فور اندلاع "ثورة الغضب"، انقسمت آراء الفنانين بين مؤيد ومعارض، فمنهم من شارك فيها منذ بدايتها، ومنهم من انضم إليها لاحقاً، وآخرون هاجموها بشدة. مما دفع هؤلاء الشباب إلى إعداد قائمة سوداء تضمّ أسماء الفنانين الذين هاجموا الثورة وشبابها. وحمل عدد من الشباب أسماء هؤلاء الفنانين في ميدان التحرير ليعلنوا مقاطعتهم ورفضهم لهم بصورة علنية.
أول الفنانين الذين أُدرجوا على القائمة عادل إمام الذي حمل عدداً من المتظاهرين صورته في ميدان التحرير وكتب عليها "زعيم أونطة" بعدما وصف تظاهرات "ثورة النيل" بالعبثية الصادرة عن أفراد مندسين لا يمتون للشعب المصري بصلة. وعلى رغم تراجع إمام عن تصريحاته بعد أيام وإعلان تأييده للشباب، إلا أنهم أعلنوا مقاطعتهم له ولأعماله.
ويلي إمام حسن يوسف الذي أطل على القنوات الفضائية المصرية والعربية، ليؤكد أنّ الشباب المقيمين في التحرير يتناولون مياهاً معدنية ووجبة "كنتاكي" و100 يورو. مما أثار غضب شباب التحرير الذين قرروا مقاطعته نهائياً وأطلقوا عليه لقب "المنافق المؤيد للنظام".
كذلك، أُدرجت غادة عبد الرازق على القائمة السوداء بعدما هاجمت المتظاهرين، وأكدت أنّ عشرات الآلاف الذي يتظاهرون لا يعبّرون عن 85 مليون مصري، وتساءلت بسخرية: "ما الذي يريده المحتجون؟ وما هي مطالبهم؟". مما عرّضها لهجوم عنيف من قبل شباب ميدان التحرير.
وينضم أيضاً إلى القائمة عمرو دياب، وتامر حسني كون الأول التزم الصمت ورفض المشاركة في الثورة. أما الثاني فقد دعا الشباب في البداية إلى العودة إلى المنزل، ليعود بعد ذلك ويتراجع عن موقفه ويعلن تأييده لهم. لكن حين ذهب إلى ميدان التحرير، فوجئ بالشباب يطردونه بل حاولوا الاعتداء عليه.
كذلك يشاركهما في القائمة عمرو مصطفى الذي هاجم المتظاهرين في ميدان التحرير واتهمهم بتخريب البلد. كما انضمت سماح أنور إلى القائمة بعدما ناشدت السلطات على الفضائية المصرية بإحراق المتظاهرين في الميدان لأنّهم جرّوا البلد إلى الخراب. بل طالبت الدولة بضرب المحتجين بالطائرات والقنابل والسلاح النووي، وعدم التأخر لإنقاذ مصر. مما تسبّب في انقلاب معجبيها عليها قبل معارضيها.
أيضاً، انضم نقيب الفنانين المستقيل أشرف زكي إلى القائمة بعدما أطلق تصريحات أعلن فيها "أنّ المتواجدين في ميدان التحرير خونة". بل أكّد أنّه سوف يقوم بإقصاء أعضاء النقابة ممن تواجدوا مع هؤلاء الشباب، وتجميد عضويتهم. وهو الأمر الذي اعتبره الفنانون المتظاهرون إهانةً لهم ولشباب "25 يناير". وبالفعل انقلب عليه عدد من الفنانين المشاركين في الثورة وطالبوا برحيله. وبالفعل تقدّم أشرف زكي باستقالته من نقابة الممثلين.
كذلك انضمت مي كساب إلى القائمة بعدما وصفت المتظاهرين بالجهلة. وأكدت في اتصال هاتفي بالتلفزيون المصري أنّ هناك أجندة خارجية تملي على الشبان المتظاهرين ما يردّدونه. وقد وصفتهم بالـ "جهلة" الذين لا يعلمون التاريخ ولا يعون الشيء الذي يقومون به، مضيفةً أنّهم غير مثقفين. وتساءلت: "لماذا لم يتدخل الجيش حتى اليوم لتفريق المتظاهرين الذين يقومون بتخريب البلد؟". كما طالبت السلطات المصرية بإغلاق جميع القنوات العربية التي تسيء لسمعة مصر وتظهر الناس على أنّهم جياع، نافية أن يكون هناك شبان لا يملكون ثمن الخبز. كما طالبت بإغلاق "فايسبوك"، متهمةً الناس المغرضين الذين يتواجدون على الموقع بأسماء مستعارة بالوقوف وراء هذه الأحداث.
وأخيراً انضم الفنان طلعت زكريا إلى القائمة بعدما أعلن أنّ ميدان التحرير أصبح بؤرة للمخدرات والجنس، وأنّ الشبان الموجودين هناك يستغلّون حالة الحياد التي يلتزمها الجيش المصري. وهو الأمر الذي استفز هؤلاء الشباب الذين أطلقوا عليه لقب "خدام للرئيس".
وفي المقابل، هناك أيضاً قائمة لكن بيضاء تضم مجموعة من الفنانين الذين شاركوا في الثورة منذ بدايتها، ولم يكن أيٌّ منهم يسعى إلى ركوب الموجة. ويأتي في مقدمة هؤلاء الممثل الشاب أحمد عيد الذي يقيم في ميدان التحرير منذ يوم 25 كانون الثاني (يناير). كذلك خالد الصاوي الذي أطلق العديد من الشعارات بين المتظاهرين منها "مش هنمشي، إلا لما يمشي". وينضم إلى القائمة أيضاً كل من الفنانة شريهان التي خرجت من عزلتها من أجل المتظاهرين، بالإضافة إلى عمرو واكد، وآسر ياسين، وخالد يوسف وفطين عبد الوهاب.