التفاصيل الكاملة لاحداث الكنيسة وقت وقعها يرويها اهالي الضحايا الذين نججوا من الانفجار بالعناية الالاهية فقط حيث قاموا بسرد تفاصيل الحادث الاليم الذي الم بهم وقت دوي الانفجار وحالة الهرج والمرج التي سادت المكان وكيف فقدوا كل عزيز عليهم
المقدس: جرجس فكرى ،عم مريم فكرى، 22 عاما كان ذلك فى تمام الساعة الثانية عشرة بالطابق الثانى بالكنيسة، وبعد قيامنا بتبادل التهانى والمباركات لقدوم السنة الجديدة والعيد كانت مريم بجوارى تقف بين أسرتها وصديقاتها ثم مر الوقت وقمنا بالنزول للطابق الأرضى، وتابع: «فى لحظات معدودة أنطلق الانفجار وشعرنا لحظتها بالكنيسة تهتز ويتراشق زجاج نوافذها وسريعا ما اختلطت الدموع والصرخات بالدماء والأشلاء والجثث، ثم فقدت الوعى لحظتها ولم أدر بنفسى إلا بالمستشفى، لم أحزن على نفسى ولو للحظة ولكن دموعى لن تجف على مريم ابنة أخى،
سامى فرج، 55 عاما، والد الضحية بيتر،17 عاما، قد سبقت ابنى وخرجت من الكنيسة قبل الانفجار بنصف ساعة بناء على طلبه،مؤكدا أنه قال له سوف أظل حتى النهاية لأعود مع أصدقائى، ويا ليتنى ما تركته يواجه هذا المصير بمفرده، شعرت بأن ظهرى انقسم لما سمعت الخبر المشئوم هو كان سندى فى الدنيا.
والدة مايكل عبد المسيح، 22 عاما، التى روت مأساتها قائلة: كنا بنجهز لطفليه ملابس العيد، أصبحنا نجهز لهم كحكا وقرصا يفرقوها على قبر والدهم.
واضافت والدة مايكل، قائلة: لم أشعر بنفسى فور العلم بالخبر، حيث إنى علمت الخبر عن طريق نشرة الأخبار بالتليفزيون المصرى، وعلى حد قولها خرجت بالجلابية البيتى أصرخ وأنادى على ابنى، ولكن الجيران منعونى خوفا من حدوث انفجارات أخرى متلاحقة.
يروى المقدس جرجس، شقيق صموئيل ميخائيل إسكندر، الذى راح ضحية الحادث، وقت الانفجار كنت بالطابق الثانى أقوم بمصافحة أبونا بعد ختام القداس والصلاة وسمعت صوتا قويا واندفاع زجاج النوافذ وكان أخى قد سبقنى للطابق الأرضى حتى نخرج سويا».
ويضيف: «أحمد الرب إنه نجانى من الموت وخرجت بأعجوبة حتى أشعر بالآلام حرقتى على أخى الذى اغتالته الأيادى الإرهابية الكافرة التى لا تعرف معنى دور عبادة، منهم لله، شردوا أبناءه وحرقوا قلبنا عليه وعلى كل الضحايا».
صرخات مدوية صاحت بها والدة هناء يسرى زكى، 23 عاما، التى راحت ضحية الانفجار، والتى ظلت قابعة أمام ملابس العيد الخاصة بابنتها فى ذهول وصدمة.
تقول والدة هناء: تسمرت قدماى ولم أتصور أن يكون تعبى، وشقائى طوال السنين الماضية فى تربية هناء راحت ضحية لتفجيرات غاشمة اقتلت فرحتنا وكسرت نفسنا فى أيام مباركة، حيث إنها كانت تعمل وتوفر مصاريف لتساعدنا فى المنزل، خاتمه حديثها، لن أنسى وجه هناء الملائكى.
المقدس سليمان سعد والد الضحيتين سميرة، 25 عاما وسونيا، 54 عاما، الذى ظل يعدو وينادى «بناتى روحتوا وسيبتونى وحيد، منهم لله الظلما اللى سرقوا فرحتنا».
وأضاف سعد حديثه قائلا: لم أصدق أن بناتى الكبيرة والصغيرة ضاعوا فى لحظات، حيث إنهما كانوا يستعدون للاستقبال العيد والاستعداد لحفل عرس أحد أقاربنا فى ذلك الأيام، وضاعت أحلام أسرتنا الصغيرة.
«يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» هذا ما قاله المقدس زكى جحا، والد الضحية محب، 38 عاما، الذى أكد أن نجله لديه زوجة وأطفال سوف يواجهون الدنيا، التى راح فيها والدهم فى حادث مشئوم كيف يعيشون دونه، مؤكدا هو كان العائل الوحيد لنا، خاتما حديثه فامن سيعولانا من بعده.
«تمر بنا بعض الأحيان لحظات نتمنى فيها لو لم نكن ولدنا أصلا، عندما نشعر بالوحدة والغربة فى وسط الأهل والأحبة، نحن بينهم بأجسادنا وهم معنا بأجسادهم ولكن مشاعرنا وأحاسيسنا فى وادٍ، ومشاعرهم وأحاسيسهم فى وادٍ آخر يفصله عنا أوديه من اللااهتمام واللامبالاة وعدم الاعتراف بأحقيتنا وحاجتنا للإحساس والشعور»، هذه هى الرسالة التى تركتها الضحية ماريا مرقص وسردها لنا عم مرقص شنودة والدها، الذى تحدث معنا بمرارة شديدة تطفو على وجهه الغاضب، الذى يملئوه الحزن والأسى، ليعبر عما بداخله، بدءا حديثه معنا قائلا: الله يرحمك يا ابنتى، ودمك أنتى وأخواتك مش هيروح هدرا، سوف ننتظر القصاص وعدالة السماء لنقتص من الإرهابيين.
دعوا الأولاد يأتوا إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هولاء ملكوت السماوات» هذا ما قالته والدة مينا وجدى فخرى، 12 عاما، والذى راح ضحية الحادث الغاشم، مؤكدة أن هذه الجملة هى إحدى آيات الكتاب المقدس «الإنجيل»، والتى كانا يرددها طفلها قبل ذهابهما إلى القداس فى الكنيسة.
وتواصل والدة الضحية حديثها، قائلة: خرج معى مينا للذهاب للقداس وظل يقبلنى ويحتضننى وكأنه يودعنى، حيث إنى شعرت بقبضة فى قلبى ولكنى تلافيتها سريعا، وذهبنا لكنيسة وحضرنا القداس وعند قدوم الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة صاحت الصرخات.
صمتت قليلا، ثم استمرت فى البكاء وقالت: وجدت ابنى أشلاء رأسه مفصولة عن جسده،ربنا ينتقم من اللى عمل كده، خاتمة حديثها: «لن أنسى براءة مينا وطيبته».
تركنا أهالى القتلى والتقينا المصابين الذين أنقذتهم العناية الإلهية من الموت المحقق، وكان أولهم مارينا وماريان فوزى جابر مصابين بحروق وشظايا من القنبلة، وهما أشقاء المجنى عليها تريزا، 54 عاما، التى عثر على جثتها مقطعة إلى أشلاء، والذين قالوا: نحن بحالة من الدهشة والذهول ولم نصدق ما حدث ولم نتصور للحظة أننا سوف نكون ضحايا عملية إرهابية قذرة تستهدفنا جميعا كمصريين.
استمرت ماريان فى البكاء والعويل من حزنها على وفاة شقيقتها الكبرى وآلام جسدها المرعبة من شدة الجروح وصمتت معبرة عن غضبها من بشاعة الحادث.
بينما واصلت مارينا شقيقتها حديثها، قائلة: «لم أدر بنفسى إلا بعد انتشالى من موقع الحادث إلى المستشفى، وربنا كتبلنا عمر جديد أنا وأختى ماريا ولكن ما يحزننى ويجعلنى أتمنى الموت هو وفاة أختى الكبيرة واستغاثتها لى وهى تصرخ ثم وجدتها أشلاء تتناثر فى كل مكان وكأنى أشاهد فيلم سينما.
«ماما يا ماما، الحقينى أيدى ووجهى يوجعنى» هذا النداء وجهته الطفلة كريستين، 8 سنوات، التى أصيبت بشظايا وحروق بوجهها وجسدها من جراء الحادث الأليم إلى والدتها أثناء تلقيها العلاج، لنرى مشهدا دراميا ترويه الطفلة لـ «الشروق».
وببراءة شديدة عبرت كريستين عن الحادث قائلة: «أنا كنت مع ماما بصلى فى الكنيسة، وفجأة لقيت صوت البمب بيفرقع جامد، وبعد كده اتعورت وشوفت لحم الناس، متقطع على حد قولها وأنا بأدعى علشان أنجح فى امتحان نصف السنة، «خاتمه حديثها» أنا بشكر ربنا إنه نجانى ونجى ماما وبابا».
فى قصة أخرى تدمى القلوب «تزوجت منذ 30 عاما وعجزت عن الإنجاب لمدة 15 عاما، طافت خلالهما على جميع الأطباء، وأنفقت وزوجها ثروتهما على العلاج أملين فى الإنجاب، ورزقهم الله بالطفلة مريم، 12عاما، إحدى الضحايا، هذا ما قصته علينا جاكلين منير والدة الضحية.
وتقول جاكلين: تعب السنين وشقائى أنا ووالدها اغتالها أيادى الإرهاب الآثمة، فور خروج طفلتى أمام الكنيسة تلهو وتلعب وتنتظرنى انفجرت القنبلة واغتالت ابنتى التى قومت بتجميع أشلائها فى شال كنت أرتديه تلطخ بدمائها الطاهرة، خاتمه حديثها: «اختارك الله لتكونى عروس السماء الصغيرة.
«فجأة سمعنا صوتا قويا وشعرنا بزجاج نوافذ الكنيسة ينكسر، وأشلاء جثث ورءوس أطفال تتناثر فى كل مكان» ثم وجدنا صوت القنبلة يعلو المكان، ثم شعرنا بقوة جاذبية شديدة وكأن شيئا يسحبنا إلى أسفل» هذا ما قاله حربى بولس، أحد المصابين، الذى أضاف كلمة يارب أحفظنا كانت على لسان كل الضحايا، وبعد ذلك لم أدر بشىء سوى بالمستشفى».
ويواصل بولس حديثه: «هذا الحادث جرح غائر فى صدر الوطن كله وليس نحن الأقباط فقط، مشيرا إلى أن جيرانى المسلمين، وعلى رأسهم الحاج محمد عوض جاء لى ليطمئن علىّ أنا وأسرتى، كلنا مسيحيون ومسلمون ضد الإرهاب، ولم يقدر أحد على إشعال فتيل الفتنة بيننا.
وفى النهاية ختموا الجميع أحاديثهم بأن الأمل يولد من رحم المعاناة، وأننا سوف نظل أمة واحدة على تخطى مثيرى الفتن ومرتكبى الحادث الإرهابى الغاشم.