معارضون ليبيون لنظام القذافي في بنغازي، أرشيف
يعقد المندوبون الدائمون في جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء اجتماعا تشاوريا طارئا في مقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة لبحث تطورات الأزمة الليبية؛ ويكتسب هذا الاجتماع أهميته نظرا لبدء العمليات العسكرية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تمهيدا لفرض الحظر الجوي.
في غضون ذلك، قال أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى إن هذا الاجتماع سيبحث في تطورات الأزمة في ليبيا والمستجدات في اليمن والبحرين، مضيفاً أن التدخل العربي أو الدولي في هذه الملفات متوقف على اقتراحات الدول الأعضاء في الجامعة العربية.
وأضاف موسى في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية الصادرة اليوم، إن مصير العقيد معمر القذافي يعود إلى الشعب الليبي، مؤكداً أنه لم يتراجع عن دعم العمليات العسكرية ضد ليبيا.
ويأتي هذا الاجتماع قبل يومين من اجتماع لمجلس الأمن سيعقد لبحث الأوضاع في ليبيا.
وقد أعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي رفض طلب طرابلس عقد اجتماع طارئ لمناقشة الغارات الجوية الغربية على ليبيا.
وقرر المجلس عقد جلسة إحاطة يوم الخميس المقبل حيث سيقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً بشأن كيفية تنفيذ قرار إنشاء منطقة الحظر الجوي على أن يناقش بعد ذلك الأوضاع في ليبيا.
تمثيل ليبيا في الأمم المتحدة
في هذه الأثناء، تواجه طرابلس أزمة بشأن من يمثلها في الأمم المتحدة، حيث قال المتحدث باسم المنظمة الدولية أن تقديم أوراق اعتماد المندوب الليبي الجديد لدى الأمم المتحدة يجب أن يتم في نيويورك وليس في تونس التي يتواجد فيها المرشح لهذا المنصب علي التريكي.
وكانت الحكومة الليبية قد عينت التريكي في المنصب خلفاً للمندوب السابق عبد الرحمن شلقم، لكن الولايات المتحدة رفضت منح التريكي تأشيرة دخول لعدم حصوله على اعتراف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن التريكي يسعى حالياً لمقابلة بان كي مون خلال زيارته اليوم لتونس ليطلب منه وقف العمل العسكري ضد بلاده.
وكان المجلس قد عقد اجتماعاً الليلة الماضية لبحث المسائل الإجرائية لجلسة الخميس.
ردود فعل دولية
وفي إطار ردود الفعل الدولية، قال الرئيس أوباما أمس الاثنين إن التحرك العسكري الأميركي في ليبيا يأتي دعما لتفويض دولي من مجلس الأمن يركز بالتحديد على التهديد الذي يتعرض له المدنيون في ليبيا من قبل نظام العقيد معمر القذافي.
هذا وقد أعلنت الولايات المتحدة عن استمرارها في العمل مع المعارضة الليبية مع ممارستها للمزيد من الضغوط على الزعيم الليبي ونظامه للتنحي.
وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر "نحن نحافظ على الاتصالات مع المعارضة للحديث معها. نحن في اتصال معهم في بنغازي ومناطق أخرى. لقد كنا واضحين بأننا على المدى الطويل لا نرى القذافي حاكماً شرعياً ونعتقد أن عليه التنحي. سنستمر في ممارسة الضغوط عليه وعلى مساعديه".
التحركات العسكرية
على صعيد التحركات العسكرية، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع اليونانية أن أثينا تتوقع وصول أربع مقاتلات وطائرة شحن اليوم الثلاثاء من قطر إلى قاعدة عسكرية في جزيرة كريت.
وأضاف المسؤول اليوناني أن دولة الإمارات طلبت تزويد 12 طائرة F16 و12 طائرة ميراج بالوقود في قاعدة سودا أثناء توجهها إلى مطار صقلية الايطالي.
وفي باريس، أعلن المتحدث باسم قيادة أركان القوات المسلحة الفرنسية أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ستبدأ عملها ضمن عمليات قوات التحالف في ليبيا اعتباراً من اليوم الثلاثاء.
أما في بروكسل، فقد قال رئيس الوزراء البلجيكي إيف لوتيرم أمس الاثنين إن حكومته وضعت اللمسات الأخيرة بالنسبة لقواعد الاشتباك التي من شأنها ربط العمليات التي ستقوم بها ست طائرات مقاتلة بلجيكية تحت لواء التحالف الدولي.
يأتي ذلك في وقت فشل فيه حلف شمال الأطلسي في بلورة موقف موحد تجاه القرار الدولي بفرض حظر على الطيران على الأجواء الليبية وهو ما يعرقل قيادة هذه العمليات من الولايات المتحدة إلى هذا الحلف.
وقالت باريس إنها لا تريد للحلف أن يقود العمليات العسكرية، لكنه سيتولى المهمة في حال انسحبت الولايات المتحدة منها.
ومن المتوقع أن تتواصل اجتماعات الحلف اليوم من اجل التوصل إلى موقف نهائي.
ميدانياً، قصفت قوات الائتلاف الدولي عدة مدن ليبية، كما سمعت عدة انفجارات في طرابلس. وقد أكد التلفزيون الليبي الليلة الماضية استهداف العاصمة الليبية من قبل قوات التحالف الدولي.
وأفاد شهود بأن القصف أصاب قاعدة بوستة البحرية على بعد 10 كيلومترات شرق طرابلس، وشوهدت ألسنة النار تندلع منها.
في هذه الأثناء، أكدت مصادر المعارضة المسلحة الليبية مقتل 40 شخصاً في مدينة مصراته الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس برصاص قوات موالية للقذافي.
وقد ادعى كل من طرفي النزاع في ليبيا السيطرة على المدينة.