاعفات صحية خطيرة، إلا أنها حالة مزعجة. وبعد ما بين يوم أو 3 أيام، من التعرض لأحد فيروسات نزلة البرد، تبدأ الأعراض بالظهور، والتي تشمل سيلان أو انسداد في الأنف، تهيج أو ألم في الحلق، سعال، عطس، احتقان في أجزاء الجهاز التنفسي العلوي، صداع مع إجهاد وألم في أجزاء من عضلات الجسم، زيادة دمع العين، وارتفاع خفيف في حرارة الجسم، أي أقل من 38,8 درجة مئوية .
وخلال مراحل نزلة البرد الفيروسية، قد تظهر إفرازات أنفية شفافة أو صفراء أو مائلة إلى اللون الأخضر. ولذا فإن تغيرات اللون تلك لا تعني بالضرورة حصول التهابات بكتيرية تكون بحاجة إلى تناول مضاد حيوي. ويظل ما يُميز نزلات البرد عن الأنفلونزا الموسمية، هو أن حرارة الجسم لا ترتفع بشكل كبير وأن التعب والإجهاد فيها ليس شديداً. والجيد في الأمر، أن الأعراض تزول خلال ما بين أسبوع إلى أسبوعين. ولو لم تعد الأمور إلى طبيعتها في الجهاز التنفسي خلال تلك المدة، فمن الضروري مراجعة الطبيب لمعالجة احتمال حصول مضاعفات التهابات بكتيري، فوق الفيروسي، إما في الرئة أو الجيوب الأنفية أو الأذن.
* الأطفال وكبار السن ومن الطبيعي أن يتعرض الأطفال الرضع والصغار، في سن ما قبل الذهاب إلى المدرسة، لتكرار الإصابة بنزلات البرد، لأن هناك أكثر من 200 فيروس قادر على إصابتهم، وجهاز مناعة أجسامهم لم يتعرف بعد على تلك الفيروسات ولم تتطور قدراته لمقاومة غالبية تلك الفيروسات.
إلا أن هذا ليس السبب الوحيد في كثرة إصابات الأطفال الصغار، بل إن لقضاء الأطفال وقتاً طويلاً مع غيرهم، ممن قد يكونون مُصابين بنزلة برد، دور في سهولة انتقال العدوى إليهم، خاصة إذا ما علمنا أن الطفل بذاته لا يعتني ولا يهتم بتكرار غسل يديه، أو بأهمية تغطية فمه أو أنفه حال العطس أو السعال.
لكن مع تطور مناعته، ومع تعويده على تكرار غسل يديه وتغطية أنفه وفمه عند العطس أو السعال، تخف تدريجاً الإصابات بنزلة البرد لدى الطفل. إلا أن المرء، في أي عمر، يبقى عرضة لتلك النزلات في حال وجود بيئة مناسبة في أغشية بطانة أجزاء الجهاز التنفسي العلوي، كما في حالات الحساسية. أو حال تدني قدرات جهاز المناعة، كما في سوء التغذية أو قلة تناول الخضار والفواكه الطازجة، أو ما بعد التعرض للتوتر والإجهاد البدني أو النفسي، أو حينما تكون لديه أحد الأمراض المزمنة المؤثرة على المناعة، كالسكري أو الفشل الكلوي، أو نتيجة تناول بعض من الأدوية، أو خلال الحمل وما بعد الولادة، أو غيرها.
ولأسباب بيئية وسلوكية، تكثر الإصابات بنزلات البرد في المناطق المعتدلة والباردة خلال فصلي الخريف والشتاء. أما في المناطق الاستوائية أو الحارة، فترتبط في الغالب تلك الإصابات بموسم هطول الأمطار أو كثرة التعرض لتقلبات البرودة والحرارة فيما بين داخل المنزل المكيف وخارجه.
* مضاعفات محتملة غالباً ما تزول نزلة البرد دون التسبب بأي مضاعفات. لكن بعضاً من الأطفال أو كبار السن، أو حتى الأصحاء من البالغين، عُرضة للمعاناة من بعض المضاعفات. وكل المضاعفات تحتاج متابعة ومعالجة من قبل الطبيب، لذا من المُجدي معرفتها ومعرفة علامات حصولها.
-التهاب الأذن الوسطى، وهي أحد أكثر المضاعفات حصولاً. والأذن الوسطى هي تلك المنطقة التي تقع خلف الطبلة. وقد تدخل إليها فيروسات أو بكتيريا، نتيجة للتغيرات التي تُصاحب نزلة البرد في مستوى مناعة الجسم أو في أنسجة أعلى الجهاز التنفسي، وخاصة القناة الموصلة بين الأذن والحلق.
والشكوى الأهم آنذاك هي ألم في الأذن. أو ظهور إفرازات صفراء أو خضراء فاتحة عبر فتحة الأنف، وليس الأذن. أو عودة ارتفاع الحرارة بعد خمود أعراض نزلة البرد. والأطفال الرضع أو الصغار قد لا يستطيعون التعبير عن ألم الأذن. ولا يتم الاعتماد على حركة الطفل في شدّ أو حك أذنه كدليل على وجود أو عدم وجود التهاب فيها. ولذا قد يستمرون في البكاء، أو يبدو عليهم النعاس. وتجب مراجعة الطبيب عند الشك في وجود التهاب الأذن الوسطى. -حساسية الشُعب الهوائية: ولأسباب عدة، منها ما يتعلق بقدرات نفس الفيروس المتسبب بنزلة البرد، أو ما يتعلق بتأثيراته المباشرة وغير المباشرة على جهاز مناعة الجسم وعلى الشُعب الهوائية، أو لوجود مرض الربو بالأصل، يُعاني بعض من الأطفال أو كبار السن من نوبات الربو وضيق مجرى الشعب الهوائية عند إصابتهم بنزلة البرد. وهو ما يتطلب عناية خاصة لفتح تلك المجاري التنفسية وتسهيل شفاء المُصاب.
-التهاب الجيوب الأنفية: قد تُؤدي التغيرات الالتهابية التي تطال أغشية بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية، في نشوء حالة التهاب الجيوب الأنفية. سواءً بالبكتيريا أو الفيروسات.
-التهابات بكتيرية في الجهاز التنفسي: من المحتمل حصول التهاب بكتيري في أجزاء من الجهاز التنفسي، كالحلق أو الحنجرة أو القصبة الهوائية أو الشُعب الهوائية أو أنسجة الرئة نفسها، نتيجة للتغيرات التي تطولها بفعل الفيروسات وتفاعل جهاز مناعة الجسم.
* الوقاية من نزلات البرد لا يُوجد لقاح للوقاية من نزلات البرد، لأن هناك مئات الفيروسات التي قد تتسبب بها. إلا أن بالإمكان فعل عدة أشياء بسيطة وفاعلة جداً في تقليل احتمالات الإصابة بها. ومنها:
-نظّف يديك. من المهم غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وتكرار فعل ذلك، وتعليم الأطفال التعود عليه. أو استخدم السائل الكحولي الهلامي، “جلّ”، لتظيفهما حينما لا يتوفر الماء والصابون.
- حافظ على نظافة أسطح قطع الأثاث أو أجزاء الحمامات أو المطابخ أو مقابض الأبواب، أو سمّاعة الهاتف أو غيرها. وأغسل العاب الأطفال البلاستيكية بعد الفراغ من اللعب بها. خاصة حين إصابة أحد أفراد الأسرة بنزلة برد.
- استخدام المحارم الورقية عند العطس وتنظيف الأنف وبصق البلغم. وتخلص منها سريعاً، بعيداً عن الحجرة. واحرص آنذاك على إعادة غسل يديك. وعلّم الأطفال فعل كل ذلك.
- لا تتشارك مع الغير في كأس شرب الماء أو أدوات الأكل.
- تجنب البقاء طويلاً أو قريباً من المُصاب بنزلة البرد.
- اهتم باختيار مدرسة جيدة لطفلك،من تلك التي تتم فيها العناية بالطفل داخل المدرسة، وغير المزدحمة فصولها الدراسية بالأطفال. والأهم من التي لديها أنظمة صحية واضحة ومرنة في إبقاء الأطفال المُصابين بنزلة البرد في منازلهم حتى زوال العارض عنهم.
- اهتم بتغذيتك، وبتناول الأغذية المنشطة خلال فترة احتمال التعرض لنزلات البرد. مثل العسل، أو شوربة الدجاج، أو الفواكه والخضار العالية المحتوى من فيتامين سي، كالبقدونس والجوافة والفلفل والبرتقال.
- امتنع عن التدخين أو الجلوس مع المدخنين.>
* نزلة البرد متى تلجأ إلى الطبيب؟
تشير الإرشادات الطبية إلى ضرورة طلب الشخص البالغ، المشورة الطبية عند إصابته بنزلة البرد إذا ما كان لديه:
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم يتجاوز مقدار 38,8 درجة مئوية. - ارتفاع في الحرارة مصحوب بتعب وإجهاد شديدين.
- ارتفاع في الحرارة مصحوب بتعرق، أو رجفة، أو سعال مع إخراج بلغم أصفر أو أخضر.
- أعراض لا تتحسن مع مرور بضعة أيام، بل تسوء أو تستمر لأكثر من أسبوع.
وتبدو على الأطفال، بشكل عام، أعراض نزلة البرد أكثر شدة، مقارنة بالبالغين. كما أن احتمالات حصول مضاعفاتها، وخاصة على الأذن، أكبر. ومع ذلك يُمكن غالباً معالجة الأطفال في المنزل، وباستشارة طبيب العائلة. إلا أن من الضروري الإسراع بأخذ الطفل إلى الطبيب إذا ما كان لديه:
- حرارة تتجاوز 39 درجة مئوية.
- ارتفاع في حرارة الطفل مصحوبة بتعرق أو رجفة.
- قيء أو ألم في البطن.
- نعاس وكثرة نوم بشكل غير معتاد من الطفل.
- شكواه من الصداع، إن كان في سن قادر عن التعبير عنه.
- صعوبة في تنفسه، وهو ما على الأم دقة ملاحظته.
- استمراره في البكاء دونما سبب يتعلق بالأكل أو تغيير حفائظه.
- شكواه من ألم في الأذن، أو تحسسه وحكه لها.
- استمرار السعال بشكل متكرر.
* معالجة نزلات البرد.. أشياء مفيدة وأخرى لا جدوى منها لا يُوجد علاج يشفي من نزلة البرد. والمضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات. وما هو متوفر في الصيدليات من أدوية متنوعة، لنزلات البرد، لا يُسرّع في زوال الأعراض، بل قد تكون لها آثار جانبية. والتدخل العلاجي يكون حال حصول أحد المضاعفات. هذه هي النقاط المهمة حول معالجة نزلة البرد. وتحتاج الأدوية المتوفرة لعلاج نزلات البرد إلى مراجعة لجدواها ودواعي استخدامها. ومع العلم بأن إصابة المرء بنزلة البرد تعنى أن الأمر سيستمر حوالي الأسبوع، إلا أنه من غير الضروري أن يظل المرء خلال ذلك الأسبوع في “حالة مزرية” ومعاناة سيئة. وثمة عدة أمور من المفيد والثابت جدواها في تخفيف حدة المعاناة من أعراض نزلات البرد:
- غرغرة بالماء والملح. يقول الباحثون من مايو كلينك إن من المفيد في حالات نزلة البرد غرغرة الحلق بالماء الممزوج بالملح، لأنه يُخفف من ألم الحلق والشعور بالتهيج فيه. وينصحون بإعداد ذلك منزلياً عبر مزج كمية من الملح بما بملء نصف ملعقة شاي، في كوب من الماء الدافئ، بحجم حوالي 240 مللي لتر.
- بخاخ الأنف المحتوي على ماء مملح. وهو ما يتوفر في الصيدليات لتلك الغاية. والفرق بين الغرغرة وغسيل الأنف واضح، لذا يُمكن استخدام مزيج الماء والملح المُعد منزلياً للغرغرة بينما نحتاج إلى محلول طبي للماء والملح حال غسيل الأنف. وغسيل الأنف مفيد للكبار والصغار، ولا يتسبب بتلك المضاعفات التي تحصل نتيجة استخدام بخاخات مضادات الاحتقان.
- تناول الماء والسوائل. ولبعض الباحثين الطبيين عبارة في وصف دور الإكثار من تناول السوائل في تخفيف أعراض نزلات البرد. ومفادها أن عليك شرب الماء كي تُنظف وتطرد الفيروسات تلك من جسمك. والحقيقة أن الماء وعصير الفواكه والشوربة ومشروب الليمون الدافئ المخلوط بالعسل، كلها تُساعد على تخفيف احتقان الأجزاء العلوية من الجهاز التنفسي. كما تمنع حصول جفاف فيها. ومعلوم أن الجفاف في تلك الأجزاء يزيد من المعاناة والألم حال البلع وحال التنفس. لكن من المهم تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، لأنها تزيد من إدرار البول وفقد الجسم للسوائل.
- شوربة الدجاج. ودلت الدراسات الطبية على أن لتناول شوربة الدجاج جدوى في تخفيف أعراض نزلات البرد، دون أن يكون لها آثاراً جانبية. وهي بالأصل آمنة لأنها ليست دواءً. وتعمل عبر طريقين. الأول دورها كمادة مضادة للالتهابات ومخففة من حدة التفاعلات غير المنضبطة لخلايا الدم البيضاء حال حصول نزلات البرد، ما يُخفف من حدة الأعراض المُصاحبة لها. والثاني عبر تسهيلها سرعة حركة المواد المخاطية المرطبة للأغشية الداخلية المبطنة للأنف والجيوب الأنفية، ما يعمل على تسهيل ترطيبها ومنع الالتصاق المباشر للفيروسات بتلك الأنسجة. ودلت دراسات جامعة نبراسكا الأميركية على أن لا فرق بين تناول شوربة من الدجاج الطازج أو الشوربة المعلبة المعدة سلفاً لمرق الدجاج.
- ترطيب المنزل. ومما هو ثابت علمياً أن فيروسات نزلة البرد تنشط في الأجواء الجافة، ولذا تنتشر الإصابات في الشتاء. كما أن جفاف هواء المنزل يُؤدي إلى جفاف أغشية بطانة الجهاز التنفسي. ولذا فإن الاهتمام بترطيب هواء المنزل، باستخدام جهاز ترطيب الهواء humidifier ، أحد الوسائل المفيدة في تخفيف حدة المعاناة من نزلة البرد. مع الحرص على نظافة الجهاز وتغيير الماء فيه.
- الراحة. احرص على البقاء في المنزل وعدم الذهاب للعمل، كي تنال قسطاً من الراحة البدنية المساعدة في تنشيط مناعة الجسم وتسهيل قضاءه على الفيروسات. ولكي أيضاً تمنع إصابة الغير بالفيروسات تلك، خاصة لو كان لديك ارتفاع في حرارة الجسم أو سعال. وهما سببان كافيان للتغيب عن العمل والراحة في المنزل، حال الإصابة بنزلة البرد.
- مسكنات الألم. عند حصول ارتفاع في حرارة الجسم، أو ألم في الحلق أو صداع، يلجأ البعض إلى تناول أحد حبوب بانادول أو تايلينول كمسكن للألم وخافض للحرارة. وهذا وإن كان مفيداً لتلك الغاية، إلا أنه من المشكوك فيه أن يُفيد في الحالة برمتها، أي لنجاح قضاء الجسم على الفيروسات. كما أن لهذه الأدوية تأثيرات على الكبد، خاصة منْ لديهم أمراض فيه، أو عند تناول جرعات عالية منها، أو لدى الأطفال. ويجب الحذر تماماً من إعطاء أسبرين للأطفال ما دون سن 12 سنة. وهناك أطفال يحتاجون دون غيرهم إلى تناول خافض الحرارة نتيجة لاحتمال حصول “تشنج الحمى” أو لارتفاعها بدرجة شديدة.
- مضادات الإحتقان. أولاً يجب عدم استخدام مضادات الاحتقان، سواءً كحبوب أو شراب أو بخاخ في الأنف، لمدة تزيد عن 3 أيام، لأن استخدامها لأطول من هذه المدة، أو تناول كميات كبيرة منها، قد يتسبب بجفاف في الأغشية المبطنة للجهاز التنفسي العلوي. ما قد يتسبب بمزيد من المضاعفات والمعاناة. ومن المهم التنبه إلى أن الواجب عدم استخدام الأطفال لأي قطرات أو بخاخ في الأنف يحتوي أدوية مضادة للاحتقان. كما يجب مراعاة تناول هذه الأدوية من قبل مرضى اضطرابات نبض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو مرضى السكري، نظراً لآثارها الجانبية.
- “شراب الكحة”. تشدد الكلية الأميركية لأطباء الصدرية في إرشاداتها على ترك عادة تناول “شراب الكحة” عند الشكوى من سعال نزلات البرد. والسبب ببساطة أنها لم تثبت جدوى في التغلب عليه أو زواله. وتحذر أيضاً على وجه الخصوص، من تناول الأطفال ما دون سن 14 سنة لأي منها. كما تحذر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة من إعطائها للأطفال ما دون سن سنتين، نظراً لارتفاع احتمالات حصول آثارها الجانبية نتيجة لعدم إمكانية ضبط تناول الكمية الآمنة منها. وتذكر الهيئات الطبية بأن السعال المُصاحب لنزلات البرد قد يستمر عادة لمد أسبوعين. ومن المهم معالجته على حسب سببه تحت الإشراف الطبي. أي إما بالمضادات الحيوية إن كان السعال نتيجة التهاب بكتيري مُصاحب للفيروسي، أو بموسعات الشُعب الهوائية إن كان السعال أحد مظاهر حساسية مجاري التنفس.
- المضادات الحيوية. لا تُفيد المضادات الحيوية إلا في القضاء على البكتيريا. ونزلات البرد هي نتيجة للإصابة بالفيروسات. ولذا ينصح الباحثون مايو كلينك بتجنب سؤال الطبيب وصف مضاد حيوي لهم حال الإصابة بنزلة البرد. كما قد يُؤدي استخدام المضاد الحيوي الخطأ أو تكرار ذلك إلى نشوء زيادة في قوة مقاومة البكتيريا لتلك المضادات الحيوية، ما يجعل من تناولها عديم الفائدة عند احتياج المرء إليها!.
- مضادات الهيستامين. مثل كلارتين أو غيرها. ونتائج الدراسات الطبية غير جازمة بجدواها لكل الناس وفي حالات نزلات البرد المعتادة. وربما يكون البعض بحاجة إليها إذا كانت ثمة حساسية. ولذا يتم تناولها تحت الإشراف الطبي.
- فيتامين سي. لا تشير مجمل نتائج الدراسات الطبية حول استخدام فيتامين سي ونزلات البرد إلى جدوى واضحة منه، لا في جانب الوقاية من نزلات البرد ولا في جانب معالجتها. وربما الأكثر استفادة هم منْ يتعرضون لإجهاد بدني شديد عند تناولهم بشكل يومي كمية 200 مللي غرام للوقاية.
- أدوية الزنك. والمقصود ليس الزنك الموجود في الغذاء، بل ثمة حبوب للمص أو بخاخات للأنف تحتوي الزنك. ونتائج الدراسات حولها متضاربة وغير جازمة بأي جدوى منها. وقد تتسبب حبوب المص بطعم سيء في الفم والحلق، وغثيان. كما يجب الحذر من أن بخاخات الأنف المحتوية على الزنك قد تتسبب بفقد حاسة الشم للأبد>
أكثر من 200 نوع من الفيروسات تسببها
ثمة أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي قد يتسبب أحدها بالإصابة بنزلة البرد common cold. وهذا يعني شيئين مهمين، الأول، تفاوت حدة الأعراض، ونوعيتها، فيما بين المُصابين بتلك النزلات. والثاني ما تشير إليه الإحصائيات الطبية من أن الشخص البالغ السليم من أي أمراض مزمنة، عُرضة لما بين 2 إلى 4 نزلات برد سنوياً. أما الأطفال الصغار، مادون سن السادسة من العمر، فقد يصل معدل إصابة الواحد منهم بنزلات البرد ما بين 6 إلى 10 مرات في العام الواحد! وعليه، لو أخذنا نموذجاً ما يحصل في المجتمع الأميركي، نجد أنه يتم رصد مليار إصابة بنزلة البرد في كل عام بين سكان تلك الدولة. ولنا أن نتخيل تقريباً مقدار عدد الإصابات السنوية على المستوى العالمي. بالرغم من معرفة الكثيرين جيداً لما يحصل معهم خلال ذلك العارض الصحي المتكرر، إلا أن الجوانب التي تحتاج إلى وضوح تتمثل في معرفة منْ هم الأكثر عُرضة للإصابة بها، ومتى تستدعي الأمور مراجعة الطبيب، وكيف نتعامل مع أعراض مثل سيلان الأنف، والمضاعفات المتوقعة لدى البعض منها، وخاصة نوبات الحساسية الربو في الصدر،وأساليب معالجتها وما المفيد أو الضار مما هو متوفر في الصيدليات لتلك الغاية، وما دور ترطيب الهواء في تخفيف معاناة المُصابين، وكيفية الوقاية منها، وأفضل وسائل ذلك.
* نزلة البرد نزلة البرد عبارة عن التهاب فيروسي يطال الجهاز التنفسي العلوي، وخاصة الحلق والأنف. وغالباً لا تسبب بمضاعفات صحية خطيرة، إلا أنها حالة مزعجة. وبعد ما بين يوم أو 3 أيام، من التعرض لأحد فيروسات نزلة البرد، تبدأ الأعراض بالظهور، والتي تشمل سيلان أو انسداد في الأنف، تهيج أو ألم في الحلق، سعال، عطس، احتقان في أجزاء الجهاز التنفسي العلوي، صداع مع إجهاد وألم في أجزاء من عضلات الجسم، زيادة دمع العين، وارتفاع خفيف في حرارة الجسم، أي أقل من 38,8 درجة مئوية .
وخلال مراحل نزلة البرد الفيروسية، قد تظهر إفرازات أنفية شفافة أو صفراء أو مائلة إلى اللون الأخضر. ولذا فإن تغيرات اللون تلك لا تعني بالضرورة حصول التهابات بكتيرية تكون بحاجة إلى تناول مضاد حيوي. ويظل ما يُميز نزلات البرد عن الأنفلونزا الموسمية، هو أن حرارة الجسم لا ترتفع بشكل كبير وأن التعب والإجهاد فيها ليس شديداً. والجيد في الأمر، أن الأعراض تزول خلال ما بين أسبوع إلى أسبوعين. ولو لم تعد الأمور إلى طبيعتها في الجهاز التنفسي خلال تلك المدة، فمن الضروري مراجعة الطبيب لمعالجة احتمال حصول مضاعفات التهابات بكتيري، فوق الفيروسي، إما في الرئة أو الجيوب الأنفية أو الأذن.
* الأطفال وكبار السن ومن الطبيعي أن يتعرض الأطفال الرضع والصغار، في سن ما قبل الذهاب إلى المدرسة، لتكرار الإصابة بنزلات البرد، لأن هناك أكثر من 200 فيروس قادر على إصابتهم، وجهاز مناعة أجسامهم لم يتعرف بعد على تلك الفيروسات ولم تتطور قدراته لمقاومة غالبية تلك الفيروسات.
إلا أن هذا ليس السبب الوحيد في كثرة إصابات الأطفال الصغار، بل إن لقضاء الأطفال وقتاً طويلاً مع غيرهم، ممن قد يكونون مُصابين بنزلة برد، دور في سهولة انتقال العدوى إليهم، خاصة إذا ما علمنا أن الطفل بذاته لا يعتني ولا يهتم بتكرار غسل يديه، أو بأهمية تغطية فمه أو أنفه حال العطس أو السعال.
لكن مع تطور مناعته، ومع تعويده على تكرار غسل يديه وتغطية أنفه وفمه عند العطس أو السعال، تخف تدريجاً الإصابات بنزلة البرد لدى الطفل. إلا أن المرء، في أي عمر، يبقى عرضة لتلك النزلات في حال وجود بيئة مناسبة في أغشية بطانة أجزاء الجهاز التنفسي العلوي، كما في حالات الحساسية. أو حال تدني قدرات جهاز المناعة، كما في سوء التغذية أو قلة تناول الخضار والفواكه الطازجة، أو ما بعد التعرض للتوتر والإجهاد البدني أو النفسي، أو حينما تكون لديه أحد الأمراض المزمنة المؤثرة على المناعة، كالسكري أو الفشل الكلوي، أو نتيجة تناول بعض من الأدوية، أو خلال الحمل وما بعد الولادة، أو غيرها.
ولأسباب بيئية وسلوكية، تكثر الإصابات بنزلات البرد في المناطق المعتدلة والباردة خلال فصلي الخريف والشتاء. أما في المناطق الاستوائية أو الحارة، فترتبط في الغالب تلك الإصابات بموسم هطول الأمطار أو كثرة التعرض لتقلبات البرودة والحرارة فيما بين داخل المنزل المكيف وخارجه.
* مضاعفات محتملة غالباً ما تزول نزلة البرد دون التسبب بأي مضاعفات. لكن بعضاً من الأطفال أو كبار السن، أو حتى الأصحاء من البالغين، عُرضة للمعاناة من بعض المضاعفات. وكل المضاعفات تحتاج متابعة ومعالجة من قبل الطبيب، لذا من المُجدي معرفتها ومعرفة علامات حصولها.
-التهاب الأذن الوسطى، وهي أحد أكثر المضاعفات حصولاً. والأذن الوسطى هي تلك المنطقة التي تقع خلف الطبلة. وقد تدخل إليها فيروسات أو بكتيريا، نتيجة للتغيرات التي تُصاحب نزلة البرد في مستوى مناعة الجسم أو في أنسجة أعلى الجهاز التنفسي، وخاصة القناة الموصلة بين الأذن والحلق.
والشكوى الأهم آنذاك هي ألم في الأذن. أو ظهور إفرازات صفراء أو خضراء فاتحة عبر فتحة الأنف، وليس الأذن. أو عودة ارتفاع الحرارة بعد خمود أعراض نزلة البرد. والأطفال الرضع أو الصغار قد لا يستطيعون التعبير عن ألم الأذن. ولا يتم الاعتماد على حركة الطفل في شدّ أو حك أذنه كدليل على وجود أو عدم وجود التهاب فيها. ولذا قد يستمرون في البكاء، أو يبدو عليهم النعاس. وتجب مراجعة الطبيب عند الشك في وجود التهاب الأذن الوسطى. -حساسية الشُعب الهوائية: ولأسباب عدة، منها ما يتعلق بقدرات نفس الفيروس المتسبب بنزلة البرد، أو ما يتعلق بتأثيراته المباشرة وغير المباشرة على جهاز مناعة الجسم وعلى الشُعب الهوائية، أو لوجود مرض الربو بالأصل، يُعاني بعض من الأطفال أو كبار السن من نوبات الربو وضيق مجرى الشعب الهوائية عند إصابتهم بنزلة البرد. وهو ما يتطلب عناية خاصة لفتح تلك المجاري التنفسية وتسهيل شفاء المُصاب.
-التهاب الجيوب الأنفية: قد تُؤدي التغيرات الالتهابية التي تطال أغشية بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية، في نشوء حالة التهاب الجيوب الأنفية. سواءً بالبكتيريا أو الفيروسات.
-التهابات بكتيرية في الجهاز التنفسي: من المحتمل حصول التهاب بكتيري في أجزاء من الجهاز التنفسي، كالحلق أو الحنجرة أو القصبة الهوائية أو الشُعب الهوائية أو أنسجة الرئة نفسها، نتيجة للتغيرات التي تطولها بفعل الفيروسات وتفاعل جهاز مناعة الجسم.
* الوقاية من نزلات البرد لا يُوجد لقاح للوقاية من نزلات البرد، لأن هناك مئات الفيروسات التي قد تتسبب بها. إلا أن بالإمكان فعل عدة أشياء بسيطة وفاعلة جداً في تقليل احتمالات الإصابة بها. ومنها:
-نظّف يديك. من المهم غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وتكرار فعل ذلك، وتعليم الأطفال التعود عليه. أو استخدم السائل الكحولي الهلامي، “جلّ”، لتظيفهما حينما لا يتوفر الماء والصابون.
- حافظ على نظافة أسطح قطع الأثاث أو أجزاء الحمامات أو المطابخ أو مقابض الأبواب، أو سمّاعة الهاتف أو غيرها. وأغسل العاب الأطفال البلاستيكية بعد الفراغ من اللعب بها. خاصة حين إصابة أحد أفراد الأسرة بنزلة برد.
- استخدام المحارم الورقية عند العطس وتنظيف الأنف وبصق البلغم. وتخلص منها سريعاً، بعيداً عن الحجرة. واحرص آنذاك على إعادة غسل يديك. وعلّم الأطفال فعل كل ذلك.
- لا تتشارك مع الغير في كأس شرب الماء أو أدوات الأكل.
- تجنب البقاء طويلاً أو قريباً من المُصاب بنزلة البرد.
- اهتم باختيار مدرسة جيدة لطفلك،من تلك التي تتم فيها العناية بالطفل داخل المدرسة، وغير المزدحمة فصولها الدراسية بالأطفال. والأهم من التي لديها أنظمة صحية واضحة ومرنة في إبقاء الأطفال المُصابين بنزلة البرد في منازلهم حتى زوال العارض عنهم.
- اهتم بتغذيتك، وبتناول الأغذية المنشطة خلال فترة احتمال التعرض لنزلات البرد. مثل العسل، أو شوربة الدجاج، أو الفواكه والخضار العالية المحتوى من فيتامين سي، كالبقدونس والجوافة والفلفل والبرتقال.
- امتنع عن التدخين أو الجلوس مع المدخنين.>
* نزلة البرد متى تلجأ إلى الطبيب؟
تشير الإرشادات الطبية إلى ضرورة طلب الشخص البالغ، المشورة الطبية عند إصابته بنزلة البرد إذا ما كان لديه:
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم يتجاوز مقدار 38,8 درجة مئوية. - ارتفاع في الحرارة مصحوب بتعب وإجهاد شديدين.
- ارتفاع في الحرارة مصحوب بتعرق، أو رجفة، أو سعال مع إخراج بلغم أصفر أو أخضر.
- أعراض لا تتحسن مع مرور بضعة أيام، بل تسوء أو تستمر لأكثر من أسبوع.
وتبدو على الأطفال، بشكل عام، أعراض نزلة البرد أكثر شدة، مقارنة بالبالغين. كما أن احتمالات حصول مضاعفاتها، وخاصة على الأذن، أكبر. ومع ذلك يُمكن غالباً معالجة الأطفال في المنزل، وباستشارة طبيب العائلة. إلا أن من الضروري الإسراع بأخذ الطفل إلى الطبيب إذا ما كان لديه:
- حرارة تتجاوز 39 درجة مئوية.
- ارتفاع في حرارة الطفل مصحوبة بتعرق أو رجفة.
- قيء أو ألم في البطن.
- نعاس وكثرة نوم بشكل غير معتاد من الطفل.
- شكواه من الصداع، إن كان في سن قادر عن التعبير عنه.
- صعوبة في تنفسه، وهو ما على الأم دقة ملاحظته.
- استمراره في البكاء دونما سبب يتعلق بالأكل أو تغيير حفائظه.
- شكواه من ألم في الأذن، أو تحسسه وحكه لها.
- استمرار السعال بشكل متكرر.
* معالجة نزلات البرد.. أشياء مفيدة وأخرى لا جدوى منها لا يُوجد علاج يشفي من نزلة البرد. والمضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات. وما هو متوفر في الصيدليات من أدوية متنوعة، لنزلات البرد، لا يُسرّع في زوال الأعراض، بل قد تكون لها آثار جانبية. والتدخل العلاجي يكون حال حصول أحد المضاعفات. هذه هي النقاط المهمة حول معالجة نزلة البرد. وتحتاج الأدوية المتوفرة لعلاج نزلات البرد إلى مراجعة لجدواها ودواعي استخدامها. ومع العلم بأن إصابة المرء بنزلة البرد تعنى أن الأمر سيستمر حوالي الأسبوع، إلا أنه من غير الضروري أن يظل المرء خلال ذلك الأسبوع في “حالة مزرية” ومعاناة سيئة. وثمة عدة أمور من المفيد والثابت جدواها في تخفيف حدة المعاناة من أعراض نزلات البرد:
- غرغرة بالماء والملح. يقول الباحثون من مايو كلينك إن من المفيد في حالات نزلة البرد غرغرة الحلق بالماء الممزوج بالملح، لأنه يُخفف من ألم الحلق والشعور بالتهيج فيه. وينصحون بإعداد ذلك منزلياً عبر مزج كمية من الملح بما بملء نصف ملعقة شاي، في كوب من الماء الدافئ، بحجم حوالي 240 مللي لتر.
- بخاخ الأنف المحتوي على ماء مملح. وهو ما يتوفر في الصيدليات لتلك الغاية. والفرق بين الغرغرة وغسيل الأنف واضح، لذا يُمكن استخدام مزيج الماء والملح المُعد منزلياً للغرغرة بينما نحتاج إلى محلول طبي للماء والملح حال غسيل الأنف. وغسيل الأنف مفيد للكبار والصغار، ولا يتسبب بتلك المضاعفات التي تحصل نتيجة استخدام بخاخات مضادات الاحتقان.
- تناول الماء والسوائل. ولبعض الباحثين الطبيين عبارة في وصف دور الإكثار من تناول السوائل في تخفيف أعراض نزلات البرد. ومفادها أن عليك شرب الماء كي تُنظف وتطرد الفيروسات تلك من جسمك. والحقيقة أن الماء وعصير الفواكه والشوربة ومشروب الليمون الدافئ المخلوط بالعسل، كلها تُساعد على تخفيف احتقان الأجزاء العلوية من الجهاز التنفسي. كما تمنع حصول جفاف فيها. ومعلوم أن الجفاف في تلك الأجزاء يزيد من المعاناة والألم حال البلع وحال التنفس. لكن من المهم تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، لأنها تزيد من إدرار البول وفقد الجسم للسوائل.
- شوربة الدجاج. ودلت الدراسات الطبية على أن لتناول شوربة الدجاج جدوى في تخفيف أعراض نزلات البرد، دون أن يكون لها آثاراً جانبية. وهي بالأصل آمنة لأنها ليست دواءً. وتعمل عبر طريقين. الأول دورها كمادة مضادة للالتهابات ومخففة من حدة التفاعلات غير المنضبطة لخلايا الدم البيضاء حال حصول نزلات البرد، ما يُخفف من حدة الأعراض المُصاحبة لها. والثاني عبر تسهيلها سرعة حركة المواد المخاطية المرطبة للأغشية الداخلية المبطنة للأنف والجيوب الأنفية، ما يعمل على تسهيل ترطيبها ومنع الالتصاق المباشر للفيروسات بتلك الأنسجة. ودلت دراسات جامعة نبراسكا الأميركية على أن لا فرق بين تناول شوربة من الدجاج الطازج أو الشوربة المعلبة المعدة سلفاً لمرق الدجاج.
- ترطيب المنزل. ومما هو ثابت علمياً أن فيروسات نزلة البرد تنشط في الأجواء الجافة، ولذا تنتشر الإصابات في الشتاء. كما أن جفاف هواء المنزل يُؤدي إلى جفاف أغشية بطانة الجهاز التنفسي. ولذا فإن الاهتمام بترطيب هواء المنزل، باستخدام جهاز ترطيب الهواء humidifier ، أحد الوسائل المفيدة في تخفيف حدة المعاناة من نزلة البرد. مع الحرص على نظافة الجهاز وتغيير الماء فيه.
- الراحة. احرص على البقاء في المنزل وعدم الذهاب للعمل، كي تنال قسطاً من الراحة البدنية المساعدة في تنشيط مناعة الجسم وتسهيل قضاءه على الفيروسات. ولكي أيضاً تمنع إصابة الغير بالفيروسات تلك، خاصة لو كان لديك ارتفاع في حرارة الجسم أو سعال. وهما سببان كافيان للتغيب عن العمل والراحة في المنزل، حال الإصابة بنزلة البرد.
- مسكنات الألم. عند حصول ارتفاع في حرارة الجسم، أو ألم في الحلق أو صداع، يلجأ البعض إلى تناول أحد حبوب بانادول أو تايلينول كمسكن للألم وخافض للحرارة. وهذا وإن كان مفيداً لتلك الغاية، إلا أنه من المشكوك فيه أن يُفيد في الحالة برمتها، أي لنجاح قضاء الجسم على الفيروسات. كما أن لهذه الأدوية تأثيرات على الكبد، خاصة منْ لديهم أمراض فيه، أو عند تناول جرعات عالية منها، أو لدى الأطفال. ويجب الحذر تماماً من إعطاء أسبرين للأطفال ما دون سن 12 سنة. وهناك أطفال يحتاجون دون غيرهم إلى تناول خافض الحرارة نتيجة لاحتمال حصول “تشنج الحمى” أو لارتفاعها بدرجة شديدة.
- مضادات الإحتقان. أولاً يجب عدم استخدام مضادات الاحتقان، سواءً كحبوب أو شراب أو بخاخ في الأنف، لمدة تزيد عن 3 أيام، لأن استخدامها لأطول من هذه المدة، أو تناول كميات كبيرة منها، قد يتسبب بجفاف في الأغشية المبطنة للجهاز التنفسي العلوي. ما قد يتسبب بمزيد من المضاعفات والمعاناة. ومن المهم التنبه إلى أن الواجب عدم استخدام الأطفال لأي قطرات أو بخاخ في الأنف يحتوي أدوية مضادة للاحتقان. كما يجب مراعاة تناول هذه الأدوية من قبل مرضى اضطرابات نبض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو مرضى السكري، نظراً لآثارها الجانبية.
- “شراب الكحة”. تشدد الكلية الأميركية لأطباء الصدرية في إرشاداتها على ترك عادة تناول “شراب الكحة” عند الشكوى من سعال نزلات البرد. والسبب ببساطة أنها لم تثبت جدوى في التغلب عليه أو زواله. وتحذر أيضاً على وجه الخصوص، من تناول الأطفال ما دون سن 14 سنة لأي منها. كما تحذر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة من إعطائها للأطفال ما دون سن سنتين، نظراً لارتفاع احتمالات حصول آثارها الجانبية نتيجة لعدم إمكانية ضبط تناول الكمية الآمنة منها. وتذكر الهيئات الطبية بأن السعال المُصاحب لنزلات البرد قد يستمر عادة لمد أسبوعين. ومن المهم معالجته على حسب سببه تحت الإشراف الطبي. أي إما بالمضادات الحيوية إن كان السعال نتيجة التهاب بكتيري مُصاحب للفيروسي، أو بموسعات الشُعب الهوائية إن كان السعال أحد مظاهر حساسية مجاري التنفس.
- المضادات الحيوية. لا تُفيد المضادات الحيوية إلا في القضاء على البكتيريا. ونزلات البرد هي نتيجة للإصابة بالفيروسات. ولذا ينصح الباحثون مايو كلينك بتجنب سؤال الطبيب وصف مضاد حيوي لهم حال الإصابة بنزلة البرد. كما قد يُؤدي استخدام المضاد الحيوي الخطأ أو تكرار ذلك إلى نشوء زيادة في قوة مقاومة البكتيريا لتلك المضادات الحيوية، ما يجعل من تناولها عديم الفائدة عند احتياج المرء إليها!.
- مضادات الهيستامين. مثل كلارتين أو غيرها. ونتائج الدراسات الطبية غير جازمة بجدواها لكل الناس وفي حالات نزلات البرد المعتادة. وربما يكون البعض بحاجة إليها إذا كانت ثمة حساسية. ولذا يتم تناولها تحت الإشراف الطبي.
- فيتامين سي. لا تشير مجمل نتائج الدراسات الطبية حول استخدام فيتامين سي ونزلات البرد إلى جدوى واضحة منه، لا في جانب الوقاية من نزلات البرد ولا في جانب معالجتها. وربما الأكثر استفادة هم منْ يتعرضون لإجهاد بدني شديد عند تناولهم بشكل يومي كمية 200 مللي غرام للوقاية.
- أدوية الزنك. والمقصود ليس الزنك الموجود في الغذاء، بل ثمة حبوب للمص أو بخاخات للأنف تحتوي الزنك. ونتائج الدراسات حولها متضاربة وغير جازمة بأي جدوى منها. وقد تتسبب حبوب المص بطعم سيء في الفم والحلق، وغثيان. كما يجب الحذر من أن بخاخات الأنف المحتوية على الزنك قد تتسبب بفقد حاسة الشم للأبد>