سمعنا وقرأنا خبر انفجار خط أنابيب تصدير الغاز المصري لإسرائيل، وسارت الاتهامات فى عدة اتجاهات:
1. اتهامات إسرائيلية بضلوع حماس في التفجير، وبالطبع من نتيجة ذلك ترسيخ فكرة تخويف النظام المصرى من حركة حماس ذات الأيديولوجية التى تستند للعقيدة الاسلامية، وهاجس النظام من وجود علاقات تربطها بحركة الإخوان المسلمين فى مصر.
2. اتهامات البعض من داخل مصر بأن النظام المصرى ذاته متورط فى عملية التفجير بهدف تخويف الغرب وأمريكا من احتمال إعتلاء أى حركة إسلامية لسدة الحُكم فى مصر، طمعا فى كسب التأييد السياسى من الغرب الأوروبى والأمريكى للنظام المصرى.
3. اتهامات خبيثة لبدو سيناء تروج لها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ومن يناصرها فى أوروبا بهدف بث روح الفتنة فى مصر بزعم الدفاع عن حقوق الأقليات العرقية واعتبار الغرب أن بدو سيناء ليسوا مصريين.
4. اتهامات لأنصار شباب ثورة 25 يناير.
حتى اللحظة لا يملك أحد ولا جهة أمنية أو سياسية وثيقة تؤكد وتكشف المسئول الحقيقي عن تفجير خط أنابيب مد الغاز المصري لإسرائيل، لكننا نملك العقل ونعمة رصد الواقع المؤلم لكثير من الحقائق، وأسباب الإحتقان الذى أدى لثورة شباب 25 يناير نيابة عن الغالبية العظمى من الشعب المصرى، أسباب الإحتقان التى لم تنتهِ
بعد، والتى تتزايد بسبب الفساد وسوء الإدارة والتربح غير المشروع على حساب ثروات الشعب المصري.
يحدُث ذلك ونحن أمام كارثة فساد وخسائر خطيرة بسبب تقليل حصص توريد الغاز الطبيعي لمحطات توليد الكهرباء.. نعم فقد قال لي مصدر مسئول خبير فى شئون محطات توليد الكهرباء: في محطة توليد كهرباء غرب القاهرة والتي توجد بها وحدتان الطاقة الإنتاجية للوحدة 330 ميجاوات، أي من المفترض أن تعطي الوحدتان طاقة 660 ميجاوات، وهذه الوحدات تم تصميمها لكى تعمل بالغاز الطبيعى طوال العام باستثناء أسبوع واحد تعمل فيه بالمازوت، لكن ما يحدُث هو العكس تماما، بسبب أوامر عليا من المسئولين عن توريد الغاز للمحطات.
وبسبب عمل وحدات توليد الكهرباء بالمازوت يحدُث انسدادات فى المسخنات الغازية، ويترتب على ذلك نقص فى قدرة الوحدات فلا تعطى قوة الطاقة المطلوبة، هذا إضافة إلى أن العادم الذى ينبعث نتيجة عملية الاحتراق بالمازوت يضر بالبيئة وصحة الإنسان، لأن به مكونات شديدة الخطورة مثل الكبريت والنيتروجين وأول أكسيد الكربون، ويؤثر أيضا على العمر الافتراضى للغلايات، وزيادة الأعطال بسبب حدوث ثقوب فى الأنابيب الخاصة بالبخار، وطبعا يؤدى هذا لانقطاع التيار الكهربائي.
فلماذا إذن تقليل حصص الغاز لمحطات توليد الكهرباء للمصريين؟ في الوقت الذي يتم فيه تصدير الغاز بأسعار رخيصة للإسرائيليين، وبعد ذلك يتم تقديم مواطن للمحاكمة، من أجل دعوته وقف تصدير الغاز لإسرائيل. هل يفهم النظام بعد ذلك تراكمات الاحتقان الشعبى؟ هل يعلم النظام الآن أن الشعب يعرف أين الفساد والظلم والاهمال المُتعمد، الذى يفقد أموال الشعب وثرواته؟ . . .
ألم يفهم النظام المصرى حتى الآن بعد كل هذه المصائب لماذا الغضب؟ ألم يفهم النظام أن رجل الشارع لن يصبر أبد الدهر؟ وكيف يعانى الناس فى الحصول على أنبوبة بوتاجاز بسعر عال ونظامنا المحروس يقوم بتصدير الغاز لإسرائيل التى تستخدمه فى إدارة آلتها العسكرية لضرب الفلسطينيين وتصنيع الأسلحة التى لن تتوانى فى استخدامها ضد المصريين؟ نعم الغاز الطبيعى الذى يخرج من أراضينا من ثروتنا الطبيعية الغاز المفترض أن نستخدمه فى تشغيل محطات توليد الكهرباء
وتحضرني الآن الذاكرة لمُحاكمة الناشط كريم رضا بتهمة مُعاداة دولة يقولون إنها صديقة (إسرائيل) وتهمة سب وقذف وزير البترول، وتأتي تلك الاتهامات ردا على حملة مقاطعة شركة الغاز احتجاجا على تصديره لإسرائيل وشعارها (مش هاندفع الفواتير طول ما في تصدير) والتي تم اتهام كريم رضا بإطلاقها.
وقد شغلنى كغيرى من أبناء وطني ملف تصدير غاز مصر إلي إسرائيل منذ اللحظات الأولي لتوقيع عقد تصديره، وذلك لمعرفتنا جميعا بأن الشعب المصري هو أولى بالاستفادة أولا من مصادر الطاقة النظيفة من ثروات بلاده، وتخفيف الأعباء من على كاهله بالتخلص من استخدام أنابيب البوتاجاز التى ترتفع أسعارها خاصة فى وقت الأزمات ولا يقدر على دفع ثمنها الطبقات الفقيرة وما أكثرهم في مصرنا، إضافة لخطر اشتعال الحرائق التى تحدث من وقت لآخر سواء بسبب مساوئ الاستخدام أو التصنيع.
وبما أن السفير إبراهيم يُسرى قد أخذ على عاتقه بحث ودراسة مُذكرة التفاهم التى وقعت فى يونيو2005 بين وزير البترول المصرى سامح فهمى" الذى تمسك به مبارك فى حكومة أحمد شفيق "ووزير البنية التحتية بنيامين بن إليعازر، فى حضور أحمد نظيف رئيس وزراء مصر السابق "الذى خلعته ثورة شباب 25 يناير" ، وتعهدت مصر بتوريد الغاز الطبيعى لإسرائيل بسعر مُخفض للغاية، واختار السفير يسري ساحة القضاء لكشف عورة النظام والكفاح من أجل وقف ضخ غاز مصر للعدو الصهيوني، والتف حوله كثير من شرفاء الشعب المصري، ومنهم الشاب الناشط "كريم رضا" الذى اتهمه نظام مبارك بمُعاداة دولة يقولون إنها صديقة (إسرائيل) وكذلك تهمة سب وقذف وزير البترول، وتأتي الاتهامات ردا على حملة مُقاطعة شركة الغاز احتجاجا على تصديره لإسرائيل وشعارها (مش هاندفع الفواتير طول ما في تصدير) والتي تم اتهام كريم رضا بإطلاقها.
إن الحقائق التى سقناها فى هذه السطور حول كارثة محطة كهرباء غرب القاهرة والخسائر الفادحة التى ستجنيها مصر اقتصاديا وبيئيا بسبب استخدام المازوت لتوفير الغاز وتقديمه لإسرائيل ، تتطلب ردا واضحا من وزير البترول ، ومن كل المسئولين عن هذه الكارثة ، فيكفى ما دفعه الشعب بسبب أخطائكم ولا يمكن لهذا الشعب تحمل المزيد .