تنهدت في عمق وانا اتطلع الي المصباح المتدلي من السقف ..... انه المكان المثالي لمن في بالي..... فقط لو كان معي الان .
تقلبت في الفراش على جانبي الايمن .... فطالعتني زهرية جدتي العتيقة ... كم هي انيقة وجميلة وقوية .... ولكنها في المكان الخطأ ..... فمكانها المثالي شهيدة على رأس شخص ما.
استعذت بالله من الشيطان وانا اتقلب على الجانب الاخر .... واخذت اتأمل سيف جدي الاكبر المعلق على الحائط.... كان جدي هذا فارس من الفرسان..... وكان هذا سيفه الباتر الذي كان يلازمه في ترحاله وتجواله ..... وكم من ظالم كانت نهايته على نصل هذا السيف....
تنهدت مرة اخري.... لو كان من في بالي امامي الان .... لاستعاد هذا السيف ذكرياته السعيدة على عنقه
غطيت رأسي بالغطاء واجبرت نفسي على النوم وعدم التفكير فيه مطلقا ... والا سأجن
لحظات وساد الظلام .... ولكنه ظلام غريب ... ليس الظلام فقط ... بل وضعي ايضا غريب ... اشعر وكأن قدمي تلامس الارض .... هل انا احلم؟
نعم احلم ... الان اقف في غرفة ما... الي حد ما تشبه غرفتي.... وهناك سرير نائم عليه شخصا ما .... اقتربت منه لأتبين شخصيته ما لبثت ان تجمدت في مكاني ... انه هو ... نعم هو ... ولكن كيف؟
وتلقائيا تطلعت الي السقف وابتسمت في شغف ... فمن السقف تدلي حبل متين انيق... يتأرجح في نعومة ... وعلى الفور اقتربت منه لنلهو قليلا ... ولكن قبل لن اقترب منه استيقظ الوغد فجأة ... وما أن رأني حتى ارتسمت على وجهه افظع صور الرعب..... ثم نهض مسرعا الي الشرفة فقابلته بفازة جدتي العزيزة .... التي تناثرت على رأسه في دوى هائل شجي..... ترنح الاحمق قليلا ولكنه واصل رحلته الي الشرفة ... فسبقته الي هناك وانا اشق الهواء بسيف جدي الباتر..... اشق به الهواء شقا.... تقهقر الي الوراء في خوف ..... ثم تعثرت قدمه في الملاءة فوقع على السرير .... بالتأكيد قدم الغبي غبية مثله .... اقتربت منه في بطأ عازما على طعنه في قفصه ... او معدته ... فالظلام دامس هنا .... رفعت سيفي عاليا مستمتعا بصراخه .... ثم هبطت به بكل قوتي..... ولكن في المكان الخطأ... ربما في رأسه او في
لا اعلم ...... فقط لو يتوقف ذلك الرنين .... ربما اعرف اين طعنته
استيقظت على رنين الهاتف..... امسكته محاولا معرفة اسم المتصل من على الشاشة دون ان افقد بصري .... وبنصف عين قرأت اسم زميلي في العمل ...... فتحت الهاتف عازما على خراب بيته اذا لم يكن الامر هام ...... فباغتني صارخا:
- أسمعت بالخبر؟
- من مات؟
- يالك من داهية .. انه المدير
انتفضت من مكاني.... وانا اهتف به
- كنت اداعبك ايها الاحمق.... كيف مات؟
- ليلة امس .... وجدوه متدلي نصفه من على السرير محطم الرأس وعلى وجهه كل صور الرعب مجتمعة.... الغريب ان البعض يؤكد وجود جرح غائر بجبهته..... اكاد اجن .... كيف قتل ذلك الأبله؟