فى البدء كان الحنين
..الشمس تنثر النور والاشراق..الزهور تبسمت للمهج والاحداق..
والنسيم يخطو..والروض يزهو..والدنيا تتقنع بكل الالوان الحلوة..
الانباء افتقدت روميو وجولييت..وقيس وليلى..ومجنون لبنى....
لان زحمة الحياة..وزحف المادة على القلوب والنفوس شغل الجميع..
فقدنا حديث الحب...ولو جاء فهو حب ملوث..ككل شىء جميل لوثته يد البشر..
فقدنا الحديث عن العفاف..عن الروح...عن الوفاء..عن معانى الحق والخير والجمال..
حكايات ...شكايات...الوان ...اشكال...تدور وتتوالد..وينتج عنها معانى مشوهة...وعواطف مشوهة..
زيف يلبس قناع الحق..وباطل يتزيا بزى الجمال..غدر يلبس ملابس الوفاء..
ود بلا ود..عهد بلا عهد....والشياطين ترتدى ملابس الاحرام...
فمالى والاهتمام..وقد فقدت الحياة وانا حى..وانعزلت واعتزلت..
فمالى وللشمس...والقلب متبلد..
ومالى والروض..والنفس جريحة..
ومالى والحب...واين الحب..
يا ليتنى عشت الزمان الجميل..مع الصادقين..مع العاشقين..
...............وبينما انا فى تلك الحالة...اذ بزغ من الليل فجر جديد..
عاد الزمان الجميل...وعاد العاشقين..وبدات الحياة تنبض من جديد..
قصة حب ..رائعة...عايشتها لحظة بلحظة...وكلمة بكلمة..
تاثرت بها كثيرا...كنت اراقبها من بعيد....وانا اتذكر قصص الحب الخالدة..
كنت اسمع الهمس بين السطور..وكنت اراقب لحظات الحب عبر صفحات من الرقة والعذوبة..
لم يكن هذا منى فضولا..ولا تجسسا...ولكننى كنت كمن يبحث عن درة مكنونة..فى كومة من النفايات....
كنت كمن يبحث عن الاشياء الجميلة والنادرة..فى متحف من الكراكيب عديمة الفائدة...
كنت كالهارب من غابات استوائية سكانها جميعا من الحيوانات المفترسة....الى الجنة الغناء الخضراء سكانها من الملائكة النورانية..
...وها انا ذا..اليوم احتفل مع نفسى...بمرور عام..كامل على بداية تلك القصة..او بالاحرى بداية متابعتى للاحداث....وانشر ها بين ايديكم..واتمنى ان اوفيها حقها...
لانها تستحق كل تقدير...هى وابطالها...الذين كتبوا اسمائهم بحروف من عشق..بين قصص الحب الخالدة.....على الاقل بالنسبة لى انا..
ولا اشك...اننى بذلك قد اوقظ الحنين فى القلوب....
فعندما يستكبن القلب للحنين...تغنى كل الجمادات من حولنا...اغانى حزينة او فرحة...وتذوب الدنيا من حولنا ...ونذوب فى الدنيا ..ولا ندرى اين نحيا ...ويقولون عنا مجانين..
عندما يستكين القلب للحنين...فان هذا يعنى ان صلابتنا قد انكسرت...
وان تظاهرنا بالقوة..او القسوة..انما هو مجرد طلاء ..كطلاء الاظافر..سهل خدشه..سهل ازالته..
وتعلن الحقيقة عن نفسها..بان القلب مزروع من الفه الى يائه..محبة ووجدا وشوقا..
الحنين....فرح طاغ يحتل كل النفس...او وهن طاغ يحتل كل النفس..
لا شىء فى المنتصف..لا حلول وسط...لا شىء بين بين...
صفحة تكتب السعادة بكل سطورها...او صفحة تكتب الالم بكل سطورها..
اعذرونى.....لا اقبل سماع شىء عن الحنين الا من ملتاع...
اعزائى....المحبين فيهم من الملائكة الكثير..لذلك هى اكثر المخلوقات طعنا وضربا من الشياطين..
الى هنا ..اترككم مع الاحداث................
********
سلوى/ يا ادهم ...انتا ليه مش بتكلمنى زى الاول..
ادهم / لازم يا سلوى تعرفى ان الوضع تغير دلوقتى..
سلوى / لكن انا مش عاوزة غير انى اسمع صوتك ..واطمن عليك..
ادهم ساخرا / تطمنى ..هه..صدقينى انا كدا بتعذب..وانتى كمان بتتعذبى..
سلوى / لكن بعدك عنى هو اكبر عذاب ليا...كمان هتعذبنى اكتر..
......سادت فترة من الصمت....وصوت بكاء سلوى...يسمعه ادهم عبر المحمول..
ثم قالت سلوى مرتبكة / طب 00 يا ادهم..معلش ..انا هاقفل دلوقتى..واكلمك بعدين..
.....وضع ادهم التليفون جانبا...ونظر الى جهاز الكمبيوتر امامه..وهو يتطلع الى ذلك المنتدى..
الذى شهد على قصة ذلك الحب ...الذى ابى الا ان يكون الى ارشيف الذكريات...وارشيف ذلك المنتدى..
وبدا..ادهم يستعيد بذاكرته بداية ذلك الحب...الذى ملك كل كيانه ..
وزفر تنهيدة عميقة...وترقرقت عيناه بالدموع...وزادت ضربات قلبه....وارتعش جسده...وهو يهمس لنفسه....سلوى...هو انتى ليه سبتينى.....واسلم نفسه للحنين..وبدا يتذكر البداية..
نلتقى فى الحلقة القادمة...