حواء وآدم
لم يكن نصيب النساء طول العمر فقط بل تعداه إلى نوعيته. وقد أكدت هذه النتيجة دراسات علمية، أظهرت أن النساء يمضين سنين أطول بعقل سليم وبذكاء يحسدن عليه. وجاء في الدراسة التي أجريت لمصلحة جامعة ليدن في هولندا وشملت 599 شخصاً تتجاوز أعمارهم الخامسة والثمانين، أن النساء أسرع استجابة وعقولهن أكثر حدة. كذلك أظهرت أن النساء يتفوقن على الرجال في القدرة على استعادة الماضي والتذكر. وسجل 34% من النساء اللاتي خضعن للاختبار سرعة عالية في الإجابة على الأسئلة في مقابل 28% من الرجال. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة علم الأعصاب وجراحتها والطب النفسي، وحرص القائّمون عليها على أن يكون بين النساء أرامل وعازبات ومتزوجات. أسباب بيولوجية وما فاجأ الخبراء أن 70% من المستطلعات لم ينلن تعليماً عالياً، وعلى رغم ذلك سجلن نتائج عقلية مميزة بالمقارنة مع الرجال المتعلمين. وعزا الخبراء السبب في ذلك إلى عوامل بيولوجية لا نفسية، إذ أن دماغ المرأة، كونها تعيش مدة أطول، يكيّف نفسه ليخدم مدة أطول. دراسة أخرى وأفادت نتائج بحث آخر بأن قدرة النساء المسنات العقلية أفضل مما هو لدى أقرانهن من الرجال، ورجح الخبراء بأن يكون ذلك راجعا إلى كونهن أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، مما يجعل تدفق الدم إلى أدمغتهن يجري بشكل أحسن وقال خبراء في شؤون رعاية المسنين إن البحث يبعث رسالة قوية مفادها أن الصحة الجيدة طوال مختلف أطوار العمر تعود بالنفع حين يتقدم المرء في السن، وقد بنى هؤلاء الخبراء خلاصة بحثهم على عينة جرى اختيارها تلقائيا وتضم ستمائة رجل وامرأة، تبلغ أعمارهم خمسا وثمانين سنة فما فوق، وأجرى الخبراء في البداية اختبارا ذهنيا مصغرا، ثم طلبوا ممن حصلوا على 18 نقطة المشاركة في اختبار لمعرفة سرعة تفكيرهم وقدرتهم على التذكر وبالرغم من أن النساء كن قد تلقين مستويات تعليمية أقل، فقد حققن نسبا أعلى في اختبارات سرعة الفهم والقدرة على التذكر. ذاكرة قوية! وتبين أن سرعة الفهم كانت عند 33% من النساء مقابل 28% عند الرجال. وكشف الاختبار أيضا أن 41% من النساء لهن ذاكرة جيدة مقابل 29% فحسب بالنسبة للرجال. وقال العلماء إن دراستهم أوضحت أن تلك الاختلافات لا علاقة لها بالمستوى التعليمي، لأن أولئك النسوة لهن مستويات تعليمية أقل من الرجال ورجحوا أن يكون الاختلاف في الوظائف العقلية راجعا إلى أمور بيولوجية كالغياب النسبي لأمراض القلب والشريان عند النساء وجاء في الدراسة التي نشرت فحواها مجلة "جورنال أوف نيولولوجي، نيوروسورجيري أند سايكياتري" العلمية أن احتمالات الحياة العالية لدى النساء تشير إلى أنه حين المقارنة مع الرجال، فإن المسنات أقل إصابة من أقرانهن من الذكور،ومضى الباحثون يقولون: نعتقد بأن الغياب النسبي لأمراض القلب والشرايين عند النساء ربما يفسر حسن عمل الوظيفة العقلية لدى المسنات واعتبر أحد الأخصائيين في الأبحاث المتعلقة بالمتقدمين في السن أن هذه المعلومات تحمل رسالة غاية في الأهمية، وقال: لقد دأبنا على العناية بالقلب والشرايين بقصد الاعتناء بهما في حد ذاتهما، أو بغرض تفادي الإصابة بالنوبات القلبية، لكن هناك الآن أدلة متزايدة على أن سلامة القلب والشرايين تقوم بدور رئيسي في العديد من الحالات كالضغط وتراجع القدرة على الفهم لدى الأشخاص المسنين ودعا إلى إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال نظرا للارتفاع المتواتر لأعداد المسنين في العالم.