لجأت السلطات المصرية إلى فرض قيود على الإنترنت ونجحت في حجب مواقع للتواصل الاجتماعي, للحد من مساعي المتظاهرين المطالبين بالتغيير, نحو التواصل وإعادة تجميع الصفوف, وذلك حسب ما ذكر نشطاء إنترنت في مصر.
وفي هذا السياق أكدت شركة تويتر أن موقعها الذي يقدم خدمات التراسل والاتصال عبر الشبكة الدولية فد حجب في مصر. وكتبت الشركة في رسالة أكدت فيها حجب خدمتها، وقالت "نعتقد أن التبادل الحر للمعلومات ووجهات النظر يفيد المجتمعات ويساعد الحكومات على التواصل بشكل أفضل مع شعوبها".
ورغم حظر الوصول إلى الموقع, فإن ذلك لم يحل دون استخدام المصريين لتويتر، حيث يعتمدون الآن على إرسال تدوينات تويتر عبر الرسائل النصية القصيرة وبعض البرامج الخاصة التي يمكنها تجاوز الحظر.
وكان موقع تويتر من الوسائل الرئيسية التي استخدمها المتظاهرون لتنظيم احتجاجات أمس في مصر.
وقد ساهم المشاركون بموقع تويتر في نقل أنباء التحركات الشعبية دقيقة بدقيقة إضافة إلى رسائل للمشاركين في مصر للتغلب على حجب موقع تويتر في مصر بعد أن ساهم بشكل كبير في نقل دعوات التظاهر.
يأتي ذلك, بينما يشير النشطاء أيضا إلى أن السلطات المصرية تحاول حجب فيسبوك أيضا, بينما تشهد خدمة الاتصالات الهاتفية عراقيل متكررة منذ انطلاق المظاهرات.
ويقوم النشطاء في مصر بتتبع آخر الأنباء عن انتشار قوات الأمن، ونصح المتظاهرين بأسهل الطرق لسلكها للوصول إلى أماكن تجمع المحتجين.
ففي موقع فيسبوك برزت ثلاث مجموعات رئيسية يستخدمها الآلاف تحض على استمرار التظاهر وتنقل أخبارها، وانضم إلى تلك المجموعات مجموعة محمد البرادعي التي يشارك فيها ثلاثمائة ألف تحت شعار "معا سنغير".
"
رغم حجب السلطات التونسية مواقع إلكترونية وإخبارية هامة, تمكن متصفحو هذه المواقع من بث تسجيلات مصورة لمشاهد من الاحتجاجات, أتاحت للملايين عبر العالم مراقبة تطورات الوضع
"
ودعت مجموعة "آخر الأنباء" التي ترفع شعار "هارجع حق بلدي" و"كلنا فداكي يا مصر" الشباب إلى رفع شعارات الوحدة الوطنية في مظاهرات اليوم لاستعطاف واستمالة الجيش والشرطة.
ومن بين تلك الشعارات للمجموعة التي يتكاثر متتبعوها كل دقيقة ووصلوا إلى نحو 22 ألفا "مسلمين مسيحيين بنطالب بالتغيير".
ورفعت مجموعة "وتستمر ثورة مصر" على فيسبوك شعار 25 يناير يوم الثورة على التعذيب والفقر والفساد والبطالة. وترفد المجموعة التي بلغ عدد نشطائها نحو 21 ألفا -المتظاهرين- بشعارات يومية، وتقول عن شعار اليوم "عيش-حرية- كرامة إنسانية- وشرفك يا بلدي سحابة وتعدي".
ويرصد النشطاء في هذا الصدد أيضا مجموعة العقيد عمر عفيفي التي ينشط بها نحو 3000، حيث استخدم عفيفي موقع يوتيوب أيضا لبث رسائل للمتظاهرين في 25 يناير هاجم فيها وزير الداخلية حبيب العادلي وحذره من التعرض للمحتجين.
دور هام
وقد لعبت المواقع الإلكترونية والاجتماعية منها خاصة مثل تويتر وفيسبوك دورا هاما في تعريف العالم بالاحتجاجات التي اجتاحت تونس، وأدت إلى الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قبل نحو أسبوعين.
ورغم حجب السلطات التونسية مواقع إلكترونية وإخبارية هامة, تمكن متصفحو هذه المواقع من بث تسجيلات مصورة لمشاهد من الاحتجاجات, أتاحت للملايين عبر العالم مراقبة تطورات الوضع.
والتقطت معظم تلك الصور بكاميرات هواتف محمولة, وجدت طريقها إلى مواقع إلكترونية كموقع فيسبوك ومواقع أخرى, ونجح مرتادوها في اختراقها رغم حجبها, وأظهرت للعالم أحداثا ما كان ليتمكن من مشاهدتها قبل التطور الهائل في ثورة الاتصالات.