كيف نعيد العلاقة بين الشرطة والشعب ؟
ازاي ترجع الشرطة وتوفر الأمن للشعب؟
ثورة الضباط والأمناء قائمة ...
وما زال الفراغ الأمني قائما ..
وما تزال العلاقة بين الشرطة والشعب متوترة ..
الشعب يريد إسقاط الشرطة ...
والشرطة تريد الاستمرار في ذل الشعب ...
الشرطة تتظاهر في الشوارع ويظهر بعض أفرادها بطريقة منظمة على الفضائيات لدرجة أنهم صاروا نجوم توك شو .. أو لوك شو ..
واللواء محمود وجدي وزير الداخلية يلوح بالعصا الغليظة في وجه فلول واعوان سلفه حبيب العادلي ويغازل امناء الشرطة وصغار الضباط برفع الحوافز والغاء المحاكمات العسكرية ...
الوزير يبذل ما في وسعه وكريم لدرجة السخاء مع افراد الشرطة .. وافراد الشرطة يضغطون لمزيد من المكاسب وعودتهم أسياد على الشعب ولما كانوا عليه ...
المشهد .. فوضوي .. وقد يجعل من مصر جمهورية للبلطجة ويعيدها الى عصر فتوات نجيب محفوظ ...
المواطن الآن وجدها فرصة وبما أن الرئيس مبارك تنحى يبقى أي ضابط شرطة يجب أن يركع ويكون خادما عند شعب أسقط النظام ...
وضابط الشرطة لا يقبل إلا أن يكون باشا والشعب عبيد له من حقه أن يذيقهم الذل ويعاملهم باحتقار ...
كيف وصلنا الى هذه الدرجة ...
الأسباب معروفة وقديمة ويحفظها الجميع ..لذا لن نخوض فيها
لكن دعونا نسأل ما هو الحل الذي يحافظ على هيبة رجل الشرطة وكرامة المواطن...
الحل هو : هو الالتقاء في منطقة وسط بين العبودية والألوهية .. فالمواطنين ليسوا عبيدا .. والضباط ليسوا آلهة ..
الحل موجود وشاهده الناس من يوم 28 يناير الماضي عندما نزلت القوات المسلحة الباسلة الى الشارع ...
تعامل الناس مع الجيش بكافة مناصبه : تعاملنا مع ضباط على اختلاف مناصبهم ومع صف ضباط .. ومع مجندين .. فماذا كان التعامل ..
انظروا الى العلاقة التي بدأت من 28 يناير والتي ما تزال قائمة بين الجيش والشعب .. لم يحدث ان اهان أحدا من الجيش مواطن .. ولم يحدث أن خالف مواطن واحد تعليمات الجيش ..
فإحترام رجال القوات المسلحة لآدمية الشعب لم يترتب عليها أن تمرد المواطنون بل بالعكس .. منتهى التعاون والثقة والاحترام ..
هذا هو الحل السحري .. عايزين رجال شرطة زي رجال القوات المسلحة بأخلاقهم وحسمهم للأمور وهيبتهم التي لا يستمدونها من بزتهم العسكرية بل من كونهم مكلفين بخدمة عامة ...
هذه هي العلاقة التي ترضيني كمواطن وترضي الشعب المصري الذي ظهر معدنه الأصيل وأخلاقه الرائعة منذ 28 يناير .. منذ انسحبت الشرطة ..
اذن على مؤسسة الشرطة أن تراجع مناهجها ..
وعلى وزير الداخلية أن يقول لجهاز الشرطة .. تعلموا من القوات المسلحة .. تعلموا أن المصريين أرقى شعوب الأرض ولو قامت المعاملة على احترام القانون لن يكرهكم الشعب .. لا تغرسوا فيهم أن الناس عبيدا ..
ازرعوا فيهم الحب والاحترام ..
يا وزير الداخلية .. أي وزير داخلية .. العلاقة بين رجال الشرطة يجب أن تكون :
ما بين المواطن وفرد الشرطة قانون ..
الضابط دوره تنفيذ القانون على الجميع ..
والمواطن عليه أن يخضع للقانون وليس للضابط ...
عندما تتخلصون من عقدة الباشا .. ستجدون مواطنين يحبونكم ويتعاونون معكم على تنفيذ القانون ..
الأمر لا يحتاج تنازلات .. فلم يتنازل افراد القوات المسلحة لكسب احترام المواطن .. ولم يتعامل المواطن بكبرياء مع القوات المسلحة ...
أتعرف لماذا يا وزير الداخلية ... لأن ضابط القوات المسلحة ومن اللحظة الأولى وجدناه .. يحمينا .. وجدناه ضابطا لنا وليس علينا .. وجدناه ينفذ القانون والدستور بمنطق واحد هو حب الوطن .. وجدناه لاينتظر منا اذلالا ولا أن نتوسل له ...
شعرنا جميعا ونحن نتعامل معهم في الشارع بأن لسان حاله يقول لكل مواطن ارفع رأسك يا أخي .. فأنت مصري ..
وعندما يتعامل فرد الشرطة مع المواطن مثلما يتعامل الآن فرد القوات المسلحة سيكون الحل .. وستجد الآلاف من المواطنين الأوفياء رجال شرطة يساعدون رجال الشرطة في تنفيذ القانون ..
المعادلة السحرية : أن يتفق المواطن والشرطة على تنفيذ القانون لمصلحة مصرنا كلنا .. عندها نتخلص من كل عقد الخوف والعبودية وعقدة بدلة الشرطة ..
وقبل ان تقول لنا يا وزير الداخلية ان المؤسسة العسكرية تعاملت معنا في ظرف طاريء أقول لك وما يضير رجالك ان تعاملوا بذات المنطق طالما ان ذلك المنطق سيحقق الأمن والاستقرار ...