بعد حريق مجلس الشوري الشهير خرج صفوت الشريف ليؤكد انه ليس علي رأسه بطحة بل تاج من الإنجازات ولكن الضربات الموجعة التي وجهها له ثوار التحرير أسقطت القناع عنه وكشفت عن الوجه الحقيقي للرجل القوي في النظام المخلوع وأثبتت أن علي رأسه أكثر من تاج للفساد
ففي الأيام الأولي للدكتور كمال الجنزوري في الحكومة أدرك خطورة صفوت الشريف علي الحياة السياسية وعلي مصر كلها وراح يحذر مبارك منه ويطالبه باستبعاده إلا أن مبارك تصدي لمحاولاته ووقف يعنفه وقال له إلا صفوت يا كمال وكانت تلك حصانة خاصة للرجل ينهب بها ما يشاء من خيرات البلد، دون أن يجرؤ أحد علي الاقتراب منه
الشريف سعي إلي امتلاك جميع خطوط اللعبة السياسية في يده بل أنه حاول أن يحرك من مكانه جميع الأحداث من وراء الستار حتي لا يبقي علي خط المواجهة مع أي معارض له وحتي يبعد عن المؤامرات التي أجادها بشكل كبير وتفنن في صناعتها، حتي أن الدكتور كمال الجنزوري قال عنه إنه سبب كل البلاوي والمصائب لكن لا يظهر في أي حاجة منها فهو سوسة وفتان وبتاع توقيع مرددا احنا عارفين ماضيه المخجل
صفوت الشريف لم يخرب السياسة فقط بل قام أيضا بتخريب الاقتصاد، فبعد خروجه من المخابرات عام 68 كان يسكن في شقة رقم 347 بشارع رمسيس والتي قام بشرائها بعد دخوله المخابرات ولم يكن يملك في رصيده سوي مئات الجنيهات فقط ولكنه بعد 43 عاما تغير حاله وأصبح يمتلك عددا من القصور يتنقل بينها
فخلال 23 عاما قضاها الشريف في وزارة الإعلام نجح في زراعة الفساد داخلها حتي تحول إلي غول التهم معه كل الشرفاء بعد أن وصل لمنصبه عن طريق التقارير التي كان يرفعها الي مؤسسة الرئاسة حول قياداته حتي أنه وشي عند الرئيس السادات بمرسي سعد الدين رئيس هيئة الاستعلامات قبله وهو ما أدي الي إقالته ليتولي هو رئاسة الهيئة ثم وزارة الإعلام مع مجيء مبارك عام 1982، حيث أهدر ميزانيتها في عمل برامج تلميع مبارك وعائلته، وبناء استديوهات لم يستفد منها الإعلام المصري الرسمي شيئا انفق الملايين من أجل ظهور سيدة القصر سوزان مبارك في التليفزيون لتتحدث عن نفسها في إطار سياسة التلميع.
حتي بعد انتقاله لرئاسة المجلس الأعلي للصحافة ومجلس الشوري ولجنة شئون الأحزاب، لم يتخل عن الفساد، بل أحكم قبضته علي مشروعات الأحزاب الجادة وسمح بخروج أحزاب للمحسوبين عليه فقط، وقضيته الشهيرة مع محمد عبد العال رئيس حزب العدالة أحد رجاله خير دليل علي ذلك والبلاغ المقدم الي النائب العام الذي حمل رقم 1481 بتاريخ 7 فبراير الماضي من عبدالحي أحمد علي خلاف المحامي أحد المتنازعين علي رئاسة الحزب وعبدالرشيد أحمد أمين عام الحزب، كشف عن حقائق مفزعة حيث أكد البلاغ أن الشريف حصل علي مبلغ مليون دولار دفعتها الأميرة هند الفاسي قبل رحيلها مقابل منح محمد عبد العال قراراً بالاعتداد به كرئيس للحزب، ما يؤكد تلك الحقيقة أن الشريف أصدر قرارا بصفته رئيس لجنة شئون الأحزاب بالاعتداد بمحمد عبد العال كرئيس رغم وجود أحكام جنائية نهائية صادرة ضده من قبل
دافع الشريف عن فساد رؤساء تحرير الصحف القومية وكان سبباً مباشراً فيها حتي أنه قام بحمايتهم من المساءلة رغم عشرات القضايا التي قدمت والتي كشفت عن قضايا الفساد كما أنه حصل علي ملايين الجنيهات من رؤساء التحرير ليتستر عليهم وهو ما كشفه البلاغ المقدم من جمال عبدالرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين للنائب العام يتهم فيه الشريف بالتربح وإهدار المال العام فرغم أن المؤسسات تراكمت ديونها إلا أنه ظل يساند الفساد داخلها وقام فور اندلاع ثورة الغضب بإخفاء المستندات الدالة علي ذلك قبل أن يتحفظ عليها القوات المسلحة داخل مكتبه الذي منع من دخوله وكانت آخر الوقائع مباركته لبيع قطعة أرض في مدينة أكتوبر بمبلغ 37 مليون جنيه منذ أكثر من عام رغم أن سعر الأرض الحقيقي 300 مليون جنيه، حيث كانت حصانة الشريف الدافع الوحيد وراء البيع .
ويمتلك الشريف قصرين حصل عليهما بالأمر المباشر في مارينا بالمنطقتين 22 و24 منها واحدة خاصة بابنه شريف كما أنه يمتلك فيلات في التجمع الخامس وأخري علي الساحل الشمالي وقصر في شرم الشيخ ولم يكتف الشريف بذلك بل إنه قام بشراء 3 فيلات له وأسرته في منتجع الميراج بمدينة دبي بجوار فيلات جمال وعلاء مبارك ومنير غبور وهي التي انتقل اليها ابنه أشرف بعد هروبه من مصر قبل أن يستقر في لندن بجوار عدوه اللدود إيهاب طلعت .
ويمتلك الشريف قصرا آخر مبنياً علي مساحة 6 أفدنة في أرض الجولف وهو مجاور لقصر زكريا عزمي والذي يتجاوز ?30 ألف متر مربع، اشتراه بسعر 600 جنيه للمتر رغم أن سعر المتر الحقيقي يصل الي 5 آلاف جنيه، فضلا عن قصر آخر في منطقة لسان الوزراء بمدينة فايد بالاسماعيلية علي مساحة 16? ?ألف متر مربع محاط بحديقة واسعة .
لم يقنع الشريف بكل ما حصل عليه من فيلات وقصور فراح يجمع ما تقع عليه عينة من أجود الأراضي حيث حصل علي 33 فداناً من أرض الطرق الصحراوي بالأمر المباشر دون أن يدفع مليماً واحداً في القطعة رقم1 كما خصص لأولاده 20 فدانا أخري في نفس المنطقة إضافة إلي 3 قطع بأرض المشتل بمدينة القاهرة الجديدة و40? ?فدانا أخري في الغردقة
زوجة الشريف هانم محمد عطية حصلت هي الأخري علي 5 فدادين في فايد بمبلغ 5 آلاف و403 جنيهات بواقع 6 جنيهات للمتر الواحد رغم أن ثمن المتر يزيد علي 3 آلاف جنيه، والطريف أنها قامت بتقسيط المبلغ علي 5 سنوات 810 جنيهات في السنة الواحدة