تفسير سورة لقمان _ الاية 34
قوله تعالى: «إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير» الغيث المطر و معنى جمل الآية ظاهر.
و قد عد سبحانه أمورا ثلاثة مما تعلق به علمه و هي العلم بالساعة و هو مما استأثر الله علمه لنفسه لا يعلمه إلا هو و يدل على القصر قوله: «إن الله عنده علم الساعة» و تنزيل الغيث و علم ما في الأرحام و يختصان به تعالى إلا أن يعلمه غيره.
و عد أمرين آخرين يجهل بهما الإنسان و بذلك يجهل كل ما سيجري عليه من الحوادث و هو قوله: «و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا» و قوله: «و ما تدري نفس بأي أرض تموت».
و كان المراد تذكرة أن الله يعلم كل ما دق و جل حتى مثل الساعة التي لا يتيسر علمها للخلق و أنتم تجهلون أهم ما يهمكم من العلم فالله يعلم و أنتم لا تعلمون فإياكم أن تشركوا به و تتمردوا عن أمره و تعرضوا عن دعوته فتهلكوا بجهلكم.
و قد ذكر فى الاثر ان الامام مالك بن انس امام الائمه قد راى ملك الموت فى المنام فقال له الامام مالك يا ملك الموت متى اموت ؟ فاشار ملك الموت اليه بيده و باصابعه الخمسه , فخاف الامام مالك و قال له ابعد خمس سنين ؟ ام خمسه اشهر ؟ ام خمسه ايام ؟ ام خمسه ماذا ؟؟
فاستيقظ الامام مالك رضى الله عنه مفزوعا خائفا , و ذهب مسرعا الى الامام ابن سيرين - مفسر الاحلام - و قص له الرؤيا . و قال له لقد اشار لى ملك الموت انى ساموت بعد خمسه فاى خمسه يقصد ؟
فقال الامام ابن سيرين ,, لقد سالت ملك الموت عن شيئ لا يعرفه و لا يعلمه , و اما الخمسه التى اشار لك بها فانه يشير الى الاشياء الخمسه التى لا يعلمها الا الله عز و جل و هى الاشياء التى ذكرت فى الايه ( «إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير»....