وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون
أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن دول حلف شمال الأطلسي توصلت إلى اتفاق يقضي بان يتولى الحلف فرض منطقة الحظر الجوي فوق الأجواء الليبية. وقالت:
"فوّضت الدولُ الثماني والعشرون الأعضاء في الحلف القيادة َالعسكرية بوضع خطة عملانية تتيح للحلف تولي مهمة توفير الحماية للمدنيين، استنادا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973."
وقالت كلينتون إنها ستتوجه إلى لندن في الأسبوع المقبل للمشاركة في مؤتمر لتنسيق المواقف بشأن العملية العسكرية ضد النظام الليبي.
لكن مسألة الإشراف السياسي على العملية لم تحسم بعد، بيد أن كلينتون توقعت أن تضطلع كافة الدول المشاركة في التحالف الدولي بدور في القرار السياسي، بما فيها دول عربية. وهذا ما أيده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقول:
" إن التنسيق التقني سيكون على مستوى حلف الناتو ولكن التنسيق السياسي ، فانه سيكون على مستوى التحالف وهو أمر اتفقنا عليه الرئيس اوباما والسيد كاميرون وأنا".
مهمة جديدة للناتو خلال يومين
من جانبه قال أمين عام حلف الناتو اندرس فوغ راسموسن إن الحلف سيبدأ مهمته الجديدة في غضون يومين أو ثلاثة، وأضاف: "قرر الحلفاء في الناتو تعزيز فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، تحرُكنا هذا هو جزء من جهد دولي واسع لحماية المدنيين من هجمات نظام القذافي ، سوف نتعاون بشكل وثيق مع شركائنا في المنطقة ونحن نرحب بمساهمتهم معنا".
وتوقع نائب الأدميرال ويليام غورتني المسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أن تتم عملية الانتقال إلى حلف الناتو في عطلة الأسبوع.
وقال للصحفيين إن الدور الأميركي في الفترة المقبلة سيتمثل في تقديم الدعم اللوجستي وتوفير المراقبة للحلفاء، لكنه لم يستبعد المشاركة في العمليات العسكرية عند الحاجة: "سنواصل ممارسة الضغوط بقدر الإمكان، من خلال شن غارات جوية على الخدمات اللوجستية التابعة للقوات الليبية وعلى القيادة والاتصالات وعلى قدراتهم العسكرية، لإجبارهم على التوقف عن قتل شعبهم. وفيما نعمل على نقل القيادة إلى هيكلية مختلفة، سنواصل تقديم الدعم الذي يحتاجه شركاؤنا في تنفيذ تفويض الأمم المتحدة. "
روسيا ترفض أي تدخل عسكري بري
وقد أعلن السفير الروسي لدى الحلف الأطلسي ديمتري روغوزين السبت إن التدخل البري في ليبيا سيمثل احتلالا وشدد على ضرورة التقيد بقرار مجلس الأمن الدولي وفق ما نقلته وكالة ريا نوفوستي للأنباء في بروكسل .
وشدد روغوزين على ضرورة قيام الحلف الأطلسي بعمليات في ليبيا في إطار الالتزام الدقيق ببنود القرار، وعدم تجاوز الحدود المسموح بها، على حد قوله.
وكانت روسيا التي تملك حق النقض في مجلس الأمن قد امتنعت في 17 من الشهر الجاري عن التصويت على القرار 1973 الذي أجاز تدخل التحالف الدولي في ليبيا. وقالت أنها لا تنوي المشاركة في العمليات.
وقد حذر المسؤولون الروس مرارا من "الاستخدام غير المناسب للقوة" في ليبيا، وانتقد رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بشدة قرار مجلس الأمن إلا أن الرئيس ديمتري مدفيديف رد بانتقاد تصريحات بوتين.
تسليح المعارضة الليبية
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الصادرة السبت أن الولايات المتحدة وحلفاءها يفكرون في تسليح المعارضة الليبية.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين لم تكشف أسماءهم أن إدارة الرئيس باراك اوباما ترى أن الأمم المتحدة تتمتع بالليونة الكافية للسماح بهذه المساعدة. وأضافت الصحيفة أن فرنسا أبدت تأييدها لتدريب المتمردين وتسليحهم.
بينما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مصر ستسلم المتمردين الليبيين أسلحة لمقاتلة قوات العقيد معمر القذافي على الرغم من الحظر على السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة في فبراير/ شباط الماضي.
ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الثوار الليبيين مصطفى القرياني قوله إن القوات المعارضة تحصل على السلاح لكنه رفض تحديد مصدر أو نوع الأسلحة التي يتم شراؤها.
من جانب آخر، كشفت صحيفة نمساوية بارزة السبت عن اتصالات تجري في فيينـا بين نظام الزعيم الليبي معمر القذافي والدول الغربية بهدف إيجاد مخرج للأزمة الراهنة ووقف إطلاق النار.