تصاعد التوتر في لبنان خلال المظاهرات التي ينظمها حاليا أنصار تيار المستقبل في طرابلس بشمال لبنان وبعض مناطق بيروت، حيث قام المتظاهرون بحرق إطارات السيارات وقطع الطرق. كما هاجموا سيارة البث الخاصة بقناة الجزيرة.
كان الإضراب قد بدأ منذ صباح اليوم في طرابلس حيث أغلقت المدارس والمصارف والجامعات والمحال التجارية، في حين بدت حركة المرور خفيفة جدا باستثناء مرور المواكب السيارة التي تحمل الأعلام اللبنانية وصور سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال، زعيم تيار المستقبل، وذلك وسط اجراءات أمنية اتخذتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية أن ذلك يأتي استجابة لدعوة تيار المستقبل بأن يكون اليوم الثلاثاء هو "يوم الغضب" احتجاجا على تسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الوزراء من جانب المعارضة.
وبدأ التجمع منذ ساعات الصباح الأولى في ساحة النور في طرابلس. وأخذت الوفود الشعبية في الوصول الى الساحة للمشاركة في "يوم الغضب" الذي دعا اليه تيار المستقبل وأنصاره، ورفع المعتصون الاعلام اللبنانية واعلام تيار المستقبل وصور الرئيس سعد الحريري واليافطات التي كتب عليها "طرابلس لن تقبل باسقاط المحكمة الدولية"، وردد المتظاهرون هتافات مطالبة بعزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن ترشحه. كما تجوب شوارع المدينة إذاعات جوالة محملة على سيارات بيك آب تبث اغاني وطنية.
وذكرت الوكالةأن المتظاهرين من أنصار تيار المستقبل في عكار شمال لبنان قطعوا عددا من الطرقات الرئيسية والفرعية بعدما أشعلوا النار في اطارت السيارات وسط الطريق.
وفي بلدة الشيخ عياش أقدم المتظاهرون على قطع الطريق باطارات السيارات المشتعلة فعطلوا حركة العبور بين لبنان وسوريا عبر نقطة العبودية الحدودية.
يذكر أن طرابلس بشمال لبنان تعد أحد معاقل تيار المستقبل، حيث تقيم بها النائبة بهية الحريري شقيقة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.
من جانبه أكد أحمد فتفت النائب في البرلمان اللبناني في حديث الى اذاعة "صوت لبنان-الحرية والكرامة"، أن تحرك اليوم هو تحركا سلميا وتعبير لرفض تيار المستقبل والمواطنين للانقلاب الذي قام به الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله".
وحمل فتفت نصرالله "المسئولية لأنه يريد أن يفرض على لبنان رئيسا للحكومة لا ينسجم مع الواقع وهو يتصرف وكأنه أعلى من المؤسسات ومن رئيس الجمهورية". ودعا فتفت المواطنين ولا سيما في الشمال الى "التعبير عن رأيهم في شكل حضاري"، كما وجه فتفت نداء الى ميقاتي دعاه فيه "للعودة الى ضميره لأنه يستعمل كأداة لفتنة سنية - سنية".
من ناحية أخرى حصل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق والنائب الحالي نجيب ميقاتي على تأييد 65نائبا لبنانيا من 128 يشكلون اعضاء البرلمان حتى الان. لترؤس حكومة جديدة. ويواصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاستشارات التي بدأها الاثنين مع النواب بهدف تسمية رئيس جديد للحكومة.
وشارك ميقاتي والنائب أحمد كرامي صباح اليوم باسم "كتلة التضامن" في الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتسمية رئيس الحكومة الجديدة.
وبعدما أعلن النائب أحمد كرامي أن الكتلة سمت ميقاتي، تحدث الى الصحفيين قائلا "أوجه نداء الى أهلي في طرابلس بصفتي نائبا عنها ادعوهم فيه الى ضبط النفس وعدم الانجرار الى اي إشكال مهما كان نوعه، بالامس قلت إنني أمد يدي الى الجميع واتعاطى مع الجميع، لن أدخل في جدال عما اذا كان ما يحصل مخططا له او هو تحرك عفوي، ولكن مهما حصل فان سعد الحريري سيبقى أخا وصديقا لي، ونحن أبناء طائفة وملة واحدة".
فى موازاة ذلك قام أنصار التيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشيل عون المتحالف مع حزب الله، بتعليق لافتات تأييدا لميقاتي في بعض المناطق اللبنانية.
|