"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" حكمة قد تكون جوفاء أو مللنا من سماعها، على مر السنين، ولكن الحكمة عندما تقترن بأسماء تتحول إلى حقيقة وكيان ملموس، فتصبح الصياغة الأفضل "إذا كان كلام حسن شحاتة من فضة فصمت محمود الجوهري من ذهب".
كثيرون اعترضوا على تأييد المدير الفني الحالي لمنتخب مصر للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، بل تمادى البعض في الوصول إلى افتراض أن شحاتة خائن للثورة، وبالرغم من حرية المدرب القدير في التعبير عن رأيه فآراؤه وخروجه في مظاهرة التأييد مع أفراد الجهاز الفني للمنتخب المصري، وضعت المدرب في موقف حرج، وأصبح هناك جدار حاجز بين شباب الثوار والمدير الفني.
والمشكلة الحقيقية ليست في تعبير شحاتة عن رأيه، وتصريحاته بالتأييد، ولكن في خروجه وجهازه الفني وبعض من اللاعبين في مظاهرة لتأييد مبارك ونظامه في ميدان مصطفى محمود في الوقت الذي كانت فيه الشرطة المصرية تقتل العشرات من الشباب الثائر على الظلم في موقعة الجمل الشهيرة بميدان التحرير.
وتعامل المدير الفني لمنتخب مصر على أن فريقه هو ملك لمبارك ونظامه وليس ملكا للدولة، فسقط النظام، وخسر شحاتة كثير من احترام وحب الجماهير.
والكلام ليس تقليلا من شحاتة كأحد أفضل المدربين في تاريخ الكرة المصرية، ولكنه تكثيفا لأهمية حفاظ القادة، وأصحاب الفكر والإنجازات على تصريحاتهم وتوجهاتهم، سواء السياسية أو الفكرية، أو حتى العقائدية، واعتماد مبدأ السكوت من ذهب.