دار أوبرا سيدني، في أستراليا مبنية من الخرسانة وكابلات فولاذية لمنع التشقق وهو من أجمل مسارح العالم وصممه المهندس الدنماركي جورن اوتزن في عام 1974 بتكلفة 100 مليون دولار.
بزغت فكرة بناء دار للاوبرا في ذهن أحد الموسيقيين البريطانيين المرموقين وهو Eugene Gossens والذي تعود أصول عائلته لبلجيكا. وتم دعم الفكرة من قبل السياسي Cahill وأستاذ كرسي العمارة بجامعة سيدني البروفسور Ingham Ashworth. وقد عمل الموسيقي المذكور بالولايات المتحدة الأمريكية في السابق واعتقد بفكرة أن دار الاوبرا ليست حكرا للنخبة من المجتمع بل يمكن ان تكون للعامة من الناس وأن تشكل محورا لاهتمامهم. وبدلا من أن تكون الصالات صغيرة يمكن بناء دار للاوبرا لتتسع لأعداد تتراوح بين الثلاثة والاربعة آلاف. وبعد وصوله لاستراليا شغل هذا الموسيقي منصب مدير اوركسترا سيمفونية سيدني في العام 1946 وبدأ يعمل بمساعدة مؤيديه على تحقيق هذا الهدف. وفي العام 1953 أعلن Cahill أن سيدني بحاجة إلى دار للاوبرا وأعلن عن اجتماع عام في العام 1954. وتم انتخاب لجنة في العام 1955 والتي اختارت الموقع المناسب لتصميم دار تحتوي صالتين تتسع احداهما إلى 3500 شخص والأخرى تتسع 1200 شخص. وتم الاعلان عن مسابقة عالمية لتصميم دار للاوبرا وتم تعيين أربعة محكمين معماريين منهم Ashworth بالإضافة إلى Leslie Martin الذي صمم Royal Festival Hall بلندن وكذلك الأمريكي Saarinen. وقد كان الهدف من المسابقة اختيار المعماري والتصميم الفائز على حد سواء. وكان التركيز في التقييم على طبيعة معالجة القاعتين الأهم في المبنى كله واللتين تقام فيهما العروض الموسيقية. وكان التحدي في المسابقة هو تعدد الوظائف المطلوبة بالإضافة إلى القاعتين. فهناك قاعات اجتماعات وقاعة مراجعة وتسميع ومرافق ترفيهية كمطعم وأخرى صحية وخدمات. أما التحدي الأكبر فكان في إيجاد فراغ للقاعتين يتمتع بميزات الصوتيات ويراعيها لأهميتها في مبنى من هذا النوع. بمعنى أنه ليس جماليا كفراغ داخلي فحسب بل ويعمل على التقليل من مشاكل الصدى الصوتي مما قد يؤثر في العروض الموسيقية بدرجة كبيرة. وعلى الرغم من صعوبة المشروع فقد دخل المسابقة 933 معماري وشركة استشارية عالمية. إلا أن الذين قدموا المشاريع للمسابقة لم يزد عددهم عن 230 فقط. وبالنتيجة أعلن في العام 1957 أن المشروع الفائز بالمسابقة هو المقدم من قبل المعماري الدنماركي Jorn Utzon. ومن المثير والطريف معا أن المشروع الفائز قد تم استبعاده في المرحلة الأولية للتقييم من قبل لجنة التحكيم إذ لم تكن الرسومات المقدمة مغرية, فقد كانت عبارة عن رسومات بسيطة وكروكيات أولية. ويحكى أن أحد أعضاء لجنة التحكيم جاء لأحد جلسات تقييم المشاريع المقدمة للمسابقة متأخرا فوقع بصره على كومة من المشاريع الملقاه جانبا والتي تم استبعادها من الجولة الأولى فلفتت هذه الرسومات الأولية البسيطة اهتمامه, فاستخرج المشروع من تلك الكومة وأعاد عرضه على اللجنة التي أوصت لاحقا بعد دراسة ملية أن هذا المشروع سيكون من أعظم المشاريع للقرن العشرين. ويا لطرافة القدر وعجيب الصدف إذ أن المظاهر قد تخدع أحيانا!.
منظرا من داخل الاوبرا