تونس تعيش أجواء الحداد علي أرواح ضحايا الثورة

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت مقتل 78 مدنيا وإصابة 94 آخرين إضافة إلي "العديد من الوفيات" في صفوف رجال الأمن ومن بين الضحايا بالطبع محمد البوعزيزي الذي أقدم علي الانتحار حرقا بسبب تعنت الشرطة معه وكان ذلك بمثابة الشرارة التي اطلقت الثورة.

وقد ذكرت والدة الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أقدم علي إحراق نفسه في خطوة ألهبت احتجاجات عارمة توجت بخلع الرئيس زين العابدين بن علي انها فخورة بما قام به ابنها فيما ذكر شقيقه انه رفض عرضا لبيع عربة البوعزيزي الكارو ب 10 آلاف يورو من رجلي اعمال خليجيين.

كان محمد البوعزيزي قد اقدم علي احراق نفسه بعد رفض السلطات المحلية في منطقة سيدي بوزيد منحه ترخيصا لبيع الخضار علي عربة كارو ليتكسب منها في ظل عدم عثوره علي فرصة عمل رغم كونه جامعيا وهو ما اشعل الثورة التونسية في جميع انحاء البلاد.

في الوقت نفسه. أعرب المعارض التونسي مصطفي بن جعفر عن تشككه في الحكومة الانتقالية في بلاده لاسيما أنها تضم العديد من أتباع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. مشيرا إلي أن هذا الأمر كان السبب وراء انسحابه من الوزارة بعد أن كان مرشحا لحقيبة الصحة.

وأوضح بن جعفر أنه عرف أثناء عرض الحكومة الجديدة الأسماء الأخري في الوزارة مشيرا إلي أن هذه المسألة لم يتم بحثها قبل ذلك معربا عن إحباطه ازاء فوات فرصة تشكيل حكومة جيدة وقادرة علي العمل .

ورأي بن جعفر أن بلاده بحاجة في الوقت الحالي لحكومة تكنوقراط بعيدة عن النظام القديم ويكون أهم واجباتها هو إعادة الحياة إلي طبيعتها وفتح المدارس وكسب ثقة المستثمرين مرة أخري ووضع أسس الديمقراطية لقطع الطريق علي عودة الأمور لما كانت عليه.

وعن رأيه في السبب وراء أعمال العنف والسلب والنهب التي شهدتها تونس في أعقاب سقوط نظام بن علي قال بن جعفر إن العصابات التي تقوم بترهيب الشعب منذ هروب بن علي لها هدف واحد يتمثل في زعزعة استقرار البلاد من أجل تبرير عودة بن علي.

من ناحية اخري. أكد التليفزيون الرسمي في تونس ان البنك المركزي أصبح الآن يسيطر علي بنك الزيتونة الذي يملكه صخر الماطري زوج ابنة الرئيس السابق زين العابدين بن علي وتقول القيادة الجديدة في تونس إنها ستحقق مع من كونوا ثروات طائلة خلال حكم بن علي.

وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من إلقاء القبض علي 33 من أقارب بن علي بتهمة ارتكاب جرائم في حق الأمة ومصادرة املاكهم حيث عرض التليفزيون لقطات قال إنها مشغولات ذهبية ومجوهرات مصادرة
.
وفي إطار القرارات المعلن عنها فيما يخص فصل الدولة عن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا. أوصت حكومة الوحدة الوطنية في اجتماعها أمس باتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لاسترجاع العقارات والمنقولات التي تعود ملكيتها الي الدولة والموضوعة علي ذمة مختلف هياكل الحزب.

من جانبها ذكرت صحيفة تليجراف البريطانية أنه في الوقت الذي انتهت فيه الاحتجاجات التونسية من مهمتها في التخلص من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. بدأت الان هذه الاحتجاجات في التوجه صوب المسئولين التونسيين الذين ساعدوا أقارب الرئيس المخلوع وعائلة الطرابلسي في الهروب إلي خارج البلاد.

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير لها الي أن تحول الاحتجاجات التونسية يأتي في أعقاب إحباط الجماهير التونسية لمحاولة أحد أقارب عائلة الطرابلسي للهروب علي متن طائرة خاصة إلي خارج البلاد
ولفتت الصحيفة الي ان مسئولي الحكومة السابقة والذين كانوا يدينوا بالولاء للرئيس المخلوع اعتلوا الان أكبر المناصب الحكومية مشيرة إلي فؤاد المبزع الرئيس المؤقت ومحمد الغنوشي الذي يترأس الحكومة حاليا وكانا من قيادات حزب بن علي.

وقد اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ما حدث في تونس كان نتيجة حتمية لشعور جيل كامل من الشباب بالضياع إثر سلسلة من الانتكاسات والاحباطات التي دفعت به إلي الثورة علي نظام حكمه .

وأضافت الصحيفة ان الشباب التونسي قد نما وتربي في عالم من الخوف فضلا عن ضرورة ان يكون ذا صلة بأي من أقارب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي حتي يتسني له الحصول علي فرصة عمل.