خطأ كبير يقع فيه الكثير من أصحاب المواقع دون قصد الا و هو التراسل بإسم الموقع بالإعتماد على خدمات البريد الإلكتروني المجانية التي تقدمها الشركات العاملة في هذا المجال ( ياهو، هوتميل، جيميل، و غيرهم).
طبعا القصد مفهوم و هو تفادي الرسائل المزعجة التي قد يتلقونها على بريدهم و لكن هذا لا يبرر تعريض سمعة الموقع للخطر لمجرد الخوف من الرسائل المزعجة. إذ يمكن التعامل مع مثل هذة الرسائل إن وجدت بعدة طرق ناجحة و أبسطها هو تفعيل خاصية حذف الرسائل المتوفرة في جميع برامج البريد الإلكتروني مثل أوتلوك و ثندر بيرد، ميل و غيرها الكثير.
من أهم مميزات إستخدام بريد تابع لنفس الموقع الذي تملكه هو بناء الثقة بينك و بين المستخدم. إذ لا يستطيع متلقي الرسالة التأكد من صحتها إلا في حالة إرتباطها بإسم الموقع المرسلة منه. و لكن تخيل أنك تتراسل مع شركة كبيرة (و هذا يحدث كثيرا) و يأتيك الرد من بريد تابع لأحد الخدمات المجانية، خصوصا إذا كانت الرسالة تتضمن طلب معلومات شخصية مثل الإسم الكامل، رقم الهاتف أو رقم العضوية التابع لخدمة معينة.
الخطر الأكبر عندما تعتمد على إستخدام البريد الإلكتروني المجاني هو فتح الباب أمام ضعاف النفوس للتراسل بإسمك أو بإسم موقعك. أي شخص يستطيع تكوين حساب مجاني يحمل إسم موقعك. فمثلا لو كان إسم موقعك هو ArabicCoffee فمن السهل جدا تكوين حساب جديد بهذا الشكل arabiccoffee@yahoo.com أو arabiccoffee@gmail.com ربما تقول بأنك قد قمت بحجز الإسم في معظم الخدمات المجانية فلا مجال لسوء الإستخدام. إذا إنظر لهذا الإحتمال admin.arabiccoffee@yahoo.com أو هذا arabic-coffee@hotmail.com.
هناك إحتمالات كثيرة لا يمكنك أبدا التنبؤ بها أو التحكم بمصادرها و هذا قد يعرض سمعة موقعك للخطر.
الأسوأ من ذلك هو تعريض خصوصية المستخدمين للخطر عندما يتوقعون أن تصلهم رسالة من بريد مجاني فليس هناك ما يمنعهم من قبول رسالة من بريد مجاني و إن كان إسم المستخدم مختلف قليلا عن الإسم الذي تعودوا عليه. ماذا لو كان الإسم مطابقا لإسم موقعك؟ أي أنك لم تتمكن من التسجيل في جميع الخدمات المجانية و هي كثيرة؟
إذا لا تتفادى خطر الرسائل المزعجة بتعريض خصوصية و سلامة مستخدمي موقعك لخطر أكبر.
كيف تحمي نفسك كمستخدم؟
لا ترد أبدا على أي رسالة من أي موقع يستخدم البريد المجاني. فالموقع الذي لا يستطيع تحمل مسؤلية مراسلاته مع الآخرين لا يستحق أن تعرض سلامة معلوماتك الشخصية و بريدك الإلكتروني للخطر من أجله.
طرق الخداع كثيرة تكاد تكون لا نهائية و لكن إليك بعض منها بقصد التعريف بها
١- قد يرسل لك أحدهم رسالة مستخدما إسم موقع مشهور و يقدم لك خدمات و معلومات قيمة بشكل دوري بقصد بناء الثقة بعد أن يتأكد بأنك جاهز للخطوة يقوم بإرسال رسالة يخطرك فيها بضرورة التسجيل في موقع آخر للحصول على برنامج معين أو كتاب إلكتروني قيم. و بما أنه قد كسب ثقتك فإنك على الأرجح ستعطيه المعلومات التي يطلب. ليس كثيرا مجرد إسمك الحقيقي و بريدك الإلكتروني و ربما رقم هاتفك.
و إليك كيف تم خداعك دون أن تعلم. أولا الرسائل التي وصلت إليك ليست من الموقع الذي تظن. ثانيا المرسل غير متأكد بأن عنوان البريد الإلكتروني صحيح و بتجاوبك معه قد أكدت له العنوان البريدي الخاص بك و أعطيته إسمك و ربما عنوان سكنك. ثالثا تمت العملية من بدايتها إلى نهايتها بشكل آلي بالكامل. أي لا يوجد من يتراسل معك إنما هي سلسلة من الرسائل المعدة مسبقا ترسل بشكل تتابعي على مدى أسابيع و حتى شهور لعناوين بريد عشوائية أو تم شرائها من قوائم بريدية و قد صادف وجود بريد مطابق لبريدك.
٢- تصلك رسالة مهذبة و محترفة تخطرك بأن الشركة الفلانية و موقعها على الإنترنت كذا و كذا تقدم خدماتها المختلفة و يمكنك التأكد بأن الشركة فعلا قائمة و موقعها على الإنترنت كما هو صحيح. بإختصار شركة حقيقية. لكن هنا يطلب منك مرسل الرسالة بكل أدب التعامل معه شخصيا بصفته مندوب الشركة المعتمد و يمكنك عقد أي صفقات عن طريقه.
هنا لا أريد أن أشرح بشكل أكبر كيف تتم العمليات و ذلك لعدم المساهمة في نشر الخطر و إنما القصد هو التحذير من الخطر الذي قد يتعرض له المستخدم و كذلك صاحب الموقع. لذا فمن الضروري خصوصا لأصحاب المواقع التراسل بإستخدام بريد من نفس إسم النطاق التابع للموقع