احتجاجات يوم الغضب، للتنديد بالأوضاع المعيشية والفساد، بالإضافة إلى حجب موقع "تويتر".. كما تابعت نزول الجيش اللبنانى إلى الشارع لفض المظاهرات بين مؤيدى كل من "سعد الحريرى" و"حزب الله".
وفى "90 دقيقة" قال الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع"، إن "أى تسفيه لمشاعر الشباب فى (يوم الغضب) هو خطأ يرتكب فى حق البلد، كما أن أى تسفيه لمطالبهم هو خطأ يرتكب فى حق رجال الأمن الاجتماعى فى مصر، والحديث عن وجود قوى سياسية دعت إلى هذه المظاهرات هو إنكار لما هو موجود فعلاً".
90 دقيقة.. انتقادات للحكومة لتجاهلها أحداث "يوم الغضب".. و"رفعت السعيد": لا حل إلا برحيل النظام كله.. و"خالد صلاح": التسخيف من مظاهرات يوم الغضب إصرار على "العمى".. و"الجعارة": هناك استعلاء وغطرسة من الحكومة على الشعب.. و"هجرس": حكومة نظيف لن تستقيل مهما حدث.. و"طارق حسن": وزيرة الخارجية الأمريكية "بتصطاد فى المية العكرة"
أهم الأخبار
- مظاهرات غضب فى القاهرة والجيزة وبعض المحافظات، والآلاف يعلنون اعتصامهم بميدان التحرير؛ للمطالبة بإصلاحاتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية، والداخلية تناشد المتظاهرين عدم الانسياق وراء شعارات زائفة، وإصابة عدد من قوات الشرطة وبعض المتظاهرين، فى حين حاول المتظاهرون اقتحام البرلمان، إلا أن الأمن ردَّ على تلك المحاولات بالقنابل المسيلة للدموع والمياه، وفى نفس السياق أصدرت الداخلية بيانًا تتهم فيه الإخوان المسلمين وكفاية و6 أبريل بإثارة الشغب.
وأشار الزميل الصحفى سامى عبد الراضى، فى مداخلة هاتفية، إلى أن أربع محافظاتٍ فقط لم تشهد ثورة الغضب، وهى الوادى الجديد والأقصر والبحر الأحمر وأسوان، مضيفًا: "أما باقى المحافظات فشهدت احتجاجات ومظاهراتٍ مختلفة من حيث الأرقام والأعداد، وتوحدت مطالب وأهداف هذه المظاهرات".
وأكد جمال حسين، نائب رئيس تحرير الأخبار، فى مداخلة هاتفية: "حتى الآن لم يتم القبض على أحد من مثيرى الشغب فى المظاهرات، بالرغم من الأعمال التخريبية التى أحدثوها وهى جريمة ويجب أن يُسألوا عنها".
وفى نفس السياق قال رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، فى مداخلة هاتفية، ردًا على سؤال الإعلامى معتز الدمرداش حول عدم مشاركة الحزب فى مظاهرات يوم الغضب: "إن الحزب لم يشارك لأن غالبية رجاله مقبوض عليهم الآن، وفى البداية اعترضنا على اختيار هذا اليوم للغضب لأنه يوم لأبطال الشرطة واقترحنا أيامًا أخرى للتظاهر، وأعطينا الفرصة للزملاء لمن يريد أن يتظاهر، والمتابعين سوف يجدون مذاق اليسار فى هذه المظاهرات، وهذا المظاهرات حضارية وهى درس للأمن ليثبت لهم أن المصريين يتظاهرون بتحضر".
وأضاف السعيد "نحن أمام حكومة فقدت عقلها وآن لها أن ترحل"، متسائلاً: "هل من الإصلاحات الاقتصادية أن تصدر الحكومة قرارات تؤكد على خدمتها للمستثمرين الكبار فقط؟".
وأكد السعيد أنه لا حل إلا برحيل هذه الحكومة التى تعيش فى خدمة كبار الأغنياء، قائلاً "أنت لا تستطيع أن تشرب من كأس السيد المسيح ومن كأس الشيطان فى وقتٍ واحد، آن الأوان لاتخاذ قرارات عاجلة، وهذه الحكومة فقدت الإحساس بالخطورة وفقدت مصداقية الشعب".
فيما قال منير فخرى، سكرتير عام حزب الوفد، فى مداخلة هاتفية: "إن ما نراه الآن يدل على أننا نمر بأزمة سياسية واجتماعية عميقة وللأسف الحكومة غافلة عن هذا، والأخطاء التى ارتكبت خلال الأشهر والسنين الماضية تفاقمت، ونحن فى حاجة إلى إعادة صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم".
ومن جانبه انتقد رئيس حزب الجيل، ناجى الشهابى، فى مداخلة هاتفية، قرارات الحكومة فى "يوم الغضب" وتجاهلها له بإصدار قرارات بعدم تعيين الشباب، واللائحة الداخلية للتعاون بين القطاع الخاص والعام، وهو ما يدل على اهتمام الحكومة برجال الأعمال.
الفقرة الرئيسية: إلى أين يتجه المشهد السياسى بالقاهرة؟
الضيوف: الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس جريدة "اليوم السابع"
الكاتبة الصحفية سحر الجعارة
الكاتب طارق حسن رئيس تحرير الأهرام المسائى
الكاتب الصحفى سعد هجرس
علق الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع" على قول اللواء محمد عبد الفتاح عمر، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب، خلال مداخلته الهاتفية مع الإعلامى معتز الدمرداش فى مظاهرات يوم الغضب، بأن التغيير يجب أن يأتى من خلال البرلمان والمجالس النيابة، قائلا: "إن اللواء محمد عبد الفتاح عمر وضع نفسه على النقيض من طرح الرئيس مبارك بنفسه، وهو حرية التعبير عن الرأى، ولذا فإن أى استهجان لهذه المظاهرات هو مزايدة مبالغ فيها، وأى محاولات للتسخيف أو التقليل والتسييس المبالغ فيه لما رأيناه هو إصرار على (العمى) والتجاهل غير المبرر وسوف يضر البلد أكثر مما ينفعه".
وأضاف صلاح "وما جرى اليوم هو جرس كبير تم تعليقه فى رقبة القطة للمرة الأولى، ولا أظن أن أحدًا فى الأجهزة الأمنية فى مصر كان يتوقع هذا العدد من الناس وهذا الوجود الكثيف فى المحافظات، وبرأيى فإن المتظاهرين ضربوا مثالاً رفيعًا فى التحضر وفى التعبير عن همومهم، فالمواطنون كانوا هم المبادرون بتقديم الورود إلى رجال الأمن، للتأكيد على حسن نيتهم، وكانت الهتافات تؤكد ذلك، وما يدل أيضًا على أن هؤلاء المواطنين رفيعو المستوى من الثقافة والمعرفة ويدركون حتمًا أنهم ليسوا خصومًا للأمن، وليسوا خصومًا للسلام والاستقرار الاجتماعى فى البلد، لم تشهد عمليات تخريب بالرغم من التجمهر الكبير، وقام البعض من الشباب ببناء جسر بشرى بين المتظاهرين ورجال الأمن، ولذا فإننى أؤكد أن أى تسفيه لمشاعر الشباب هو خطأ يرتكب فى حق البلد، وأى تسفيه لهذه المطالب هو خطأ يرتكب فى حق رجال الأمن الاجتماعى فى مصر، ويجب أن يلتفتوا إلى ذلك، والحديث عن وجود قوى سياسية دعت إلى هذه المظاهرات هو إنكار لما هو موجود فعلاً، لأن الحقيقة الواقعة تؤكد أن هذه المظاهرات تمت بدعوة من الشباب وليست تحت مظلة حزب سياسى، فلم نر أحداً من المتظاهرين يرفع لافتة سياسية أو حزبية ولم نر أى وجود لجماعة الإخوان المسلمين على الإطلاق".
وقال خالد صلاح "شهادتى أن الأمن قد أدى دورًا نظيفًا، وبرأيى أن هناك وعياً لدى الأمن بأنهم ليسوا طرفًا فى كل المشكلات التى يعانى منها الشعب، ولذا فقد آن الأوان لإعادة صياغة العلاقة بين رجل الشارع والشرطة، ولكن سؤالى لماذا ترك المواطنون فى الشارع ليسطوا عليهم تيار آخر، ولماذا لم تسبق يد الحكومة إلى مخاطبة هذا الجمهور ببيان سياسى رصين، ولماذا تمثلت ردود الأفعال فى الأمن فقط، والبيان كان أمنياً فقط؟!".
بينما قال سعد هجرس: "بداية لا يوجد أحد فى العالم ينزل إلى الشارع بهدف إحداث ثورة مباشرة، ولكن الثورة تأتى نتيجة لعدم الاستجابة لمطالب الشعب التى طالب بها أكثر من مرة، وما حدث اليوم ليس استثنائيًا بالمرة، وهذا ما كنا نشهده منذ الفترة الملكية، وما حدث اليوم جعلنى أشعر بالفخر والسعادة والقلق فى نفس الوقت، لأن ما حدث دليل على أن الشعب المصرى ليس جثة هامدة ولديهم القدرة على التعبير عن مطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وتابع هجرس "من الطبيعى أن يكون ما حدث اليوم هو صرخة واضحة المعالم من الشعب المصرى، فعندما نجد مظاهرات فى كثير من المحافظات تؤكد على (هبّة) المصريين المطالبين بالتغيير، وأرجو أن تكون هذه الرسالة قد وصلت لكل من يهمه الأمر، فهى صرخة موجهة للحكم وللمعارضة".
وأضاف هجرس، "إن مطالب الناس حينما جلست مع البعض منهم على المقاهى اليوم، تؤكد أن الهوة تتسع بين الأغنياء والفقراء، وأن سياسة حكومة الدكتور أحمد نظيف منحازة للأغنياء على حساب الفقراء، ويشكون من دفعهم لفاتورة الفساد فى حين يستفيد منه حفنة من المحاسيب، ولا يوجد حساب صارم لوقف الفساد، بالإضافة لمطالبهم بالتغيير، فلا يعقل أن يكون هناك وزير بالحكم لمدة ربع قرن، ولا يعقل أن نكون ببلدٍ لا يوجد به تداول للسلطة؛ ولذا فأنا أرجو أن تصل هذه المطالب إلى الرئيس حسنى مبارك شخصيًا، وأن يبدأ هو بالتغيير، والتغيير فى نقاط محددة ممثلة فى حله لمجلس الشعب، وتغيير حكومة أحمد نظيف، فلا يعقل أن تستمر حكومة منذ 2004 حتى اليوم؛ فتحى لو كانت حكومة مثالية فقد انتهى عمرها الافتراضى، فما بالك وأن سياستها وصلت بالشارع المصرى إلى هذا المستوى من الصرخة، وعلى الحكومة أن تقدم للشارع المصرى نتيجة ملموسة".
وقال هجرس "نحن أمام وضع واضح المعالم كثيرًا ما يتم التعبير عنه بأشكال وبطرق مختلفة، فيما لا يتم تنفيذ هذه المطالب، وما تسبب فى صدمة الشعب هو الانتخابات الأخيرة التى أكدت لهم أن أملهم فى الإصلاح يتلاشى، وبرأيى لو أن هذه الحكومة لديها بعد نظر بقدر أقل من الذكاء كنا سنجد رئيس مجلس الوزراء يقدم استقالته لرئيس الجمهورية، وهذا ما لن تقوم به هذه الحكومة ولو حدثت مثل هذه المظاهرات عشرات المرات، ولهذا فأنا أضع هذه المسألة بين يدى الرئيس ليقيل هذه الحكومة، وأن تكون هناك حكومة جديدة انتقالية بناءً على برنامج حد أدنى يتم الاتفاق على خطوطه العريضة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار".
وقال هجرس، لا أحد ينكر أن الحكومة قامت بإنجازات، ولكن المشكلة فى هذه الإنجازات أنها أقل جدًا مما ينبغى، وأبطأ كثيرًا مما هو ممكن، وإذا ما قارنا ذلك بدولٍ كانت أقل منَّا، وأصبحت الآن صادرتها أضعافنا.
وأضاف هجرس "برأيى أن الإجراءات والقرارات التى تتخذها الحكومة من وقت لآخر هى أشبه بالمسكنات والترقيع والإبقاء على الأمر الواقع، فى حين أن الناس تطالب بالتغيير الجوهرى".
وأكد هجرس، ردًا على أن الحكومة المصرية تقوم بمحاربة الفساد وتقدم المفسدين إلى العدالة، قائلا "هذه القضايا هى حالات انتقام من المستثمرين وتصفية حسابات من رجال الأعمال ممن هم على خلاف مع النظام، وهذا ما أكدته وزارة التجارة الأمريكية فى دليلها لرجال الأعمال فى مصر".
فيما قالت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة: "لأول مرة نرى متظاهرين غالبيتهم لا ينتمون لأحزاب سياسية معارضة تقليدية، ليتأكد لنا أن هذه المظاهرات هى حركة شعبية وشبابية تم التنسيق والإعلان عنها بشكلٍ إلكترونى؛ فضمت أناساً كثيرين جدًا من بينهم مدرسون وأطباء وعمال وشباب الجامعات وجميعهم يطالبون برفع الأجور ويعانون من شعور واحد هو انعدام العدالة، مضيفةً "وهو ما يدفعنا إلى التساؤل: هل هناك استجابة لمطالب الشارع المصرى لتخفف من وطأة إحساسهم بهذا الشعور فتتوقف المظاهرات، ولكن الغريب لكى تفسر المشهد القادم يجب أن نسأل "أين هى الحكومة؟".
من جانبه قال طارق حسن: "إن ما حدث اليوم هو تعبير عن الرأى ورسالة وجهت للحكومة، ولكن هذا ليس هو المشهد بأكمله"، مضيفًا "أداء الشرطة فى مجمله كان ممتازًا وراقيًا وجيداً للغاية، لأنه لم يحتك بالمظاهرات فى عمومها بقدر تنظيمه لها، وهذا لا يخل بأن البعض فى هذه المظاهرات قام بإلقاء حجر والخروج عن إطار إبداء الرأى، وهو ما استوجب بالضرورة تعامل الأمن معه".
وأضاف طارق "يمكن تقسيم ما حدث اليوم إلى جزءين، أولهما من الفترة الصباحية وحتى الخامسة وهى حقًا مظاهرات حضارية، واعتبارًا من الخامسة بدأت مجموعات منظمة من الإخوان المسلمين تشارك فى المظاهرات مستغلة الشباب.. إلا أن خالد صلاح قاطعه متسائلاً: "وما الدليل على ذلك؟".
فرد طارق "عندما بدأت المشاغبات والمصادمات كانت بسبب جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يعطى رسالة هامة، وهى أنه لا يجب على الشباب أن يسمحوا لأحد بأن يركب فوق صوتهم ويتخذوهم سلمًا لأهدافه ومصالحه الأخرى".
وتابع طارق "إن فكرة وجود شباب ينزل إلى الشارع المصرى ويهتم بالمشاركة السياسة هو أمر مهم جدًا لأننا نعانى من قلة المشاركة السياسة، وأن هؤلاء الشباب يستخدمون أدوات حديثة، وينتظمون فى التجمهر السلمى هو شىء جيدًا يؤكد أن هؤلاء الشباب يمارسون حقهم المشروع".
وقالت سحر الجعارة "أنا أعترض على نقطة أن تكون كل المكتسبات الديمقراطية لدينا هى الصراخ"، مضيفةً "فكل المطالب التى نادى بها المتظاهرون اليوم طرحت كثيرًا، وبرأيى أنه آن الأوان أن نكف عن الحديث عن جماليات التعبير عن الرأى".
وأضافت "أما عن الحديث أن الإخوان أفسدوا المظاهرات، فلدينا إجماع أن فرقاً من رجال الكاراتيه التابعين للأمن ارتدوا الزى المدنى وتواجدوا بالمظاهرات لإحداث الشغب وضرب المتظاهرين، وبالتالى فلا يمكنك أن تعترض على رد الفعل، كفانا رعبًا من الدولة الدينية".
وأبدت الجعارة دهشتها من دعوة هجرس للرئيس مبارك بالاستماع لصرخة الشعب المصرى، مضيفةً "هى ماكانتش وصلت كل ده، ده إحنا كتبنا آلاف المرات، إننا بحاجة لاستجابة فورية وسريعة تمنع استمرار هذه المظاهرات حقنًا لمصلحة البلد ومنع تخريب اقتصاد البلد وتغيير الدستور كله".
وقال طارق حسن "إننا أمام مجموعة من الحقائق فى المجتمع المصرى، وما حدث اليوم ليس مفصولاً عما حدث فى السابق، وبالنظر لجملة المشكلات فلا يمكن أن ننهيها بضربة عصا سحرية، ولا يوجد مجتمع لا يعانى من البطالة، ولكننا نتحرك فى حدود هذه النسبة تدريجيًا، وبرأيى أن أغلب مطالب مظاهرات اليوم تتعلق بالطموح، وهو ما يعنى عدم حدوثه سريعًا".
فتساءل خالد صلاح "من قال إن التطور الذى نراه فى تعامل رجال الشرطة يمنح للمواطنين، ولكنه جاء بناءً على التدافع بين التيارات، ومن قال إن هؤلاء الذين تظاهروا اليوم طالبوا بما هو سحرى، بالعكس هى مطالب طبيعية، وأنا أخشى جدًا اختزال المطالب فى سياق اقتصادى يؤدى إلى إهمال سياسى مهم جدًا، فتونس مثلاً مستوياتها الاقتصادية كانت متقدمة جدًا، ولكن طالما هناك حالات احتقان وانسداد سياسى فى شرايين البلد على المستويات المختلفة كلما ازداد الاحتقان، وهو ما سيؤدى إلى مستويات احتقان أخطر".
وأضاف صلاح "إن النقابات المهنية اليوم لا تستطيع أن تمارس فيها الحرية خلافًا عن السابق، فبرأيى أنه قديماً كانت هناك قيادات أحكم داخل الحزب الوطنى وداخل مؤسسة السلطة، عما هو موجود الآن، فأنا أشعر أن هناك قيادات أحدث سنًا تمارس سياسات ربما انتقامية تؤدى إلى مزيد من الاحتقان، وقديمًا كانت تدار خلافًا عن الحاضر، أنا سمعت من قيادات داخل الحزب الوطنى وفى الحكومة يستخفون النتائج التى وصل إليها مجلس الشعب، إذن فالذى أدار ملف انتخابات مجلس الشعب وأدى إلى كل هذا الإحباط فى البلد ينبغى أن يحاسب سياسياً داخل الحزب الوطنى وداخل السلطة".
وفى نفس السياق، أكدت الجعارة أن ثلاثة أرباع مطالب الشعب المصرى لا تحتاج "لعصا سحرية"، مستنكرةً موقف الحكومة المصرية وعدم إصدارها لبيان رسمى فى حين أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أصدرت بيانًا عن المظاهرات، مضيفة "إن هناك حالة من الاستعلاء وغطرسة القوة على الجماهير على الرغم أن الجماهير هى التى تدفع من أموالها مرتبات الوزراء".
وتابعت الجعارة "من الممكن حل مشكلة البطالة والكوارث التى يعانى منها الشعب لو حرمت الحكومة بعض الوزراء من مواكبهم وشاليهاتهم وحراستهم ومخصصاتهم، وأنا لا أقبل من أحد أن يقول لى بأن مصر بلد فقيرة، فمصر بلد غنى ولديها مصادرها".
وتساءلت الجعارة "لا أعرف ما هى المشكلة أو المأساة فى إقالة الدكتور أحمد نظيف؟، ولماذا يستمر وزير فى وزارته ربع قرن"؟
وقال طارق حسن "برأيى أنه لا يوجد استعلاء أو غطرسة من الحكومة على الشعب، ووزيرة الخارجية الأمريكية ببيانها "طالعة تصطاد فى المية العكرة"، مضيفًا "أن السؤال الأهم حاليًا لكل أطياف الشعب هو كيف يمكن المرور بمصر فى عملية تستهدف التطور والتحديث والتنمية دون الوقوع فى مأزق وقعت فيه بلاد أخرى".
وأكد خالد صلاح "بمجرد أن تحدث انفراجة بعزل حكومة د.أحمد نظيف ستؤدى بحد ذاتها إلى دفع الأمل فى البلد، وبرأيى أن هذا التغيير سوف يصنع الأمل، ولذا فأنا اعترض تمامًا على أن مصر تواجه تحديات وأن (أى حد هاييجى مش هايعرف يعمل حاجة)، فالتغيير فى حد ذاته أمل، وهو ما لا يحتاج لعصا سحرية".
وأكدت الجعارة أنه على الرئيس مبارك أن يأخذ ما يراه فى مصلحة البلد لأن التاريخ لن يذكر حكومة نظيف ولكنه سيذكر عهد مبارك.
العاشرة مساء.. "فؤاد علام": هيئة الشرطة مغلوبة على أمرها.. و"علاء عبد المنعم": الشارع المصرى محتقن لأقصى درجة.. و"مصطفى علوى": هناك من اندس بين المتظاهرين واستخدم العنف ضد رجال الشرطة
تناول البرنامج ما حدث أمس برؤية معتدلة، حيث اندلعت المظاهرات فى شوارع القاهرة وبدأت بتجمعات قليلة للمواطنين وبعد الساعة الثانية بدأت التجمعات تتكاثف، وطالب المتظاهرون الحكومة بالقضاء على مشكلة البطالة والفقر وإلغاء قانون الطوارئ.
وتمثلت البداية فى حماية المواطنين من قبل الشرطة وتبادل التحيات بينهما وكانت سياسة الأمن ضبط النفس إلى أقصى مدى، ومع ساعات العصر بدأت الأمور تأخذ شكلا من أشكال العنف والحدة واضطر الأمن إلى استخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين فى وسط البلد وشارع جامعة الدول العربية وميدان الدقى.
وعلى عكس ما توقعته الإعلامية منى الشاذلى كانت هناك حرية للكاميرات فى تغطية الحدث، موضحة حجب عدد من المواقع الإلكترونية مثل الدستور والبديل، وتساءلت: "هل ذلك مقصود أم أن على الإنترنت هو الذى أدى إلى ذلك"؟
وأشارت إلى أنه لا يوجد يقين تأكيد للإجابة عن السؤال السابق.
الفقرة الرئيسية: نقاش حول مظاهرات يوم الغضب
الضيوف: اللواء فؤاد علام مساعد وزير الداخلية الأسبق
علاء عبد المنعم النائب الوفدى السابق بمجلس الشعب
د. مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة
أكد اللواء فؤاد علام، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الأمر مقلق ومخيف ليس بكم من خرجوا وإنما للظروف المحيطة بالمنطقة ولأن مصر من أكثر الدول استهدافا وأن المتظاهرين لم يفكروا فى الخروج عن الشرعية وبداية تظاهراتهم كانت جميلة جدًا ووسائلهم غاية فى الرقى والأمن كان أرقى فى التعامل معهم.
وأضاف أن الخطورة تكمن فى اندساس بعض العناصر التى قد تشعل هذا الموقف، مما يؤدى إلى تطور الأمور إلى مرحلة خطيرة، مطالبا الشرطة بمزيد من ضبط النفس لأن المشهد قد يستمر لفترة لا يعلمها إلا الله، قائلا: "نحن مستهدفون وهناك من يتربص بمصر، ولابد أن تكون هناك حكمة سياسية قادرة على امتصاص هذا الغضب".
وأشار إلى أن المعالجة لابد أن تكون سياسية بالدرجة الأولى ولابد من إشعار قرار سياسى ناضج فى الاتجاه السليم ولم يعد خافيا أن هناك احتقانًا سياسياً بدليل المطالب التى ينادى بها المتظاهرون.
وتمنى فؤاد علام وجود رؤية سياسية ناضجة لإصدار قرار يعالج أسباب الاحتقان، مضيفا أنه لو كان فى موقع صناعة القرار أو مسئولا فلن ينتظر حتى تصل الأمور إلى ما وصلت إليه وكان عليه أن يبصر القيادة السياسية بالأوضاع وتقديم الاقتراحات والاستعانة بخبرات فى القيادة وبما يجب أن يتم استخدامه فى مثل هذه الحالة.
كما أشار إلى أن هيئة الشرطة مغلوبة على أمرها وللأسف هناك أمور يترك معالجتها للجهاز الأمنى وهذا خطأ، مدللا على ذلك بأحداث المحلة وأنها كانت من الممكن أن تنتهى بحكمة المسئول المختص ولكن لم يحدث فتفاقم الأمر وكان من الممكن أن تصل إلى محافظات أخرى.
وتحدث علام عن قانون الطوارئ، قائلا إن هناك شعورًا عامًا برفض قانون الطوارئ وهناك نية لدى صناع القرار بإلغائه إلا أن هناك تباطؤًا فى التنفيذ.
وطالب مساعد وزير الداخلية الأسبق بوضع قانون دور العبادة الموحد لأنه سيعالج مسألة الاحتقان الطائفى فى مصر، كما تساءل: "لماذا لا يفعل قانون تداول المعلومات؟".
وأشار إلى أن التفاوت الطبقى يمثل خطرا كبيرا فى المجتمع وكذلك إساءة استخدام الثروة من الأمور التى لابد معالجتها.
وعن الانتخابات نصح بضرورة العمل بالقائمة النسبية للانتخابات لضمان دخول نسبة كبيرة من المعارضين ولتحقيق الديمقراطية.
فيما قال علاء عبد المنعم النائب الوفدى السابق بمجلس الشعب إن الشارع المصرى محتقن لأقصى درجة، للاستهانة به وتزوير الانتخابات، فضلا عن تهميشه وعدم تمثيله.
وأضاف: "أننا لا نستطيع أن نبعد هذا المشهد عما حدث فى تونس فالشعب المصرى لديه غيرة بحيث لا يقبل أن يكون فى مرتبة أدنى من الشعب التونسى كما أنه قادر على التغيير وشعر بأنه آن الأوان كى يتحرك من أجل التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية".
وأشار إلى أن الشرطة حتى الآن موقفها معتدل وحضارى كما أنه لم يحدث تخريب لمنشأة والعنف الحقيقى هو تزييف إرادة الشعب من خلال إعلان نتائج غير منطقية والسياسات الفاشلة هى التى أدت إلى ما نحن فيه.
وتابع: "ما حدث رسالة قوية من جماهير الشعب إلى الحكومة وإن لم تأخذه الحكومة بعين الاعتبار فسيحدث ما لا تحمد عقباه وآن الأوان للنظام أن يستمع لأقوال الشعب وأن تحل المجالس المزورة".
وأضاف "لابد من وضع دستور جديد وعلى النظام أن يعرف هذه الرسالة من الشعب ويستوعبها ولا تأخذه العزة بالإثم"، مبديا قلقه من الأحداث الجارية.
بينما قال د. مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إن ما حدث اليوم تجمع لفئات الشعب وهو حق لمن يريد الإصلاح وهو حدث كبير كما أنه يعتبر تجميعا لكل الوقفات الاحتجاجية السابقة وما حدث اليوم تأكيد على أن الدولة المصرية تمر بإصلاح حقيقى.
وأثنى علوى على التحضر فى معاملة الشرطة للمتظاهرين، مشيرا إلى أن هناك من اندس بين المتظاهرين واستخدم العنف ضد رجال الشرطة بإلقائهم الحجارة بدليل أن الثورة حتى الساعة الثانية كانت سلمية مما اضطر رجال الشرطة إلى استخدام الخراطيم لتفريق المتظاهرين، مبديا قلقه إذا استمرت المظاهرة إلى وقت متأخر من الليل حتى لا يستغلها المستغلون.
وأوضح علوى أن الدولة يجب أن تستمع إلى المطالب بقدر الإمكان وفق الموارد الموجودة وهذا حق الدولة على المواطن وحتى لو لم يطلبها المواطن، مطالبا بوضع حد أدنى للأجور يتفق مع الاحتياج الأساسى للمواطن والمطالبة بالتأمين الصحى وبوضع قانون جديد للامركزية فى الإدارات المحلية.
الحياة اليوم.. "أسامة سرايا": المظاهرات محاولة فاشلة لاستنساخ التجربة التونسية فى مصر.. وممكن أن يقابلهم أكثر من 15 مليون شخص مؤيدون للنظام.. و"عضو بالتجمع": سياسة الحزب الوطنى أدت إلى انتشار الفقر.. والبطالة هى سبب انتشار المظاهرات.. و"العلقامى": أجهزة الإعلام الخاصة ساعدت على تحريض المواطنين وبث الفتنة
أهم الأخبار
- تكليف "نجيب ميقاتى" بتشكيل الحكومة اللبنانية.
- "الحريرى" يطالب مؤيديه بالهدوء و"جنبلاط" يعلن تأييده لتكليف "نجيب ميقاتى" للحكومة اللبنانية.
- الجيش يتدخل لفض المظاهرات بين مؤيدى كل من "الحريرى" و"حزب الله".
- مقتل 2 وإصابة العشرات فى اشتباكات مع الشرطة بالسويس، وأكد الدكتور هشام الشناوى وكيل وزارة الصحة بالسويس، فى مداخلة هاتفية أن اثنين من المتظاهرين بالسويس لقيا مصرعهما، الثلاثاء، وهما مصطفى رجب عبد الفتاح (22 عاماً) بعد إصابته برصاصة فى القلب، خلال إطلاق الشرطة النار فى منطقتى جامع الأربعين وميدان الإسعاف، وسليمان صابر على (31 عاماً- عاطل)، مختنقاً بدخان قنابل الغاز التى أطلقتها الشرطة على المتظاهرين.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نيبال عبد القادر، وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، فى مداخلة هاتفية، أن المستشفيات بالقاهرة نقلت حتى الآن 91 حالة فقط أغلبيتها مستقرة، لكن 4 حالات تستدعى وجودهم بالمستشفى لتلقى العلاج وأغلبية الحالات التى دخلت المستشفى نتيجة التدافع والجرى الذى أدى إلى إصابة المواطنين وتقديم الإسعافات اللازمة لهم وهم بحالة جيدة.
كما لقى مجند الشرطة عزيز أحمد مصرعه وأصيب 36 آخرون، بحسب بيان وزارة الداخلية الأخير.
- متظاهرو ميدان التحرير يدخلون فى اعتصام مفتوح.
- إصابة عدد من المتظاهرين وقوات الشرطة فى اشتباكات بــ"القصر العينى".
- 15 ألف جندى يحاصرون "التحرير" وسيدات يوزعن الطعام على المتظاهرين.
- تعطل موقع "تويتر" لحجب تداول المعلومات.
الفقرة الأولى: نقاش حول الموقف السياسى لمظاهرات 25 يناير
الضيف: أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة "الأهرام"
قال الكاتب الصحفى أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة "الأهرام" إنه كان متوقعًا حدوث هذا المشهد الحالى وأن بعض العناصر مارست وحققت هدفها بالتظاهر وهى تحاول أن تعرض نفسها على مسرح القوى السياسية وهذه الاحتجاجات هى الأولى من نوعها منذ انتخابات الشعب الأخيرة والانتفاضة التونسية.
وأضاف سرايا أن المتظاهرين يحاولون تكرار الموقف فى مصر بعد إحداث تغيير فى تونس، حيث اعتبرها محاولة لاستنساخ للأحداث التونسية فى مصر وتابع "هذا لن يحدث بسبب اختلاف الحياة التونسية بين مصر وتونس".
كما اعتبر ضحايا المظاهرات بأنها شىء مؤسف للغاية لأن بعض الجماعات التى تخلط الدين بالسياسية أثارت العنف لخدمة مصالحهم، مطالبا الشباب بالاحتجاج بشكل حضارى وليس بإتلاف الممتلكات العامة والإضرار بمصالح الناس.
وأضاف سرايا أن الـ10 آلاف متظاهر يمكن أن يقابلهم أكثر من 15 مليون شخص مؤيدون للنظام، مشيرا إلى أن مصر الآن تشهد إصلاحًا اقتصاديًا وسياسياً كما أن الشعب المصرى يرفض الانخراط فى حركات الابتزاز السياسى، على حد وصفه.
وأشار سرايا إلى أن وجود الأمريكان فى المنطقة هو سبب التوتر والقلق سواء كان فى فلسطين أو العراق أو أفغانستان كما أنهم لم يوفوا بوعدهم من قبل فى أى قضية طرحت للنقاش سواء فى عهد بوش الابن أو أوباما، موضحاً أنه لا يوافق على وصف هذا اليوم بأنه إنذار أو غضب، لأن هذا اليوم عيد الشرطة المصرية ولابد أن نهنئ جهاز الشرطة للجهود العظيمة التى يقدمها للشعب المصرى وكشفهم للغموض الذى يثار فى العديد من القضايا وكان آخرها كشفهم لحادث كنيسة القديسين وقدرتهم على حماية المصريين.
الفقرة الثانية:
مواجهة بين "الوطنى" و"التجمع" لمناقشة تظاهر المواطنين فى يوم الغضب
الضيوف:
حسين عبد الرازق عضو المكتب الرئاسى لحزب التجمع
الدكتور نبيه العلقامى رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى
قال حسين عبد الرازق، عضو المكتب الرئاسى لحزب التجمع، أن هذه المظاهرات تحدث لأول مرة فى مصر منذ مظاهرات 1977، حيث تم تنظيم مظاهرات فى العاصمة والعديد من المحافظات لإحداث التغيير والفرق بين مظاهرات 1977 والآن أن من قام بها قديما حزب التجمع والماركسيين والحزب الناصرى، فيما نظم مظاهرات أمس شباب على الفيس بوك وتخلت الأحزاب عن المشاركة.
وأضاف عبد الرازق أن الحزب الوطنى وسياسته هى التى دفعت إلى حدوث المظاهرات بسبب ارتفاع نسبة البطالة والفقر وأصبح الحزب يسيطر على الحكومة، وأن سبب التظاهر أيضًا هو أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة من أسوأ انتخابات التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة.
وأشار حسين عبد الرازق إلى أنه لابد من استغلال أدوات العصر الحديث ومنها الإنترنت وهى وسيلة مهمة جدا ولكنها لا يمكن أن تلغى دور الأحزاب فى مصر وعلى الحكومة أن تفتح بابًا للتغيير بدلاً من خضوعنا 30 سنة للحكم بدون تغيير ولسوف تكون هناك كارثة.
فيما قال الدكتور نبيه العلقامى، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى، إن الحزب الوطنى قدم أكثر من المطالب التى ينادى بها المتظاهرون الذين ضربوا المجندين وأصابوا العديد من رجال جهاز الشرطة وأتلفوا الممتلكات العامة وأن الحكومة لا يسيطر عليها الحزب الوطنى لأنها تخدم المواطنين دون التفريق بين فئات معينة منهم، مضيفًا بأن سبب عدم تمثيل الأحزاب هو عدم نجاحهم فى العملية الانتخابية وتنظيمها.
وأكد العلقامى أن المظاهرات لا تستطيع أن تجبر الحكومة على تغيير الدستور، وأن الفراغ الإلكترونى لا يستطيع أن يحل محل الأحزاب السياسية وعلى الأحزاب الصغيرة مناقشة الحزب الوطنى "الكبير".
ووجه العلقامى الاتهام إلى أجهزة الإعلام الخاصة لأنها تنشر ما يحرض على الفتنة بين المواطنين سواء كانت أجهزة مرئية أو مسموعة.
وفى "90 دقيقة" قال الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع"، إن "أى تسفيه لمشاعر الشباب فى (يوم الغضب) هو خطأ يرتكب فى حق البلد، كما أن أى تسفيه لمطالبهم هو خطأ يرتكب فى حق رجال الأمن الاجتماعى فى مصر، والحديث عن وجود قوى سياسية دعت إلى هذه المظاهرات هو إنكار لما هو موجود فعلاً".
أهم الأخبار
- مظاهرات غضب فى القاهرة والجيزة وبعض المحافظات، والآلاف يعلنون اعتصامهم بميدان التحرير؛ للمطالبة بإصلاحاتٍ سياسية واقتصادية واجتماعية، والداخلية تناشد المتظاهرين عدم الانسياق وراء شعارات زائفة، وإصابة عدد من قوات الشرطة وبعض المتظاهرين، فى حين حاول المتظاهرون اقتحام البرلمان، إلا أن الأمن ردَّ على تلك المحاولات بالقنابل المسيلة للدموع والمياه، وفى نفس السياق أصدرت الداخلية بيانًا تتهم فيه الإخوان المسلمين وكفاية و6 أبريل بإثارة الشغب.
وأشار الزميل الصحفى سامى عبد الراضى، فى مداخلة هاتفية، إلى أن أربع محافظاتٍ فقط لم تشهد ثورة الغضب، وهى الوادى الجديد والأقصر والبحر الأحمر وأسوان، مضيفًا: "أما باقى المحافظات فشهدت احتجاجات ومظاهراتٍ مختلفة من حيث الأرقام والأعداد، وتوحدت مطالب وأهداف هذه المظاهرات".
وأكد جمال حسين، نائب رئيس تحرير الأخبار، فى مداخلة هاتفية: "حتى الآن لم يتم القبض على أحد من مثيرى الشغب فى المظاهرات، بالرغم من الأعمال التخريبية التى أحدثوها وهى جريمة ويجب أن يُسألوا عنها".
وفى نفس السياق قال رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، فى مداخلة هاتفية، ردًا على سؤال الإعلامى معتز الدمرداش حول عدم مشاركة الحزب فى مظاهرات يوم الغضب: "إن الحزب لم يشارك لأن غالبية رجاله مقبوض عليهم الآن، وفى البداية اعترضنا على اختيار هذا اليوم للغضب لأنه يوم لأبطال الشرطة واقترحنا أيامًا أخرى للتظاهر، وأعطينا الفرصة للزملاء لمن يريد أن يتظاهر، والمتابعين سوف يجدون مذاق اليسار فى هذه المظاهرات، وهذا المظاهرات حضارية وهى درس للأمن ليثبت لهم أن المصريين يتظاهرون بتحضر".
وأضاف السعيد "نحن أمام حكومة فقدت عقلها وآن لها أن ترحل"، متسائلاً: "هل من الإصلاحات الاقتصادية أن تصدر الحكومة قرارات تؤكد على خدمتها للمستثمرين الكبار فقط؟".
وأكد السعيد أنه لا حل إلا برحيل هذه الحكومة التى تعيش فى خدمة كبار الأغنياء، قائلاً "أنت لا تستطيع أن تشرب من كأس السيد المسيح ومن كأس الشيطان فى وقتٍ واحد، آن الأوان لاتخاذ قرارات عاجلة، وهذه الحكومة فقدت الإحساس بالخطورة وفقدت مصداقية الشعب".
فيما قال منير فخرى، سكرتير عام حزب الوفد، فى مداخلة هاتفية: "إن ما نراه الآن يدل على أننا نمر بأزمة سياسية واجتماعية عميقة وللأسف الحكومة غافلة عن هذا، والأخطاء التى ارتكبت خلال الأشهر والسنين الماضية تفاقمت، ونحن فى حاجة إلى إعادة صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم".
ومن جانبه انتقد رئيس حزب الجيل، ناجى الشهابى، فى مداخلة هاتفية، قرارات الحكومة فى "يوم الغضب" وتجاهلها له بإصدار قرارات بعدم تعيين الشباب، واللائحة الداخلية للتعاون بين القطاع الخاص والعام، وهو ما يدل على اهتمام الحكومة برجال الأعمال.
الفقرة الرئيسية: إلى أين يتجه المشهد السياسى بالقاهرة؟
الضيوف: الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس جريدة "اليوم السابع"
الكاتبة الصحفية سحر الجعارة
الكاتب طارق حسن رئيس تحرير الأهرام المسائى
الكاتب الصحفى سعد هجرس
علق الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع" على قول اللواء محمد عبد الفتاح عمر، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب، خلال مداخلته الهاتفية مع الإعلامى معتز الدمرداش فى مظاهرات يوم الغضب، بأن التغيير يجب أن يأتى من خلال البرلمان والمجالس النيابة، قائلا: "إن اللواء محمد عبد الفتاح عمر وضع نفسه على النقيض من طرح الرئيس مبارك بنفسه، وهو حرية التعبير عن الرأى، ولذا فإن أى استهجان لهذه المظاهرات هو مزايدة مبالغ فيها، وأى محاولات للتسخيف أو التقليل والتسييس المبالغ فيه لما رأيناه هو إصرار على (العمى) والتجاهل غير المبرر وسوف يضر البلد أكثر مما ينفعه".
وأضاف صلاح "وما جرى اليوم هو جرس كبير تم تعليقه فى رقبة القطة للمرة الأولى، ولا أظن أن أحدًا فى الأجهزة الأمنية فى مصر كان يتوقع هذا العدد من الناس وهذا الوجود الكثيف فى المحافظات، وبرأيى فإن المتظاهرين ضربوا مثالاً رفيعًا فى التحضر وفى التعبير عن همومهم، فالمواطنون كانوا هم المبادرون بتقديم الورود إلى رجال الأمن، للتأكيد على حسن نيتهم، وكانت الهتافات تؤكد ذلك، وما يدل أيضًا على أن هؤلاء المواطنين رفيعو المستوى من الثقافة والمعرفة ويدركون حتمًا أنهم ليسوا خصومًا للأمن، وليسوا خصومًا للسلام والاستقرار الاجتماعى فى البلد، لم تشهد عمليات تخريب بالرغم من التجمهر الكبير، وقام البعض من الشباب ببناء جسر بشرى بين المتظاهرين ورجال الأمن، ولذا فإننى أؤكد أن أى تسفيه لمشاعر الشباب هو خطأ يرتكب فى حق البلد، وأى تسفيه لهذه المطالب هو خطأ يرتكب فى حق رجال الأمن الاجتماعى فى مصر، ويجب أن يلتفتوا إلى ذلك، والحديث عن وجود قوى سياسية دعت إلى هذه المظاهرات هو إنكار لما هو موجود فعلاً، لأن الحقيقة الواقعة تؤكد أن هذه المظاهرات تمت بدعوة من الشباب وليست تحت مظلة حزب سياسى، فلم نر أحداً من المتظاهرين يرفع لافتة سياسية أو حزبية ولم نر أى وجود لجماعة الإخوان المسلمين على الإطلاق".
وقال خالد صلاح "شهادتى أن الأمن قد أدى دورًا نظيفًا، وبرأيى أن هناك وعياً لدى الأمن بأنهم ليسوا طرفًا فى كل المشكلات التى يعانى منها الشعب، ولذا فقد آن الأوان لإعادة صياغة العلاقة بين رجل الشارع والشرطة، ولكن سؤالى لماذا ترك المواطنون فى الشارع ليسطوا عليهم تيار آخر، ولماذا لم تسبق يد الحكومة إلى مخاطبة هذا الجمهور ببيان سياسى رصين، ولماذا تمثلت ردود الأفعال فى الأمن فقط، والبيان كان أمنياً فقط؟!".
بينما قال سعد هجرس: "بداية لا يوجد أحد فى العالم ينزل إلى الشارع بهدف إحداث ثورة مباشرة، ولكن الثورة تأتى نتيجة لعدم الاستجابة لمطالب الشعب التى طالب بها أكثر من مرة، وما حدث اليوم ليس استثنائيًا بالمرة، وهذا ما كنا نشهده منذ الفترة الملكية، وما حدث اليوم جعلنى أشعر بالفخر والسعادة والقلق فى نفس الوقت، لأن ما حدث دليل على أن الشعب المصرى ليس جثة هامدة ولديهم القدرة على التعبير عن مطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وتابع هجرس "من الطبيعى أن يكون ما حدث اليوم هو صرخة واضحة المعالم من الشعب المصرى، فعندما نجد مظاهرات فى كثير من المحافظات تؤكد على (هبّة) المصريين المطالبين بالتغيير، وأرجو أن تكون هذه الرسالة قد وصلت لكل من يهمه الأمر، فهى صرخة موجهة للحكم وللمعارضة".
وأضاف هجرس، "إن مطالب الناس حينما جلست مع البعض منهم على المقاهى اليوم، تؤكد أن الهوة تتسع بين الأغنياء والفقراء، وأن سياسة حكومة الدكتور أحمد نظيف منحازة للأغنياء على حساب الفقراء، ويشكون من دفعهم لفاتورة الفساد فى حين يستفيد منه حفنة من المحاسيب، ولا يوجد حساب صارم لوقف الفساد، بالإضافة لمطالبهم بالتغيير، فلا يعقل أن يكون هناك وزير بالحكم لمدة ربع قرن، ولا يعقل أن نكون ببلدٍ لا يوجد به تداول للسلطة؛ ولذا فأنا أرجو أن تصل هذه المطالب إلى الرئيس حسنى مبارك شخصيًا، وأن يبدأ هو بالتغيير، والتغيير فى نقاط محددة ممثلة فى حله لمجلس الشعب، وتغيير حكومة أحمد نظيف، فلا يعقل أن تستمر حكومة منذ 2004 حتى اليوم؛ فتحى لو كانت حكومة مثالية فقد انتهى عمرها الافتراضى، فما بالك وأن سياستها وصلت بالشارع المصرى إلى هذا المستوى من الصرخة، وعلى الحكومة أن تقدم للشارع المصرى نتيجة ملموسة".
وقال هجرس "نحن أمام وضع واضح المعالم كثيرًا ما يتم التعبير عنه بأشكال وبطرق مختلفة، فيما لا يتم تنفيذ هذه المطالب، وما تسبب فى صدمة الشعب هو الانتخابات الأخيرة التى أكدت لهم أن أملهم فى الإصلاح يتلاشى، وبرأيى لو أن هذه الحكومة لديها بعد نظر بقدر أقل من الذكاء كنا سنجد رئيس مجلس الوزراء يقدم استقالته لرئيس الجمهورية، وهذا ما لن تقوم به هذه الحكومة ولو حدثت مثل هذه المظاهرات عشرات المرات، ولهذا فأنا أضع هذه المسألة بين يدى الرئيس ليقيل هذه الحكومة، وأن تكون هناك حكومة جديدة انتقالية بناءً على برنامج حد أدنى يتم الاتفاق على خطوطه العريضة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار".
وقال هجرس، لا أحد ينكر أن الحكومة قامت بإنجازات، ولكن المشكلة فى هذه الإنجازات أنها أقل جدًا مما ينبغى، وأبطأ كثيرًا مما هو ممكن، وإذا ما قارنا ذلك بدولٍ كانت أقل منَّا، وأصبحت الآن صادرتها أضعافنا.
وأضاف هجرس "برأيى أن الإجراءات والقرارات التى تتخذها الحكومة من وقت لآخر هى أشبه بالمسكنات والترقيع والإبقاء على الأمر الواقع، فى حين أن الناس تطالب بالتغيير الجوهرى".
وأكد هجرس، ردًا على أن الحكومة المصرية تقوم بمحاربة الفساد وتقدم المفسدين إلى العدالة، قائلا "هذه القضايا هى حالات انتقام من المستثمرين وتصفية حسابات من رجال الأعمال ممن هم على خلاف مع النظام، وهذا ما أكدته وزارة التجارة الأمريكية فى دليلها لرجال الأعمال فى مصر".
فيما قالت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة: "لأول مرة نرى متظاهرين غالبيتهم لا ينتمون لأحزاب سياسية معارضة تقليدية، ليتأكد لنا أن هذه المظاهرات هى حركة شعبية وشبابية تم التنسيق والإعلان عنها بشكلٍ إلكترونى؛ فضمت أناساً كثيرين جدًا من بينهم مدرسون وأطباء وعمال وشباب الجامعات وجميعهم يطالبون برفع الأجور ويعانون من شعور واحد هو انعدام العدالة، مضيفةً "وهو ما يدفعنا إلى التساؤل: هل هناك استجابة لمطالب الشارع المصرى لتخفف من وطأة إحساسهم بهذا الشعور فتتوقف المظاهرات، ولكن الغريب لكى تفسر المشهد القادم يجب أن نسأل "أين هى الحكومة؟".
من جانبه قال طارق حسن: "إن ما حدث اليوم هو تعبير عن الرأى ورسالة وجهت للحكومة، ولكن هذا ليس هو المشهد بأكمله"، مضيفًا "أداء الشرطة فى مجمله كان ممتازًا وراقيًا وجيداً للغاية، لأنه لم يحتك بالمظاهرات فى عمومها بقدر تنظيمه لها، وهذا لا يخل بأن البعض فى هذه المظاهرات قام بإلقاء حجر والخروج عن إطار إبداء الرأى، وهو ما استوجب بالضرورة تعامل الأمن معه".
وأضاف طارق "يمكن تقسيم ما حدث اليوم إلى جزءين، أولهما من الفترة الصباحية وحتى الخامسة وهى حقًا مظاهرات حضارية، واعتبارًا من الخامسة بدأت مجموعات منظمة من الإخوان المسلمين تشارك فى المظاهرات مستغلة الشباب.. إلا أن خالد صلاح قاطعه متسائلاً: "وما الدليل على ذلك؟".
فرد طارق "عندما بدأت المشاغبات والمصادمات كانت بسبب جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يعطى رسالة هامة، وهى أنه لا يجب على الشباب أن يسمحوا لأحد بأن يركب فوق صوتهم ويتخذوهم سلمًا لأهدافه ومصالحه الأخرى".
وتابع طارق "إن فكرة وجود شباب ينزل إلى الشارع المصرى ويهتم بالمشاركة السياسة هو أمر مهم جدًا لأننا نعانى من قلة المشاركة السياسة، وأن هؤلاء الشباب يستخدمون أدوات حديثة، وينتظمون فى التجمهر السلمى هو شىء جيدًا يؤكد أن هؤلاء الشباب يمارسون حقهم المشروع".
وقالت سحر الجعارة "أنا أعترض على نقطة أن تكون كل المكتسبات الديمقراطية لدينا هى الصراخ"، مضيفةً "فكل المطالب التى نادى بها المتظاهرون اليوم طرحت كثيرًا، وبرأيى أنه آن الأوان أن نكف عن الحديث عن جماليات التعبير عن الرأى".
وأضافت "أما عن الحديث أن الإخوان أفسدوا المظاهرات، فلدينا إجماع أن فرقاً من رجال الكاراتيه التابعين للأمن ارتدوا الزى المدنى وتواجدوا بالمظاهرات لإحداث الشغب وضرب المتظاهرين، وبالتالى فلا يمكنك أن تعترض على رد الفعل، كفانا رعبًا من الدولة الدينية".
وأبدت الجعارة دهشتها من دعوة هجرس للرئيس مبارك بالاستماع لصرخة الشعب المصرى، مضيفةً "هى ماكانتش وصلت كل ده، ده إحنا كتبنا آلاف المرات، إننا بحاجة لاستجابة فورية وسريعة تمنع استمرار هذه المظاهرات حقنًا لمصلحة البلد ومنع تخريب اقتصاد البلد وتغيير الدستور كله".
وقال طارق حسن "إننا أمام مجموعة من الحقائق فى المجتمع المصرى، وما حدث اليوم ليس مفصولاً عما حدث فى السابق، وبالنظر لجملة المشكلات فلا يمكن أن ننهيها بضربة عصا سحرية، ولا يوجد مجتمع لا يعانى من البطالة، ولكننا نتحرك فى حدود هذه النسبة تدريجيًا، وبرأيى أن أغلب مطالب مظاهرات اليوم تتعلق بالطموح، وهو ما يعنى عدم حدوثه سريعًا".
فتساءل خالد صلاح "من قال إن التطور الذى نراه فى تعامل رجال الشرطة يمنح للمواطنين، ولكنه جاء بناءً على التدافع بين التيارات، ومن قال إن هؤلاء الذين تظاهروا اليوم طالبوا بما هو سحرى، بالعكس هى مطالب طبيعية، وأنا أخشى جدًا اختزال المطالب فى سياق اقتصادى يؤدى إلى إهمال سياسى مهم جدًا، فتونس مثلاً مستوياتها الاقتصادية كانت متقدمة جدًا، ولكن طالما هناك حالات احتقان وانسداد سياسى فى شرايين البلد على المستويات المختلفة كلما ازداد الاحتقان، وهو ما سيؤدى إلى مستويات احتقان أخطر".
وأضاف صلاح "إن النقابات المهنية اليوم لا تستطيع أن تمارس فيها الحرية خلافًا عن السابق، فبرأيى أنه قديماً كانت هناك قيادات أحكم داخل الحزب الوطنى وداخل مؤسسة السلطة، عما هو موجود الآن، فأنا أشعر أن هناك قيادات أحدث سنًا تمارس سياسات ربما انتقامية تؤدى إلى مزيد من الاحتقان، وقديمًا كانت تدار خلافًا عن الحاضر، أنا سمعت من قيادات داخل الحزب الوطنى وفى الحكومة يستخفون النتائج التى وصل إليها مجلس الشعب، إذن فالذى أدار ملف انتخابات مجلس الشعب وأدى إلى كل هذا الإحباط فى البلد ينبغى أن يحاسب سياسياً داخل الحزب الوطنى وداخل السلطة".
وفى نفس السياق، أكدت الجعارة أن ثلاثة أرباع مطالب الشعب المصرى لا تحتاج "لعصا سحرية"، مستنكرةً موقف الحكومة المصرية وعدم إصدارها لبيان رسمى فى حين أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أصدرت بيانًا عن المظاهرات، مضيفة "إن هناك حالة من الاستعلاء وغطرسة القوة على الجماهير على الرغم أن الجماهير هى التى تدفع من أموالها مرتبات الوزراء".
وتابعت الجعارة "من الممكن حل مشكلة البطالة والكوارث التى يعانى منها الشعب لو حرمت الحكومة بعض الوزراء من مواكبهم وشاليهاتهم وحراستهم ومخصصاتهم، وأنا لا أقبل من أحد أن يقول لى بأن مصر بلد فقيرة، فمصر بلد غنى ولديها مصادرها".
وتساءلت الجعارة "لا أعرف ما هى المشكلة أو المأساة فى إقالة الدكتور أحمد نظيف؟، ولماذا يستمر وزير فى وزارته ربع قرن"؟
وقال طارق حسن "برأيى أنه لا يوجد استعلاء أو غطرسة من الحكومة على الشعب، ووزيرة الخارجية الأمريكية ببيانها "طالعة تصطاد فى المية العكرة"، مضيفًا "أن السؤال الأهم حاليًا لكل أطياف الشعب هو كيف يمكن المرور بمصر فى عملية تستهدف التطور والتحديث والتنمية دون الوقوع فى مأزق وقعت فيه بلاد أخرى".
وأكد خالد صلاح "بمجرد أن تحدث انفراجة بعزل حكومة د.أحمد نظيف ستؤدى بحد ذاتها إلى دفع الأمل فى البلد، وبرأيى أن هذا التغيير سوف يصنع الأمل، ولذا فأنا اعترض تمامًا على أن مصر تواجه تحديات وأن (أى حد هاييجى مش هايعرف يعمل حاجة)، فالتغيير فى حد ذاته أمل، وهو ما لا يحتاج لعصا سحرية".
وأكدت الجعارة أنه على الرئيس مبارك أن يأخذ ما يراه فى مصلحة البلد لأن التاريخ لن يذكر حكومة نظيف ولكنه سيذكر عهد مبارك.
تناول البرنامج ما حدث أمس برؤية معتدلة، حيث اندلعت المظاهرات فى شوارع القاهرة وبدأت بتجمعات قليلة للمواطنين وبعد الساعة الثانية بدأت التجمعات تتكاثف، وطالب المتظاهرون الحكومة بالقضاء على مشكلة البطالة والفقر وإلغاء قانون الطوارئ.
وتمثلت البداية فى حماية المواطنين من قبل الشرطة وتبادل التحيات بينهما وكانت سياسة الأمن ضبط النفس إلى أقصى مدى، ومع ساعات العصر بدأت الأمور تأخذ شكلا من أشكال العنف والحدة واضطر الأمن إلى استخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين فى وسط البلد وشارع جامعة الدول العربية وميدان الدقى.
وعلى عكس ما توقعته الإعلامية منى الشاذلى كانت هناك حرية للكاميرات فى تغطية الحدث، موضحة حجب عدد من المواقع الإلكترونية مثل الدستور والبديل، وتساءلت: "هل ذلك مقصود أم أن على الإنترنت هو الذى أدى إلى ذلك"؟
وأشارت إلى أنه لا يوجد يقين تأكيد للإجابة عن السؤال السابق.
الفقرة الرئيسية: نقاش حول مظاهرات يوم الغضب
الضيوف: اللواء فؤاد علام مساعد وزير الداخلية الأسبق
علاء عبد المنعم النائب الوفدى السابق بمجلس الشعب
د. مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة
أكد اللواء فؤاد علام، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الأمر مقلق ومخيف ليس بكم من خرجوا وإنما للظروف المحيطة بالمنطقة ولأن مصر من أكثر الدول استهدافا وأن المتظاهرين لم يفكروا فى الخروج عن الشرعية وبداية تظاهراتهم كانت جميلة جدًا ووسائلهم غاية فى الرقى والأمن كان أرقى فى التعامل معهم.
وأضاف أن الخطورة تكمن فى اندساس بعض العناصر التى قد تشعل هذا الموقف، مما يؤدى إلى تطور الأمور إلى مرحلة خطيرة، مطالبا الشرطة بمزيد من ضبط النفس لأن المشهد قد يستمر لفترة لا يعلمها إلا الله، قائلا: "نحن مستهدفون وهناك من يتربص بمصر، ولابد أن تكون هناك حكمة سياسية قادرة على امتصاص هذا الغضب".
وأشار إلى أن المعالجة لابد أن تكون سياسية بالدرجة الأولى ولابد من إشعار قرار سياسى ناضج فى الاتجاه السليم ولم يعد خافيا أن هناك احتقانًا سياسياً بدليل المطالب التى ينادى بها المتظاهرون.
وتمنى فؤاد علام وجود رؤية سياسية ناضجة لإصدار قرار يعالج أسباب الاحتقان، مضيفا أنه لو كان فى موقع صناعة القرار أو مسئولا فلن ينتظر حتى تصل الأمور إلى ما وصلت إليه وكان عليه أن يبصر القيادة السياسية بالأوضاع وتقديم الاقتراحات والاستعانة بخبرات فى القيادة وبما يجب أن يتم استخدامه فى مثل هذه الحالة.
كما أشار إلى أن هيئة الشرطة مغلوبة على أمرها وللأسف هناك أمور يترك معالجتها للجهاز الأمنى وهذا خطأ، مدللا على ذلك بأحداث المحلة وأنها كانت من الممكن أن تنتهى بحكمة المسئول المختص ولكن لم يحدث فتفاقم الأمر وكان من الممكن أن تصل إلى محافظات أخرى.
وتحدث علام عن قانون الطوارئ، قائلا إن هناك شعورًا عامًا برفض قانون الطوارئ وهناك نية لدى صناع القرار بإلغائه إلا أن هناك تباطؤًا فى التنفيذ.
وطالب مساعد وزير الداخلية الأسبق بوضع قانون دور العبادة الموحد لأنه سيعالج مسألة الاحتقان الطائفى فى مصر، كما تساءل: "لماذا لا يفعل قانون تداول المعلومات؟".
وأشار إلى أن التفاوت الطبقى يمثل خطرا كبيرا فى المجتمع وكذلك إساءة استخدام الثروة من الأمور التى لابد معالجتها.
وعن الانتخابات نصح بضرورة العمل بالقائمة النسبية للانتخابات لضمان دخول نسبة كبيرة من المعارضين ولتحقيق الديمقراطية.
فيما قال علاء عبد المنعم النائب الوفدى السابق بمجلس الشعب إن الشارع المصرى محتقن لأقصى درجة، للاستهانة به وتزوير الانتخابات، فضلا عن تهميشه وعدم تمثيله.
وأضاف: "أننا لا نستطيع أن نبعد هذا المشهد عما حدث فى تونس فالشعب المصرى لديه غيرة بحيث لا يقبل أن يكون فى مرتبة أدنى من الشعب التونسى كما أنه قادر على التغيير وشعر بأنه آن الأوان كى يتحرك من أجل التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية".
وأشار إلى أن الشرطة حتى الآن موقفها معتدل وحضارى كما أنه لم يحدث تخريب لمنشأة والعنف الحقيقى هو تزييف إرادة الشعب من خلال إعلان نتائج غير منطقية والسياسات الفاشلة هى التى أدت إلى ما نحن فيه.
وتابع: "ما حدث رسالة قوية من جماهير الشعب إلى الحكومة وإن لم تأخذه الحكومة بعين الاعتبار فسيحدث ما لا تحمد عقباه وآن الأوان للنظام أن يستمع لأقوال الشعب وأن تحل المجالس المزورة".
وأضاف "لابد من وضع دستور جديد وعلى النظام أن يعرف هذه الرسالة من الشعب ويستوعبها ولا تأخذه العزة بالإثم"، مبديا قلقه من الأحداث الجارية.
بينما قال د. مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إن ما حدث اليوم تجمع لفئات الشعب وهو حق لمن يريد الإصلاح وهو حدث كبير كما أنه يعتبر تجميعا لكل الوقفات الاحتجاجية السابقة وما حدث اليوم تأكيد على أن الدولة المصرية تمر بإصلاح حقيقى.
وأثنى علوى على التحضر فى معاملة الشرطة للمتظاهرين، مشيرا إلى أن هناك من اندس بين المتظاهرين واستخدم العنف ضد رجال الشرطة بإلقائهم الحجارة بدليل أن الثورة حتى الساعة الثانية كانت سلمية مما اضطر رجال الشرطة إلى استخدام الخراطيم لتفريق المتظاهرين، مبديا قلقه إذا استمرت المظاهرة إلى وقت متأخر من الليل حتى لا يستغلها المستغلون.
وأوضح علوى أن الدولة يجب أن تستمع إلى المطالب بقدر الإمكان وفق الموارد الموجودة وهذا حق الدولة على المواطن وحتى لو لم يطلبها المواطن، مطالبا بوضع حد أدنى للأجور يتفق مع الاحتياج الأساسى للمواطن والمطالبة بالتأمين الصحى وبوضع قانون جديد للامركزية فى الإدارات المحلية.
أهم الأخبار
- تكليف "نجيب ميقاتى" بتشكيل الحكومة اللبنانية.
- "الحريرى" يطالب مؤيديه بالهدوء و"جنبلاط" يعلن تأييده لتكليف "نجيب ميقاتى" للحكومة اللبنانية.
- الجيش يتدخل لفض المظاهرات بين مؤيدى كل من "الحريرى" و"حزب الله".
- مقتل 2 وإصابة العشرات فى اشتباكات مع الشرطة بالسويس، وأكد الدكتور هشام الشناوى وكيل وزارة الصحة بالسويس، فى مداخلة هاتفية أن اثنين من المتظاهرين بالسويس لقيا مصرعهما، الثلاثاء، وهما مصطفى رجب عبد الفتاح (22 عاماً) بعد إصابته برصاصة فى القلب، خلال إطلاق الشرطة النار فى منطقتى جامع الأربعين وميدان الإسعاف، وسليمان صابر على (31 عاماً- عاطل)، مختنقاً بدخان قنابل الغاز التى أطلقتها الشرطة على المتظاهرين.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نيبال عبد القادر، وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، فى مداخلة هاتفية، أن المستشفيات بالقاهرة نقلت حتى الآن 91 حالة فقط أغلبيتها مستقرة، لكن 4 حالات تستدعى وجودهم بالمستشفى لتلقى العلاج وأغلبية الحالات التى دخلت المستشفى نتيجة التدافع والجرى الذى أدى إلى إصابة المواطنين وتقديم الإسعافات اللازمة لهم وهم بحالة جيدة.
كما لقى مجند الشرطة عزيز أحمد مصرعه وأصيب 36 آخرون، بحسب بيان وزارة الداخلية الأخير.
- متظاهرو ميدان التحرير يدخلون فى اعتصام مفتوح.
- إصابة عدد من المتظاهرين وقوات الشرطة فى اشتباكات بــ"القصر العينى".
- 15 ألف جندى يحاصرون "التحرير" وسيدات يوزعن الطعام على المتظاهرين.
- تعطل موقع "تويتر" لحجب تداول المعلومات.
الفقرة الأولى: نقاش حول الموقف السياسى لمظاهرات 25 يناير
الضيف: أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة "الأهرام"
قال الكاتب الصحفى أسامة سرايا، رئيس تحرير جريدة "الأهرام" إنه كان متوقعًا حدوث هذا المشهد الحالى وأن بعض العناصر مارست وحققت هدفها بالتظاهر وهى تحاول أن تعرض نفسها على مسرح القوى السياسية وهذه الاحتجاجات هى الأولى من نوعها منذ انتخابات الشعب الأخيرة والانتفاضة التونسية.
وأضاف سرايا أن المتظاهرين يحاولون تكرار الموقف فى مصر بعد إحداث تغيير فى تونس، حيث اعتبرها محاولة لاستنساخ للأحداث التونسية فى مصر وتابع "هذا لن يحدث بسبب اختلاف الحياة التونسية بين مصر وتونس".
كما اعتبر ضحايا المظاهرات بأنها شىء مؤسف للغاية لأن بعض الجماعات التى تخلط الدين بالسياسية أثارت العنف لخدمة مصالحهم، مطالبا الشباب بالاحتجاج بشكل حضارى وليس بإتلاف الممتلكات العامة والإضرار بمصالح الناس.
وأضاف سرايا أن الـ10 آلاف متظاهر يمكن أن يقابلهم أكثر من 15 مليون شخص مؤيدون للنظام، مشيرا إلى أن مصر الآن تشهد إصلاحًا اقتصاديًا وسياسياً كما أن الشعب المصرى يرفض الانخراط فى حركات الابتزاز السياسى، على حد وصفه.
وأشار سرايا إلى أن وجود الأمريكان فى المنطقة هو سبب التوتر والقلق سواء كان فى فلسطين أو العراق أو أفغانستان كما أنهم لم يوفوا بوعدهم من قبل فى أى قضية طرحت للنقاش سواء فى عهد بوش الابن أو أوباما، موضحاً أنه لا يوافق على وصف هذا اليوم بأنه إنذار أو غضب، لأن هذا اليوم عيد الشرطة المصرية ولابد أن نهنئ جهاز الشرطة للجهود العظيمة التى يقدمها للشعب المصرى وكشفهم للغموض الذى يثار فى العديد من القضايا وكان آخرها كشفهم لحادث كنيسة القديسين وقدرتهم على حماية المصريين.
الفقرة الثانية:
مواجهة بين "الوطنى" و"التجمع" لمناقشة تظاهر المواطنين فى يوم الغضب
الضيوف:
حسين عبد الرازق عضو المكتب الرئاسى لحزب التجمع
الدكتور نبيه العلقامى رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى
قال حسين عبد الرازق، عضو المكتب الرئاسى لحزب التجمع، أن هذه المظاهرات تحدث لأول مرة فى مصر منذ مظاهرات 1977، حيث تم تنظيم مظاهرات فى العاصمة والعديد من المحافظات لإحداث التغيير والفرق بين مظاهرات 1977 والآن أن من قام بها قديما حزب التجمع والماركسيين والحزب الناصرى، فيما نظم مظاهرات أمس شباب على الفيس بوك وتخلت الأحزاب عن المشاركة.
وأضاف عبد الرازق أن الحزب الوطنى وسياسته هى التى دفعت إلى حدوث المظاهرات بسبب ارتفاع نسبة البطالة والفقر وأصبح الحزب يسيطر على الحكومة، وأن سبب التظاهر أيضًا هو أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة من أسوأ انتخابات التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة.
وأشار حسين عبد الرازق إلى أنه لابد من استغلال أدوات العصر الحديث ومنها الإنترنت وهى وسيلة مهمة جدا ولكنها لا يمكن أن تلغى دور الأحزاب فى مصر وعلى الحكومة أن تفتح بابًا للتغيير بدلاً من خضوعنا 30 سنة للحكم بدون تغيير ولسوف تكون هناك كارثة.
فيما قال الدكتور نبيه العلقامى، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى، إن الحزب الوطنى قدم أكثر من المطالب التى ينادى بها المتظاهرون الذين ضربوا المجندين وأصابوا العديد من رجال جهاز الشرطة وأتلفوا الممتلكات العامة وأن الحكومة لا يسيطر عليها الحزب الوطنى لأنها تخدم المواطنين دون التفريق بين فئات معينة منهم، مضيفًا بأن سبب عدم تمثيل الأحزاب هو عدم نجاحهم فى العملية الانتخابية وتنظيمها.
وأكد العلقامى أن المظاهرات لا تستطيع أن تجبر الحكومة على تغيير الدستور، وأن الفراغ الإلكترونى لا يستطيع أن يحل محل الأحزاب السياسية وعلى الأحزاب الصغيرة مناقشة الحزب الوطنى "الكبير".
ووجه العلقامى الاتهام إلى أجهزة الإعلام الخاصة لأنها تنشر ما يحرض على الفتنة بين المواطنين سواء كانت أجهزة مرئية أو مسموعة.