تصدمنا هذه العبارة عندما تقال لنا: "لا يرجى منك أمل"! وأحياناً تسيطر علينا فنشعر أننا أسرى لها، وأننا لن نستطيع تغيير الجوانب السلبية الموجودة فينا، وأننا رغم صغر سننا سنكبر ونحن نحمل هذه الصفات السلبية معنا إلى المرحلة القادمة من عمرنا.
وكل هذه مشاعر سلبية لا صحة لها، ومن الخطأ الاستسلام إليها.
قد يصيب اليأس بعض من يتعامل معنا من مربين؛ أب، أم ، معلمة، أخت كبرى من الأخطاء المتكررة لدينا، وقد يتفوهون بكلمات لا يلقون لها بالاً، لكنها تترك أثراً عميقاً داخلنا، وقد تؤثر على مجرى حياتنا كلها.. ولكن لا.. ثم لا.. فلنجعل من هذه الكلمات تحدياً وحافزاً لنا نسعى بها نحو التغيير؛ لنثبت للجميع ولمن نحب من أهلنا الذين يريدونا أن نكون الأفضل دوماً، لنثبت لهم أننا قادرون على التغير، ومعالجة الجوانب السلبية في شخصيتنا.
لابد من التفكير في مختلف الجوانب في حياتنا، التي نشعر حيالها بضرورة إجراء بعض التعديل والتغيير، هذا سيجعلنا نكتشف أننا بذلك سنحقق مكاسب كبيرة على المستوى الشخصي والنفسي والاجتماعي.
لا يجب أن نقبل فكرة أن الأشياء لابد أن تظل على حالها، يقول د. تيموني ج. شارب:" معظم الناس الناجحين لا يجدون أية ضرورة للقبول بحقيقة أن يظلوا فقراء أو بدناء، إننا لا يمكن أن نكون جميعاً من أصحاب البلايين، ولكن يمكننا أن نتعلم الادخار والاستثمار بطريقة حكيمة؛ لكي نكون أكثر ثراء، ولا يمكننا أن نكون جميعاً نماذج للموضة (ولا نريد جميعاً أن نكون كذلك)، ولكن يمكننا جميعاً أن نتعلم التمارين الرياضية، وأن نأكل جيداً؛ لكي نكون أصحاء ولائقين بدنياً، وكذلك الحال مع النواحي العاطفية والنفسية فلسنا مضطرين لقبول المخاوف والقلاقل التي تقوض سعادتنا وجهودنا لتحقيق ذواتنا. كذلك لا يوجد ما يضطرنا إلى قبول ما يزعزع استقرارنا الداخلي والعوائق النفسية التي قد تعوقنا لبعض الوقت، فكل هذه المشكلات تقريباً يمكن التغلب عليها دائماً".
إن ما نواجهه من مشكلات ومشاعر في هذه المرحلة العمرية التي نمر بها ـ كفتيات في سن المراهقة ـ أمر طبيعي وعادي جداً، ومن المهم أن نعرف أننا لسنا الوحيدين الذين نواجه مثل هذه المشكلات، فقد مر آباؤنا وأمهاتنا بل وأساتذتنا وكثير ممن نراهم الآن من أطباء ومهندسين ومدراء، جميعهم مروا في هذه المرحلة، ولكن ما يميزهم أنهم خرجوا منها بسلام عندما رفعوا شعار السير نحو الأفضل.
ونحن بدورنا يا فتيات علينا أن نثبت لأنفسنا أولاً، ثم لوالدينا ومعلماتنا أننا قادرون بإذن الله على الوقوف مع أنفسنا لدراستها والتعرف إلى الجوانب السلبية فيها لمعالجتها وتغييرها وإحلال الصفات الإيجابية مكانها، فنحن جيل المستقبل الذي تتعلق به الآمال أن يعيد أمجاد الأمة.. فهل نكون كما يجب أن نكون؟..