تحطم مقاتلة أميركية في ليبيا واتساع جبهة القتال بين الثوار وقوات القذافي
أحد المواقع التي كانت تابعة لقوات القذافي غرب بنغازي بعد تعرضها لقصف من طائرة فرنسية
أعلنت قيادة القوات الأميركية في افريقيا يوم الثلاثاء أن مقاتلة أميركية من طراز F-15 قد تحطمت في ليبيا "بسبب عطل ميكانيكي وليس نيران معادية"، وذلك في وقت اتسعت فيه جبهة القتال بين الثوار وقوات القذافي في شرق وغرب البلاد بينما قاربت الحملة العسكرية الغربية على تحقيق أهدافها.
وقالت كارين بورزينسكي المتحدثة باسم قيادة القوات الأميركية في افريقيا ومقرها ألمانيا إنه تمت استعادة أحد الطيارين الاثنين من الطائرة المحطمة بعد أن قاما بالقفز منها قبل تحطمها بينما يجري العمل على استعادة الطيار الثاني.
وقال متحدث آخر باسم القيادة يدعى فينس كراولي إن سقوط الطائرة نجم عن "عطل ميكانيكي وليس نيران معادية".
ولم يفصح الجيش الأميركي عن مكان سقوط الطائرة إلا أن صحيفة ديلي تيليغراف البريطانية قالت على موقعها الالكتروني إن الطائرة سقطت في حقل بالقرب من بنغازي، معقل حركة التمرد في شرق البلاد، كما نشرت الصحيفة صورة لحطام الطائرة.
يأتي هذا بينما أكد مسؤولون أميركيون أن الحملة العسكرية لتدمير الدفاعات الجوية للقذافي وفرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا قاربت على الانتهاء وتحقيق أهدافها الأولية مشيرين إلى أن الولايات المتحدة تتحرك بشكل حاسم لتسليم قيادة العمليات لحلفائها في أوروبا.
اعتراضات في الكونغرس
وفي غضون ذلك، تواصلت الاعتراضات في صفوف الجمهوريين وعدد من الديمقراطيين على مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على ليبيا.
وقال مشرعون في الكونغرس من الحزبين إن الرئيس باراك أوباما "تجاوز سلطاته الدستورية عبر السماح بمشاركة عسكرية في الحرب من دون الحصول على موافقة الكونغرس".
إلا أن الرئيس أوباما قال في رسالة بعث بها إلى الكونغرس إنه "يمتلك سلطة السماح بشن هجمات عسكرية محدودة في الزمن والأهداف".
وأكد أوباما في رسالته أن "الحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في ليبيا يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة".
تباين روسي
وفي الشأن ذاته، دعا وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف خلال لقاء مع نظيره الأميركي روبرت غيتس الثلاثاء إلى "وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا وعقد مفاوضات سياسية".
وقال سيرديوكوف "إن روسيا تدعو إلى بذل كل الجهود لوقف العنف في ليبيا ونحن واثقون من أن السبيل الأفضل لتأمين السكان المدنيين هو الوقف الفوري لإطلاق النار وبدء حوار".
يذكر أن روسيا قد شهدت تغييرا في سياستها حيال العمليات العسكرية الجارية في ليبيا بعد قيام الرئيس ديمتري ميدفيديف للمرة الأولى باتخاذ موقف متباين عن رئيس وزرائه فلاديمير بوتين عندما انتقد علنا يوم الاثنين تعليقات للأخير حول النزاع في ليبيا.
وفي خطوة مفاجئة محت ثلاث سنوات من التناغم في الحكم، انتقد ميدفيديف علنا بوتين على مقارنته قرار الأمم المتحدة الذي يجيز شن غارات جوية على ليبيا ب"دعوة من القرون الوسطى إلى حملة صليبية".
وقال ميدفيديف للتلفزيون الرسمي إنه "من غير المقبول تحت أي ظرف من الظروف استخدام عبارات يمكن أن تقود إلى صدام بين الحضارات، مثل عبارة حملة صليبية أو غيرها".
وأضاف ميدفيديف أن "هذا أمر غير مقبول، وإلا فكل شيء سيصبح أسوأ بكثير مما هو عليه الآن، وعلى الجميع أن يتذكروا ذلك".
وقال محللون إن الخلاف يأتي قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في روسيا التي يتوقع الكثيرون فيها أن تسفر عن عودة بوتين إلى الرئاسة التي تركها عند انتخاب ميدفيديف في عام 2008.
قتال كثيف
وعلى الصعيد الميداني، قال المتحدث باسم الثوار في بنغازي أحمد خليفة يوم الثلاثاء إن هناك قتالا كثيفا في مدينة مصراتة شرقي البلاد والزنتان في الغرب بين قوات القذافي والثوار بينما مازال الوضع دون تغير في مدينة أجدابيا في الشرق، التي يحاول المعارضون استعادتها من قوات القذافي لكنهم توقفوا عن التقدم تحت وطأة نيران من دبابة حكومية وإطلاق صواريخ من القوات الموالية للقذافي التي تسيطر على مداخل المدينة.
وأضاف المتحدث أن القوات الحكومية قامت بقتل 40 شخصا في مصراتة وجرحت 189 آخرين مشيرا إلى أن قوات المعارضة تقوم بتمشيط المدينة لإخلائها من قوات القذافي بينما مازال هناك نحو أربعة آلاف مصري عالقين فيها يحاولون العودة إلى بلدهم.
وأشار إلى أن أعمال القصف التي نفذتها القوات الحكومية لمدينة الزنتان قد أدت إلى تدمير مسجد في المدينة مشددا على أن "حديث القذافي عن وقف إطلاق النار لا معنى له".
وأكد أن الهجمات الجوية التي تشنها قوات التحالف منعت وقوع المزيد من الوفيات وأعمال التدمير من جانب قوات القذافي.
وفي مصراتة، قال ناطق باسم الثوار إن هناك خمسة أشخاص بينهم أربعة اطفال قد قتلوا يوم الثلاثاء بنيران القوات التابعة للقذافي.
وأضاف الناطق أن "الدبابات والقناصة قاموا صباح الثلاثاء بإطلاق النار عشوائيا وسقط خمسة شهداء منهم أربعة اطفال كانوا على متن سيارة مع عائلتهم" بينما "سقط الشهيد الخامس في قصف ثان".
وكان الناطق باسم الحكومة الليبية قد أكد مساء الاثنين ان مصراتة، ثالث أكبر مدينة في ليبيا، قد "تحررت قبل ثلاثة ايام" وان القوات الليبية تواصل مطاردة "عناصر إرهابية" في المدينة.
وفي منطقة يفرن جنوب غرب طرابلس، قال سكان في المنطقة إن "مواجهات عنيفة" قد وقعت يومي الاثنين والثلاثاء في المنطقة بين ثوار يسيطرون على المنطقة وقوات النظام الليبي، مما أدى إلى سقوط تسعة قتلى على الأقل.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا يوم الخميس لمناقشة الوضع في ليبيا التي تشهد منذ منتصف فبراير/شباط الماضي تمردا على حكم القذافي المستمر منذ نحو 42 عاما أسفر حتى الآن عن سقوط مئات القتلى ونزوح أكثر من 300 ألف شخص.
أحد المواقع التي كانت تابعة لقوات القذافي غرب بنغازي بعد تعرضها لقصف من طائرة فرنسية
أعلنت قيادة القوات الأميركية في افريقيا يوم الثلاثاء أن مقاتلة أميركية من طراز F-15 قد تحطمت في ليبيا "بسبب عطل ميكانيكي وليس نيران معادية"، وذلك في وقت اتسعت فيه جبهة القتال بين الثوار وقوات القذافي في شرق وغرب البلاد بينما قاربت الحملة العسكرية الغربية على تحقيق أهدافها.
وقالت كارين بورزينسكي المتحدثة باسم قيادة القوات الأميركية في افريقيا ومقرها ألمانيا إنه تمت استعادة أحد الطيارين الاثنين من الطائرة المحطمة بعد أن قاما بالقفز منها قبل تحطمها بينما يجري العمل على استعادة الطيار الثاني.
وقال متحدث آخر باسم القيادة يدعى فينس كراولي إن سقوط الطائرة نجم عن "عطل ميكانيكي وليس نيران معادية".
ولم يفصح الجيش الأميركي عن مكان سقوط الطائرة إلا أن صحيفة ديلي تيليغراف البريطانية قالت على موقعها الالكتروني إن الطائرة سقطت في حقل بالقرب من بنغازي، معقل حركة التمرد في شرق البلاد، كما نشرت الصحيفة صورة لحطام الطائرة.
يأتي هذا بينما أكد مسؤولون أميركيون أن الحملة العسكرية لتدمير الدفاعات الجوية للقذافي وفرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا قاربت على الانتهاء وتحقيق أهدافها الأولية مشيرين إلى أن الولايات المتحدة تتحرك بشكل حاسم لتسليم قيادة العمليات لحلفائها في أوروبا.
اعتراضات في الكونغرس
وفي غضون ذلك، تواصلت الاعتراضات في صفوف الجمهوريين وعدد من الديمقراطيين على مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على ليبيا.
وقال مشرعون في الكونغرس من الحزبين إن الرئيس باراك أوباما "تجاوز سلطاته الدستورية عبر السماح بمشاركة عسكرية في الحرب من دون الحصول على موافقة الكونغرس".
إلا أن الرئيس أوباما قال في رسالة بعث بها إلى الكونغرس إنه "يمتلك سلطة السماح بشن هجمات عسكرية محدودة في الزمن والأهداف".
وأكد أوباما في رسالته أن "الحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في ليبيا يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة".
تباين روسي
وفي الشأن ذاته، دعا وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف خلال لقاء مع نظيره الأميركي روبرت غيتس الثلاثاء إلى "وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا وعقد مفاوضات سياسية".
وقال سيرديوكوف "إن روسيا تدعو إلى بذل كل الجهود لوقف العنف في ليبيا ونحن واثقون من أن السبيل الأفضل لتأمين السكان المدنيين هو الوقف الفوري لإطلاق النار وبدء حوار".
يذكر أن روسيا قد شهدت تغييرا في سياستها حيال العمليات العسكرية الجارية في ليبيا بعد قيام الرئيس ديمتري ميدفيديف للمرة الأولى باتخاذ موقف متباين عن رئيس وزرائه فلاديمير بوتين عندما انتقد علنا يوم الاثنين تعليقات للأخير حول النزاع في ليبيا.
وفي خطوة مفاجئة محت ثلاث سنوات من التناغم في الحكم، انتقد ميدفيديف علنا بوتين على مقارنته قرار الأمم المتحدة الذي يجيز شن غارات جوية على ليبيا ب"دعوة من القرون الوسطى إلى حملة صليبية".
وقال ميدفيديف للتلفزيون الرسمي إنه "من غير المقبول تحت أي ظرف من الظروف استخدام عبارات يمكن أن تقود إلى صدام بين الحضارات، مثل عبارة حملة صليبية أو غيرها".
وأضاف ميدفيديف أن "هذا أمر غير مقبول، وإلا فكل شيء سيصبح أسوأ بكثير مما هو عليه الآن، وعلى الجميع أن يتذكروا ذلك".
وقال محللون إن الخلاف يأتي قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية في روسيا التي يتوقع الكثيرون فيها أن تسفر عن عودة بوتين إلى الرئاسة التي تركها عند انتخاب ميدفيديف في عام 2008.
قتال كثيف
وعلى الصعيد الميداني، قال المتحدث باسم الثوار في بنغازي أحمد خليفة يوم الثلاثاء إن هناك قتالا كثيفا في مدينة مصراتة شرقي البلاد والزنتان في الغرب بين قوات القذافي والثوار بينما مازال الوضع دون تغير في مدينة أجدابيا في الشرق، التي يحاول المعارضون استعادتها من قوات القذافي لكنهم توقفوا عن التقدم تحت وطأة نيران من دبابة حكومية وإطلاق صواريخ من القوات الموالية للقذافي التي تسيطر على مداخل المدينة.
وأضاف المتحدث أن القوات الحكومية قامت بقتل 40 شخصا في مصراتة وجرحت 189 آخرين مشيرا إلى أن قوات المعارضة تقوم بتمشيط المدينة لإخلائها من قوات القذافي بينما مازال هناك نحو أربعة آلاف مصري عالقين فيها يحاولون العودة إلى بلدهم.
وأشار إلى أن أعمال القصف التي نفذتها القوات الحكومية لمدينة الزنتان قد أدت إلى تدمير مسجد في المدينة مشددا على أن "حديث القذافي عن وقف إطلاق النار لا معنى له".
وأكد أن الهجمات الجوية التي تشنها قوات التحالف منعت وقوع المزيد من الوفيات وأعمال التدمير من جانب قوات القذافي.
وفي مصراتة، قال ناطق باسم الثوار إن هناك خمسة أشخاص بينهم أربعة اطفال قد قتلوا يوم الثلاثاء بنيران القوات التابعة للقذافي.
وأضاف الناطق أن "الدبابات والقناصة قاموا صباح الثلاثاء بإطلاق النار عشوائيا وسقط خمسة شهداء منهم أربعة اطفال كانوا على متن سيارة مع عائلتهم" بينما "سقط الشهيد الخامس في قصف ثان".
وكان الناطق باسم الحكومة الليبية قد أكد مساء الاثنين ان مصراتة، ثالث أكبر مدينة في ليبيا، قد "تحررت قبل ثلاثة ايام" وان القوات الليبية تواصل مطاردة "عناصر إرهابية" في المدينة.
وفي منطقة يفرن جنوب غرب طرابلس، قال سكان في المنطقة إن "مواجهات عنيفة" قد وقعت يومي الاثنين والثلاثاء في المنطقة بين ثوار يسيطرون على المنطقة وقوات النظام الليبي، مما أدى إلى سقوط تسعة قتلى على الأقل.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا يوم الخميس لمناقشة الوضع في ليبيا التي تشهد منذ منتصف فبراير/شباط الماضي تمردا على حكم القذافي المستمر منذ نحو 42 عاما أسفر حتى الآن عن سقوط مئات القتلى ونزوح أكثر من 300 ألف شخص.