نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام أخبار مصرية



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




تقرير صحفي ثورة الشباب المصري ..من رحم الكبت تولدت الجرأة

 

"بعد انتهاء اليوم شعرت أنى أخذت طاقة إيجابية لا حدود لها، وسالت دموعى فرحا مما حدث، وتذكرت آخر مرة هتفت فيها باسم مصر كانت فى مباراة لكرة قدم، لكن هذه كانت أول مرة أهتف باسم مصر من أجل مصر".
...
هكذا خلق توحد الناس حول هدف واحد أجواء جديدة على الشباب وعلى الشارع المصرى، فبهذه الكلمات بدأت "مها" حديثها لأون إسلام.نت عن تجربتها فى المشاركة فى أحداث يوم الغضب، وكيف أن الحنين راودها بالهتاف باسم مصر، ولكن هذه المرة ليست فى مباراة كرة قدم، ولكن على أرض الواقع، ومن أجل حلم واحد.

تجربة أولى

وأضافت "مها" 25 سنة، والتى تحتفل بمشاركتها الأولى فى تظاهرات من مثل هذا النوع: "قررت النزول لأن داخلى شعور كبير بالكبت، فكانت هذه فرصة لى لأعبر عما بداخلى، فأنا متضررة بشدة من الفساد الذى يملأ البلاد، فشعرت أن من واجبى أن أفعل شيئا من أجل بلدى.

وأكدت أن: قوة الحدث كانت أكبر من أى شعور بالخوف، وكان الحدث أقوى محرك لنا ولمواصلة ما بدأنا فيه، وبالطبع كانت أحداث تونس لها دور الريادة فى التأثير علينا، فمنها شعرنا أن هناك أملا، وأن التغيير ممكن.

واستطردت: "كان المشهد مهيبا، تجمعات شباب ورجال ونساء وأسر كاملة، وما لفت انتباهى أكثر وجود سيدتين معى فى نفس المكان -من طبقة اجتماعية بسيطة جدا- وقفتا معنا من الساعة 12 ظهرا للثامنة مساء، وكان دورهما إيقاظ همة الشباب وحثهم على مواصلة المشاركة، فكنا سعداء بهما جدا حتى بعدما تجاوزت الساعة الثامنة، وأردت أن أغادر المكان فشعرت أننى لا أريد أن أرحل، ولابد أن أقف بجوار المجموع، فالجميع كان يشارك بإخلاص، وبنية إصلاح حال البلد، حتى السيدات من الشرفات كن يشاركن معنا بقذف قوات الأمن التى تحكم التضييق علينا بالمياه، ويشرن لنا بعلامات النصر ووجوههن كلها سعادة وفخر.

وشعرنا جميعا فى التظاهرات أننا عائلة واحدة الجميع يساعد ويساند، حتى أصحاب المحلات كانوا يمدوننا بالطعام والمياه.. حقيقة كنت فخورة جدا بوجودى فى مثل هذا اليوم.

علق عبد الرحمن (22 عام) على ما حدث فى يوم الغضب 25 يناير: منذ عدة أيام وأنا أتشاور مع نفسى هل أشارك فى يوم الغضب أم لا؟ لكن فى النهاية قررت عدم المشاركة غالبا لأنى كنت أشعر أن هذا الموقف مثل باقى المواقف التى حدثت من قبل ولن تحدث تأثيرا يذكر.

وأضاف: قررت أن أكمل يومى بشكل عادى، وكان من ضمن مواعيدى لذلك اليوم مقابلة مع ضيف فى أحد فنادق وسط القاهر، فكان من الضرورى أن أمر من ميدان التحرير، وعندما رأيت مشهد الشباب لم أستطع أن أتمالك نفسى، وشاركت معهم حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.وبالطبع حماسة الشباب، وهذا المشهد الجليل أزال أى شعور بالخوف داخلى، وقلت فى نفسى هم ليسوا أفضل منى.

واستطرد عبد الرحمن: شاهدت عددا من المشاهد لم أر مثلها من قبل، رأيت أصحاب التيارات المختلفة يتفاعلون مع بعضهم دون أحكام مسبقة، ودون إقصاء أو محاولة للعزل، فوجدت اليسارى بجوار الإسلامى ومعهم الليبرالى يشتركون فى الهتاف والحماسة والروح العالية.

وأضاف: كما رأيت أحد نجوم الإنشاد المحبوبين -مصطفى محمود- فى لحظة هدوء واستراحة -بعد العشاء- ملتحفا علم مصر، وقد أخفى نصف وجهه بشال تحسبا للغاز المسيل للدموع.. رأيته وقد حمل فى يديه كيسا للمخلفات يجمعها من ميدان الاعتصام فى تواضع جميل، والابتسامة لا تنفك عن وجهه.

المشهد الآخر: وقت صلاة العشاء، حينما اصطف الشباب سريعا، وفى أعداد كبيرة، خلف أحدهم لصلاة العشاء فى مشهد بديع، ثم فى الركعة الأخيرة دعا الإمام لمصر دعاء رائعا ترك الأثر الكبير لدى كل الموجودين، دعا بالخير لمصر، والصلاح لها ولأهلها، وحفظها من الفتنة، دعاء يجمع القلوب ويقع محل الاتفاق من الجميع.

أوضح عبد المجيد السقا (فى الثلاثينيات) قائلا: شاركت لأن حال بلدى يرثى له، غلاء وفقر، والحكومة لا تشعر بالناس، وأصدقائى شجعونى على المشاركة، ونزلت وكنت متأكدا أن التغيير بعيد، لكن يكفى أن نعبر عما بداخلنا، لكن عندما شاركت بالفعل شعرت أن التغيير ليس بعيدا، بل بالعكس، قوة وتلاحم الناس تفعل المعجزات.

وأضاف: تكسر حاجز الخوف داخلى عندما نزلت على كوبرى الجلاء (وسط القاهرة)، ووجدت المشاركين من فئات لم أتوقع أن تشارك، فوجدت شخصيات مشهورة وشباب وبنات؛ حيث إن رأيتهم فى مكان غير هذا تقول إنهم لا يعرفون شيئا عن بلدهم، فالجميع تجمع على قول لا للظلم والطغيان؛ لذلك تشجعت وواصلت المسيرة معهم، فقد ضاقت صدورنا بإحساس الخوف والصمت وآن الأوان لنفك هذا الحصار من أجل مستقبل أولادنا ومستقبلنا.

سجن الخوف

وعن الأسباب التى دفعت الشباب -غير المسيس- على كسر حاجز الخوف والسلبية يرى "هشام عبد العزيز" أحد الصحفيين الذين كانوا يتابعون المظاهرات: "ما جرى يدل أن الناس وصلت لمعاناة شديدة، وفى نفس الوقت يدل على حب شديد لهذا البلد، فوصلت للنقطة الحرجة التى كان لزاما أن يتولد منها انفجار، وكانت هذه هى نتيجته".

وأضاف: ومما ساهم فى كسر حاجز الخوف أن الناس خرجت وكأنهم كيان واحد شباب من مختلف الأعمار والفئات، منهم من يشارك لأول مرة فى مظاهرة أو احتجاج؛ فالمطالب هى التى قامت بتوحيد هؤلاء الشباب، فهم رأوا أن هذه مطالب عادلة، واحتياجات عفوية غير منظمة، فبالتالى جاءت هذه المطالب فى صورة مطالب شعبية، وكانت كلها تحت مظلة (الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية)، وإسقاط النظام بشكل أساسى.

والشىء الجميل اللافت للنظر -كما يؤكد عبد العزيز- أن أعداد المتظاهرين كان فى زيادة مستمرة وليس العكس كما توقع البعض، وانفكت قيود الخوف عندما شعر الناس أنهم أنجزوا، وأن ما يفعلونه له نتائج وتأثير، فسمعت البعض يقول (نحن قمنا باحتلال ميدان التحرير)، فشعروا على الفور بقوتهم وكسر خوفهم، وتولدت مشاعر إيجابية بدلا من السلبية.

وأكد عبد العزيز أنه بالنسبة للأعمار السنية التى شاركت فى يوم الغضب فهى جمعت جميع المراحل، شاهدنا كبار السن والشباب والمراهقين، وكذلك كل الفئات والطبقات الاجتماعية، ومن اللافت للنظر أن الناس نسوا انتماءاتهم الحزبية، اليسارى يشارك مع الإخوانى والمسيحى والمسلم، وجميع الفئات تساعد بعضها البعض، دون النظر لفئة أو دين أو أى شىء، فكان الانتماء لقضية للوطن أقوى.

والجميل أنه رغم الزحام والتدافع الشديد لم تسجل أى حالة تحرش فى هذا اليوم، فهذا دليل على أن الهدف السامى كان أغلى وأهم، وأن فى المواقف الشديدة سلوكيات الناس قابلة للتغيير.

تونس وشرارة البداية

وحول السبب وراء جرأة الشباب وكسر حاجز الخوف والسلبية أكد د.عمرو أبو خليل رئيس قسم النفسى بمستشفى المعمورة بالإسكندرية قائلا: إن الشباب المصرى تأثر بشدة بالنموذج التونسى، فكلاهما يعانى من نفس الأزمة، الفساد والفقر والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية، وعندما صمد الشعب التونسى أعطى إشارة للشعب المصرى أن هناك أملا فى التغيير، وهى حقيقية تاريخية فالثورة معدية، وعندما ظهر فى الأفق هدف عام للناس كافة، أو كما كنا نقول هدف قومى يتجمع عليه الناس توحدت كل القوى لتحقيقه، وبالتالى تغير سلوك الناس فهى قاعدة نفسية أن البشر فى الأحداث الكبرى الجمعية سلوكهم يتغير بالضرورة.

وأضاف أبو خليل: ما جعلهم قادرين على فك حصار الخوف والصمت أنهم أدركوا أن الخوف لن يجدى الآن، ولو أننا نطمح للتغيير الآن فعلينا بالعمل ودفع الثمن، وعضد هذا الموقف شعورهم أن ما فعلوه له إيجابية فهم شباب غير مسيس لا نستطيع أن نحسبه على تيار بعينه، فهم شباب أرادوا، واجتمعوا على التغيير وقهر الظلم، فتحركوا بعفوية؛ لأنهم ليس لديهم حسابات للعبة السياسية، ولا يريدون أى مكاسب من الحكومة، فهم يريدون تحقيق مطالبهم فقط، وعندما استحضروا النموذج التونسى وما حققه من انتصار جعلهم وكأنهم يأخذون درسا فى المقاومة، ومعه نموذج عملى فما كان عليهم سوى التنفيذ.

وأشار أبو خليل: ما حدث أيضا كان ردا على بعض المشككين فى قدرات الشباب الذى طالما نعتناه بعدم تحمل المسئولية، ومعاناة من حالة التغيب عما يحدث فى بلاده، واللهث خلف النموذج الغربى، وعارضهم الكثير على أن تحركهم لا يتعدى حدود الفيس بوك وشبكات التواصل الاجتماعى، ولكن ما حدث أكد أنهم خلف هدفهم القومى تلاشت كل الشعارات وعلت لافتة الوطن، وأصبح الفيس بوك لديهم وسيلة كأى وسيلة يستخدمونها لمواصلة جهادهم ضد الظلم.
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل



والحقيقة أنهم أبدعوا فى استخدامه لهذا الغرض، وأنا أثق أنهم إذا تم محاصرتهم إلكترونيا فهم لن يغلبوا، بل بالعكس أصبح لديهم مهارات لتوليد أدوات جديدة والتعامل مع الأحداث مهما كانت الظروف








المقال "تقرير صحفي ثورة الشباب المصري ..من رحم الكبت تولدت الجرأة" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
تقرير صحفي أمريكي : مصر في الطريق الى " ثورة ثالثة "

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية