دبابة تابعة لقوات القذافي تحترق عقب غارة جوية قرب أجدابيا
استعاد الثوار في ليبيا مدينة طبرق الغنية بالنفط الأحد مستفيدين من الغارات التي شنها التحالف ضد القوات الموالية للقذافي الليلة الماضية كما سيطروا على مدينة بن جواد وأصبحوا على مشارف العقيلة إلى الشرق من مدينة راس لانوف الواقعة على بعد 200 كيلومتر غربي مدينة سرت مسقط رأس القذافي.
وأفادت الأنباء بأن الثوار الليبيين حققوا تقدما سريعا في قتالهم ضد الكتائب الموالية للقذافي في شرق ليبيا. كما أفاد الثوار في ليبيا بأن قوات القذافي تقوم حاليا بقصف مدينة مصراته بالدبابات وقذائف الهاون فضلا عن الإشتباكات التي تجري وسط المدينة.
غير أن خالد الكعيم وكيل وزارة الخارجية الليبية نفى أن يكون انسحاب القوات الليبية من المواقع التي انسحبت منها في شرق ليبيا ناجما عن تعرضها لهزيمة عسكرية، وقال في مؤتمر صحافي من خلال مترجم: "خرجت القوات الليبية من مدينة أجدابيا بعد تعرضها لقصف عنيف من قوات التحالف. وللحيلولة دون وقوع خسائر، ومن أجل حماية المدنيين، قررت قواتنا الانسحاب من المدينة".
غيتس يتوقع انشقاقا
وقد توقع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن ينفـَضَّ بعض أنصار القذافي من حوله بعد أن يتبين لهم أنه خاسر لا محالة في حربه مع الثوار. وقال خلال حوار أجرته معه شبكة تلفزيون سي بي إس: "قد تنشق عليه بعض العناصر من قواته المسلحة بعد أن تبيّن أنه لن ينتصر في المواجهة مع خصومه، وقد يقع انشقاق داخل أسرته، بالإضافة إلى عدد لا حصر له من الاحتمالات الأخرى لا سيما إذا استمر الدولي وشعر المحيطون به أنه لا مستقبل لهم في مواصلة البقاء إلى جانبه". وقد اتهم وزير الدفاع الأميركي كتائب القذافي بنقل جثث المدنيين الذين تقتلهم إلى مواقع معينة لعرضها على الصحافيين كضحايا لغارات التحالف.
وقال غيتس: "لدينا الكثير من تقارير الإستخبارات التي تشير إلى أن القذافي ينقل جثث المدنيين الذين يقتلهم ليضعهم في المواقع التي تهاجمها طائرات التحالف.
وخلال الحوار التلفزيوني ذاته قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن التطورات التي تشهدها عدة دول عربية في الوقت الراهن تختلف من دولة لأخرى: "إننا ندرس جميع هذه التطورات ونحللها باهتمام، غير أننا لا نستطيع الخروج باستنتاجات مُعَمَّمة تشمل المنطقة بأسرها"."
استقرار الوضع عامل مهم
وأكد غيتس أن للولايات المتحدة مصلحة في استقرار الوضع في ليبيا حتى لا يتزعزع الإستقرار في منطقة شمال أفريقيا بأكملها. وأشار الوزير في لقاء أجرته معه شبكة تلفزيون ABC الأميركية إلى أنه رغم أن ليبيا لم تكن تمثل أي خطر وشيك أو فعلي على المصالح الوطنية الأميركية قبل العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف ضدها حاليا، إلا أنه من الممكن أن يثير ما حدث من تطورات في تونس ومصر عدم الإستقرار إذا ما فر الكثير من النازحين من ليبيا إليهما، وهذا ما جعل الأمر يتسم بالخطورة من وجهة النظر الأميركية.
أزمة محروقات في طرابلس
هذا وتعاني العاصمة الليبية طرابلس من أزمة خانقة في المحروقات تجبر البعض على النوم أمام محطات الوقود أو ترك سياراتهم أمامها على أمل الحصول على ما يمكن أن يتوفر منه في اليوم .
غير أن السلطات الليبية نفت وجود نقص وقالت الجمعة إن شركات توزيع المحروقات تملك "كميات كبيرة" من المحروقات "تكفي لتغطية الاحتياجات المطلوبة بالكامل من الوقود".
اجتماع لوزراء خارجية 35 دولة في لندن
وقد أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الأحد أن وزراء خارجية أكثر من 35 دولة أكدوا مشاركتهم الثلاثاء في لندن في اجتماع مجموعة الاتصال السياسية حول العمليات العسكرية في ليبيا.
وأوضحت الوزارة أن "وزراء خارجية أكثر من 35 دولة قد أكدوا مشاركتهم" إلى جانب وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أعلن قدومه مؤخرا.
وأضافت الوزارة أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ سيحضر أيضا الاجتماع. وقد أعلنت الحكومة البريطانية السبت مشاركة رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم.
دعوة لحل الأزمة عبر التفاوض
هذا وقد شدد الاتحاد الأفريقي على حل الأزمة في ليبيا عبر التفاوض، ووقف إطلاق النار على الفور، وقال جان بنغ رئيس مفوضية الاتحاد في لقاء مع "راديو سوا" إن الأزمة في ليبيا يمكن حلها عبر الحوار. وأضاف: "يجب استنفاذ جميع السبل الأخرى قبل اللجوء إلى القوة لحل الأزمة، ونصر على ضرورة تجنب اللجوء إلى القوة لتنجب سقوط الأبرياء والمدنيين، ولهذا السبب طلبنا وقفا فوريا لإطلاق النار".
ورغم ذلك، قال السيد بنغ أن طلبه لا يستهدف العمليات التي تقوم بها قوات التحالف تنفيذا للقرار الدولي، لكنه شدد على ضرورة أن يوضح التحالف أهدافه من تلك العمليات، وقال: "ما هي أهدافكم من خلال القصف، هل هي فرض حظر الطيران فقط؟ لأنه فرض بالفعل فوق ليبيا، وهناك هدف آخر وهو إنقاذ المجلس الانتقالي وبنغازي، ويواصل الثوار تقدمهم نحو الغرب، لذا نرى أن أهداف العمليات تحققت، ولا نعرف الخطوة المقبلة، خاصة بعدما أعلن حلف شمال الأطلسي أن العمليات ستستمر لثلاثة أشهر، ونريد أن يكون الهدف المقبل وقف إطلاق النار".
وأعرب بنغ عن قلقه إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في ليبيا وقال: "هناك بالفعل أزمة إنسانية في ليبيا، وهذا ما أكد العدد الهائل من النازحين في كل من تونس ومصر، وستتفاقم الأزمة إذا لم نحصل على وقف لإطلاق النار والاشتباكات".
وفي إجابة له عن سؤال حول ما إذا كان الاتحاد الأفريقي سيطلب من القذافي التنحي على غرار ما فعله كل من الرئيس أوباما وعدد من الزعماء الأوروبيين، قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي لـ"راديو سوا": "تحاول الدول الغربية حل الأزمة من خلال القوة، ونحن نسعى لحلها عبر الطرق السلمية، وإذا كللت مبادرتهم بالنجاح، فسنرحب بذلك، لكن إذا فشلت تلك الخطة، فما الذي ستقوم به تلك الدول لحل المشكلة في ليبيا؟"
محاولات ليبية لفتح قنوات الحوار
هذا وتزداد المحاولات الليبية الرسمية لفتح قنوات الحوار مع المعارضة، كان آخرها بيان أدلى به رئيس الحكومة الليبية السابق جاد الله عزوز الطلحي دعا فيه إلى الحوار.
ويقول سالم الحاسي، إن أي مبادرة إقليمية أو دولية تطرح لحل الأزمة الليبية يجب أن تتضمن رحيل الزعيم الليبي القذافي وعائلته، ويقول الحاسي إن الشعب الليبي قادر على الحصول على حكام جدد.
البابا يناشد حل النزاع عبر الحوار
وقد ناشد بابا الفاتيكان الجهات المعنية في ليبيا وقف إطلاق النار وحل النزاع القائم هناك عبر الحوار.
وأعرب البابا بنيدكت السادس عشر، عن بالغ قلقه إزاء سلامة المدنيين وقال في القداس الأسبوعي في ساحة القديس بطرس إن على الدبلوماسيين أن يبذلوا قصارى جهدهم للتوصل إلى حل سلمي.
وأضاف: "ينفطر قلبي من الحزن بسبب ما يحدث في ليبيا حيث قتل العديد من الأشخاص بسبب النزاع القائم هناك، وبسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وأعرب عن تضامني مع الجميع وأصلي من أجل الضحايا المدنيين وأدعو إلى تقديم الدعم والمساعدة لكل المحتاجين".